احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: دور «رعاية» الأيتام تلقي من أتموا سن الرشد إلى الشارع

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Nov 2010
    الدولة
    ؟؟؟؟
    العمر
    38
    المشاركات
    3,011
    معدل تقييم المستوى
    547293

    دور «رعاية» الأيتام تلقي من أتموا سن الرشد إلى الشارع

    سرايا - خريجو مؤسسات ودور رعاية الايتام.. "الى المجهول"!..عنوان عريض طافح بالمعاناة والمأساة، عندما تبدأ قصة ألم جديدة لهؤلاء الايتام بعد أن يتم التخلص منهم جماعات وأفرادا لأنهم بلغوا سن الثامنة عشرة، حيث تخلي الجهات الرسمية والخاصة التي ترعاهم مسؤوليتها من أية خدمات كانت تقدمها لهم من أجل الأخذ بيدهم قبل سن الرشد، نتيجة فقدانهم من يعولونهم سواء عن الطريق اليتم في الوالدين، او اذا ما كانوا من مجهولي النسب، ممن يفتحون أعينهم على الدنيا دون أن ينتسبوا الى أحد.

    هم في عمر الورود الغضة، التي يبللها الندى مثل أزهار في أول النوار، عندما يغيب عنها الماء بعد أن يتم التخلي عنهم بموجب قانون رعاية الايتام دون أي اعتبار إنساني وأخلاقي لما سيواجهونه من تحديات وأزمات في مواجهة قسوة الحياة وهم مدججون بالألم، ليتم قذفهم اليها خارج اسوار "الحماية والرعاية" التي كانوا يتلقونها على مدار طفولتهم، ولم يكن في خلدهم ان التشريعات النافذة لا تضمن لهم الحد الادنى من الاخذ بيدهم بعد سن الثامنة عشر، حتى توفير لقمة العيش والسكن والعائلة البديلة وغيرها من متطلبات اساسية يفتقد اليها من شاءت المقادير له ان يكون يتيما!..

    هؤلاء لم يجدوا سوى أبواب مسدودة في وجوههم سواء من قبل دور الرعاية التي تخلت عنهم بعد ان اكملوا ثماني عشرة سنة ليواجهوا ليلا طويلا شديد الظلمة، دون أي رعاية من الجهات الرسمية او الجمعيات والهيئات الطوعية التي تتباهى باحتضانهم و"تدعي" رعايتهم.

    نفتح هذا الملف على مصراعيه، وقد تضمن صرخة ادانة ضد وزارة التنمية الاجتماعية وضد دور وجمعيات رعاية الايتام الخاصة.. وهي تقترف السلبيات تجاه خريجي دور الايتام ممن أكملوا سن الرشد ومعظمهم لم يكمل تعليمه والزج بهم للمجتمع بدون شهادات علمية أو مهنية وما يرافق ذلك من سلبيات على المجتمع، تزامنا مع كثرة المشاكل السلوكية والاضطرابات النفسية لدى هذه الفئة والحرمان من الجانب الأسري والتنشئة الاجتماعية وكثرة تنقلهم بين الدور، وخروجهم منها الى المجهول، وكل ذلك يحدث نوعا من التشتت النفسي والذهني لدى الطفل اليتيم.

    هذه الفئة التي هي بحاجة إلى التكافل الاجتماعي من منطلق ما يفرضه علينا الدين الإسلامي الحنيف، وقيم أفراده تأنس إلى حب الخير والعمل على البر والتقوى، فكيف إذا كانوا أيتاماً أو مجهولي هوية الأبوين.. كيف سيكون هذا الواقع بعد ان يتخلى عنهم الجميع عند بلوغهم السن القانونية؟.. في هذا التحقيق حرصنا على أن نتعرف على واقع اليتيم بعد خروجه من دار الأيتام.

