في الكرك حيث الكثير من الاعتراض والقليل من المعارضة, حط فريق "الرأي" في أولى جولاته ضمن مشروع "حوارات في المحافظات", التي تهدف إلى قراءة تداخل "السياسي" في "التنموي" وما خلفته سياسات التخطيط المركزي وإدارة الموارد عن بعد من مشكلات تنموية وإخراج لقطاعات واسعة من سكان المحافظات من الدورة الكلية للاقتصاد الوطني وهشاشة الاستثمار ونقص الرساميل وغياب فرص العمل .
لم يكن "الحراك الشعبي والشبابي" سوى رد فعل موضوعي على حالة اقتصادية سياسية تعيشها المحافظات ومنها الكرك بطبيعة الحال وبالتالي فقد وجد التهميش التعبير السياسي عنه في ولادة ما يسمى بالحراك الذي يتخذ من الاعتراض وسيلة لإيصال رأيه السياسي الذي يعترف قادته بأنه حالة مؤقتة تبلورت على أوضاع استثنائية.
"مدينة من القرون الوسطى .. مهمشة ..لا مقومات للحياة فيها وقياداتها غير مرتبطة بها.." هكذا يصف عدد من أبناء محافظة الكرك مدينتهم مشيرين إلى فشل الخطط التنموية العديدة وإخفاق المشاريع الاستثمارية في خلق فرص العمل وتطوير اقتصاد المحافظة وعدم اهتمام رجالات الدولة من سياسيين ورجال أعمال , لا سيما من أبناء المحافظة بالاستثمار في محافظتهم.
هذا الفشل الناتج عن سوء التخطيط والإدارة والمقرون ببعض الممارسات الفاسدة والظلم وغياب الشفافية خلق بيئة خصبة للاحتجاج.. فكانت الكرك إلى جانب ذيبان مهد الحراك الشعبي الذي يمثل حالة صاخبة من الاعتراض السياسي.
سقف مطالب الحراك يحددها نشطاؤه, بانجاز الاصلاح الحقيقي سياسيا واقتصاديا تحت مظلة النظام.
فالولاء للعرش الهاشمي خط احمر ... والإصلاح ضرورة والحراك السلمي مشروع..".كما يؤكد الحراكيون وحاضنتهم الاجتماعية من ممثلين للفعاليات الشعبية.
فبعد جولة من الحوار المتعدد الجوانب شارك فيها جل من يعنيهم الأمر العام في محافظة الكرك .. تبين ان الكركيين يعرفون أن عجلة التنمية لا تعاود دورانها بإطلاق سيل من الأمنيات إذ أنهم يعرفون بحدسهم الدقيق ما تحتاجه مدينتهم لاستبدال القنوط بالأمل وتكريس الثقة العامة بالدولة بدلا من الشك والشك المقابل .. فقد حددوا المشكلات التي تواجههم وما هي آليات مواجهتها وتذليلها.