جدة – أمال رتيب
أكدت سيدة الأعمال وزوجة وزير العمل السعودي مها فتيحي أن حضور المرأة في منتدى جدة الاقتصادي بات حضورا فاعلا، "علما بأننا تجاوزنا مرحلة المشاركة إلى التفاعل المباشر مع المنتدى منذ زمن".

وقالت فتيحي في حديث خاص لـ"العربية.نت". على هامش منتدى جدة الاقتصادي: "إن المرأة السعودية أثبتت قدرتها على ممارسة عملها باحترافية، وكانت مفاجئة لكل من تعامل معها"، وكان لدور الدكتورة لمى السليمان نائب رئيس غرفة جدة في المنتدى فاعلا باقتدار، حيث أخذت على عاتقها أن تكون الصوت الحاضر للمستقبل، وإذا تطرقنا للمرأة كمتحدث رسمي في المنتدى نجد أنها تمثل نسبة 6 إلى 50 أي 8% من إجمالي المتحدثين.

وأضافت "أعتقد أنها نسبة لا بأس بها، وهو ما لم يتحقق للمرأة إلا منذ ثلاث سنوات فقط، كمتحدث ومستشار اقتصادي بما يتطلب منها أن تكون ملمة بمجريات الأحداث الاقتصادية بشكل كامل، وخلال ثلاث أو أربع سنوات، أو مع بداية عهد الملك عبدالله تحديدا، أصبح متاحا للمرأة أن تتعامل مع الواقع بشكل مباشر ودقيق وليس كمجرد أخبار تصل إليها".

مشبعة بالعنصر النسائيوفسرت فتيحي قرار دخول المرأة السعودية خلال العامين الماضيين مجالات العمل الجديدة والتي كانت تنادي به على مدار 30 عاما مضت، بأنه قرار تواءمت فيه قوة اتخاذ القرار مع جاهزية المرأة لخوض مجالات جديدة.

وأوضحت أن تعليم المرأة بدأ قبل 50 عاما فقط، وربما قبل 30 عاما لم تكن المرأة مؤهلة علميا لشغل وظائف بعينها، وإن كان هناك مجال لشغل مواقع ريادية في قطاعات غير التعليم والصحة التي أصبحت مشبعة بالعنصر النسائي، وأصبح هناك عدد كبير من المتعلمات.

ولفتت إلى أن الجانب الآخر هو إيمان الملك عبدالله بأن المرأة يجب أن تكون شريكاً جديراً في التنمية الوطنية، وأصبح لزاما من منطلقات التنمية الاقتصادية والوطنية أن تفتح مجالات جديدة للمرأة، فتلازم العنصرين مع بعضهما البعض هيأ للمرأة السعودية دخول مجالات عمل جديدة لم تكن متاحة من قبل.

وحول دخول المرأة بقوة بتأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية بعد أن كان من التابوهات في السعودية، أوضحت أن "التابو" الحقيقي هو أن يبيع رجل للمرأة احتياجاتها وملابسها الداخلية، وكنا نشعر بحرج حين نتسوق داخل بلادنا بسبب هذه المفارقة العجيبة، والطبيعي أن تبيع المرأة مستلزماتها امرأة مثلها، فالقرار صون للمرأة ومنعا للإحراج.

مجال خصب لتوظيف المرأة وبسؤالها عن مدى المداخلات التي تقوم بها كزوجة لوزير العمل وتلمس احتياجات المرأة، قالت فتيحي إن: "وزير العمل ملم بمجالات العمل التي يمكن أن تشغلها المرأة منذ أن كان بشركة صافولا ثم الغرفة التجارية ثم أمانة مدينة جدة، ولا ننسى أنه أدخل المرأة في منصب الحكومة الإلكترونية ثم نائبا للأمين، وربما تكاملنا واجتماعنا أن نتلمس بعض النقاط التي يمكن أن ألفت النظر لها، ولكنها ليست بالكثير".

وتوقعت فتيحي أن تحمل المرأة السعودية حقيبة وزارية في المستقبل القريب، مؤكدة: "المجال الجديد الذي أتوقع أن تخوضه المرأة هو مجال الاحتياجات الخاصة، فهناك دراسة لاستحداث تخصصات جديدة في الجامعات السعودية حتى يكون هناك تكامل بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل".

ومن أول التخصصات التي يحتاجها سوق العمل للمرأة هي رعاية وتعليم ذوي الإعاقة، التي تصل إلى أكثر من 40% في بعض الإعاقات، وفقاً لمها فتيحي.

وقالت "أعتقد أن المرأة سوف تعطي بشكل أكبر في هذا المجال، وسيكون مجالا خصبا لتوظيف المرأة حتى تلك التي لم تستكمل تعليمها".

حلم يلوح في الأفقوعبرت عن الحلم بحمل المرأة السعودية لحقيبة وزارية بأنه بدأ يلوح في الأفق، وقالت يكفي أن الملك عبدالله عندما قال في مجلس الشورى إن المرأة سوف تكون عضوا في المجلس والمجالس البلدية اعتبارا من الدورة المقبلة، فهذا يعني التوجه لأن تكون المرأة في مواقع اتخاذ القرار وعليها أن تثبت أنها ستخدم هذه القطاعات والمجتمع ككل برجاله ونسائه، لأننا بحاجة لتكامل عناصر المجتمع وأن توجد لدينا تنمية متكاملة وشاملة.

وترى فتيحي أنه ربما تكون وزارة الشؤون الاجتماعية هي الأقرب لأن تحمل المرأة حقيبتها الوزارية بحكم أن الجمعيات الخيرية تقوم المرأة عليها وبشكل كبير، وهي الأكثر احتكاكا بالأسرة ككل".

وأوضحت "وربما أيضا تستحدث وزارة للحكومة الإلكترونية وأن تسند مهامها للمرأة وأعتقد أن الدكتورة أروى الأعمى خير من يقوم بهذه المهمة، لأنها شخصية لها تقديرها ومكانتها العلمية في مجال التقنية ليس فقط محليا ولكن دوليا بشهادة مايكروسوفت وبيل غيتس".