    قصص الضياع والتشرد

    "أصبت بالخوف الشديد والرعب من المصير المجهول الذي ينتظرني بعد مغادرة مقر سكني والخروج إلى المجتمع.. تمسكت بكل المقتنيات الموجودة في غرفتي لكي أبقى في دار الرعاية، خوفاً من الخروج منها، قبل أن يطرق مسؤولو دار الرعاية باب غرفتي ويطلبوا مني الخروج من الدار بعد بلوغي السن المحددة نظاماً.. وكأني طفل ينتزع من أحضان والديه، فأصبحت أمام خيارين، الشرطة أو كتابة تعهد بالخروج".. هذه القصة ليست حلم شاب نائم في بيت أهله ودفء أمه وعطفها، ولا هي قصة درامية حزينة نشاهدها عبر شاشة التلفزيون، وسط أجواء مخملية عائلية، ونقترح الحلول لها وسط انسجام مع القصة!.. وإنما هي معاناة طرحها شاب في العقد الثاني من عمره.

    "أحمد" - وهذا اسم مستعار كما الأسماء التالية جميعا - خرج للتو من دار الأيتام في عمان يتطلع إلى مستقبل مجهول بلا معالم، وتحيط به المعوقات من كافة النواحي، وسط أسئلته الحائرة، ومنها إيجاد وظيفة وسكن في موقع اجتماعي يساعده على الانسجام مع الحياة الجديدة تجعله شابا آخر قادرا على بدء مرحلة جديدة من عمره الشقي.

    فيما يكون المشهد في قمة السوداوية للشابين "عمر" و"سائد"، بعد أخرجتهما احدى دور الرعاية بعد أن أكملا سن الثامنة عشرة منذ أربع سنوات، حيث استأجرا منزلا بعفش مهترئ وبلا أية مقومات صحية، تغيب عن أرجائه الباردة التدفئة في ظل غياب الحنان، وهما بلا عمل ولا تمنحهما تلك الدار الا القليل من نقود موجودة في حساباتهما جراء تبرعات اهل الخير. وما تدفعه الدار مما يأتي بعد سلسلة من الاستجداء تكاد لا تسد رمق عيشهما خاصة أنهما بلا أي عمل دون أية متابعة ممن يدعون رعاية الايتام.

    تفكير بالانتحار

    "سامي" خريج أحد دور الايتام الخاصة ويبلغ من العمر 23 سنة، حيث يعاني الوحدة في ظل عدم وجود أصدقاء له، وقد وصف حالته بـ"البائسة"، وذلك لمكوثه في غرفة صغيرة بين جدران أربع، في الفترة التي تمتد من نهاية عمله في مصنع كيماويات براتب لا يتجاوز 150 دينارا شهريا حتى بداية يوم عمل جديد، ما عزز الاكتئاب النفسي لديه.

    وأشار الى انه طالب بتزويجه، إثر نصيحة طبيب نفسي أبلغه أن نصف علاجه يتمثل بالزواج، للهروب من الوحشة والوحدة التي تحاصره ليل نهار، بالإضافة الى الإحباط، والاكتئاب، والشعور بفقدان الهوية، والدونية، مبينا أن تلك سمات يصاب بها الأيتام ممن يودعون في دور الأيتام، ومؤكدا تجاهل الوزارة ودور الرعاية الخاصة للايتام فور خروجهم من المؤسسات الإيوائية، الامر الذي يجعله يفكر جديا بالانتحار، كما يقول.

    من جانبه يؤكد "محمد" ما قاله زميله "عبدالله" بأن أهم مشكلة تواجه الأيتام هي خروجهم بعد سن (18) سنة للمجتمع دون عمل أو سكن أو سيارة أو زوجة، ما يجعلهم عرضة للانحراف، موضحا أنهم يخرجون من دور الايتام ولا يعرفون كيف يواجهون الحياة، وكل ما يعرفونه أنهم أيتام يحتاجون لعطف وشفقة وصدقة من الناس.. مشكلة يواجهونها في الحياة تسهم في اضطراب شخصيتهم وانطوائهم عن الانخراط في المجتمع لشعورهم بالنقص، متسائلا عن سبب غياب مديرية الدفاع الاجتماعي في وزارة التنمية الاجتماعية عن القيام بواجبها.

    الإقامة في محطة محروقات

    قصة أخرى لأربعة شباب يقطنون الآن في مرفقات محطة محروقات تقبع في جنوب عمان، حيث تطوع مالك المحطة بتوفير عمل وسكن لاثنين منهما فيما يقيم الاثنان الآخران معهما في الغرفة نفسها، وهما بلا عمل، وقد وفرت لهم وزارة التنمية الاجتماعية "مشكورة".. أثاثا لبيتهم عبارة عن فرشة اسفنجية واحدة وحرام خفيف!.. وبالطبع أشاروا الى أنهم ومنذ خروجهم من دار الرعاية لا تتابعهم أي جهة على الاطلاق.

    الى ذلك، نحن الآن أمام 11 شابا آخرين قامت احدى دور الرعاية باستئجار شقة متواضعة لهم في الصويفية لا يجدون ما يأكلونه في ظروف معيشية صعبة حيث الاثاث مهترئ والارضيات بلا سجاد او موكيت، إضافة الى نقص في الحرامات والفرشات، والتدفئة غير متوافرة.. والمدهش أن معظمهم بلا عمل في ظل التجاهل المستفز التي تمارسه الدار معهم.

    يتيمات على طريق الضياع

    الأمر المقلق أكثر لدرجة الخطر هو تلك المعاناة التي تواجهها اليتيمات بعد خروجهن من دور الرعاية عند بلوغهن سن الثامنة عشرة، وما يشكله ذلك من مخاطر جسيمة في ظل تجاهل كافة الجهات لمتابعتهن بعد خروجهن من دور الرعاية الى المجهول ربما.. حيث تقوم الوزارة او دور الرعاية الخاصة بتوفير سكن لهن ضمن السكن المخصص للطالبات بالقرب من الجامعات دون أي متابعة، الامر الذي جعل بعضهن يعملن في مطاعم الوجبات السريعة أو شركات الخدمات والتنظيف وغير ذلك.

    تقول "س" ببحة حزن ممزوجة بالألم: لم ندخل دار الرعاية أنا وإخوتي بسبب اليتم أو وفاة والدينا، إنما بسبب الظروف الأسرية الصعبة التي عشناها يوم انفصلت والدتي عن والدي وتزوجت وتركتنا ونحن أطفال صغار (ثلاث بنات وولد)، ولم يكن أمام أقاربنا سوى أن يودعونا دار رعاية الايتام في عمان، حيث عشنا وتربينا ودرسنا في الدار وبعد أن أكملنا 18 عاماً تم إخراجنا من الدار أنا وإخوتي بدون سبب سوى أن لدينا أخا يبلغ من العمر 21 عاماً من المفترض أن يقوم على رعايتنا.

    وتضيف: خرجنا من الدار الى يتم جديد وليس لدينا مصدر للرزق، وبعد أن تقاذفتنا الظروف حيث طردنا أخي مجددا قمنا بمراجعة دار الايتام من أجل أن يبحثوا لنا عن مأوى نعيش فيه، وبالفعل تم إيجاد غرفتين فوق احد السطوح في حي شعبي بعمان الشرقية، نعاني فيهما من الجوع والبؤس والشقاء، ولا يزورنا احد من دور الرعاية الا في مناسبات قليلة حيث يحضروننا ويقومون بتصويرنا في التلفزيون وهم يقدمون لنا مساعدات وبعدها ينقطع الاتصال معم لاشهر طويلة بانتظار مناسبة جديدة تظهر عطف مسؤولي دور الرعاية وانسانيتهم على شاشات التلفزيون!.

    وتقول "ر": بالرغم من صعوبة الظروف وتحديات الحياة التي مررت بها بعد خروجي من دار الايتام قبل 5 سنوات الا انني أنا وأولادي لدي قناعة بالإصرار على العيش بكرامة، رغم ان علاقتي بزوجي شبه مقطوعة ورغم ذلك تمكنت بجهد ذاتي من إيجاد عمل في شركة مختصة بتنظيف الوزارات والشركات دون اي مساعدة من أي جهة رسمية او خاصة تعنى برعاية الايتام ومتابعتهم بعد خروجهم من دور الرعاية.

