السيدة الحامل وطبّ الأسنان
- يعتبر الحمل حالة طبيعية تمر بها المرأة، ويصاحب الحمل بعض التغيرات الهرمونية والنفسية، وكلها تغيرات طبيعية، بيد أنه يمكن في بعض الاحيان ان تتحول الامور الطبيعية الى تغيرات مرضية، وسبب ذلك غالبا يعود الى عدم مراعاة السيدة الحامل لوضعها الجديد، والذي يتطلب عناية خاصة من ناحية، والى بعض المفاهيم الخاطئة لدى الحوامل حول اوضاعهن من ناحية اخرى.
والحقيقة هي ان الحمل وضع حساس لا يتعلق بالحامل فقط، بل بجنينها ايضا. وكما ان للحمل تأثيرات على جسم الحامل بشكل عام مثل حدوث فقر الدم وانخفاض الضغط، فان له تأثيرات اخرى في الفم، تتعلق بالاسنان، كالنخر والتهاب اللثة وغيرها.
الاخطاء الشائعة عن الحمل والاسنان
هناك بعض الافكار الخاطئة التي تشيع بين الناس حول الحمل والاسنان، فيعتقد البعض مثلا ان الحامل يجب ان تفقد سنا مع كل حمل، او ان الجنين يسحب الكلس من اسنان أمه، وفي الحقيقة اننا اذا اردنا ان نعلل للناس سبب قلع الكثير من النساء لسنّ او اكثر من اسنانهن بعد الولادة فان الامر في غاية البساطة، وهو انه وحتى الان من النادر ان نجد امرأة تأتي لمراجعة عيادة طب الاسنان طالبةً تهيئة نفسها لحمل مستقبلي كما ان فترة الحمل طويلة نسبيا ''تسعة اشهر'' فان من الممكن خلالها ان تتعرض احدى اسنان الحامل او اكثر للنخر، ونتيجة لقناعة البعض بانه لا تجوز المعالجة اثناء فترة الحمل فان الطبيب قد لا يجد من حل في بعض الاحيان سوى قلعها.
اما بالنسبة لعنصر الكالسيوم الذي يتثبت في بنية الاسنان فلا يمكن للجسم اعادة سحبه كي يستخدمه في بناء اسنان وعظام الجنين، اما بالنسبة للبنج الذي تأخذه الحامل عند طبيب الاسنان فهو لا يؤثر على الجنين اطلاقا، بل يؤثر على المنطقة التي يراد العمل فيها، من قلع او علاج تسوّس او غيره، وعليه فان تأثير البنج يكون موضعيا، حتى انه وبعد تجارب طويلة في الدول العربية عموما فقد ثبت ان لا ضرر على الحامل من اعطائها المخدر الحاوي على الادرينالين بل على العكس يجب على الطبيب ان يقوم بتخدير الحامل بشكل جيد وفعال، لان احساس الحامل بالالم او الخوف يعرضها الى ارتفاع نسبة الادرينالين المفرز من الغدة الكظرية اضعافا تفوق ما تحتويه ابرة التخدير، وهذا ما يعرضها في الواقع الى التوتر والضغط النفسي وتبعاته.
التهاب اللثة الحملي
لا يعتبر الحمل بحد ذاته سببا للاصابة بالامراض اللثوية، ولكن قابلية اللثة للاصابة تزداد اثناء الحمل نتيجة للتغيرات الهرمونية، واذا كانت لدى الام قبل الحمل عناية جيدة باللثة وبالاسنان فانهما يبقيان في حال السلامة. واذا كان هناك التهاب بسيط في اللثة قبل الحمل فانه يزداد سوءا اثناء الحمل حيث تتورم وتنزف ويصبح لونها احمر، وغالبا ما يبدأ ذلك بعد الشهر الثالث من الحمل ويستمر حتى نهايته. كما تزداد الحالة سوءا باهمال العناية بصحة الفم الاسنان حيث تنزف وتتقرح. وللوقاية من التهاب اللثة والورم الحملي يجب ازالة الرواسب الكلسية عند طبيب الاسنان، وتدليك اللثة يوميا، اضافة الى تنظيف الاسنان بالفرشاة والخيوط السنية واستعمال المضامض المطهرة.
ان الامر الهام الاساسي في تقديم العلاج للحامل هو عدم التسبب بضرر للجنين، وهناك امران يمكن ان يؤديا الى مثل هذا الضرر، وهما التعرض للاشعة السينية لاخذ صورة للسن، ثم بعض الادوية المضرة بالجنين، وهناك خيارات، فاما تأجيل هذا الاجراء الى ما بعد الولادة، او القيام به في فترة الحمل اذا كان طارئا لا يحتمل التأجيل، اما أنسب وقت للعلاج الآمن فهو الثلث الثاني من الحمل، أي من الشهر الرابع الى الشهر السابع.
واذا كان ضروريا أخذ صورة اشعة للحامل فيمكن اخذها فقط في الثلث الثاني من الحمل او الثلث الاخير منه، مع مراعاة اجراءات الوقاية المتبعة وارتداء اللباس الواقي الخاص. وعند وصف أي دواء يجب على الطبيب التأكد ان هذا الدواء آمن بشكل كامل في الحمل ولا يؤدي الى أية اضرار جانبية او اضرار للجنين او لأمه.
رد مع اقتباس
المفضلات