عمان – محمد الزيود - قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان لموقع (الرأي الإلكتروني) حول الوضع المالي للشركة الفرنسية اريفا التي تقوم بالبحث واستكشاف اليورانيوم في الاردن ان الشركة سجلت في دفاترها خسائر بلغت ( 1,6) مليار يورو وهي تسجل لأول مرة في تاريخها، نتيجة تأخرها في إنشاء مفاعل نووي في فنلندا وشرائها لمناجم في أفريقيا بأسعار مرتفعة، خصوصا أن أسعار اليورانيوم أنخفضت في السنوات الثلاث الأخيرة إلا أنها ما زالت مستمرة حتى الآن في أفريقيا.
وتابع طوقان ان الشركة مملوكة من قبل الحكومة الفرنسية بنسبة تصل (95%) ولا يعقل أن تفلس بهذه الطريقة وموازنتها تصل إلى (9) بليون يورو ، وعدد موظفيها 47 الف موظف في العالم .
واوضح طوقان ان عطاء تنفيذ المفاعل لم يتم احالته بعد وتكاليف البحث والتنقيب عن اليورانيوم تتحملها شركة اريفا التي انفقت 30 مليون دولار حتى الان في هذا المجال وتم اكتشاف 14 الف طن من الكعكة الصفراء ومن المتوقع ان تعلن الشركة في شهر اذار المقبل حجم احتياطي اليورانيوم في الاردن .
الى ذلك قال رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب النائب محمود الخرابشة في تصريح ل موقع الرأي الالكتروني أنه وجه استجوابا لرئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان تضمن اسئلة حول مشروع المفاعل المزمع إنشاؤه في محافظة المفرق، وتفاصيل آلية العطاء وتكلفته، والمفاعل البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا وكمية اليورانيوم الحقيقية في الأردن.
وشكك في استجواب وجهه لرئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور طوقان بالوضع المالي لشركة (أريفا) الفرنسية التي تقدمت لعطاء تشغيل المفاعل النووي الاردني وقال الخرابشة لموقع ( الرأي الالكتروني ) امس الاثنين انها شركة مفلسة ومنعت اسهمها من التداول في الاسواق العالمية .
وأعلنت شركة أريفا الشهر الماضي ، أنها تكبدت، خلال العام الماضي، لأول مرة خسائر تشغيل بلغت نحو 1,6 مليار يورو.
وقال الخرابشة أن العطاء أحيل على الشركة الفرنسية (أريفا) بعد استبعاد الكوريين والروس والكنديين، مؤكدا قيام الشركة بإدخال معدات وأجهزة بأمر من طوقان بدون ترخيص من هيئة العمل الإشعاعي والنووي وهي الجهة الرقابية على عمل هيئة الطاقة النووية.
وانتقد الخرابشة الكشف عن تكلفة إنشاء المفاعل النووي المقدم من الشركة الفرنسية (أريفا) البالغ (5.2) مليار دينار وإخفاء العروض التي تقدم بها الكنديون والروس، مؤكدا أن السعر المقدم لم يشمل متطلبات التشغيل من بينها الخبراء، البنية التحتية، متطلبات السلامة، التأمين، الكهرباء.
وتابع الخرابشة ان وقودا نوويا ادخل للمملكة من خلال مطار الملكة علياء، مؤكدا منع مندوبي هيئة العمل الإشعاعي والنووي من فحص المواد ومرافقتها .
وألمح إلى أن كلفة التأمين النووي على المفاعلات النووية يبلغ حوالي مليار دينار كحد أدني، مشيرا إلى أن هذا المبلغ لم يحسب من كلفة المفاعل.
وكشف الخرابشة أن كلفة دراسة الموقعين الذين رشحا لإقامة المفاعل النووي عليهما في المفرق والعقبة بلغت (13) مليون دينار، علماً بأن الهيئة الدولية للطاقة الذرية تقوم بتحديد المواقع المناسبة للمفاعلات في الدول دون أي كلفة إلا أنها بحاجة لبعض الوقت كي تنجز عملها.
واشار الخرابشة الى أن (أريفا) ستقوم بإنشاء مفاعل نووي من الجيل الثالث، لافتاً إلى أنه لم يتم تجريب هذا الجيل ما يشكل مخاطرة كبيرة في إنشائه، خصوصاً بأنه غير مرخص في بلد المنشأ.
كان طوقان صرح لـ الرأي الشهر الماضي ان اختيار التكنولوجيا في المحطة النووية يجري على قدم وساق وسيكون الاختيار على اساس الاكثر امانا قبل أي شيء اخر ، مؤكدا استدعاء 3 شركات تقدمت بعروض لاختيار التكنولوجيا وهي اتوم الروسية وائتلاف اريفا الفرنسية وميتسوبيشي اليابانية وشركة ( س ن س ) الكندية وقد اجريت المباحثات مع كل شركة على حدة للتوصل للدراسات الفنية لاختيار التكنولوجيا الاكثر امانا من بينها , كما تم فتح العروض المالية للشركات الثلاث بوجودها وبدات الدراسات لهذه العروض ومن المتوقع مع نهاية كانون الثاني الحالي انتهاء الدراسات للعروض المالية وكذلك العروض الفنية وعلى الارجح سيتم في مطلع شباط القادم استدعاء هذه الشركات مرة اخرى لعقد جلسات حوار وتوضيح كافة النقاط الاساسية , ومن المتوقع ان يتم في 15 اذار القادم الاعلان عن التكنولوجيا الفائزة والتي ستكون بصورة مؤكدة الاكثر امانا وافضل عرض بالجيل الثالث الذي يضمن للاردن الاستقلالية في مجال الطاقة وكذلك الافضل من النواحي المالية والفنية من ضمن هذه العروض , وسيتم الاعلان عن العرض الفائز للمجتمع المحلي بكل تفاصيله المذكورة .
وكان وفد نيابي واكاديمي وقادة مجتمع محلي من محافظتي المفرق والزرقاء زاروا فرنسا الشهر الماضي بتنسيق بين هيئة الطاقة الذرية الاردنية وشركة اريفا ، واطلعوا خلال زيارتهم على التجربة الفرنسية في مجال الطاقة النووية.
وحول المفاعل البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا قال الخرابشة تم اختيار المفاعل الكوري واستبعاد الأرجنتيني الأرخص بنسبة (50%) من سعر الكوري غير المرخص في بلد المنشأ، معتبرا الأمر استرضاء للكوريين لاستبعادهم من عطاء إنشاء المفاعل النووي الأردني.
وأكد الخرابشة أن ما صرف على البرنامج النووي الأردني حتى الآن بلغ (233) مليون دينار أردني نقدا دون أي إنجازات حقيقة على أرض الواقع منها (130) مليون دينار ثمن المفاعل النووي البحثي و(3) مليون دينار ثمن المنظومة دون الحرجة و(30) مليون دينار إستشارات شركة (تراكتبل وادرلي بارسون) إضافة إلى تكاليف السفر والمياومات.
وأشار الخرابشة إلى أنه تم تفريخ (3) شركات كأذرع تجارية لشركة (أريفا) الفرنسية الأولى وهي شركة مصادر الطاقة ومهمتها متابعة استكشاف اليورانيوم والثانية الشركة الأردنية الفرنسية والثالثة الشركة النبطية، مؤكدا أن كل واحدة من هذه الشركات لها مجلس إدارة مستقل وكلف مالية كبيرة.
ولفت إلى أنه طالب رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان بتزويده بتقارير شركة (أريفا) حول كميات اليورانيوم الموجودة في وسط المملكة وتحديدا المنطقة الخصبة باليورانيوم .معتبرا أن كميات اليورانيوم الموجودة في الأردن غير مجدية اقتصاديا، لافتاً إلى أنها حبر على ورق بحسب الدراسات الحقيقية والعلمية له.
رد مع اقتباس
المفضلات