    مجهولة الأبوين

    "د" عشرينية بلل وجهها الحزن وفي عينيها دموع الأسى، وتجاعيد الزمن حفرت مجراها على وجهها مبكرا وقبل الاوان.. قالت: قصتي أنني صحوت على الدنيا في دور الايتام لا أعرف من هما والداي.. تم إخراجي من دار الرعاية عند بلوغي سن الثامنة عشرة بعد أن تم توفير سكن لي في بيت مخصص للطالبات بالقرب من احدى الجامعات، قبل أن أتعرف على أحد الاشخاص من جنسية عربية الا أنه نكل بي لأنه يعرف أنه ليس لي أحد يأخذ حقي، ولا يوجد من يساندني، أو يدافع عن حقوقي.. وجدني مستضعفة، فزاد من قسوته عليّ.. فأين الأمان وأين الاستقرار ما دام ليس لنا من يحمينا، ليس لنا جهة أو مرجع نشتكي إليه وحتى يعرف كل زوج تزوج من بنات الدار أنه توجد رعاية لاحقة ومستمرة لهن وأنه يوجد من يهتم بهن ويسأل عنهن، وعدم وجود رعاية أو اهتمام من الوزارة أو غيرها.

    تحرش جنسي

    القصص تتوالى، فهذه "ي" فتاة عمرها (22 عاما) أجبرتها دار الرعاية على الخروج بعد إتمامها السن القانونية، فذهبت الى بيت عمها تعمل خادمة في المنزل، لكن زوجة عمها طردتها.. وجدت ملاذها الآمن بحسب اعتقادها في منزل شقيقها "19" سنة الذي يسكن مع أحد أصدقائه الذي حاول بدوره مرارا وتكرارا التحرش بها جنسيا.. لتعود مجددا مجروحة القلب والمشاعر الى منزل عمها في ظل عدم متابعة أية جهة رسمية او خاصة معنية برعاية خريجي دور الايتام والرعاية.. وقس على ذلك غيره من القصص المؤلمة، والمخفي أعظم بطبيعة الحال.. وكل ذلك يجري دون أن يحرك من يهمه الامر ساكنا.

    أما بعد

    مجمل القول: ما يطالب به هؤلاء الايتام هو القليل الذي يساعدهم على تجاوز المحن التي عانوا منها بلا أي ذنب اقترفوه في انطلاقتهم نحو المجهول، ومنها توفير فرص عمل مناسبة لهم او تقديم معونة شهرية الى أجل محدود حتى يأتيهم الفرج ويتدبروا أمورهم بعمل او وظيفة تقيهم شر الفاقة والعوز، او دعمهم من خلال ايجاد مشاريع صغيرة بشروط ميسرة تمكنهم من الحصول على متطلبات معيشتهم، او تهيئة الظروف الملائمة لزواجهم وتمكينهم من القدرة على بناء اسرة افتقدوها على مدار سنوات من الحرمان، وما الى ذلك من احتياجات لهم كل الحق فيها باسم الدين الحنيف والانسانية والمواطنة، دون ان تكلف المؤسسات القائمة اصلا على رعاية الايتام نفسها لتقدم لهم ما هو من صلب واجباتها واسباب وجودها.. لا ان يتم تركهم نهبا للجريمة او المصائب الأخلاقية على اختلاف صورها وأشكالها، ما يعني عقابا لهم على يتمهم تحت عناوين فاقعة تدعي رعايتهم والحنان عليهم زورا وبهتانا.

    الدستور

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    اشكرك على نشر الخبر
    ارق التحية
    ودى

    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    اشكرك على نقل الخبر
    يعطيكي الف عافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669




    شاكرين كل جديد
    دمتم بحفظ الله ورعـايتــــه...!!

    اختكم بالله





المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-05-2018, 08:13 PM
  2. الوليد بن طلال يطلع على الفرص الاستثمارية في العقبة والبتراء
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-11-2012, 10:57 AM
  3. من ادعيه الرسول
    بواسطة ام شهاب في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 28-09-2010, 11:42 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك