احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: وعود القرآن بالتمكين للإسلام - الوعد القرآني في سورة المائدة 1

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    وعود القرآن بالتمكين للإسلام - الوعد القرآني في سورة المائدة 1

    الفصل الثالث الوعد القرآني في سورة المائدة

    البشرى بإكمال الدين وإتمام النعمة:

    من الآيات التي وعدت المسلمين بالنصر والتمكين، وإظهار إسلامهم، ويأس الكافرين من القضاء عليه، واستمرار حربهم للمسلمين، هذه الآيات:

    أولاً: قوله تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) [المائدة: 3].

    تقدم هذه الآية بشرى للمسلمين بإكمال دينهم، وإتمام نعمة الله عليهم، كما تقدم لهم وعداً قاطعاً برسوخ أمر دينهم، وقوته واستقراره، بحيث يئس الكفار من القضاء عليه.

    وقد عرف المسلمون قيمة وعظمة معنى هذه الآية، وجعلوا يوم نزولها عيداً!.

    وروى البخاري [برقم: 45]، ومسلم [برقم: 3017] عن طارق بن شهاب: "أن رجلاً من اليهود قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا –معشر اليهود- نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيداً!.

    قال له عمر: أي آية؟.

    قال: قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).

    قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، نزلت عليه وهو قائم بعرفة يوم جمعة".

    يريد ذلك اليهودي أن (يتعالم) على عمر رضي الله عنه، ويظهر له معرفته بالقرآن، ولذلك قال له: إن آية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ...) عظيمة، ولو أنها أنزلت علينا نحن اليهود، لاتخذنا يوم إنزالها عيداً!.

    فرد عليه عمر رضي الله عنه، وبين له أن المسلمين يعرفون معنى هذه الآية وعظمتها ودلالتها، وأن الله أنزلها في أعظم أيام السنة، وهو يوم عرفة، وقد كان يوم عرفة يوم جمعة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفات يوم أنزلها الله عليه.

    ويريد عمر رضي الله عنه أن يقول لليهودي: لقد جعلنا يوم نزولها عيدين، وليس عيداً واحداً، فيوم الجمعة الذي أُنزلت فيه عيد أسبوعي للمسلمين، ويوم عرفة الذي أنزلت فيه عيد سنوي للمسلمين.

    وقد امتن الله على المسلمين في هذه الآية بالمنة العزيمة، وهي منة إكمال دينهم، وإتمام نعمته عليهم، حيث رضي لهم الإسلام ديناً، فاكتفوا واستغنوا به، ولم يعودوا محتاجين إلى استعارة أو استيراد غيره.

    ووقفتنا مع قوله: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ).

    إن هذه الجملة تقدم لنا حقيقتين عظيمتين:

    يأس الكفار من القضاء على الإسلام:

    الحقيقة الأولى: يأس الكافرين من القضاء على الإسلام، الذي رضيه الله ديناً للمسلمين، رغم إعلانهم الحرب الطاحنة ضده، واستخدامهم كل الأسلحة الممكنة فيها، ورغم استمرار هذه الحرب طيلة تاريخ المسلمين، على اختلاف أزمانهم وأوطانهم.

    منذ بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكفار يعادونه ويحاربونه، وطيلة الفترة المكية من عمر الدعوة الإسلامية، التي استمرت ثلاثة عشر عاماً، والكفار يحاربون رسول الله صلى الله عليه وسلم حرباً شرسة، ليس فيها قتال وإطلاق نار، لكنها حرب بمختلف الأسلحة الأخرى، بهدف قتل دعوته، والقضاء على دينه، ولكنهم فشلوا، وعجزوا عن تحقيق هدفهم!.

    ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، اجتمعت أحزاب الكفار من اليهود والمنافقين والمشركين، للقضاء على دينه، وحاربه المشركون حرباً عسكرية، بالإضافة إلى الأساليب الأخرى، واستمرت هذه الحرب عشر سنوات.. ولم يُقصّروا في استخدام كل ما يقدرون عليه.. ولكنهم فشلوا وخسروا، وانهزموا أمام الإسلام.

    وقبل أن يُقْبَضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نصر الله دينه، وأقرّ عينه بدخول كل الجزيرة العربية في الإسلام، وفي الشهور الأخيرة من حياته صلى الله عليه وسلم حج حجة الوداع، وأنزل الله عليه وهو واقف بعرفة هذه البشرى، التي فيها الإخبار عن يأس الكافرين من القضاء على هذا الدين.

    استمرار حربهم الفاشلة ضده:

    ومنذ نزول هذه الآية وحتى اليوم، أمضت الأمة المسلمة أربعة عشر قرناً من عمرها الممتد حتى قيام الساعة، ولم تتوقف محاولات الأعداء على اختلاف أصنافهم للقضاء على الإسلام، فماذا كانت النتيجة؟ عرف كل فريق من الكافرين يأسه من القضاء على هذا الدين، بعد أن ظنوا أن القضاء عليه قريب سهل ميسور، وشنوا عليه حرباً شاملة طاحنة، عرفوا في نهايتها عجزهم وفشلهم، وخرج الإسلام من المعركة قوياً عزيزاً منصوراً.

    وأجزم أنه لم يحارَب أي دين كما حورب الإسلام، ولو أن الحرب التي شُنت عليه شنت على أي مذهب آخر، لأبادته ودفنته، ولكن الإسلام القوي الحي كان يخرج من كل معركة قوياً غالباً منصوراً بإذن الله.

    ويشهد الإسلام اليوم حرباً صليبية عالمية، يقودها اليهود والأمريكان، بهدف اجتثاثه والقضاء عليه! ولن يكونوا أحسن حالاً ومآلاً من الكافرين السابقين، بل سينتهون إلى ما انتهى غليه من سبقوهم من العجَزة المهزومين، وسيبقى الإسلام قوياً محفوظاً، وسيخرج من هذه الحرب الصليبية غالباً ظافراً منصوراً بإذن الله.

    ويبقى الوعد القرآني الذي يقطعه قوله تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ) نافذاً مُنْجَزاً، ويبقى ماضياً محقّقاً، على اختلاف الزمان والمكان.



    يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــع

    وعود القرآن بالتمكين للإسلام

    الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973


    بارك الله فى اعمالك
    ويااارب يكون فى ميزان حسناتك
    احترامى


  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jan 2011
    العمر
    35
    المشاركات
    9,668
    معدل تقييم المستوى
    21474859
    جزيت خيرا اخي الفاضل للافادة الطيبة

    بارك الرحمن فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. الموت يغيب الفنان عثمان الشمايلة
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-06-2012, 07:59 AM
  2. موسوعة الاعشاب الطبيه....
    بواسطة Maria في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-01-2008, 01:41 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك