احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: وعود القرآن بالتمكين للإسلام -الوعد القرآني في سورة هود2

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    وعود القرآن بالتمكين للإسلام -الوعد القرآني في سورة هود2

    تابــــــــــــــــــــــــــع الوعد القرآني في سورة هود


    العمل المتواصل وارتقاب الموعود:

    ثالثاً: ذكرت آيات السورة بعض ما جرى من كلام وحوار بين شعيب عليه السلام وبين قومه مدين. ومن ذلك صبر شعيب عليهم وتحديه لهم. قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) [هود: 93].

    معنى: (عَلَى مَكَانَتِكُمْ). على طريقتكم وخطتكم وبرنامجكم.

    بعدما بلّغ شعيب عليه السلام قومه الدعوة، اتضح لهم طريقان: طريق الحق وطريق الباطل. الحق الذي يمثله شعيب عليه السلام، وأتباعه المؤمنون والباطل الذي يمثله الملأ من قومه، وأتباعهم الكافرون.

    ولكل فريق منهما مكانة وطريقة وبرنامج عملي: برنامج عملي إيجابي، يقوم على العبادة والدعوة والعمل الصالح، يقوم به شعيب عليه السلام وأتباعه المؤمنون. وبرنامج عملي سلبي خبيث، يقوم على الكفر والبغي والظلم والطغيان، ونشر الفساد والإفساد بين الناس، ومحاربة الحق وأهله.. وشتان بين العملين والبرنامجين.

    ولذلك تحدى شعيب عليه السلام قومه بقوله: (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ).

    أي: كل منا يعمل، وفق خطته، وكل منا يسعى في إبطال عمل الآخر، فأنتم عاملون على هزيمتي والقضاء على دعوتي، وأنا عامل على نشر دعوتي، وعلى إزهاق باطلكم، والقضاء على سلطانكم، فاعملوا، وأنا أعمل!.

    والمستقبل لنا وليس لكم، إننا ننتظر ما وعدنا الله به من النجاة والنصر، وننتظر ما توعّدكم الله به من العذاب، ونحن نوقن أن هذا آت لا محالة، وعندما يحل ذلك بكم ستعلمون: (سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ).

    واستمر شعيب عليه السلام في تحديهم، فقال: (وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ). أي: ارتقبوا نهاية الصراع بيني وبينكم، ووقوع العذاب بكم، فأنا رقيب أرقب ذلك، فالزمن جزء من العلاج.

    ولما شاء الله إنهاء قصة شعيب عليه السلام مع قومه، حقق الوعد والوعيد. قال تعالى: (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) [هود: 94-95].

    سنة الله في أخذ الظالمين:

    رابعاً: بعد استعراض مصارع المكذبين السابقين، من قوم نوح وعاد وثمود ومدين وقوم فرعون، جاء التعقيب على ذلك بأخذ العبرة. قال تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ، وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ، وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ) [هود: 100-103].

    تلخص هذه الآيات ما جرى بين جند الحق وجند الباطل، على مدار التاريخ البشري، منذ نوح حتى محمد عليهما الصلاة والسلام، وتبرز إهلاك الظالمين الكافرين، وتدعو إلى ملاحظة آثارهم، فها هي المدن والقرى التي كانوا فيها باقية، منها ما هو قائم في أطلاله، ومنها ما هو حصيد مدمَّر، وأهلها الكافرون هم الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم وطغيانهم، وعجزوا عن دفع عذاب الله لما وقع بهم.

    وهذه سنة الله في أخذ الكافرين المعادين للحق، على اختلاف الزمان والمكان، والله منتقم جبار، وأخذه للأعداء أليم شديد، يقصمهم قصماً، ويجعلهم عبرة لمن يعتبر.

    ولكن لا يعتبر من ذلك إلا المؤمنون الصالحون، الذين يخافون عذاب الآخرة، ويتمتعون ببصائر إيمانية هادية. أما الآخرون فإنه مطبوع على قلوبهم، مطموس على أبصارهم، لا يعتبرون ولا يتعظون!!.

    وهذا التعقيب المقصود الهادف يقدم للمؤمنين البشرى بانتصار الحق وهزيمة الباطل، ويدعوهم إلى انتظار موعود الله لهم، واستشراف المستقبل المشرق، وإسراع السير إليه بثبات ويقين.

    ويستفيد من هذا التعقيب المسلمون الصادقون، على اختلاف الزمان والمكان، لأنهم يعيشون فترة انطباق السنة الربانية على أعدائهم الذين يحاربونهم، ويفرحون بانطباق قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) على أولئك الأعداء!.

    أثر الوعد في تثبيت قلوب المؤمنين:

    خامساً: ختمت سورة هود بذكر الهدف من ذكر أنباء الرسل فيها، وأثر ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وتحدي الأعداء، وتهديدهم بالهزيمة، ووعد المؤمنين بالفرج والنصر، ودعوتهم لانتظاره. قال تعالى: (وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ، وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ، وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [هود: 120-123].

    من فوائد ذكر قصص الأنبياء في القرآن، تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وقلوب المؤمنين، لأن هذا القصص معرض لتطبيق سنن الله على الواقع، ولأن نهايات القصص تدمير الكافرين ونجاة المؤمنين، وفي هذا بشرى وأمل للمؤمنين، تطمئن به قلوبهم.

    وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتحدى الكافرين قائلاً لهم: (اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ، وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ).

    أي: اعملوا على طريقتكم وبرنامجكم، وابذلوا جهدكم وطاقتكم في حربي وإبطال دعوتي، ونحن المؤمنون عاملون على مكانتنا وطريقتنا وبرنامجنا، في الثبات على الحق، والوقوف أمامكم، وإبطال مكائدكم، ونشر الدعوة بينكم.. أنتم تعملون أقصى ما في وسعكم ونحن نعمل أفصى ما في طاقتنا.. والأيام بيننا، والمستقبل لنا، والزمن في صالحنا، لأن الله معنا، وسيهزمكم وينصرنا عليكم.

    وانتظروا ما سيحل بكم في المستقبل، فنحن منتظرون تحقيق ما وعدنا الله به، من الغلبة عليكم، ونحن موقنون بحصول ذلك، لأنه وعد الله، والله منجز وعده، لا يخلف الميعاد.

    وكان الزمن في صالح الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين، فما هي إلا سنوات معدودات، حتى كانت الهجرة إلى المدينة، وما هي إلا فترة قصيرة، حتى بدأت المعارك مع المشركين، وانتهت بانتصار المسلمين، والتمكين لهم، وهزيمة الكافرين، وإذلالهم وخسارتهم.

    وعلى المسلمين الصادقين المعاصرين، الذين يلاقون الحرب والعداوة من اليهود والأمريكان أن يقولوا لهم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكفار عصره: (اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ، وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ).

    * * *



    وعود القرآن بالتمكين للإسلام
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973


    جزاك الله كل خير
    فى اعمالك
    وبارك الله فيك
    و أن شاء الله
    فى ميزان حسناتك


  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jan 2011
    العمر
    36
    المشاركات
    9,668
    معدل تقييم المستوى
    21474859
    جزيت خيرا للمشاركة الطيبة
    بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. وصفات طبيعية لعلاج سواد المرفق والركبة
    بواسطة just smile في المنتدى منتدى جمال المرأة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-04-2012, 10:48 PM
  2. موسوعة الاعشاب الطبيه....
    بواسطة Maria في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-01-2008, 01:41 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك