احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أبتاه ماذا قد يخُطّ بناني../ قبل الإعدام

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Dec 2006
    الدولة
    Amman
    العمر
    53
    المشاركات
    517
    معدل تقييم المستوى
    18

    أبتاه ماذا قد يخُطّ بناني../ قبل الإعدام

    أبتاه ماذا قد يخط بناني و الحبل و الجلاد ينتظران
    هذا كتاب إليك من زنزانة مقرورة صخرية الجدران
    لم تبق إلا ليلة أحيا بها وأحس أن ظلامها أكفاني
    ستمر يا أبتاه لست اشك في هذا وتحمل بعدها جثماني
    الليل من حولي هدوء قاتل والذكريات تمور في وجداني
    ويهدنى ألمي فانشد راحتي في بضع آيات من القران
    والنفس بين جوانحي شفافة دب الخشوع بها فهز كياني
    قد عشت أومن بالإله ولم أذق إلا أخيرا لذة الإيمان
    شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم فليرفعوه فلست بالجوعان
    هذا الطعام المر ما صنعته لي أمي ولا وضعوه فوق خوان
    كلا ولم يشهده يا أبتي معي إخوان لي جاءاه يستبقان
    مدوا إلي به يدا مصبوغة بدمى وهذه غاية الإحسان
    والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهن أصابع السجان
    ما بين آونة تمر وأختها يرنو الي بمقلتي شيـــطان
    من كوة بالباب يرقب صيده ويعود في امن إلى الدوران
    أنا لا أحس بأي حقد نحوه ماذا جناه فتمسه أضغاني
    هو طيب الأخلاق مثلك يا أبى لم يبد في ظمأ إلى العدوان
    لكن إن نام عنى لحظة ذاق العيال مــرارة الحرمان
    فلربما وهو المروع سحنة لو كان مثلي شاعرا لرثاني
    أو عاد من يدرى إلى أولاده وذُكّرَ صورتي لبكاني
    وعلى الجدار الصلب نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبان
    قد طالما شارفتها متأملا في السائرين على الأسى اليقظان
    فأرى وجوما كالضباب مصورا ما في قلوب الناس من غليان
    نفس الشعور لدى الجميع وإنما كتموا وكان الموت في إعلاني
    ويدور همس في الجوانح ما الذي في الثورة الحمقاء قد أغران
    أو لم يكن خيرا لنفسي إن أرى مثل الجموع أسير في إذعان
    ما ضرني لو قد سكت وكلما غلب الأسى بالغت في الكتمان
    هذا دمى سيسيل مطفئا ما ثار في جنْبَيَّ من نيران
    وفؤادي الموار في نبضاته سيكف من غده عن الخفقان
    والظلم باق لن يحطم قيده موتى ولن يودى به قربان
    ويسير ركب البغي ليس يضيره شاة إذا اجتثت من القطعان
    هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتي وتمور بعد ثوان
    وتقول لي إن الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيان
    أنفاسك الحيرى وان هي أخمدت ستظل تغمر أفقهم بدخان
    وقروم جسمك وهو تحت سياطهم قسمات صبح يتقيه الجاني
    دمع السجين هناك في أغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقيان
    حتى إذا ما أفعمت بهما الربا لم يبق غير تمرد الفيضان
    ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الرباني
    إن احتدام النار في وجهه أمر يثير حفيظة البركان
    وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان
    فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا أقوى من الجبروت والسلطان
    أنا لست أدري هل ستذكر قصتي أم سوف يعدوها رحى النسيان
    أو أنني سأكون في تاريخنا متآمرا أم هادم الأوثان
    كل الذي أدريه أن تجرعي كأس المذلة ليس في إمكاني
    لو لم أكن في ثورتي متطلبا غير الضياء لا متى لكفاني
    أهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان
    فإذا سقطُت أحمل عزتي يغلى دم الأحرار في شرياني
    أبتاه إن طلع الصباح وأضاء نور الشمس كل مكان
    واستقبل العصفور بين غصونه يوما جديدا مشرق الألوان
    وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجرى على فم بائع الألبان
    واتى يدق- كما تعود- بابنا سيدق باب السجن جلادان
    وأكون بعد هنيهة متأرجحا في الحبل مشدودا إلى العيدان
    ليكن عزاؤك إن هذا الحبل ما صنعته في هذى الربوع يدان
    نسجوه في بلد يشع حضارة وتضاء منه مشاعل العرفان
    أو هكذا زعموا وجيء به إلى بلدي الجريح على يد الأعوان
    أنا لا أريدك أن تعيش محطما في زحمة الآلام والأشجان
    إن ابنك المصفود في أغلاله قد سيق نحو الموت غير مدان
    فاذكر حكايات بأيام الصبا قد قلتها لي عن هوى الأوطان
    وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى تبكى شبابا ضاع في الريعان
    وتكتم الحسرات في أعماقها ألما تواريه عن الجيران
    فاطلب إليها الصفح عنى إننى لا ابتغى منها سوى الغفران
    مازال في سمعي رنين حديثها ومقالها في رحمة وحنان
    أبنى إني قد غدوت عليلة لم يبق لي جلد على الأحزان
    فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصيان
    كانت لها أمنية ريانة يا حسن أمال لها وأمان
    غزلت خيوط السعد مخضلا ولم يكن انتفاض الغزل في الحسبان
    والآن لا أدرى بأي جوانح ستبيت بعدى أم بأي جنان
    هذا الذي سطرته ولك يا أبى بعض الذي يجرى بفكر عان
    لكن إذا انتصر الضياء ومُزقت بيد الجموع شريعة القرصان
    فلسوف يذكرني ويُكبر همتي من كان في بلدي حليف هوان
    والى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان


    قصيدة رائعة بكل ما تحمل الكلمات من معاني للشاعر الشاب هاشم الرفاعي رحمه الله
    ...احببت ان اتحفكم بها..........رووح..

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jan 2007
    العمر
    43
    المشاركات
    878
    معدل تقييم المستوى
    18
    قصيدة فعلا رائعة
    شكرا لك يا روح وقلم

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Jan 2007
    المشاركات
    44
    معدل تقييم المستوى
    0
    اشكرك جدا اخ روح على القصيدة الرائعة

    اتمنى لك دوام التقدم والنجاح

    الز عدي عيم

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sun Sep 2006
    العمر
    39
    المشاركات
    2,025
    معدل تقييم المستوى
    20
    القيد ادمى معصمي


    وهوى بقلبي للعدم


    فلسوف العب باليهود


    بملعبي كرة القدم

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Sep 2006
    المشاركات
    7,014
    معدل تقييم المستوى
    25
    دمع السجين هناك في أغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقيان
    حتى إذا ما أفعمت بهما الربا لم يبق غير تمرد الفيضان


    رحم الله الشاعر
    قصيدة رااائعة جداً

    وسلمت على النقل الجميل

المواضيع المتشابهه

  1. أم كشه تعي تواني
    بواسطة لمحة حب في المنتدى منتدى الترحيب والتهاني
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 24-02-2011, 12:53 PM
  2. ممكن ثواني ؟
    بواسطة ناناة في المنتدى الحوار الجاد - حوار الاحباب الساخن
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 23-01-2010, 05:30 PM
  3. عشاق الانتر ..اتفضلو ا..ماذا قالو عنك يا انتر ... ثنائي رائع ..هجوم لا يمكن ايقافه ..
    بواسطة Biologist في المنتدى منتدى الرياضة العربيه والعالميه
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-10-2009, 01:50 PM
  4. ثنائى المنتدى
    بواسطة رمز الوفاء في المنتدى منتدى , صور , فوتغرافيات
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 07-06-2009, 02:40 PM
  5. ثنائي جميل :p
    بواسطة ابو ينال في المنتدى منتدى سوالف وسعه صدر
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 20-07-2007, 10:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك