ملف من إعداد : سيف الجنيني - فرح العلان - حيدر القماز - نضال الوقفي - رأى مسؤولون ومختصون في القطاع السياحي، في إضطرابات الإقليم فرصة وتحديا في ذات الوقت , وقالوا إن الفرصة تتركز في إستغلال بيئة الإستقرار التي يتمتع بها الأردن والحاجة الى المزيد منها كعنصر جذب للسياحة العربية والأجنبية عموما , فالأردن لا يزال بحسب الوصف مثل « بيت هادئ في حي مضطرب « أما بالنسبة للتحديات فهي تكمن في مدى جاهزية الجهات ذات العلاقة والمواطنين للإستعداد لإستثمار هذه الفرصة في ضوء الحاجة الى تنشيط الأعمال والوظائف المرتبطة بهذا القطاع ومدى الحاجة الى رفع العوائد المالية سواء تلك التي تتحقق للخزينة التي تحتاج الى كل دينار وتلك التي تتحقق للعاملين في هذا القطاع في جميع أنحاء المملكة .
هذه التحديات بحسب آراء مسؤولين وعاملين ومهتمين في قطاع السياحة قد تشكل نقطة تحول ايجابية تحسب لصالح الأردن في حال أحسن استغلالها من خلال زيادة الإنفاق الإعلاني لترويج المملكة ووضع خطة استراتيجية سياحية للأعوام الثلاثة المقبلة تأخذ بعين الاعتبار الظروف السياسية المحيطة، إلى جانب ترويج الأردن كمنطقة مستقرة سياسيا وأمنيا.
وتراهن وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة الأردنية على عودة النشاط إلى السياحة العربية وخاصة الخليجية منها، باتجاه الأردن، إذ عمدت هذه المؤسسات الى إطلاق خطة ترويجية وتهيئة البنية التحتية الملائمة، وإتخاذ حزمة من الإجراءات الإدارية والترويجية لتسهيل استقطاب المزيد من السياح خلال أشهر الصيف خصوصا ان شهر رمضان سيقع خلال شهور الاجازة الصيفية.
الأرقام الرسمية الأخيرة دعمت من التفاؤل الحكومي بموسم سياحي نشط، إذ بلغت نسبة الإشغال الفندقي نحو 90% فيما ارتفع الدخل السياحي في الربع الأول من العام الجاري بمقدار 50 مليون دينار ووفقا لبيانات رسمية، حقق الدخل السياحي في الشهور الثلاثة الأولى من هذا العام ارتفاعا نسبته 4%، وسجل الدخول السياحي نحو 528 مليون دينار، مقارنة مع 508 ملايين دينار بنهاية نفس الفترة من العام الماضي.
ولعل ربط الأردن الذي يحلو للبعض تسميته بـ» المتحف الأثري الكبير» جغرافيا بما يدور حوله من أحداث ساخنة قد ألقى بظلاله السلبية على القطاع السياحي الذي يشكل نحو 13% من الناتج القومي الإجمالي ويشغل 40 ألف فرصة عمل مباشرة، إذ أعلن أن خسائر هذا القطاع تأثرت بتداعيات « الربيع العربي» وقد بلغت نحو مليار دولار في العام الماضي.

قموه : حزمة اجراءات
لتسهيل قدوم السياح الى المملكة
وزارة السياحة والآثار العامة، عبرت وعلى لسان أمينها العام، عيسى قموه، عن تفاؤلها بتحسن الموسم السياحي خلال فترة الصيف، موضحا أن الوزارة أعدت حزمة من الإجراءات الإدارية والترويجية لاستقطاب السياح العرب وخاصة دول الخليج العربي.
و قال قموه « أثبت القطاع السياحي سرعة تعافيه في ظل الظروف السياسية الراهنة والحكومة أعدت حزمة من الإجراءات الإدارية والترويجية لجذب أكبر عدد ممكن من السياح خاصة دول المنطقة «
و أضاف « تم القيام بكافة التسهيلات اللازمة في تخفيف الإجراءات المتعلقة بدخول السياح عبر المعابر والحدود «
وأضاف « أن وزارة السياحة تتعامل مع مختلف الأمور بتفاؤل كبير والأرقام أهم الدلائل على النتائج فهي أشارت إلى ارتفاع مجموعات السياح في الشهور الأربعة الأولى من هذا العام بنسبة (5.5%) فضلا عن أنه وبشهادة التقارير الدولية فإن الأردن يُسجل ضمن أعلى دول العالم في تحقيق عنصرالأمن والأمان»
وتابع قائلا « قام وزير الساحة بحملة ترويجية (Road Show) في عدد من دول الخليج العربي حيث يتوقع زيادة السياح الخليجيين نتيجة ذلك هذا العام الذي سيشهد أيضا العديد من الفعاليات والأنشطة الترويجية سياحيا في مختلف محافظات المملكة كمهرجان ليالي القلعة في عمان ومهرجان البحر الميت في شهر رمضان المبارك «
مضيفا « أنها لن تقتصر على الأغاني الفلكلورية والشعبية فحسب بل ستشتمل على معارض ومهرجانات للحرف اليدوية والثقافية بهدف دمج المجتمع المحلي في الأنشطة مما يساهم في زيادة عدد السياح خاصة من الخليج العربي»
وأشار قموه أن (45%) من حجم السياحة تأتي من الدول العربية تشكل السياحة القادمة من الخليج نصفها.
ونوه إلى أنه على صعيد السياحة الداخلية فإن وزارة السياحة تقوم بالإعداد بأنشطة وفعاليات سياحية تساهم في زيادة السياحة الترفيهية للسائح ورفع مقدار إنفاقه الذي يعني رفع حجم الإيراد السياحي للخزينة ، فضلا عن قيام الوزارة بالتعاون مع كافة الوزارات التي تتقاطع معها ناهيك عن هيئة تنشيط السياحة بزيادة عدد العاملين لتسهيل دخول وخروج السياح إلى تلك الفعاليات.
وتنص الأسس الجديدة المعتمدة الخاصة بمنح تصاريح دخول مطار الملكة علياء الدولي، على أن يَمنح تصريحين للمكاتب التي تستقطب (5000) سائح فما فوق ، وتصريحا للمكاتب التي تستقطب من (600) سائح إلى (5000) سائح ، فيما يمنح تصاريحَ مؤقتة للمكاتب التي تستقطب أقل من (600) سائح ، على أن يتم التدقيق أمنيا على المندوبين ، وبحيث لا يتجاوز عددهم عن (100) مندوب لجميع المكاتب ، وأن يكون هناك مندوب احتياط .
وفيما يخص المطارات والمعابر الحدودية الأخرى ، فتمنح ثلاثة تصاريح للمكاتب التي تستقطب أكثر من (10) آلاف سائح ، فيما تمنح تصريحين للمكاتب التي تستقطب من (1000) سائح إلى (10) آلاف سائح وتصريحا واحدا للمكاتب التي تستقطب أقل من (1000) سائح .

المجالي : كورنيش البحر الميت سيعزز النشاط السياحي داخليا وخارجيا
وقال رئيس هيئة المناطق التنموية والحرة المهندس عامر المجالي ان شركة تطوير المناطق التنموية الأردنية تعتزم خلال الاسبوع القادم توقيع 9 اتفاقيات لتطوير الجزء الشمالي من مشروع رفع شارع الكورنيش « الممشى « موضحا ان هذا المشروع سيخلق فرص عمل وسيعزز النشاط السياحي الداخلي والخارجي للاردن .
ولفت الى ان المشروع سيكون به مساحات واسعة من الفنادق الثلاث نجوم والمطاعم السياحية والعديد من المناطق الخدمية التي تلبي طموحات السياح العرب والاجانب في المملكة وخارجها .
وبين ان منطقة البحر الميت تستوعب فنادق اضافية عوضا عن الفنادق الموجودة بها حاليا مشيرا الى ان السياحة في منطقة البحر الميت لم تنخفض عن مستوياتها في الاعوام السابقة .
واشار الى ان المشروعات التي تقام في منطقة البحر الميت ستعزز ثقة السياح للتوجه الى منطقة البحر الميت كمقصد سياحي علاجي وديني لافتا الى عنصر الاستقرار الذي تشهده المملكة في ظل اضطرابات عاشتها المنطقة العربية تكسب الاردن ميزة كبيرة وتجعله مقصدا سياحيا .
دخل سياحي يبشّر بموسم جيّد الصيف المقبل
شهد الدخل السياحي في الأردن ارتفاعا طفيفا خلال الربع الأول من العام الحالي، وسط زيادة بنفس المستوى تقريبا في سياحة المبيت.
وتبشر هذه الزيادة في الربع الأول من هذا العام بموسم سياحي جيد الصيف المقبل وسط اغلاق وجهات سياحية في الدول المجاورة بسبب الاضطرابات السياسية فيها.
ووفقا لبيانات رسمية، حقق الدخل السياحي خلال الشهور الثلاثة الأولى من هذا العام ارتفاعا نسبته 4% مقارنة بالدخل السياحي في عام 2011.
وسجل الدخول السياحي بنهاية الربع الأول من العام الحالي نحو 528 مليون دينار، مقارنة مع 508 ملايين دينار بنهاية نفس الفترة من العام الماضي.
وكان الدخل السياحي في الأردن تراجع العام الماضي بنسبة 16.4 % الى 2.8 مليار دولار مقابل 3.4 مليار دولار في العام 2010.
وتظهر بيانات وزارة السياحة والآثار أن عدد سياح المبيت ارتفع في الربع الأول من العام الحالي 5.3 % في حين انخفض عدد زوار اليوم الواحد بنحو 27%.
وانخفض إجمالي عدد زوار الأردن (سياح المبيت وزوار اليوم الواحد) في الربع الأول من العام الحالي بنسبة بلغت نحو 9% عندما بلغ عددهم 1.4 مليون زائر مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
ويؤشر انخفاض عدد زوار اليوم الواحد بالتزامن مع ارتفاع الدخل السياحي وزيادة سياح المبيت إلى تفضيل السياح قضاء أكثر من ليلة في الأردن، ما انعكس على زيادة معدلات الإنفاق.
وتظهر بيانات وزارة السياحة أن الجنسيات (السعودية والليبية والعراقية) تصدرت قائمة الدول التي يأتي منها الدخل السياحي
ويشكل قطاع السياحة الأردني ما نسبته 14% من الناتج المحلي الإجمالي.
وارتفع عدد سياح المبيت للربع الأول من هذا العام إلى 911 ألف سائح مقابل 865 ألف سائح لنفس الفترة من العام الماضي.
وانخفض عدد زوار اليوم إلى 515 الف زائر في الربع الأول من العام الحالي، مقابل 704.1 ألف زائر خلال الربع الأول من العام الماضي.
وبلغ اجمالي عدد زوار الأردن في الربع الأول من العام الحالي نحو 1.4 مليون زائر مقارنة مع 1.5 مليون زائر خلال الربع الأول من العام الماضي.
اما بالنسبة لحركة المجموعات السياحية فقد اشارت البيانات, الى استمرار انخفاض عدد السياح القادمين بشكل مجموعات سياحية 17%, حيث بلغ عدد سياح المجموعات السياحية خلال الربع الأول من العام حوالي 69 ألف سائح مقارنة مع 83 ألف سائح للفترة ذاتها من العام الماضي.
الخشمان : «النقل السياحي المتخصص»
تطلق مبادرة للنهوض بالقطاع
أكد رئيس جمعية النقل السياحي المتخصص زهير الخشمان, أن الأردن بلد الأمن والأمان هوبلد مليئ بالأماكن السياحية الجميلة وأن ما شهدته المنطقة خلال الفترة الماضية من أعتصامات ومسيرات أثرت بشكل كبير على هذه السياحة.
وقال الخشمان في حديثه لـ « الرأي « نعم لقد تأثر القطاع السياحي في المملكة بشكل كبير حيث انخفض معدل السياح الأجانب بما يعادل 60إلى 70 بالمئة من مجموع السياح القادمين إلى المملكة
ودعا الى اعداد الدراسات والمقترحات عن واقع السياحة الاردنية للوقوف خلف قضية عزوف الكثير من الجهات العاملة في صناعة السياحة من تسويق الاردن كدولة أولى سياحيا أما السياح العرب والاجانب ، هذا بالاضافة الى تقديم الاردن سياحيا للجهات الرسمية بهدف تعديل الانظمة والقوانين الراعية والمحفزة للسياحة الاردنية وما يعود على الاردن من عوائد تسهم في اثراء مصادر الثروة الوطنية .
وستعمل الجمعية جنبا الى جنب مع كافة القطاعات السياحية للنهوض بواقع قطاع السياحة الاردنية.
وأضاف الخشمان نحن مع حرية التعبير عن الرأي ولكن ليس في إطار ما يخرج عن حدوده في التعبير, والتأثير على قطاعات البلد المختلفة وخاصة قطاع السياحة, والذي يعتبر رافداً مهماً للدخل.
وقال الخشمان يجب العمل على وضع خطة عمل مدروسة لجذب السياح وخاصة الاجانب منهم لما يترتب عليه من رفد المملكة بالعملات الصعبة مما يسهم في رفع نسبتها والتي تعد عامل مهم في الاستقرار.
وقال الخشمان لقد قمنا بالمبادرة والتي تعتبر هي الاولى من نوعها في الاردن حيث قام القطاع الخاص بتبنيها بالتوازي مع القطاع العام والتي تهدف إلى تحمل مسؤولياته الوطنية، فقد أقدمت شركات النقل السياحي على تأسيس جمعية اطلق عليها «جمعية النقل السياحي المتخصص» ، حيث اخذت على عاتقها عدة مسؤوليات وطنية لتسويق الاردن سياحيا.
ومن أهم أهداف هذه الجمعية رفع مستوى المهنة وتطويرها، وكذلك تنمية السياحة وتنشيطها بالتعاون مع ووزارة النقل و السياحة.
وطالب الخشمان الحكومة بضرورة النظر في القطاع من خلال توفير الدعم وتوفير الامكانات اللازمة لنمو القطاع واستدامته من خلال النظر في الحوافز الضريبية وتخفيض حجم الفائدة على القروض البنكية وغيرها.
وأكد الخشمان في معرض حديثه, عن دور الكبير الذي يجب أن تلعبه كل من وزارة السياحة والأثار وهيئة تنشيط السياحة في هذه الفترة في العمل الجاد, فيما دعا الصحافة والأعلام إلى الابتعاد عن التركيز على قضايا الفساد والعمل على دعم قطاع السياحة لنهوض والأرتقاء به.
وقال الخشمان ان النهوض بقطاع السياحة لا يقع على مؤسسات الدولة فقط، وانما على عاتق القطاع الخاص بوصفه شريكا استراتيجيا في نهضة الاقتصاد الاردني عامة، واصفا هذه الشراكة بانها تجيء في سياق الواجب الوطني، حيث ستقوم الجمعية بتنفيذ خططها وبرامجها واهدافها التي انشأت على اساسها ليقوم القطاع الخاص بدوره المأمول تحقيقا للرؤى الملكية في مستقبل اردني حديث ينافس دول العالم على خارطة الحضارة الانسانية.

جمعية الفنادق الأردنية : انخفاض الانفاق التسويقي يؤثر سلبا على السياحة
وقال المدير التنفيذي لجمعية الفنادق الاردنية يسار المجالي :» ان القطاع السياحي قطاع حساس بطبعه وان الاعتصامات والمسيرات وان كانت سلمية فهي تؤثر على القطاع من ناحية جذب السياح .»
واوضح ان المشكلة تكمن في كون كافة السفارات الموجودة في كل دولة تقوم بكتابة تقارير لدولتها عن الوضع السياسي في الدولة ، وهذه التقارير تؤثر بطبيعة الحال على اسعار التأمين على الحياة ، كون شركات التأمين تقوم بتأمين كل فرد يخرج من البلاد .
وبين ان شركات التأمين توفق اصدار بوالص التامين على الحياة لاي فرد يسافر الى أية دولة لديها وضع سياسي غير مستقر ، بالتالي يغير السائح وجهته الى دولة اخرى ، مشيرا الى أن المسيرات السلمية الحاصلة في الاردن تتأثر بهذا الايقاف .
ولفت الى ان موقف السائح الاجنبي من هذه المسيرات جاء بناء على تكوينه فكرة عن عدم حصول الاعتصامات في الشرق الاوسط ، والخوف من حصول تصعيد فيها .
وقال المجالي فيما يخص التكاليف المترتبة على القطاع :» ان قطاع الفنادق تأثر بشكل كبير بهذه الزيادة في اسعار الكهرباء ، التي ادت الى ارتفاع تكاليف القطاع بمقدار 30% ، مما سيؤدي الى قيام الفنادق بتخفيض موظفيها ، الامر الذي سيعمل على ارتفاع مستوى البطالة .
واشار المجالي الى ان انخفاض الانفاق على التسويق والاعلان على السياحة يعد من احد اهم الأسباب المؤثرة بالقطاع .
حداد : عناصر الاستقرار السياحي
لا مثيل لها عربياً
وقال رئيس جمعية وكلاء السياحة مالك حداد إن الاردن يستطيع الاستفادة في جذب السياح العرب والاجانب في ضوء حالة الاستقرار التي يعيشها .
واشار حداد الى الدور الذي تقوم به وزارة السياحة والاثار وهيئة تنشيط السياحة في الترويج للاردن كبلد سياحي جاذب وابراز ايضا عنصر الاستقرار والمواقع السياحية والامن السياحي موضحا ان عنصر الاستقرار والامن السياحي في المملكة لا يوجد له مثيل في الدول العربية .
ولفت حداد الى ان هذه الميزة التي يتمتع بها الاردن تجعله موقعا مميزا في خارطة العالم السياحي اضافة الى ان هذه الميزة يجب الاستفادة منها في الترويج في دول امريكا واوروبا .
وبين حداد ان الاردن يتمتع ببنية سياحية جاذبة من خلال وجود اكثر من الف موقع سياحي ووجود عدة مواقع اثرية هامة مثل البتراء ووادي رم والبحر الميت .
واشار ايضا الى تمتع الاردن بالبنى التحتية المؤهلة للسياحة من خلال الفنادق المجهزة بشكل كامل اضافة الى النقل السياحي والمطاعم وغيرها الامر الذي اكسب الاردن اهمية اخرى كمقصد سياحي .
واوضح ان الاردن يجب عليه الاستفادة من موسم الصيف الحالي خاصة مع وجود المهرجانات موضحا ان السياحة قطاع مهم ويدعم الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة من خلال المقبوضات المباشرة وغير المباشرة .

الإمام : استراتيجية مستقبلية
للنهوض بالقطاع السياحي
وبدوره اكد الخبير السياحي محمد الامام ان الاحداث السياسية في الدول العربية المجاورة شمالا وشرقا وغربا ، تؤثر سياحيا على الاردن ، كون السائح سيبقى متخوفا من هذه الازمات .
واشار الإمام - الذي ترأس جمعية وكلاء السياحة لسنوات سابقة- الى ان الخوف من الصورة المكونة في ذهن السائح عن الدولة التي يريد زيارتها تغيرها المسيرات والاعتصامات التي تظهرها وسائل الاعلام ، فالسائح الاجنبي لن يستطيع ان يفهم ان هذه الاعتصامات سلمية لا تمس بأمان الدولة .
