حقيقة الدولية – القاهرة – محمد الحر

حملت الإنتخابات الرئاسية المصرية مفاجآت غير متوقعة وجاءت صادمة لكافة فئات الشعب المصري بعد ان أوضحت نتائج فرز الصناديق عن تصدر الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة "اخوان مصر" والفريق احمد شفيق رئيس الوزراء الأخير في نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وقد شكل تراجع المرشحين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي إلى المركزين الثالث والرابع صدمة كبيرة للغاية بالنسبة لمؤيدهما خاصة مع حصد حمدين صباحي لملايين الأصوات التي ساندته بصفته المرشح الوحيد الذي ينطبق عليه لقب مرشح الثورة المصرية بجدارة واستحقاق.

وتصدر الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة السباق الرئاسي بنحو 5 ملايين و693 ألفاً و982 صوتاً فيما حصل الفريق أحمد شفيق على المركز الثاني بنحو 4 ملايين و943 ألفاً و490 صوتاً، وحل حمدين صباحي فى المركز الثالث بأصوات بلغت 4 ملايين و 596 ألفاً و146 صوتاً وسط صراع شرس على المركز الثاني بين شفيق وصباحي.

وبدا واضحا ان الفريق احمد شفيق سيخوض جولة الإعادة مع مرشح الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي التي ستجري يومي 16 و17 يونيو/حزيران المقبل في وقت أكد الأمين العام للجنة القضائية العُليا لانتخابات الرئاسة المستشار حاتم بجاتو أن النتائج الرسمية للجولة الأولى ستعلن في موعد أقصاه بعد غد الاثنين .

واعترفت حملتا المرشحين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح ضمناً بالخسارة مبكراً وألمح الأخير إلى إمكانية دعم مرسي في الجولة الثانية، فيما تباينت ردود فعل القوى السياسية على هذه النتائج وانحت في معظمها باللائمة على فشلها في الاتفاق على مرشح واحد للثورة وسط حالة من الغضب على التقدم الذي أحرزه المرشح شفيق . كما تباينت مشاعر ملايين المصريين تجاه النتائج ففي الوقت الذي تواصلت فيه احتفالات جماعة الإخوان باكتساح مرشحها العديد من اللجان الرئيسية وبخاصة في محافظات الصعيد وتحقيقه تقدما لافتا في العديد من محافظات الوجه البحري تظاهر عشرات من النشطاء في ميدان التحرير ضد هذه المؤشرات احتجاجا على تقدم شفيق في الوقت الذي شوهدت فيه بعض المدرعات الخاصة بالجيش في الشوارع القريبة من الميدان وفي محيطه .

وأعلنت حركة 6 إبريل على لسان متحدثها الرسمي محمود عفيفي أنها "لن تسمح بنجاح الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة" محملة مرشحي الثورة المسؤولية كاملة عن عدم وصول أي منهما في جولة الإعادة، بسبب عدم تحالفهما معاً في جبهة واحدة ضد مرشحي الفلول والإخوان.

وقال عفيفي: إن أصوات حمدين وأبو الفتوح كان من الممكن أن تحدث فارقاً إن توحدت معاً وأن عدم اتحادهما أحدث انقساماً بين صفوف الثوار في الوقت الذي قالت فيه إنجي حمدي عضو المكتب السياسي: إن الحركة لن تلجأ لمقاطعة الانتخابات كما أنها لن تدعم شفيق في مواجهة الإخوان مشيرة إلى أن الخلاف بين قوى الثورة والإخوان يظل خلافاً سياسياً في حين أنه صراع وجود مع النظام السابق .