السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[img2]http://www.alamatonline.net/load_files/pics/1313493506.491348.jpg[/img2]
تؤدي مشاكل عدم الاتزان عموماً، وحالات الدوار – أو ما يطلق عليه Vertigo إلى إصابة المريض بالخوف الشديد الذي قد يصل أحياناً إلى حد الوسواس والهلع، واضطراب حياته اليومية، الناتج عن خوفه من إحتمالات إصابته بمشكلات صحية خطيرة في المخ.
والدوار، كما تتحدث الدكتورة رجاء العيد، الاختصاصية بوزارة الصحة البحرينية لموقع "علامات أون لاين"، هو نوع واحد يطلق عليه طبياً اسم الـ Vertigo. ولكن الشكوى والأعراض التي يعانيها المريض المصاب.. هي التي تنقسم إلى عدة أنواع متعددة.
الفرتايجو وجهاز الإتزان
.. ومن أهم أنواع الفرتايجو:
أولاً: Vertigo وهو إحساس الإنسان بالدوار بالنسبة للبيئة المحيطة به أو دوران البيئة المحيطة به بالنسبة له.
ثانياً: Dizzines وهو الإحساس بالدوخة وعدم الاتزان أو عدم الثبات فقط من حين لآخر مع الإحساس أحياناً وكأن هناك حركة داخل الرأس.
ثالثاً: Light-headednes وهو الدوار الذي يأتي على شكل إحساس بالإغماء أو ما قبل الإغماء ويصاحبه صداع وإحساس عام بعدم الارتياح أو بإمكانية السقوط.
وللدوار علاقة أساسية بجهاز الاتزان، الذي تكون مهمته احتفاظ الجسم بتوازنه بالنسبة لنفسه وبالنسبة للوسط المحيط أثناء الثبات أو الحركة، وهي عملية معقدة للغاية.. تتكون من ثلاث مراحل أساسية هي:
الأولى: مرحلة وصول معلومات أساسية للجهاز العصبي ( المخ والمخيخ ) عن طريق ثلاثة مصادر وهي جهاز الاتزان في الأذن الداخلية، والعينين، والمستقبلات الحسية من عضلات الرقبة والعمود الفقري والأطراف.
الثانية: عندما تصل هذه المعلومات إلى المخ والمخيخ من الطبيعي أن يتم التنسيق والتوافق السريع والدقيق والمعقد بينها.
الثالثة: خلال هذه المرحلة يقوم المخ، كرد فعل لوصول تلك المعلومات إليها وبدء عملية التنسيق بينها، بإرسال إشارات حركية لعضلات الرقبة والعمود الفقري والأطراف والعينان للمحافظة على ثبات الجسم على الرغم من تحركاته السريعة والمفاجئة.
الأسباب الشائعة
تذكر الدكتورة رجاء العيد، لموقع "علامات أون لاين" أن مشكلة المريض بالدوار عدم الاتزان تكون في عدم القدرة على التعبير عن مشكلته، وما يعانيه بصورة واضحة، لذا فإن أهم ما يجب أن يتحلى به الطبيب هو الصبر الشديد والاستماع الجيد له عن طبيعة الشكوى ومدتها ومدى قوتها ثم اكتشاف الأسباب المؤدية إليها والأعراض التي تصاحبها، وملاحظة إن كانت هناك أي إشارات أو علامات معينة تحدث قبل حدوث الدوار.
وتضيف: أن الكشف الطبي والاختبارات التشخيصية يحددان السبب الذي يقف وراء الإصابة بالدوار، ومنها:
1. الدوار الوضعي المتكرر: الذي يعتبر أكثر الأسباب شيوعاً وعادة ما يحدث نتيجة خروج حبيبات تُسمى الكريستالات وتحركها من مكانها في الأذن الداخلية ودخولها إلى القنوات الهلالية الخاصة بإرسال إشارات للمخ عند تغيير الزوايا. وعلى الرغم من أن خروج هذه الكريستالات من مكانها ليس له سبب محدد، إلا أنه في بعض الحالات تكون بعض الحوادث والصدمات القوية أو الإصابة ببعض الالتهابات هي السبب.
في هذه الحالة يشعر المريض بالدوار الشديد والغثيان لمدة ثوان قليلة خاصة عند القيام من وضع الجلوس أو التحرك أو التقلب أثناء النوم. ويكون العلاج عن طريق عمل بعض التدريبات للمريض حتى تعود الكريستالات إلى مكانها.. وتحل المشكلة ببساطة !.
2. متلازمة مينيير: وهو المرض الذي يحدث نتيجة ازدياد ضغط السوائل الموجودة في الأذن الداخلية ما يؤدي إلى نوبات متكررة من الدوار الشديد قد تمتد إلى 24 ساعة مع قيء شديد أغلب الأحيان
وهذا المرض عادة ما يكون مزمناً وعلاجه يكون حسب شدة الأعراض وقوتها عن طريق عقاقير خاصة لتثبيت الأذن الداخلية وكذلك تقليل نسبة الملح في الطعام حيث تتسبب كثرة الأملاح في زيادة السوائل وتجمعها في الجسم وبالتالي في الأذن الداخلية ما يؤدي بدوره إلى زيادة الضغط عليها وربما الإصابة بمتلازمة مينيير.
لكن بعض الحالات قد تحتاج إلى تدخل جراحي لوضع أنابيب تهوية داخل طبلتي الأذنين بالإضافة إلى التزام المريض باستخدام بعض العقاقير لفترة على هيئة نقط في الأذنين للسيطرة على جهاز الاتزان.
3. أما السبب الأقل شيوعاً والأخطر فيتعلق بالمخ حيث يكون الدوار عرضاَ لبعض الجلطات الدموية في المخ أو بداية الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل مرض التصلب العصبي المتعدد.
كما تحدث بعض المشاكل والاضطرابات في جهاز القلب والأوعية الدموية ما يسبب أعراضاً مثل الإحساس بالإغماء وفقدان الوعي وليس الدوار، وذلك عند القيام بمجهود كبير أو عند القيام فجأة من وضع الجلوس لمدة طويلة ويكون ذلك مصحوباً بعدم وضوح في الرؤية.
4. كما تتسبب إصابة الدورة الدموية للرقبة بالقصور في الإصابة بالدوار ولكي يتم التشخيص السليم في هذه الحالة يجب أن تكون هناك بعض الأعراض الأخرى المصاحبة للدوار مثل ضعف حركة أحد أطراف المريض أو شعوره بتنميل في الأطراف.
5. وهناك حالات للدوار وعدم الإتزان ترجع لأسباب نفسية مثل: التوتر الشديد، فضلاً عن أن تناول بعض مضادات الاكتئاب والتوقف عنها بشكل مفاجئ وغير تدريجي يؤدي إلى الإصابة بالدوار من حين لآخر.
طرق علاج طبيعية
وفيما يتعلق بحالات الدوار حسب الشريحة العمرية فإن أهم أسباب إصابة الأطفال بمشاكل عدم الاتزان تتمثل في وجود مشكلات او إالتهابات بالأذن الوسطى أو وجود بعض العيوب الخلقية في الأذن الداخلية في بعض الحالات النادرة.
أما كبار السن، فكلما تقدم الإنسان في العمر.. كلما كان معرضاً للإصابة بالدوار حيث يصاب مع الوقت بضعف تدريجي في أجهزة الاتزان للأذنين والعينين وكذلك عضلات وفقرات العمود الفقري.. وسائر المشكلات الحسية التي تصيبه.
ويكون العلاج في هذه الحالة بوصف بعض العقاقير الموسعة للشرايين والمحفزة للأعصاب مع إخضاع المريض لبعض التدريبات التي تتناسب مع مرحلته بهدف إعادة تأهيل أجهزة الاتزان، بطريقة تساعد المخ على التعود على المشكلة التي تزعجه والتغلب عليها..
وترى الدكتورة رجاء أن الطرق الطبيعية في علاج الدوار التي تعتمد على التدريبات والطعام الصحي وممارسة الرياضة تنجح في كثير من الأحيان في توقف المريض عن تناول العقاقير الخاصة بعلاج الاتزان أو على الأقل تقليل جرعاتها بنسبة كبيرة، وتتميز عن العقاقير في أن الأخيرة لا تعالج المشكلة وإنما تخفي أعراضها لفترة ومع التوقف عنها تعود المشكلة كما كانت.
وتختتم بالقول إن: أسلوب الحياة له تأثير كبير على أجهزة الاتزان في الجسم، والانتظام في ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساعدان على استقرار كافة أجهزة الجسم، وإمداده بالفيتامينات اللازمة وبالتالي ثبات أجهزة الاتزان فيه.
رد مع اقتباس
المفضلات