وبين الامام ان الحل المناسب لرفع ايرادات القطاع السياحي وتسويقه وجذب السياح الى للاردن يكون عن طريق منافسة الاسعار ، والتعاون بين القطاع العام والخاص ، وايجاد استراتيجية تعمل على مساعدة القطاع .
ونوه الى ضرورة وجود رؤية مستقبلية للاعوام الثلاثة القادمة 2013 - 2015

المرصد الاقتصادي : 50 مليون دينار
الدخل السياحي في الربع الأول
واكد رئيس المرصد الاقتصادي التابع للجامعة الاردنية الدكتور طالب عوض ان القطاع السياحي في الاردن مرتبط بالتطورات الاقليمية السياسية ، برغم الامكانات السياحية المتوفرة في الاردن .
واشار إلى ان نوعية السياحة تحسنت مقارنة مع السنوات الماضية ، موضحا انخفاض السائحين جاء مع ارتفاع الاتفاق نتيجة الى ان سياحة المبيت تحسنت ، مما ادى الى ايجاد توازن في هذه العملية .
وبين عوض ان الربع الاخير من عام 2011 مني بخسارة مقدارها 90 مليون دينار أي ما نسبته من 12-13% ،اما في الربع الاول من 2012 فقد تحسنت اوضاع القطاع السياحي وجاءت بزيادة مقدارها 50 مليون دينار مقارنة مع الربع الاول من 2011 .

خرابشة : على الجهات الحكومية
استغلال الأحداث السياسية ايجابيا
وقال أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأردنية د.عبد خرابشة « الإعتصامات
والمسيرات التي تحدث في الأردن تتسم بالسلمية فضلا عن أن الكثير من دول العالم في أوروبا و أمريكا وغيرها تشهد اعتصامات ومسيرات سلمية كتلك التي يشهدها الأردن لذلك فإن تأثيرها على السياحة أردنيا ذو تأثير محدود إلا أن الوضع غير المستقر في عدد من الدول المجاورة يعد مفيدا أردنيا على الصعيد السياحي بالنظر إلى تقلص الخيارات أمام السائح «
وأضاف « وهذا بدوره يدعو المؤسسات السياحية إلى أن تكون مستعدة لاستغلال هذه الفرصة بما يخدم السياحة في الأردن وفي تأمين المزيد من الوظائف السياحية الجانبية كتلك المتعلقة بالصناعات الخشبية والرملية والتحف التي تشكل بدورها بدائل لزيادة إنفاق السائح مما يعني زيادة في حجم الإيراد المتأتي للخزينة في ظل الظروف الإقتصادية الحالية»
وأكمل قائلا « السياحة تتطلب عوامل معينة يتوجب توفرها في الوجهة السياحية كالبحر والسماء الصافية والرمال فضلا عن البيئة الآمنة والأسعار المنخفضة كما أنها قد تكون أيضا أثرية وقد تكون ترفيهية والأردن زاخر بالأماكن الأثرية فضلا عن تنوعه الطبيعي والكلف السياحية المقبولة مقارنة بعدد من دول الجوار إضافة إلى عنصر الأمن والأمان المحقق وبالتالي فإن توفر هذه المقومات السياحية عند شملها مع حسن استعداد المؤسسات السياحية سيؤدي إلى المحافظة على عنصر الزيادة في المردود السياحي الوطني»

عايش : تدريب الطلبة لتقديم
العون المعرفي للسائح
من جانبه قال الخبير الإقتصادي حسام عايش « يمكن القول إن الإعتصامات
والمسيرات يمكن أن تؤثر على القطاع السياحي في أي بلد إذا لم تحسن الجهات المختصة التعامل معها بشكل صحيح ولكن في ظل التعامل الصحيح لتلك الجهات مع الاعتصامات والمسيرات فإن هذا حافظ بدوره على ضبط الشارع وبالتالي فإن الأثر على القطاع السياحي كان محدودا جدا «
وذكر عايش « أن التوتر السياسي الإقليمي الذي جعل من الأردن الوجهة الأولى أمام السائح فضلا عن حملة الترويج السياحي التي يطلقها الأردن يفرضان بدورهما تحديا على الصعيدين الشعبي والمؤسساتي في إيجاد البيئة المناسبة لتحقيق وجهة سياحية أكبر فالأردن بأبنائه ومؤسساته يمكن أن يكونوا معنيين في الشأن السياحي خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة «
وأشار عايش إلى أنه يمكن تدريب الطلبة في المدارس والجامعات على كيفية تقديم العون المعرفي للسائح لأن تحقيق مثل هذه الخطوة من شأنه تدعيم البنية التحتية السياحية الوطنية وتفعيل المشاركة الشعبية في عملية النشاط السياحي.

قعوار : ترويج الأردن كوجهة
أولى للسياح الخليجيين
وقال مدير عام شركة البتراء للسياحة والسفر عوني قعوار ان وزارة السياحة والآثار تعمل جاهدة خلال الفترة الحالية للترويج الاردن كمقصد سياحي في دول الخليج العربي .
ولفت قعوار الى ان الاحداث التي شهدتها سوريا اثرت بشكل كبير على السياحة في الاردن وخاصة للسياح الاجانب موضحا ان السياح الاجانب يتخوفون من السياحة في المناطق التي تشهدت اضطرابات سياسية .
ونوه قعوار الى أن رفع اسعار الكهرباء والمشتقات النفطية سيؤثر سلبا على القطاع السياحي وخاصة القطاع الفندقي موضحا ان على الجهات المختصة دعم هذا القطاع نظرا لما يشكله من دعامة للاقتصاد الوطني.
ونوه قعوار الى ان الرافد الاساسي لقطاع السياحة في الاردن يعتمد بشكل كبير على السياح الاجانب موضحا ان السياحة الدينية وزيارة المواقع الاثرية وخاصة من السياح الاجانب تكون على مدار السنة ولا تقتصر على موسم معين مثل السياح العرب الذين تقتصر سياحتهم على مواسم معينة .
وكانت الحكومة اتخذت سلسلة من الإجراءات المتميزة والنوعية الرامية إلى جذب المزيد من السياح من الأشقاء في دول الخليج العربي على رأسها معاملة السائح الخليجي بذات معايير معاملة السائح الأردني في دخول جميع المواقع السياحية فضلا عن تخفيض ضريبة الإيواء الفندقي من16 % إلى8 %.

مزايا القابضة : مقومات سياحية تترافق
مع مقومات أمنية في المملكة
وأشار تقرير سابق لمزايا القابضة الى ان للمملكة مقومات سياحية تترافق مع مقومات أمنية تميز المملكة عن باقي دول المنطقة وبالتالي تراهن على ان يضعه ذلك في مقدمة الخيارات للوجهات السياحية للسائح العربي وخصوصا السياحة العائلية الخليجية.
وشدد التقرير على أن من أهم التحديات التي تواجه القطاع السياحي الأردني هو توضيح الصورة الواقعية للوجهات السياحية والمناطق والمرافق السياحية وما تتمتع به من امان يحقق رغبات السائح الخليجي، مشيرا إلى أن ارقام الشهرين الأولين من العام الجاري تشير إلى ارتفاع في اعداد زوار الأردن من السياح الخليجيين بنسبة 9 بالمئة مقارنة بالعام السابق وهذا يعطي مؤشرات ايجابية عن باقي العام وخصوصا الصيف الذي تزدحم فيه الفنادق والمرافق والمناطق السياحية في الأردن ضمن موسم تخطط له وتنفذه السلطات في الاردن لما له من أهمية كبيرة في دعم الدخل السياحي الذي يشكل ما يصل إلى 13 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في الاردن.
وتولي الحكومة الاردنية اهمية كبيرة للسياحة، فهي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الاردني وايضا بزيادة دخول العملة الصعبة للبلد، فقد حدد مشروع قانون الموازنة قيمة الدخل السياحي المتوقع للعام الحالي 2012 بحوالي 2.350 مليار دينار.