احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: وعود القرآن بالتمكين للإسلام - ((بين الوعد الحق والوعد الباطل (2))

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    وعود القرآن بالتمكين للإسلام - ((بين الوعد الحق والوعد الباطل (2))

    تابـــــــــــــــــع الفصل الثالث بين الوعد الحق والوعد الباطل


    آيات في وعد الشيطان الباطل:

    في مقابل وعد الله الحق، يأتي وعد الشيطان الباطل، القائم على الغرور والخداع، والكذب والافتراء.

    يَعِد الشيطان أولياءه الكثير من الوعود، لكنها وعود زائفة، لا تتحقق، ولا توجد في الواقع، لأن الشيطان كاذب في الوعد بها، هدفه منها هو الاستحواذ على جنوده، وإسقاطهم وإضلالهم، ولذلك يعدهم ويمنيهم!.

    والآيات التي أخبرت عن الغرور والخداع في وعد الشيطان عديدة، منها:

    أولاً –قال تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً، لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً، وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً، يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) [النساء: 117-120].

    بعد أن ذكرت الآيات بعض وسائل الشيطان في إسقاط أتباعه، علّقت عليها بأنها من وعود الشيطان لهم، فهو يعدهم الوعود البراقة، ويمنيهم الأماني الفارغة، ويريهم أن الخير كله ينتظرهم، إن استجابوا له وساروا معه.

    وما يعدهم الشيطان هو (غرور) وخداع، وسراب لا وجود له. وأتباعه يعرفون هذا بأنفسهم، فعندما يُصدقونه ويستسلمون له، ويطالبونه بتحقيق وعوده، يضحك عليهم ويسخر منهم، ويعلن براءته منهم، وعند ذلك يعرفون خسارتهم، لكن بعد فوات الأوان!: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً)!.

    ثانياً –قال تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً، قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً، وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) [الإسراء: 62-65].

    هذه الآيات من سورة الإسراء، قريبة من معاني الآيات السابقة من سورة النساء، فهي تذكر بعض أسلحة الشيطان في إضلال أتباعه، وتخبر أن الشيطان يعدهم الوعود الكبيرة، ولكن هذه الوعود خيالية خادعة، لن تتحقق، وهدف الشيطان منها خداع أتباعه.

    أما عباد الله الصالحون فهم في أمان من غرور الشيطان ووعوده، وليس له سلطان عليهم، لأنهم في حفظ الله ورعايته.

    الشيطان يتخلى عن أتباعه في الدنيا:

    ثالثاً –قوله تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 48].

    تشير الآية إلى نموذج من وعود الشيطان الخادعة، غير المتحققة.. ومناسبة نزولها ما جرى بين الشيطان وبين كفار قريش، قبيل خروجهم إلى غزوة بدر.

    فقد كان قادة قريش، كأبي جهل وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف، يتدارسون تجهيز الجيش، والخروج لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم كانوا يخافون مهاجمة قبائل عربية معادية لمكة أثناء غيابهم، فأتاهم الشيطان، وزين لهم الخروج، وأراهم أنهم على صواب، وطمأنهم أنه معهم، وأنه (جار لهم) سيحيد القبائل المعادية، ووعدهم النصر والفوز!.

    واستجابوا لتزيينه، وطمعوا في وعوده، وخرجوا بقيادة أبي جهل إلى بدر.

    ونشبت معركة بدر، وفوجئ المشركون بقوة المسلمين، وهجومهم عليهم، وتذكروا وعود الشيطان بالنصر والتأييد، وهو معهم في ميدان المعركة، ولكنه نكث العهود، وتخلى عن الوعود، ونكص على عقبيه، وولى هارباً، وأسلم أتباعه إلى أسلحة المسلمين.

    وقال لهم: (إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ)!.

    أعلن براءته منهم، وعلل ذلك بأنه يرى ما لا يرون، والراجح أن الذي رآه هم الملائكة، الذين أنزلهم الله مدداً للصحابة في المعركة.

    وكذَب عليهم في زعمه الخوف من الله: (إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ) وهل يخاف الشيطان الله رب العالمين؟!.

    رابعاً –قال تعالى: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ) [الحشر: 16-17].

    تذكر الآية إغواء الشيطان لأحد أتباعه، عندما طلب منه أن يكفر بالله، وقدم له وعوده وأمانيه، بحصوله على الخير كله، وأنه سيبقى معه مدافعاً عنه.. ولما استجاب التعيس له، وصدّقه في وعوده، وأعلن كفره بالله، تخلى عنه الشيطان وغرّه وخدعه، وقال له: إني بريء منك، إني أخاف الله رب العالمين!.

    خامساً –قال تعالى: (بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً) [فاطر: 40].

    إذا كان الشيطان كاذباً في وعوده الخادعة، فإن أتباعه من الظالمين يقتدون به في هذا الكذب والخداع، وما يعد بعضهم بعضاً من الوعود ما هي إلا غرور وخداع، لا يلتزمون بها، ولا يُنفذونها.

    الشيطان يتخلى عن أتباعه في الآخرة:

    يوم القيامة يتخلى الشيطان عن أتباعه، ويفرق الجميع بين وعود الله الحقة، التي حققها سبحانه لعباده الصالحين، وصدقهم إياها، وبين وعود إبليس الخادعة، التي كذب على جنوده بها.

    قال تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [إبراهيم: 22].

    هذه خطبة إبليس، يلقيها على أتباعه في نار جهنم، بعد أن يستقرّوا فيها، ويعترف لهم بأنه غرهم وخدعهم، ثم يؤنبهم ويوبخهم: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم). ويذكر لهم أنه عاجز عن إنقاذهم، كما أنهم عاجزون عن إنقاذه: (مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ).

    ويتخلى عنهم، ويعلن براءته منهم: (إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ).

    والشاهد في الآية مقارنة إبليس بين وعد الله الحق ووعده الباطل: (إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ).

    أي: صدق الله عباده وعده، وأنجزه لهم، وبذلك كان وعده حقاً، متحققاً على أرض الواقع، أما إبليس فقد وعدهم فأخلفهم، ولم يُنجز لهم ما وعدهم به، وبذلك خدعهم وغرّهم، وكان وعده باطلاً ضالاً!!.


    يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــع


    وعود القرآن بالتمكين للإسلام

    الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jan 2011
    العمر
    35
    المشاركات
    9,668
    معدل تقييم المستوى
    21474859
    جزيت خيرا اخي الفاضل للمشاركة الطيبة
    بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه

  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon May 2011
    الدولة
    الأردن
    العمر
    54
    المشاركات
    12,037
    معدل تقييم المستوى
    21474861
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه مشاهدة المشاركة


    أما عباد الله الصالحون فهم في أمان من غرور الشيطان ووعوده، وليس له سلطان عليهم، لأنهم في حفظ الله ورعايته.

    اللهم ألحقنا بالصالحين

    جعل الله تعالى ما قدمت في ميزان حسناتك

    وغفر الله تعالى لنا ولك ولوالدينا ولجميع المسلمين

    جزاك الله تعالى خير الجزاء

    بارك الله تعالى فيك

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

    بارك الله فيك
    وجزاك الله خير الجزاء
    فى ميزان حسناتك
    أن شاء الله
    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]


  7. #7
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    رد: وعود القرآن بالتمكين للإسلام - ((بين الوعد الحق والوعد الباطل (2))




    جزاك الله خير الجزاء
    وجعله الله فى ميزان حسناتك
    ورزقك الفردوس الاعلى من الجنه
    دمت بحمـــى الرحمــــن
    اختكم بالله



  9. #9
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    رد: وعود القرآن بالتمكين للإسلام - ((بين الوعد الحق والوعد الباطل (2))

    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2014
    المشاركات
    54
    معدل تقييم المستوى
    11

    رد: وعود القرآن بالتمكين للإسلام - ((بين الوعد الحق والوعد الباطل (2))

    بارك الله فيك ،،

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. موسوعة الاعشاب الطبيه....
    بواسطة Maria في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-01-2008, 01:41 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك