العربية.نت
في الحلقة الخامسة من الرسائل الرئاسية المسربة، تشير السيدة الأولى أسماء الأسد إلى أن أنصار النظام يستخدمون السلاح الأبيض في ذبح المتظاهرين، فيما تقترح المستشارة الرئاسية لونا الشبل طريقة مهيبة لاستقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد استخدام بلاده حق النقض الفيتو في مجلس الأمن.

فمما يلفت الانتباه في استعراض الرسائل الرئاسية الشخصية المسربة -والتي تبثها "العربية الحدث" الليلة الساعة الثانية عشرة والنصف بتوقيت السعودية، السابعة والنصف بتوقيت غرينتش- وجود مسارات تمر بها الأوامر والقرارات في سوريا بشكل يتجاوز تراتبية الانظمة والمؤسسة الحاكمة في سوريا.

لقد أحاط الرئيس السوري نفسه بحلقة من الأشخاص في الظل، يؤدون مهاما مختلفة ويقدمون النصح والمقترحات إلى الرئيس، تتحول لاحقا إلى قرارات وأوامر رئاسية، على أن مسار القرار هذه، على الأقل وفق ما سُرب من رسائل، تمر عبر بشار الأسد وتسير الأوامر في خط مواز للحكومة وللأمن بعيدا عن تراتبية مؤسسات الدولة.

هديل تنقل امتعاض عمار الساعاتي هديل العلي تقول السيدة هديل إنها تحدثت مع شخص اسمه الدكتور عمار، تبين لاحقا أنه عمار ساعاتي رئيس اتحاد طلبة جامعات سوريا، أبدى استياءه من طريقة معالجة بعض الأحداث داخل الجامعة من قبل من أطلقت عليه اسم "خالد"، وهي تقصد على ما يبدو "خالد الأحمد" الذي سبق أن أشرنا بأنه يوافي الرئيس الأسد بمجريات الحالة الأمنية في البلاد.

هديل تقترح تعديلات في إدارة بعض المحافظاتفيما يخص الشؤون الحزبية فإن الرئيس على ما يبدو أوكل لهديل مهمة تقديم تصور حول تعديلات في إدارة بعض المحافظات السورية، فهي في أكثر من رسالة ترسل أسماءً بعينها تقول إنه يجب إزاحتها وإحلال أسماء معينة أخرى مكانها، كما هو واضح في رسالة وصلتها من شخص اسمه "حسام" وتتعلق بضرورة استبدال المحامي العام السابق في طرطوس بآخر، وتقترح المحامي كمال جينات بدلا منه، لتقوم هي بإرسالها إلى الرئيس الأسد.

ماذا فعل الرئيس بعد أن وصلته الرسالة؟ الرئيس حذف اسم الشخص المرسل.. وحولها بنفس صيغتها إلى وزير شؤون الرئاسة منصور عزام، ليظهر الأمر كأنه قرار واجب تنفيذه.

مثل هذه الرسائل كانت تصل من هديل إلى الرئيس الأسد بشكل متكرر، وفي تاريخ السادس والعشرين من نوفمبر أرسلت هديل رسالة تتعلق باقتراح أسماء لتعيينهم في مناصب مختلفة بمحافظة اللاذقية بعد أن طلب منها الرئيس الأسد ذلك كما تذكر في رسالتها.

حسين يقترح احتلال الساحاتوكما كنا نشير سابقا بأن هديل كانت أيضا تمثل حلقة وصل بين الرئيس الأسد وعديد من الأشخاص، ومنهم الإعلامي "حسين"، الذي يعمل في مؤسسات إعلامية إيرانية في سوريا وينقل تقديرات إيرانية ومن حزب الله إلى الرئاسة السورية عبر هديل، هذه الرسالة وردت يوم السادس والعشرين من ديسمبر الماضي، قال حسين إن على النظام في سوريا أن يحتل الساحات العامة كالعباسيين والأمويين وغيرها أثناء وجود المراقبين العرب من الساعة الثالثة مساء وحتى التاسعة، حتى لا يتسنى للمعارضين النزول إلى هذه الساحات، وهو ما تم تنفيذه بالفعل من قبل النظام السوري أثناء تواجد المراقبين هناك.

شهرزاد ترسل قراراً جاهزاً للتوقيعابنة سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وكما نلاحظ في رسالة أخرى في السابع من ديسمبر الماضي، حولت الرسالة بعد أن وصلتها من شخص يدعى حازم، ويظهر في مرفقات الرسالة قرار جاهز للتوقيع من قبل الرئيس السوري بشأن تعديل قانون في السلطة القضائية يتعلق بالأسباب الموجبة لإحالة القضاة إلى التقاعد. هذا المرسِل طلب من شهرزاد إطلاع الرئيس السوري على المضمون والعمل على اتخاذ إجراءات سريعة قبل بداية الشهر المقبل كما يقول في رسالته.

وتطلب صلاحيات لتفرض قراراتها في القصرفي رسالة أخرى تحاول شهرزاد الجعفري تعزيز صلاحياتها بأمر من الرئيس، هنا تعــرّف على نفسها بمسؤولة العلاقات العامة والاتصالات الدولية لدى الرئاسة السورية وتطلب الرئيس منحها الصلاحيات التي تمكنها من فرض قراراتها في القصر.

شهرزاد أرادت أن تكون لديها أحقية تقرير الصواب والخطأ فيما يتعلق بالتعامل مع الوفود الزائرة والنشاطات المتعلقة بالعلاقات العامة، وهنا كانت شهرزاد تشتكي من ثلاثة أشخاص بالتحديد في القصر الرئاسي:
الأول: محي الدين الذي يعمل في القصر الرئاسي.
الثانية: المسؤولة الإعلامية لونا الشبل.
وقالت شهرزاد، إنها استخدمت كل مهاراتها في مجال العلاقات العامة لتتمكن من استيعاب الفظاظة التي تتصرف بها لونا الشبل- إلا أن شهرزاد تشكو قائلة إنها فشلت، وأوضحت شهرزاد أن لونا الشبل تعيق أداء مهامها.

الثالثة: كما اشتكت شهرزاد من الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية للرئيس.

أسماء الأسد تقترح إغلاق الملاهي الليلية أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد تتدخل في طلبات للعفو أو الإفراج عن معتقلين أو طلب صرف معونات لعائلات بعض قتلى الجيش، أو التحذير من تفجر الأحداث في مناطق متفرقة.

ففي واحدة من الرسائل تذكر السيدة الأولى حكاية تشير إلى أن انصار النظام لديهم أسلحة في جرمانا ولكن لا يستخدمونها لغاية الآن، وانما يستخدمون في الوقت الحاضر الذبح والأسلحة البيضاء وتنقل تلك الحكاية عن شخص اسمه عبد الهادي. أسماء الأسد تدلي برأيها في نهاية الرسالة بتأكيدها أن هناك تذمرا شديدا في جرمانا من قبل الأهالي وأنه يجب إغلاق الملاهي الليلية في تلك المنطقة.

أما فيما يتعلق بالتوسط لدى الرئيس فإن السيدة الأولى أرسلت غير مرة طلبات حول هذا الأمر، منها رسالة تطلب فيها مساعدة لحالة إنسانية صحية يمر بها منصور أتاسي الموقوف في المخابرات الجوية في حمص ولم يتم تحويله للقضاء بعد.

وفيق سعيد يستقيل بسبب العنف السوري فواز الأخرس في رسالة أخرى تبعث السيدة الأولى إلى عائلتها وتستفسر عن موقع الكتروني تابع لمركز التواصل والابحاث الاستراتيجية يختص بالشأن السوري، والأب يرسل أنه غير متأكد من شخصية القائمين على المؤسسة، لكنه تلقى معلومات تفيد بأن أسامة المنجد يقف وراء المركز وأنه مؤسس سابق لمحطة تلفزيونية، والد السيدة الأولى فواز الأخرس كان له دور في إدارة الأمور كما يبدو من الرسائل، في رسالة أخرى يحول الاخرس رسالة الى ابنته تلقاها من وفيق سعيد وهو احد مدراء الجمعية السورية البريطانية التي يبدو أن فواز الأخرس هو أحد مؤسسيها، وفيق سعيد يقول في الرسالة إنه لا يمكن الدفاع عن أعمال القتل، ويضيف وفيق سعيد في الرسالة التي نسبت اليه، أن الجمعية السورية البريطانية لا يمكنها أن تؤدي مهامها في ظل الأجواء الحالية وأنها ستدخل في حال سبات طويل، وينهي وفيق سعيد الرسالة بأسطر تبدو أقرب إلى الاستقالة التي لا يريد أن يقدم عليها حتى لا يضع صديقه فواز في موقف ضعيف ومحرج بصفته رئيس مجلس إدارة الجمعية، إلا أن استقالة وفيق سعيد حدثت فعلا لاحقا.

وقد أرسل وفيق رسالة إلى شخص اسمه فراس وإلى فواز الأخرس أيضا.

فواز حولها الى ابنته ويقول وفيق سعيد في الرسالة التي عنونها بـ"سري للغاية" إن مؤسسة التراث السوري والتي يبدو أن وفيق سعيد هو رئيس مجلس ادارتها لا يمكنها أن تتابع مهامها في ظل الأزمة الحاصلة في سوريا وأن شخصا اسمه اللورد بويل لديه ذات القلق حول عمل المؤسسة، وانه يتوجب اختتام أعمال هذه المؤسسة طالما أنها لا تحقق أيا من اهدافها.

بعد نحو أربعة أشهر من الرسالتين السابقتين وفي التاسع عشر من سبتمبر ارسل وفيق سعيد استقالته من الجمعية السورية البريطانية، نص الاستقالة لم يكن ضمن الرسائل المسربة، إنما ما تم نشره هو رسالة الرد على الاستقالة التي كتبها فراس الأخرس شقيق السيدة الأولى والذي ارسله إلى كل من شقيقته أسماء الاسد والى والده فواز بتاريخ الثالث عشر من اكتوبر أي بعد أكثر من عشرين يوما على الاستقالة ـ وتقول رسالة الرد على الاستقالة إن اعضاء الجمعية تلقوا نبأ الاستقالة ببالغ الاسف، ومن ثم يتراوح رد فراس الأخرس ما بين العتاب تلميحا، وما بين الإقرار بالدور المحوري لوفيق، و يقول:
لطالما عملنا بجد معا كمؤسسين، لصياغة اهداف الجمعية التي تسعى الى التقريب بين بريطانيا وسوريا، وهذا هدف لا علاقة له بالنظام الحاكم او نوع الحكومة في سوريا.

قلنا في وقت سابق إن فواز الأخرس أرسل يتحدث عن الحاجة إلى خبراء دستوريين في سوريا وأن وضع مقترحات بهذا الخصوص، كذلك ابنه فراس زكى أيضا شخصا ليكون ضمن الخبراء الدستوريين وأرسل معلوماته إلى شقيقته السيدة الأولى حتى تتم الاستعانة به على ما يبدو في التعديل الدستوري.

وزير الاقتصاد يتجاهل رئيس حكومته ويرسل إلى رئيس دولته وزير الاقتصاد نضال الشعار رسالة أخرى تلقي الضوء على الطريقة التي يتم فيها اتخاذ القرار داخل الحكومة واللجان التي تنبثق عنها، نضال الشعار وزير الاقتصاد، في هذه الرسالة تجاوز مرجعه الأصلي وهو رئيس الحكومة وخاطب رئيس البلاد مباشرة عن طريق رسالة إلى وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، بخصوص طلبه إضافة بعض الشخصيات إلى اللجنة الاقتصادية المصغرة في رئاسة مجلس الوزراء.

رئيس الوزراء يلوح للإيرانيين بعقد الخليوي رسالة أخرى مشابهة للحالة السابقة من حيث تجاوز الوزير لمرجعه الأصلي الذي هو رئيس الوزراء في هذه الحالة

ومخاطبة الرئيس أو مكتبه مباشرة، الرسالة وردت يوم الرابع من ديسمبر من وزير شؤون رئاسة الجمهورية، الذي أعاد إرسالها بعد أن وصلته من وزير الاتصالات عماد الصابوني، وفيها يقول الصابوني إنه التقى بوفد من شركة الاتصالات الإيرانية بحضور السفير الإيراني .
الوفد الايراني كرر إبداء الاهتمام برخصة المشغل الثالث لخدمة الجوال في سوريا، وأكمل الصابوني في رسالته أنهم أعلموا الوفد عزمهم على إعادة الإعلان عن المشغل الثالث بشروط تسمح للجانب الإيراني بالاشتراك في المسابقة، وأن السفير الإيراني كرر الرغبة بالحصول على الرخصة عن طريق التفاوض المباشر.

لونا الشبل تقترح أوقات المظاهرات المؤيدة لونا الشبل أما فيما يتعلق بتنظيم التظاهرات المؤيدة لنظام الأسد، فعلى ما يبدو أن الرئيس مطّلع على كل تفاصيلها، وبالعودة إلى الإيميلات نجد أن المسؤولة عن الملف الإعلامي لونا الشبل، في السادس من فبراير الماضي وهو اليوم الذي سبق زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق، أرسلت رأيا فيما يخص استقبال الوزير الروسي، تقول فيه إنه إن نُظمت المظاهرات المؤيدة في مكانين منفصلين فإنهما ستبدوان هزيلين في المكانين، وتنصح بأن تخرج المظاهرات في الطريق التي سيمر بها لافروف "كما يظهر" وإلغاء مظاهرات الساحة، إذ أن الحشود- وبحسب رأيها- ضرورية لتعبر عن استقبال كبير، وهو ما تم بالفعل.