رصد - ساهم ارتفاع الفاتورة اليومية لمستلزمات الحياة الأساسية في تراجع ملحوظ لإقامة الولائم والمناسبات، واقتصرت مهمة مطابخ البيوت السعودية في الغالب على إعداد وطهي الطعام لأهل المنزل، عكس ما كان مشاهَداً في السنوات الماضية من حركة دائمة وولائم متعددة لمناسبات مختلفة.
وتسبّب ارتفاع أسعار المواشي والتكلفة العالية لإقامة مناسبة صغيرة داخل المنزل في تراجع الجملة السعودية الأشهر "يا رجال قل تم بس!!"؛ حيث بدأ الناس يتفهمون ظروف الآخرين، ومقابلة الدعوة بالاعتذار والتملص وترديد جملة "خلها وقت ثاني".
وبالرغم من أن الذبائح تتصدر قائمة السفرة السعودية عند إقامة الوليمة فإن أسعارها الباهظة بدأت في نشر ثقافة الترشيد.
ميدانياً، وفي جولة لـ"سبق" على أسواق الماشية في الرياض، شوهدت كثافة المشترين، غير أنهم يعودون إلى منازلهم دون شراء؛ للارتفاع الكبير في أسعار المحلي والمستورد.
وأكد الباعة أن 3 زبائن من كل عشرة يشترون الذبائح، بينما السبعة الآخرون يعودون وعلامات الاستفهام تدور في أذهانهم، ويلجؤون في النهاية لاستبدال لحوم أخرى بها، مثل الدجاج، وخصوصاً إذا كان الغرض من الشراء استهلاك البيت "الثلاجة".
وتتراوح أسعار النعيمي من 1300 إلى 1600 ريال، في حين وصل سعر السواكني المُربَّى إلى 850 ريالاً، لكن لا يُعتمد عليه كثيراً لقلة لحمه، بينما الجديد منه 700 ريال، ولحمه غير مرغوب فيه.
وتأتي "التيوس" و"الحري" في الدرجة الثانية بعد النعيمي، بأسعار تنطلق من الـ700 ريال حتى الـ1000. أما "البربري" الصومالي فقيمته 500 ريال، ولا يكفي لحمه أكثر من 8 أشخاص.
ويعزو تجار السوق الارتفاع إلى توقف استيراد الماشية من سوريا؛ بسبب الأزمة هناك، وتشير توقعاتهم إلى عدم تراجع الأسعار؛ نظراً إلى دخولهم في ثلاث مناسبات قادمة ومهمة، هي "زواجات العطلة الصيفية، وشهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى".
أما ما يخص سوق الإبل فلم يكن أحسن حالاً من الغنم؛ ففي الوقت الذي تجاوز فيه سعر الكيلو في المسالخ الـ45 ريالاً فإن قيمة الحاشي الصغير المفرود تتراوح من 3500 إلى 5000 ريال، وعمره لا يتجاوز السنة، بينما يتراوح سعر "الحق" - وهو أكبر من المفرود بأشهر - من 5000 إلى 6000 ريال.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد الشرعة
المفضلات