العربية.نت
قال كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، إنه "متفائل" بعد جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد، لكنه اعترف بأنه "سيكون من الصعب التوصل لاتفاق لوقف إراقة الدماء".

وصرح للصحفيين في دمشق قائلا: "سيكون أمرا شاقا. سيكون صعبا" لكن علينا التحلي بالأمل"، وتابع "أشعر بتفاؤل لعدة أسباب".

واستقبل الأسد عنان اليوم مرة ثانية، بعد أن كان قدم له أمس السبت مقترحات بشأن وقف العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين وبدء حوار مع المعارضة.

إلى ذلك، صرّح مصدر دبلوماسي عربي بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وافق على اعتماد المبادرة العربية التي تنصّ على نقل صلاحيات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه، على أن يكون ذلك ضمن مرجعيات مهمة كوفي عنان وفقاً لما ذكرته صحيفة "الحياة" اللندنية.

واعتبر الدبلوماسي هذا القبول بالحلّ العربي تقدماً ملموساً في الموقف الروسي، علماً بأن موسكو كانت ترفض رفضاً قاطعاً هذا البند باعتباره يقود الى تنحي الأسد.

وبعد جلسة شهدت رداً شديداً من جانب السعودية وقطر على كلمة ألقاها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, جاء الإعلان المفاجئ من جانب وزير خارجية قطر ونظيره الروسي عن اتفاق يضع أساساً لحل الأزمة في سوريا، وأبرز نقاط الحل:
وقفُ العنف من أي مصدرٍ كانَ كأولويةٍ قصوى في هذا الوضع، وتشكيلُ آليةِ مراقبة محايدة لمتابعة الوضع في سوريا، والاتفاقُ على استبعاد فكرة التدخل الأجنبي، وإتاحةُ وصولِ المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، ودعمُ مهمة كوفي عنان لإطلاق حوار بين دمشق والمعارضة السورية على أساس المرجعيات التي اعتمدتها الأممُ المتحدة والجامعة العربية.

كما أعلنت الأمم المتحدة أن كوفي عنان قدم "مقترحات عدة" إلى الرئيس بشار الأسد لإنهاء الأزمة في سوريا على أن يلتقيه مجدداً الأحد، فيما أكد الأسد للموفد الدولي أن الحوار السياسي لن ينجح "بوجود مجموعات إرهابية مسلحة".

ومن جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الأسد أكد لعنان أن "سوريا مستعدة لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده من أحداث". وتزامنت زيارة عنان لدمشق مع تصاعد وتيرة العنف في أنحاء سوريا.

100 قتيل أمس جانب من احد التظاهرات من جهة أخرى أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 100 قتيل أمس السبت بنيران القوات السورية، وقالت الهيئة إن إطلاق نار كثيف دوى خلال الليلة في عدة أحياء من العاصمة السورية دمشق، خاصة في جوبر والميدان وشرقي ركن الدين والميسات وشارع بغداد والقابون.

وتحدث ناشطون عن انشقاق عدد من أفراد الجيش أثناء إطلاق النار على المظاهرة في جوبر، وقطع المحتجون في جوبر الطريق الواصل بين جوبر والعباسيين بواسطة الإطارات المشتعلة رداً على حملة الاعتقالات التي نفذتها قوات النظام في الحي، حيث اقتحمت قوات الجيش والأمن حي جوبر بعدد كبير من السيارات المصفحة وجرت اعتقالات عشوائية طالت العديد من الأطفال وكبار السن، وقام الجنود وعناصر المخابرات الجوية بضرب المعتقلين.

كما خرجت مظاهرات في حي الميدان من أمام جامع الدقاق في سوق أبو حبل رفع خلالها المتظاهرون أعلام الاستقلال وهتفت لحمص وادلب وحمص وداريا.

وفي حي المزة اعتقلت قوات الأمن الشيخ رضوان بزازة خطيب مسجد أسامة بن زيد في الحي.

هذا وشنت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في الحجر الأسود والمعضمية وداريا في ريف دمشق.

إدلب تحت الناروأعلنت الهيئة العامة للثورة أن قوات الجيش السوري تواصل عملياتها العسكرية في المحافظة، وقالت إن عمليات يوم السبت أسفرت عن مقتل عن 54 شخصاً، بينهم 15 عنصراً من الجيش الحر قتلوا في كمين، وذكر الأهالي أن قوات الجيش قامت بقصف عنيف على مدينة إدلب، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا وتدمير عدة منازل.

وبالقرب من الشريط الحدودي التركي السوري شنّت قوات الجيش حملة مداهمات واعتقالات واسعة في قرية الحمبوشية، بالإضافة لقيامها بإحراق بعض الممتلكات الخاصة.

وتقدر الأمم المتحدة أن قوات الأمن السورية قتلت ما يزيد على 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة لحكم الأسد قبل عام، في حين قالت الحكومة السورية إن إرهابيين مسلحين قتلوا ما يزيد عن ألفين من أفراد الجيش والشرطة.