الحقيقة الدولية – خاص
"الثورة العربية لم تقاوم الخلافة الإسلامية بل انتصرت للهوية العربية كما إنتصر أتاتورك لهويته القوميه التركية".. بهذه العبارة الجريئة كشف سمو الأمير الحسن بن طلال، أثناء مأدبة عشاء أقامها د. بركات عوجان، مساء الاثنين في العاصمة عمان، عن تفاصيل حوار دار في بداية العشرينيات من القرن التاسع عشر بين الملك عبد الله الأول المؤسس، و الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الدولة العثمانية العلمانية على أنقاض الخلافة الإسلامية.
جاء ذلك أثناء الحفل الذي حضره الباشا عبد الهادي المجالي والقيادي الإخواني عبد اللطيف عربيات وعدد من الوزراء والسياسيين والإعلاميين وجمع غفير من أعيان مدينة معان تحديدا ووجهاء من عشائر المملكة، قال خلاله الأمير الحسن "أنا حفيد امير مكة، الملك المؤسس، الملك الشهيد"، ساردا في ذات الوقت ما وصفه "فن المحادثة النبيل" عن تفاصيل الحديث الذي دار بين الملك المؤسس عبد الله الأول ومصطفي كمال أتاتورك في بداية العشرينيات من القرن التاسع عشر، وعن كيفية تحول دعابة أطلقها أحد الحضور آنذاك، إلى نقد للعرب.
الأمير الحسن، كشف عن تهمة وجهت على شكل دعابة للعرب مفادها أن "العرب قاموا (ثاروا) على الخلافة" فما كان من الملك المؤسس إلا أن رد، بحسب ما فهمه الأمير الحسن ناقلا "ما سمعه عن الأباء وعن من عاصر تلك المرحلة"، "أننا لم نقم ولم نثور على الخلافة ولكننا ثرنا لهويتنا العربية كما ثرتم أنتم لهويتكم القومية التركية فيما بعد".
ومضى الأمير بالقول، "وكما نعلم أن المنطقة تقسمت إلى قوميات اليوم، فنرى القومية التركية مع الإنفتاح على التواصل مع دول الإقليم، ونرى قومية فارسية" مشيرا إلى أن حديثه عن "ذلك الإختلاف الذي يثري المسيرة إذا تحدثنا عن هويتنا العربية الإسلامية".
وحذر الأمير من الإختلاف الذي يعطل المسيرة "إذا تحدثنا عما يروج الآن في الدوائر السياسية بأن هناك مواجه حتمية بين الهوية العربية، لا قدر الله، والهويات القومية الأخرى"، مشيرا إلى أنه يعني"العجم بمعنى المسلمين من غير العرب".
وشدد الأمير الحسن في كلامه المرتجل على أهمية أن تولي مناهج التربية والتعليم أهمية للبعد التوعوي للنهضة العربية، قائلا " إسمحوا لي أن اقول أن البعد التوعوي للنهضة العربية ونحن نقدم على عيد الثورة والنهضة لا بد أن نوليه حقه من الإهتمام، واقول ذلك أمام وزراء التربية والتعليم السابقون واللاحقون، اننا بحاجة إلى التأكد من أن كرامة الإنسان والعلاقة الطردية بينها وبين التنمية المستدامة أمر لا بد من التذكير به دائما".
وتطرق الأمير الى الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم اليوم وارجع أسباب تلك الأزمات الاقتصادية الى الاستثمار النقدي و غسيل الأموال، بالإضافة "لاقتصاد دخيل علينا" كما وصفة الأمير الحسن، وحذر في اخر كلامه من نتائج تهريب الأموال بسبب الحروب التي هزت هذا الإقليم من العالم، محذرا من أن إذا ما حلت بنا ذات الظروف مجددا "فستكون خطيرة ودامغة لهويتنا العربية جامعة".
اللقاء كان دافئا وبدء بكلمة ترحيبية من المضيف، د. بركات عوجان، ألقى فيها الضوء على تبعات وسلبيات ما يدعى بالربيع العربي، مشيدا بمكانة الهاشميين في قلوب الأردنيين كافة، كما تخلله أحاديث جانبية مع سمو الأمير، واختتم بوجبة "منسف" دسمة والكنافة النابلسية الساخنة.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AD
المفضلات