القاهرة - وليد عبدالرحمن
قال الكاتب والمفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي إن ثورة 25 يناير لم تتضمن أية شعارات ضد أمريكا، مؤكداً أن العلاقات المصرية الأمريكية علاقات هامة واستراتيجية، ولكن في عهد النظام السابق كان التبعية نتيجة لرغبته في تمرير ملف التوريث.

وأضاف في برنامج "المرشح الرئيس" الذي يقدمه الزميل محمود الورواري على شاشة "العربية" أن المواطن المصري أصبح يكره الشعارات والكلام الذي يحرك المشاعر بعيداً عن الواقع، وهو دليل على نضج المواطن المصري بصورة أو بأخرى.

وأشار إلى أنه يجب البحث عن نقاط الاتفاق والخلاف مع الولايات المتحدة، ويجب ألا يكون هناك انفعال في التعامل مع الولايات المتحدة والسياسة الخارجية بصفة عامة ولا يجب أن تكون هناك مواقف حادة في التعامل مع أمريكا.

وأوضح أن الناخب المصري رأيه لا ينعكس على مواقع التواصل الاجتماعي وليس كل المواطنين تدخل على تلك المواقع، ولذا عادة ما تكون النتائج غير دقيقة أو بعيدة عن الدقة.

وقال إن العلاقات المصرية الأمريكية طويلة المدى ويجب أن يتم النظر لها بنظرة مختلفة عن التي ننظر بها الآن لتلك العلاقات في ظل الأحداث التي تلت الثورة، مشيراً إلى أن الرغبة فى إرضاء الطرف الآخر دائما هي خطأ كبير وبخاصة في العلاقات مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن واشنطن لم تتحول في علاقاتها مع مصر بمجرد قيام الثورة، وهي تريد من يحافظ على مصالحها دون النظر إلى هويته ولكن شعبيته هي الأهم، وكانت لهم اتصالات عديدة مع الإخوان في السابق وحالياً وبعد الثورة لأنهم يبحثون عن من يحقق مصالحهم دائما، وهم يراهنون على الإخوان لأنهم القوة الأكبر في صندوق الانتخابات.

وقال إن الحديث عن العلاقات الخارجية لمصر بعد ثورة يناير لمرشحي الرئاسة يجعل المرشحين ينظرون لصندوق الانتخابات وإقناع الناخب أكثر منه موقف حقيقي للمرشحين أو فعل أساسي لهم على أرض الواقع.

تنويع مصادر السلاحوقالت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية الدكتورة منار الشوربجي إن ثورة 25 يناير كانت تتضمن العديد من الإشارات تجاه العلاقات المصرية الأمريكية والرافضة لها.

وأضافت أن الندية لها علاقة بالخطاب السياسي ويجب أن يكون هناك سياسة خاصة مع أمريكا، معربة عن سعادتها لتقييم الجمهور، لأنه يشير إلى أن خبرة المواطنين زادت في التعامل مع المعطيات التي يتم بثها لها.

وأشارت إلى أنه يجب تنويع مصادر السلاح إلى مصر، وبخاصة أن إسرائيل تحصل على سلاحها من الولايات المتحدة ولذا يجب التنوع من أجل صالح ميزان القوة المصري.

وأكدت أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعتبر استطلاع رأي، لأن هناك قواعد محددة لاستطلاعات الرأى ويجب اتباعها ويجب أن يكون لها عينة واسعة.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تستفيد من المعونة الأمريكية أكثر من استفادة مصر منها وبخاصة فى صفقات السلاح التى تشتريها مصر منها، مؤكدة أن الولايات المتحدة تبحث عمن يحمي مصالح الولايات المتحدة فقط بعيدا عن الأيديولوجيات ومن حق المصريين أن يعلموا ما هو الطرح الذي يقدمه الرئيس الجديد للولايات المتحدة.

وأوضحت أن الفترة الأخيرة في العلاقات المصرية الأمريكية كانت فترة بائسة في العلاقات المصرية الأمريكية، مؤكدة أنه من الطبيعي أن تقوم العلاقات المصرية الأمريكية على الاحترام المتبادل، وبالتالي لا معنى لإدراجها في البرامج الانتخابية.

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق للعلاقات الخارجية السفير محمود السعيد إن معظم المرشحين كانت السياسة الخارجية تشغل حيزا صغيرا فى برامجهم الانتخابية، رغم أنها جزء هام من السياسة المصرية ، مشيرا إلى أن بعض المرشحين حديثهم انتخابي فقط ولم يتفق والواقع الذى نعيشه.

وأضاف أن الجمهور أصبح يفضل الخبرة في التعامل مع المرشحين في ذات النقطة تحديدا بعيدا عن دغدغة المشاعر للناخبين، وهو ما يعني أن الشعب المصرى زادت خبرته بصورة كبيرة.

وأشار إلى أنه يجب إعادة النظر في التعامل مع أمريكا، لأن هناك أيضا عنصرا هاما في الحديث عن واشنطن وهو إسرائيل التي تحدد بصورة كبيرة السياسة الأمريكية مع دول المنطقة.

وأتفق مع الدكتورة منار في ضرورة تنويع مصادر السلاح إلى مصر وخاصة بعد الثورة المصرية معتبرا أن هذا أمر استرتيجي.

وأشار إلى أن صنع السياسة الخارجية لا يأتي من خلال الأيديولوجيات ولكن من خلال السياسات المتبادلة والمصالح المشتركة، مؤكدا أنه لا يمكن أن تكون هناك قرارات عشوائية غير مدروسة أو عبارة عن ردود أفعال ولا يمكن فصل العلاقات مع الولايات المتحدة عن باقي العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة.