*** النضال بالنق ............. !!! ***
*** النضال بالنق ............. !!! ***
على جماعة اللطم على المواطن ان يتوقفوا، أو أن يقنعونا بأن افراغ المؤسسة الاستهلاكية في عين الباشا لا علاقة له بدخل المواطن، أو أنه يشتري بجيب خالية!!.
''النق'' في بلدنا عادة، حتى في السبعينات حين كان ديوان الموظفين يبحث عن هواة الوظائف الحكومية، وحتى عندما تفقد وزارة الصحة مئات الاطباء والممرضين وفنيي المختبرات والاشعة، وتلاحق عدم دوامهم بالصحف اليومية!!.
ليس صحيحاً ان الناس جائعة. وأن هناك من يهتم فعلاً اكثر من الملك والحكومة والمؤسسات الاغاثية النشطة!! لكن هناك اناساً يحترفون العمل السياسي ''بالنق''، وهناك طوابير خامسة متطوعة للاذى في هذا البلد، وعلى هؤلاء جميعاً ان يقنعوا الاردنيين بأن هؤلاء الذين يغيرون على كل متجر بمناسبة رمضان.. شهر التقشف والتراحم هم غير اردنيين. وأن ارتفاع ارقام الاستيراد انما هي مجرد ارقام لا معنى لها. وقد لاحظنا ان هناك دعوة ''لحوار وطني'' يتناول حياة الناس.. وكأن البلد مفرغ من الدولة ومؤسساتها، فجماعات ''النق'' تسمع أن هناك ''حواراً وطنياً'' في لبنان أو ''حواراً وطنياً'' في العراق، فتدعو الى حوار وطني هنا في الاردن. علماً بأن الحوار الوطني في لبنان والعراق يتناول أسس الدولة.. والاردن له دولة منذ عام 1921، وله قيادة، وله شعب واحد لا يتناقش فيه الناس على اقتسام الدولة، وانما يتناقشون على استنهاضها ورفع مداميك البناء الوطني.
لقد سمعنا قبل سنوات عن ''الحقوق المنقوصة'' في البلد. وقد رفع هؤلاء اصواتهم بعد تصريح وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. عن حقوق منقوصة بالنص.. وكان هذا قبل تدمير كيان الدولة في لبنان والعراق، وظهور طوائف مسلحة فيهما، والدعوات العجيبة لاقتسام الدولة التي انهارت بفعل داخلي وخارجي على السواء، لكن على اسس طائفية لكل من السنّة والشيعة والموارنة والدروز والكاثوليك والعلويين والارثوذكس والارمن حصته، وللسنّة والشيعة والاكراد والتركمان والاشوريين حصته. سواء في فدرالية معلنة، أو فدرالية غير معلنة.
ونقول: هذا الاردن بلد حقيقي. ووطن حقيقي. لا فيه ثروات، ولا كتل بشرية لكنه يعيش بالعمل والجد.
لا توجد ثروة في الاردن لنختلف على توزيعها، وانما يجب ان نصنع ثروة وطنية.. ليس ''بالنق'' وانما بالعمل، وبالثقة بالنفس. وهناك في الاردن اناس يتناولون راتباً لانهم فقراء. وهذا نظام لا وجود له في بلدان الثروة في اميركا او المانيا مثلا!!.
الذي يشتري ''ضمة الفجل'' بخمسة وسبعين قرشاً، امامه خيار واحد ان يشتريها أو لا يشتريها. أما أن يشتريها ويشتم البلد فهذا لا يستحق ان يكون له.. بلد! ولا يستحق ان يسمعه احد!!.
المصدر
جريدة الراي
رد مع اقتباس
المفضلات