تعكس الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني الى الحكومة يوم أمس لاعلان الخامس عشر من شباط من كل عام يوماً وطنياً للوفاء والاحتفال بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين الذين قاتلوا في معارك الجيش العربي التي خاضها دفاعاً عن الوطن والامة طبيعة وحجم ومعنى التقدير الذي يكنه جلالة القائد الأعلى والشعب الأردني كافة لهذه الكوكبة الطليعية والمجاهدة من ابناء شعبنا الذين سطروا آيات من المجد لبلدنا وأمتنا وصانوا كرامة الأردن والأردنيين فمنهم من قضى نحبه شهيداً ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً..

ما انطوت عليه الرسالة الملكية من اشارات ومناسبات وبخاصة انها تأتي في سياق احتفالات المملكة بيوم الكرامة التي يستذكر فيها الأردنيون والعرب دور قواتنا المسلحة الباسلة في هذه المعركة الخالدة, تؤكد في جملة ما تؤكد عليه اننا على العهد باقون وان الأردن كما كان على الدوام سيبقى طليعة الامة وارض وشعب الدفاع عن المقدسات والقضايا العربية العادلة وأنه وتقديراً لكل ما قدمه بواسل القوات المسلحة جاء توجيه جلالة القائد الاعلى باعتبار هذا اليوم يوماً وطنياً للوفاء للمحاربين القدامى, كي يعبر كل ابناء شعبنا عن تقديرهم العميق لمحاربينا القدامى واستذكار عطائهم المميز على الدوام وجهادهم في سبيل الله والوطن اضافة الى ما ينهضون به الان ويسهمون في صناعة التنمية وحمل رسالة الانسانية والسلام..

أن يأتي توجيه جلالة الملك باعتبار الخامس عشر من شباط يوماً وطنياً للوفاء والاحتفال بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين في يوم الاحتفال بيوم الكرامة حيث كرم جلالته شهداء معركة الكرامة ومصابين عسكريين اكراماً لهم وتقديراً لتضحياتهم التي قدموها فداء وذوداً عن ثرى الوطن, يكتسب أهمية اضافية ليس فقط في أن لهذه الشريحة العزيزة, والمتفانية من أبناء شعبنا حقاً علينا وواجب التقدير والاحترام لما قدمته من تضحيات وانما أيضاً لاعادة تذكير الجميع بالاسباب التي دفعت جلالته الى اختيار هذا اليوم المجيد وهو يوم سطرت فيه احدى وحدات القوات المسلحة الباسلة اسمى معاني البطولات عام 1968 قبيل معركة الكرامة ودارت معركة الشهداء السبعة في الخامس عشر من شباط ذلك العام على طول الجبهة الشمالية استشهد فيها قائد كتيبة الحسين الثانية الرائد منصور كريشان وستة آخرون وعدد من المدنيين.

هذا هو التاريخ الناصع والمجيد للاردن والاردنيين ونشامى جيشهم العربي الباسل وهذه هي الصورة المضيئة التي واصل الاردنيون بثها عبر تاريخ بلدهم الصغير في مساحته وسكانه وموارده لكنه العظيم بتضحيات ابنائه والكبير بانتمائه ودفاعه عن أمته والصابر والمرابط للدفاع عن حقوق الامة وقضاياها العادلة..

من المفيد أيضاً وفي هذه المناسبة الكريمة والتوجيه الملكي العظيم الاشارة الى ما انطوت عليه الرسالة الملكية من تقدير للحكومة رئيساً وفريقاً وزارياً على ما يبذلونه لترجمة الرؤى الملكية لمسيرة الاصلاح وابرازه على ارض الواقع وصولاً الى بناء الاردن النموذج في التحول الديمقراطي الذاتي..

وكما كانت على الدوام فان المؤسسات الامنية الأردنية كانت محل تقدير وتحية القائد الاعلى لما يتمتع منتسبوها من وعي وحكمة وصبر وما بذلوه من جهد انتجت بالتالي مناخاً عاماً متسامحاً وبيئة حافزة للعمل السياسي الجاد والراغب في المشاركة الحقيقية..

جلالة الملك في رسالته التوجيهية باعتبار الخامس عشر من شباط يوماً وطنياً للوفاء وتقديره لعمل الحكومة واشادته بالمؤسسات الامنية وما نهضت به من مسؤوليات جسام يرسم طريقاً للمستقبل ويزيد من الثقة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح وان مسيرة الاصلاح ستكلل بالنجاح بعد أن قطعنا شوطاً مهماً وحيوياً في اتجاه انجازها.