كشف النائب العراقي السابق وصاحب قناة "الرأي" الفضائية مشعان الجبوري أن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ترك وصية قبل ساعات من مقتله، إلى جانب تسجيلات تدين قادة عربا بالتحريض والتخطيط للإطاحة بأنظمة عربية أخرى.
وقال الجبوري للإذاعة الجزائرية مساء أمس الخميس إن القذافي اتصل بالقناة ليلة مقتله بمسقط رأسه سرت وترك شبه وصية تعهد بإذاعتها قريبا.
وأوضح أن قناة الرأي كانت تتحصل على خطابات القذافي عبر مسؤولين ليبيين، وفي بعض الأحيان من نجل القذافي سيف الإسلام والناطق باسم الحكومة آنذاك موسى إبراهيم.
وأشار الجبوري إلى أنه بعد اشتداد القصف وسقوط مؤسسات النظام الليبي السابق في طرابلس وانتقال القذافي إلى سرت، لجأ العقيد الليبي إلى الاتصال بالقناة مباشرة عبر هاتف الثريا، "رغم أننا حذرناه من ذلك لأنه وسيلة غير آمنة.. كنا نسجل ما يقول ثم نبثه فيما بعد حفاظا على سرية المكان الذي كان يوجد به".
ولفت إلى أن آخر اتصال للقذافي بالقناة كان ليلة مقتله، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن يتعلق بخطاب للشعب الليبي وإنما "أشبه بوصية سيتم إذاعتها قريبا على قناة الشعب".
وأكد أن أغلب المسؤولين في النظام الليبي السابق هربوا واختفوا مع اشتداد القصف على طرابلس، وأن من بقي يقاتل إلى جانب القذافي هم أقرباؤه وعناصر من قبيلة القذاذفة وأبناء سرت.
بث التسجيلات
وكشف الجبوري أن قناة "الرأي" تحصلت على تسجيلات من القذافي تدين قادة عربا حيث تظهرهم وهم يحرضون على الإطاحة بحكام عرب آخرين، قائلا إنه "سيبث منها ما يخدم الأمة العربية ومصلحتها، أما غير ذلك فلا".
ونفى أن تكون السلطات السورية قد ساومته أو مارست عليه ضغوطا للحصول على نسخ من هذه التسجيلات، مؤكدا أن السوريين مقتنعون تماما بأنه لما يتعلق الأمر بأمنهم القومي والوطني فهم ليسوا بحاجة إلى أي وسيلة لإقناعه بالتعاون معهم.
واستطرد قائلا "سوريا احتضنت قناة الرأي المقاومة رغم كل الضغوط التي مورست عليها من جهات عديدة من الولايات المتحدة ومن نظام القذافي نفسه.. لذلك لا نرى عيبا في التعاون مع الأشقاء، خاصة إذا كان ذلك يمس أمنهم القومي والوطني".
وكشف الجبوري أن القذافي اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد وهدد بقصف قناة "الرأي" إذا لم تتوقف عن التحريض ضد نظام زين الدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر.
المصدر: الألمانية
رد مع اقتباس
المفضلات