عمان – عبدالجليل العضايلة-بدأت العاصمة عمان ومختلف محافظات المملكة تكتسي وتزدان بابهى حللها استعداداً للاحتفال بعيد الاستقلال والذي يصادف في الخامس والعشرين من ايار في كل عام.
وخلال المسير في الشوارع الرئيسية تبتهج العين بالاعلام الاردنية المضاءة، والعبارات الوطنية البسيطة، والتي ان اختلفت وجهات النظر حول الظروف السياسية او الاقتصادية وحدت شعورها بالحب والوفاء للوطن الواحد، واجلالاً وتقديراً لما انجزته اليد الاردنية في بناء الدولة الحديثة منذ الاستقلال .
عفوية المواطن في التعبير عن حبه لارضه ووطنه لا تخفى على احد، وطرق ترجمة هذا الحب ليست معقدة او متكلفة، فترى العديد منهم منشغلون بتزيين مداخل سكناهم ومحالهم بالاعلام الاردنية وعبارات الامتنان لوطن لم يبخل على ابنائه بالامان، شاركوا وطنهم ايامهم بحلوها ومرها، بطولها وعرضها، وجبلت بعرق جبينهم طين واحجار مؤسسات الدولة ونظامها.
ولان الدول عبر التاريخ نجحت وتطورت عبر تعظيم انجازاتها، وابراز ما استطاعت تحقيقه في بناء مؤسسات وطنية تحترم قانونها وتقدر ابناءها، فتجد هذه الدول تحتفل باعيادها الوطنية في كل عام، وتنفق ميزانيات باكملها على مهرجانات الاحتفال ليس لتبذير الاموال، انما لوجود ايمان قوي لدى هذه الدول باهمية تذكير الشارع، واشراكه بالاحتفال بما انجز وما حقق خلال عدد من الاجيال خدم الوطن وترابه، كلاً بحسب امكانياته واختصاصه.
نايف النوباني رجل اعمال اردني يعمل في الامارات وتحديداً في امارة ابو ظبي، عمل منذ زمن طويل في انارة الطرق وتزيينها في الامارات، حيث شاركهم احتفالاتهم عبر اضاءة شوارع باكملها بالاعلام والعبارات المضيئة.
النوباني احب ان يشارك ابناء شعبه فرحة الاعياد الوطنية وانجازاته بطريقته الخاصة، حيث اهدى امانة عمان الكبرى حوالي 3000 مجسم ضوئي اضاءت شوارع العاصمة عمان وبكلفة وصلت الى ربع مليون دينار ، وبمساعدة مهندسين مختصين تطوعوا لتركيب هذه المجسمات وانارتها.
يقول النوباني في حديث لـ «الرأي» ان فكرة المشاركة عبر مجسمات وطنية مضيئة تراوده منذ فترة طويلة ، ولكن ظروف العمل اشغلته عن تحقيق حلمه، ويكمل النوباني اتخذت قراراً بالعودة الى وطني والاستقرار به، واحببت ان اعود بهدية دون مقابل كنت قد قدمتها عبر سنيين طويلة لغير وطني مقابل اجر.
ويضيف النوباني: وفعلاً ، فور وصولي الى عمان زرت الامانة والتقيت بالمسؤولين فيها حيث رحبوا بهذه اللفتة الوطنية، وتعهدوا بتقديم كل الدعم اللوجستي لانجاز المشروع في مناطق مختلفة من العاصمة.
وقال النوباني: قمنا باختيار تصاميم مختلفة تعبر عن انجازات الوطن المختلفة منذ استقلالها ونشأتها، اضافة الى التذكير بالنعم التي يحظى بها الاردن ، فاخترنا عبارات مثل «معركة الكرامة – اعادت للعرب الكرامة» و «66 عاما على الاستقلال» و «الاردن بلد الامان».
واكد النوباني ان كل المجسمات المستخدمة هي ذات تصميم جديد وعالي التقنية وموفرة للكهرباء بنسبة 80 % ، وان الحديث عن مصروف عال للكهرباء في انارة هذه المجسمات معلومات عارية عن الصحة كون استخدام جميع هذه المجسمات لا يضاهي اضاءة كشاف ستاد رياضي، مشيراً الى انها تعمل ضمن نظام صديق للبيئة.
وتوزعت المجسمات المضيئة في كل من شارع المدينة المنورة ، اجزاء من شارع مكة ، الامتداد من الدوار الثامن وحتى الدوار الثالث ، شارع وصفي التل شارع الملكة رانيا العبدالله ، من الدوار الثالث باتجاه تقاطع الشميساني، من دوار الداخلية وحتى شارع الاستقلال ، ومبنى امانة عمان ، مدخل مدينة الحسين الطبية وغيرها من المناطق.