كتب - توفيق أبوسماقة -يبدو أن الحكومة أصبحت تتعامل مع ملف اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية، بجدية تامة بعد مؤشرات واضحة برزت خلال الأيام الماضية،ومن ابرز هذه المؤشرات قبول الطلبة السوريين في المدارس الحكومية، وتخصيص اراض في منطقة رباع السرحان لإقامة مخيم للاجئين، اضافة الى تكفل الهيئة الخيرية الهاشمية بدفع أجور منازل اللاجئين السوريين غير القادرين على التسديد.
التطور الاخر على هذا الصعيد، تمثل ببدء إقامة مخيمين للاجئين السوريين في منطقتي سما السرحان التابعة لمحافظة المفرق المحاذية للحدود الأردنية السورية، والآخر في منطقة الحجاج التابعة للواء الرمثا، بمعدل (100 خيمة) لكل مخيم بشكل مبدئي، وبسعة (ألف لاجئ) لكل منهما وبتكلفة (مليون دينار) لكليهما بتبرع من جهات خليجية محسنة أهمها المملكة العربية السعودية».
وعلى الرغم من التكتم الحكومي منذ بداية الأزمة السورية حول التعامل مع اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية، والذين يزداد عددهم بشكل يومي، إلا أن نيتها تتجه إلى وضع سياسات محددة، للتخفيف من معاناتهم والحد منها.
أولى هذه المؤشرات، هو إعلانها عبر وزارة التربية والتعليم على لسان وزيرها قبل أيام، قبول الطلبة السوريين في المدارس الحكومية الأردنية، الى جانب إعفائهم من الرسوم، وفي هذا الشأن، قال منسق المساعدات للاجئين السوريين في جمعية المركز الاسلامي الخيرية في المفرق خالد غانم:»إن عدد الطلبة المتوقع التحاقهم في المدارس الحكومية هو (500 طالب وطالبة) لحوالي (625 عائلة) سورية متواجدة في المفرق.
وما يدلل أيضا على أولويات التعامل مع أزمة تدفق المزيد من العائلات السورية الى الممكلة، هو تخصيص الحكومة أراض واسعة في منطقة ربّاع السرحان الواقعة ضمن أراضي محافظة المفرق على الحدود الأردنية السورية، لإقامة مخيم للاجئين السوريين، جاري تجهيزه من قبل المتعهد خلال فترة وجيزة تقارب العشرة أيام المقبلة، ما يعني أن الحكومة وصلت إلى قناعة بالاسراع في تجهيز مكان لهم في ظل الظروف القاسية التي يعانون منها.
وفي هذا السياق، يؤكد غانم، أنه زار موقع المخيم الواقع ضمن بلدة ربّاع السرحان (14 كم شمالي المفرق)، وتم الإطلاع على واقع العمل فيه، مبينا أنه في مراحله النهائية.
الاشارة الأكثر وضوحا هي تصريحات مصدر مسؤول في الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية قبل أسبوع، وهي الجهة الرسمية التي تعنى بتقديم المساعدات والإغاثة لمستحقيها، مفاده ان الهيئة ستقوم بدفع أجور منازل اللاجئين السوريين الذين لا يستطيعون دفع أجورها.
واشار المصدر الى أن الهيئة فتحت مكتبا لها في محافظة المفرق بالتعاون مع جمعية «الكتاب والسنة»، مشيرا الى ان الهيئة ستقدم ايضا مبلغ (50 دينارا) بدل اثمان غاز ومواد تموينية للاجئين سوريين.
وبحسب كتاب موجه من وزارة الداخلية الى الهيئة الخيرية الهاشمية، حصلت «الرأي» على نسخة منه، اعتبر وزير الداخلية أن الهيئة الخيرية الهاشمية للإغاثة والتعاون العربي والاسلامي هي الجهة المختصة والوحيدة بجمع التبرعات العينية والخيرية لصالح اللاجئين السوريين.
وفي هذا الشأن، قال رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حمّاد الى «الرأي» :»هنالك كتاب صادرعن وزارة الداخلية الأردنية ، يقضي بأن تكون كافة المساعدات التي تريد الجهات الداعمة تقديمها، بأن تكون عن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية وحصرها بها من أجل التنظيم»، مشيرا الى أن هنالك تنسيق فيما بينها وبين الهيئة من أجل إقامة مخيمين للاجئين السوريين في منطقتي سما السرحان التابعة لمحافظة المفرق المحاذية للحدود الأردنية السورية، والآخر في منطقة الحجاج التابعة للواء الرمثا، بمعدل (100 خيمة) لكل مخيم بشكل مبدئي، وبسعة (ألف لاجئ) لكل منهما وبتكلفة (مليون دينار) لكليهما بتبرع من جهات خليجية محسنة أهمها المملكة العربية السعودية».
وبمقابل هذا كله، أبلغ مصدر حكومي»الرأي»، بأن الحكومة لا ترغب حاليا بإلافصاح عن تفاصيل الإجراءات التي تقوم بها على الرغم من وضوحها للعيان.
رد مع اقتباس
المفضلات