حوار أعدته للنشر : نشوى الخالدي - قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية الدكتور خالد طوقان أن هنالك منطقتان تخلفتا عن دخول العصر النووي وهي افريقيا والعالم العربي , مضيفا : نعتقد أننا في الاردن والوطن العربي عموما تأخرنا 50 عاما عن دخول هذا السباق المستمر , فالعالم حتى اليوم يسير ببرامجه النووية والدول مستمرة في توقيع اتفاقيات البناء من مختلف بقاع الارض .
وأكد على أهمية تبني الاردن لمصادر عديدة من الطاقة أهمها الصخر الزيتي والطاقة المتجددة بمجالاتها المتعددة الى جانب الطاقة النووية فيها معا بخطوط متوازية , لكن عندما ننظر الى مزيج الطاقة العالمي لانتاج الكهرباء حاليا فان الطاقة المتجددة ( شمسية ورياح ) لا تشكل أكثر من 8و0 % , فيما الطاقة النووية تشكل الان من 16-17% من مزيج الكهرباء المنتجة عالميا .
وتوقع أن لا تتجاوز كلف توليد الكهرباء بالمحطة النووية الاردنية عن 8 قروش للكيلو واط / ساعة وفق مؤشرات ودراسات اولية ووجود الوقود النووي « اليورانيوم « داخل اراضي الدولة.
وأضاف : نحن نبني قاعدة علمية وبشرية لتوطين التكنولوجيا النووية في الاردن فأهم ما في هذا النوع من المشروعات هو الانسان الذي سيعتمد عليه للنهوض بالصناعة النووية بدولتنا بأيدي وخبرات وكفاءات محلية مستقبلا .
وأشار أنه اصبح لدى الاردن فيما يخص التكنولوجيا النووية علاقات دولية , وبات لنا وجود على الخارطة النووية العالمية , قائلا : لقد تحقق لنا النجاح كدولة في هذا المجال وقد بذلت جهود كبيرة وتعب شديد حتى نصل ببلدنا الى هذا الموقع بين الدول بالرغم من الموارد المالية المحدودة والمنافسة الشديدة بين دول من المنطقة تدخل بثقل العصر النووي , ولكن هناك تنافس كبير بين جهات دولية للمشاركة بالبرنامج النووي الاردني .
وأكد على تمسك الاردن بكافة حقوقه القانونية التي يكفلها له الاتفاقيات الدولية كافة التي وقع عليها وذلك حين توقيع اتفاقيات التعاون النووي مع الدول , مبينا أنه من الثوابت ان نحافظ على هذا الحق ان لم يكن لوقت قريب فللأجيال القادمة ومستقبلا من الممكن أن تصبح الاردن مركزا لتصنيع الوقود النووي المستخلص من اليورانيوم ومن هنا تأتي أهمية التمسك والمحافظة على كافة حقوقنا المنصوص عليها وفق الاتفاقيات الدولية .
وتوقع طوقان حسب المعلومات الاولية الخاصة بتقدير حجم احتياطي اليورانيوم من قبل شركة اريفا والذي سيعلن التقدير النهائي له خلال آذار القادم , بأن تتجاوز الشركة 20 الف طن في المنطقة والتراكيز للخام وفق النسب المطلوبة .
وقال نحن الان في فترة التحضير للبرنامج النووي الاردني ونتوقع في نهاية العام 2012 أن يتم اختيار الموقع واختيار الشريك الاستراتيجي كذلك اختيار التكنولوجيا الامنة , متوقعا البدء ببناء المحطة النووية النصف الثاني من العام 2013 , مشددا أن كل ما يتم حاليا من اعداد هو أرضية للبرنامج النووي سواء نفذ في موعده أو تم تاجيله .
وعرض طوقان خلال جلسة حوارية مع ( الرأي ) العديد من القضايا والطروحات المتصلة بالبرنامج النووي الاردني , وفيما يلي النص الكامل :
تطرح بصورة متواصلة تساؤلات من عدة أطياف من المجتمع المحلي حول الجدوى من دخول الاردن للعصر النووي , ما الاسباب الداعية للتوجه نحو الطاقة النووية برأيكم ؟ .
بالنظر للخارطة النووية للعالم نرى ان هنالك منطقتان تخلفتا عن دخول العصر النووي وهي افريقيا والعالم العربي , نعتقد أننا في الاردن والوطن العربي عموما تأخرنا 50 عاما عن دخول هذا السباق المستمر , فالعالم حتى اليوم يسير ببرامجه النووية والدول مستمرة في توقيع اتفاقيات البناء من مختلف بقاع الارض .
السؤال الذي قد يطرح حول لماذا هذا السباق للدخول في العصر النووي من مختلف دول العالم يجيب عليه تساؤل آخر : ما هي بدائل الطاقة المتوافرة امام البشرية في هذا القرن ؟ وهنا فقد طال الحديث وكثرت تفاصيله عن نضوب الوقود الاحفوري خلال عقود ليست بالطويلة , وعلى ذلك فان الطاقة النووية في القرن الحالي ستظل تلعب دورا رئيسيا لتغطية 17% من انتاج الكهرباء عالميا كما الان , ولن يستطيع العالم التخلي ببساطة عن انتاج هذه النسبة من الكهرباء بل سيزيد وكانت تصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية أمانو مؤخرا تدل على ذلك فقد ذكر أن التوقعات تشير الى أن عدد المحطات النووية العاملة سيبلغ 530 محطة على الاقل وبالحد المتفائل سيبلغ عددها 780 محطة في العام 2030 .
نعتقد أننا في الاردن والوطن العربي عموما تأخرنا 50 عاما عن دخول هذا دخول العصر النووي المستمر , فالعالم حتى اليوم يسير ببرامجه النووية والدول مستمرة في توقيع اتفاقيات البناء من مختلف بقاع الارض , .لقد دخلت المنطقة العربية العصر النووي فاذا لم يدخل الاردن هذا السباق سيتأخر عن دول المنطقة واما أن ندخل هذا العصر معها ونتمكن من اثبات انفسنا أو ستتقدم علينا .
بعد المشاكل العصيبة التي تواجه الدولة في مجال الطاقة , واخرها الانفجار التاسع لخط الغاز المصري فان الاعتماد على الغاز المصري أصبح تحديا تواجهه المملكة في ظل الظروف السياسية التي تمر بها مصر ولا نعلم احتمال تكرار التفجيرات , الخزينة الاردنية تكبدت كلفا وخسائر جمة جراء استمرار الاعتماد على الديزل والوقود الثقيل .
ان الدعوة لتبني برنامج نووي في الاردن ينطلق من ضرورة ايجاد حلول لمشكلة الطاقة بالمملكة في ظل ظروف صعبة , ولكن نؤكد أن الدخول في المجال النووي يجب أن يتزامن مع البحث عن مصادر اخرى بديلة للطاقة مثل الصخر الزيتي والبحث عن مصادر بديلة للغاز الطبيعي والطاقة المتجددة جميعها يجب ان تسير معا بخطوط متوازية .
وفيما يتعلق بالطاقة المتجددة بالتأكيد من الهام أن تسير هذه المشروعات , ولكن عندما ننظر الى مزيج الطاقة العالمي لانتاج الكهرباء فان الطاقة المتجددة الشمسية والرياح لا تشكل أكثر من 8و0 % , فيما الطاقة النووية تشكل الان من 16-17% من مزيج الكهرباء المنتجة عالميا .
في العالم حاليا 440 محطة نووية عاملة بالعالم و65 محطة قيد الانشاء وحتى بعد حادث محطة فوكوشيما اليابانية هنالك 4 محطات رخصت للبناء .
ما آخر المستجدات حول اختيار التكنولوجيا للمحطة النووية من ضمن العروض المقدمة للهيئة ؟.
ان اختيار التكنولوجيا في المحطة النووية يجري على قدم وساق وسيكون الاختيار على اساس الاكثر امانا قبل أي شيء اخر .
مؤخرا تم استدعاء الشركات الثلاث التي تقدمت بعروض لاختيار التكنولوجيا من بينها , وهي اتوم الروسية وائتلاف اريفا الفرنسية وميتسوبيشي اليابانية وشركة ( س ن س لافلان ( الكندية وقد اجريت المباحثات مع كل شركة على حدى للتوصل للدراسات الفنية لاتيار التكنولوجيا الاكثر امانا من بينها , كما تم يوم الاحد الماضي فتح العروض المالية للشركات الثلاث بوجودها وبدات الدراسات لهذه العروض ومن المتوقع مع نهاية كانون الثاني القادم انتهاء الدراسات للعروض المالية وكذلك العروض الفنية وعلى الارجح سيتم في مطلع شباط القادم استدعاء هذه الشركات مرة اخرى لعقد جلسات حوار وتوضيح كافة النقاط الاساسية , ومن المتوقع ان يتم في 15 اذار القادم الاعلان عن التكنولوجيا الفائزة والتي ستكون بصورة مؤكدة الاكثر امانا وافضل عرض بالجيل الثالث الذي يضمن للاردن الاستقلالية في مجال الطاقة وكذلك الافضل من النواحي المالية والفنية من ضمن هذه العروض , وسيتم الاعلان عن العرض الفائز للمجتمع المحلي بكل تفاصيله المذكورة .
بخط مواز لاختيار التكنولوجيا طرحت الهيئة عطاء لاستقطاب شريك استراتيجي , اين بلغت مراحل العطاء ؟.
بحلول نهاية شباط القادم ستتسلم الهيئة العروض المقدمة للشريط الاستراتيجي ( المستثمر المشغل ) وبعد ذلك تبدأ المفاوضات وهنا اود الاشارة الى ان فصل عطاء اختيار التكنولوجيا عن الشريك الاستراتيجي وهو المستثمر المشغل كوننا لا نريد ان تكون المفاضلة وبأي شكل ترتبط بالتكنولوجيا الارخص أو الارتباط بالتسهيلات المالية ولكن يجب ان يكون الاختيار على اساس الأكثر امانا ومطابقة للاشتراطات الدولية المطلوبة كافة والاساس ان تكون هناك قناعة ان ما نقدمه من تكنولوجيا وما يتم اختياره هو الاكثر امانا والاسلم للشعب والافضل للدولة ونقدمها للمواطن التكنولوجيا الاكثر امانا بصرف النظر عن السعر بمعنى أن الفيصل في الاختيار سيكون الاكثر امانا ولن يكون السعر باي حال من الاحوال .
نريد في برنامج الاردن النووي ان نقيم تكنولوجيا على أسس الامان النووي واسس تحقيق ديمومة لهذه التكنولوجيا على الاقل لمدة 60 عام من الامان .
ما الجدول الزمني المتوقع لانجاز مراحل التحضير لبناء المحطة النووية؟.
نحن الان في فترة التحضير ونتوقع في نهاية العام 2012 أن نيم اختيار الموقع واختيار الشريك الاستراتيجي كذلك اختيار التكنولوجيا الامنة , وبعد عام 2012 ستبدأ الهيئة بمفاوضات ومقدم العرض الافضل وحال التوصل الى اتفاق كامل بعد جولة من المفاوضات تستمر حوالي 9 اشهر سيصار الى توقيع العقد بعد استيفاء كافة الشروط المالية والفنية والبيئية , واذا لم يتم التوصل الى اتفاق وفق هذه الاسس سيتم الانتقال الى العرض التالي .
ما نستطيع توقعه ان توقيع العقد النهائي سيكون في النصف الثاني من العام 2013 لتبدأ بعدها عملية البناء للمحطة النووية الاولى بالاردن .
ما هي الاسس التي تتبناها الهيئة لاختيار موقع المحطة النووية الاولى؟.
فيما يتعلق باختيار موقع المحطة النووية نحن الان في طور الدراسة والتحضير ولدينا موقع لحيز الدراسة يمتد من سد الملك طلال الى خربة السمرا وقد طبقنا كافة معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعايير الامان النووي الاوروبي في هذا المطلوبة في هذا الاطار .
ان انشاء محطتين نوويتين تحتاج الى مساحة تبلغ 4 كيلو متر مربع وقد حددنا ثلاث نقاط في الحيز المذكور وفي نهاية العام سنفاضل بين هذه النقاط بعد تطبيق كافة المعايير الدولية للامان النووي كما اشرت ليصار الى اختيار موقع محدد من ضمنها , ونشدد هنا على اصرار الهيئة على تطبيق كافة المعايير الدولية سواء للوكالة الدولية او الاوروبية او الامريكية بالكامل ولن نتوانى عن التمسك بمتطلبات الامان.
وفي مرحلة لاحقة ستبدأ الدراسات التفصيلية ومن المتوقع أن يتم تحديد الموقع الافضل في العام 2012 .
ما هي مسافة الامان المنصوص عليها دوليا لبعد المحطات النووية عن التجمعات السكانية ؟.
في السابق كانت مسافة الامان المطلوبة تبلغ 5 كيلو متر , لكن مع تطور التكنولوجيا النووية والموقع المقرر بناء المحطة عليه فقد حددت لنا وعلى سبيل المثال شركة أتوم الروسية لتكنولوجيا الجيل الثالث ضمن عرضها المقدم للهيئة مسافة امان تبلغ 800 متر , والائتلاف الفرنسي الياباني حدد 500 متر كمنطقة عزل , علما بأن الموقع المقترح لبناء المحطة النووية لدينا يقع ضمن تصنيف منطقة زلزالية منخفضة , وبالرغم من ذلك سيتم الاخذ بكافة اجراءات الامان بالتصاميم ولأسوأ الاحتمالات .
هل من مؤشرات مبدئية تتوافر حول الجوانب الاقتصادية والوفر المتوقع تحقيقه جراء انتاج الكهرباء من المحطة النووية ؟
تم فتح العروض المالية الاحد الماضي والمقدمة من الشركات الثلاث المتقدمة لاختيار التكنولوجيا نتوقع وفق المؤشرات ان يتحقق للدولة وفر مالي في فاتورة الطاقة , وكلنا يعلم ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة سابقا وأكثر من ذلك الوقت الراهن لذلك فان التوقعات تثير التفاؤل حول مقدار الوفر الكبير الذي سيتحقق بعد بناء وتشغيل المفاعل النووي بناء على معلومات تشير بها العروض المالية المقدمة كما ذكرت .
ومن الهام الاشارة الى أن محطتين نوويتين خلال فترة 18 شهرا ستعملان على تغطية ما نسبته 90% من احتياجات المملكة من الكهرباء , علما بأن كلفة الوقود النووي المستخدم لن تزيد عن 500 مليون دينار وذلك لان الوقود المستخدم يستخرج من الاراضي الاردنية أي اليورانيوم , وضمن هذه المعطيات سيتحقق وفر مالي كبير وفائض في الميزان التجاري بمشيئة الله , كما أن العمر التشغيلي للمحطة النووية يبلغ 60 عاما والاهم ان نفقات التشغيل وتوليد الكهرباء خاصة ما يتعلق بالوقود لن تشكل اكثر من 8-10% من النفقات التشغيلية بينما المحطات التقليدية لتوليد الكهرباء يشكل الوقود نسبة 75% من كلف التشغيل وبالنظر الى انقطاع الغاز المصري فقد ارتفعت هذه الكلف بنسب عالية يتوقع معها ان تبلغ خسائر شركة الكهرباء الوطنية الى مليار دينار .
وعدا عن ذلك سنتمكن من تحقيق حلم وطني للاجيال القادمة عبر تحقيق الاستقرار في المصدر الذي يكون داخليا وليس مستوردا .
وهل من سعر تقريبي متوقع لكلف انتاج الكهرباء من المحطة النووية ؟.
ضمن الكلف التي عرضناها ووجود الوقود داخل اراضي الدولة لن تزيد كلف توليد الكهرباء بالمحطة النووية عن 8 قروش للكيلو واط / ساعة حسب ما خرجت به الدراسات التي تمت .
تأخر توقيع اتفاقية التعاون النووي بين الاردن واليابان , ورافق ذلك بعض التكهنات حول اسباب التأخير , هل من جديد فيما يخص الاتفاقية بين البلدين؟.
البرلمان الياباني صادق على اربع اتفاقيات للتعاون النووي , وهي مع روسيا , كوريا الجنوبية , فيتنام بالاضافة للاردن .
ولا بد من التنويه في هذا الموضوع وعطفا على ما أثير حول تاخير توقيع اتفاقية التعاون النووي بين الاردن واليابان ان التأخير لم يرتبط بالاردن تحديدا بل جاء للاتفاقيات الاربع معا , وقد كانت الفكرة لدى الجانب الياباني أنه وبعد حادثة محطة فوكوشيما هل تستمر اليابان بنصدير التكنولوجيا للخارج أم لا من منطلق الحرص على تأكيد الامان في الداخل قبل تصدير التكنولوجيا للخارج .
تحدثتم مرارا أن بناء القدرات البشرية واعداد كوادر مؤهلة ومدربة على التكنولوجيا النووية من أهم أهداف البرنامج النووي الاردني , ماذا حققتم في هذا الاطار ؟.
في هذا الخصوص ستقوم هيئة الطاقة الذرية الاردنية خلال الشهر الحالي بابتعاث 7 مهندسين نووي من خريجي جامعة العلوم والتكنولوجيا الى كوريا الجنوبية لتلقي تدريب لمدة 18 شهرا للتقنيات المتعلقة بتصميم المفاعل النووي والتشغيل , كما سيتم ابتعاث 7 مهندسين تخصص نووي وكهرباء مطلع العام القادم لتلي التدريب لمدة 18 شهر ايضا , وبالاضافة الى التدرب على التقنيات النووية ذات العلاقة بالمفاعل النووي سيتم تدريبهم على تشغيل المفاعل والحصول على درجة الماجستير في ذات الوقت .
حاليا لدينا 50 مبتعثا للدراسة لدرجة الماجستير والدكتوراة في العلوم النووية والطاقة النووية بعدة دول من العالم في مقدمتها فرنسا , روسيا , الصين , كوريا الجنوبية واليابان , علما بان جميع هذه البعثات هي منح مقدمة من حكومات تلك الدول .
وليس من المبالغة في هذا الاطار القول ان هذا التاهيل والتدريب والتخصص الدراسي لطلبة اردنيين يعتبر من اهم انجازات البرنامج النووي فأبناؤنا يتلقون الدراسة والتدريب في أفضل جامعات العالم وبمنح من الدول المضيفة , وهؤلاء الطلاب سيحصلون على الدرجات العليا بالاضافة الى التدريب العملي , نحن نبني قاعدة علمية لتوطين التكنولوجيا النووية في الاردن فأهم ما في هذا النوع من المشروعات هو الانسان الذي سيعتمد عليه للنهوض بالصناعة النووية بدولتنا بأيدي وخبرات وكفاءات محلية مستقبلا .
كما ويسير العمل في المفاعل النووي البحثي في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا على قدم وساق من قبل الائتلاف الكوري ( كيري – دايو ) والاعمال الانشائية قائمة وخلال العام القادم سيتم تركيب الوحدات وبناء مركز التعليم والتدريب وتهيئة أرضية المفاعل النووي البحثي .
قضية التمويل تحظى باهتمام بالغ من كافة اطياف المجتمع خاصة مخاوف من تكبيد الخزينة لمبالغ ضخمة , هل لديكم تصور لالية التمويل ؟.
بالنسبة لقضية التمويل استقطبنا عدة عروض لمستشار دولي للعمل مع الهيئة لتصميم الحزم المالية لتمويل بناء المفاعل النووي , والصيغة المقترحة لدينا اننا نريد شريكا استراتيجيا مستثمرا ومشغلا , هنا اشير ان المعمول به في دول العالم أن الشريك يضم مجموعة قد تصل الى ثماني جهات من ضمنها الحكومة , ولدينا فقد طرحت الحكومة من خلال وزارة المالية أن تكون حصة الحكومة من 26-51% حتى يظل السهم الذهبي باليد , وتعمل الهيئة على جلب مستثمر ومشغل وصناديق وطنية وصناديق عربية ودولية تدخل في عملية التمويل .
حاليا النموذج المالي المطروح ان تكون حصة الحكومة والشركاء ما نسبته 30% من رأس المال المدفوع اي أن هذه النسبة ليس الاردن من يوفرها لوحده بل هنالك شركاء يقومون معا بتوفير هذه القيمة , بينما نسبة 70% تأتي كتمويل خارجي حيث تسدد شركة الكهرباء النووية هذا الدين من ارباح الشركة بعد التشغيل .
بالحديث عن التمويل جرى تداول معلومات بان كلف الانشاء لا تقف عند البناء وانما هنالك بنود اخرى لم يتم التطرق اليها من الهيئة مثل بند التأمين الجديد وكلف التفكيك , ما ردكم على هذه الطروحات ؟.
بالنسبة لكلف التأمين التي جرى الحديث عنها لا ندري من اين جاء هذا الطرح وبالمناسبة يتم طرح ارقام هائلة فيما يتعلق بالكلف يتم الحديث عنها وتداولها لا تستند لحقائق علمية دقيقة , اما ان كان الحديث عن مخاوف اعقبت حادثة فوكوشيما يوجد الآن في العالم اتفاقيتي نادي باريس ونادي فيينا والاردن على الاغلب سينضم لاتفاقية فيينا كونها اكثر عالمية فيما اتفاقية باريس للدول الاوروبية على الاغلب , عندما تكون الدولة جزء من هذا النادي يتم تحديد المسؤوليات وفي حال وقوع حادث لا قدر الله فهنالك تعويضات , والمشغل حاليا يشترط قبل الدخول بشراكة الانضمام لاحدى الاتفاقيتين أي يجب الدخول بالاتفاقيتين المذكورتين .
وفيما يتعلق بقضية التفكيك للمفاعل بعد انتهاء عمره التشغيلي هناك اجراء عالمي متبع بهذا الخصوص بان يؤخذ جزء من الارباح لكل كيلو واط كهرباء كمخصصات تدخل على حساب مخصص لغايات نفقات تفكيك المفاعل ويتم ذلك طوال فترة الانتاج التي تمتد الى 60 عاما ثم يتم صرف هذه المخصصات لتغطية كلف تفكيك المفاعل , وللعلم فهذا اجراء عالمي وجزء من القانون الاردني بهذا الخصوص
ويجب التأكيد في هذا الاطار أن المبالغة في طرح الكلف وتداول ارقام غير دقيقة لا يستند لحقائق علمية وقد لا يصدر ايضا من اصحاب الاختصاص , ومن الهام توخي الدقة في المعلومة التي تقدم للمواطنين لما قد تتركه من أثر لديهم .
ما الثوابت التي تتمسكون بها عند عقد اي اتفاقية للتعاون النووي مع الدول ؟.
نؤكد كما اكدنا مرارا على التمسك بحقنا الذي تكفله لنا اكافة لاتفاقيات الدولية ومعاهدة الحد من الانتشار النووي التي وقعها الاردن , القانون الدولي يقول من حق الدول الموقعة في برامجها النووية البحث عن وقود نووي , التخصيب , صنع ماء ثقيل ولكن تحت مظلة ونظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالنسبة للاردن هنالك جوانب اقتصادية مهمة لا يجب التخلي عنها ولا يعني ذلك البدء الفوري بتخصيب اليورانيوم الذي تنتجه اراضيه وقد يمتد ذلك الى ما بعد 15 عاما او اكثر وربما عقود لكن المهم ان نحافظ على هذا الحق ان لم يكن لوقت قريب فللأجيال القادمة ومستقبلا من الممكن أن تصبح الاردن مركزا لتصنيع الوقود النووي المستخلص من اليورانيوم ومن هنا تأتي أهمية التمسك والمحافظة على كافة حقوقنا المنصوص عليها وفق الاتفاقيات الدولية .
ما نريد التأكيد عليه ان الاردن منفتح على كل الدول ويعمل ببرنامج شفاف وواضح وتحت مظلة واشراف مباشر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية , نحن نطبق نظام الضمانات بحذافيره لكن دون المساس بأي حق من حقوقنا الدولية
ومن جانب آخر فان الحرص الاردني على توقيع الاتفاقيات الدولية مع العديد من الدول يأتي لتجنب الاحتكار النووي من اي دولة , ومن الناحيتين السياسية والسيادية من غير الصواب وضع انفسنا تحت مظلة دولة واحدة والصواب أن يكون العمل تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
هنالك حديث عن وجود مخالفة بيئية تتعلق بالمشروع , ما حقيقة وجود هذه المخالفة ؟.
لا بد من التأكيد ان الدراسات البيئية تبدأ بعد اختيار الموقع لذلك بعد اختيار الموقع المقترح تتم المباشرة بهذه الدراسات وحاليا يجري التنسيق مع كافة الاطراف المعنية للبدء بدراسات الاثر البيئي , وعلى اثر هذه الدراسات يتم الحديث عن النتائج وليس قبل ذلك .
ما صحة معلومات يتم تداولها من ان تراكيز اليورانيوم في مناطق التعدين التي تعمل بها شركة أريفا جاءت منخفضة عما هو متوقع ؟.
في الحديث عن تراكيز اليورانيوم لا بد من الاشارة أنه عالميا تم الانتقال من تعدين اليورانيوم بالتراكيز العالية الى التعدين بالتراكيز المنخفضة والمنخفضة جدا , على سبيل المثال تعمل شركة اريفا بتعدين منجم يورانيوم في ناميبيا بتراكيز تبلغ 115 جزء بالمليون والاحتياطي المقدر في هذا المنجم كتقدير أولي يبلغ 22 الف طن من الكعكة الصفراء , بينما المعدل لدينا حتى الآن في مناطق التنقيب وسط المملكة وأكرر حتى الآن هو 110 جزء بالمليون وهو متقارب جدا مع التراكيز في منجم ناميبيا .
وبهذا السياق فقد طالبنا شركة أريفا ووافقت بدورها أن يكون عام 2012 مخصص للتدقيق , الهيئة ستقوم بتدقيق فني لقياس التراكيز السطحية والتراكيز العميقة لغايات التدقيق , كما انه ووفق الاتفاقية الموقعة مع الشركة لنا الحق بالتدقيق وستقوم شركة متخصصة بالتدقيق على طريقة القياس .
ولا يجب أن ننسى في هذا الخصوص أن اليورانيوم مادة استراتيجية وأمن طاقة وتقاس على هذا الاساس , ومع ذلك يشهد هذا الخام ارتفاعا في الاسعار عاما بعد عام وحقق قفزات سعرية عالية لذلك فقد بدأت الشركات تعمل للسيطرة على مصادر الوقود .
المهم في هذا الخصوص التأكيد على أن اليورانيوم ثروة استراتيجية وتتواجد في الاراضي الاردنية وقيمتها الاقتصادية والاستراتيجية تتعاظم , كما يتم تعظيم استخدامها في المفاعلات النووية المستقبلية , ويكفي أن نعلم أنه في ظروف مماثلة لانقطاع الغاز الطبيعي عن محطات التوليد بالكامل نحتاج الى 5 مليون طن من الوقود الثقيل لتوليد الكهرباء فيما يحتاج توليد الكهرباء بمفاعلين باستطاعة اجمالية تبلغ 2200 ميجاواط تحتاج الى 400 طن فقط من الكعكة الصفراء .
بالنهاية اشير أن البيان الصادر عن شركة اريفا حول حجم الاحتياطي الذي بلغته في اعمال الحفر حتى نهاية العام 2010 ذكر أن « اليورانيوم ثروة استراتيجية للاردن تحقق له الاستقرار في الطاقة « .
من المتوقع ان تعلن شركة اريفا قريبا عن حجم الاحتياط النهائي لليورانيوم في مناطق الامتياز وسط المملكة , هل تتوافر مؤشرات أولية عن نتائج التقديرات ؟.
ستنهي الشركة أعمال الحفر مع نهاية العام الحالي , لتبدأ بعدها عمليات ادخال البيانات ومن ثم اعلان النتائج النهائية لحجم الاحتياطي , ووفق المعلومات الاولية وحتى الواردة في بيان الشركة السابق فان التوقعات بأن تتجاوز الشركة 20 الف طن في المنطقة .
وتبلغ منطقة الامتياز الممنوحةلاريفا وسط المملكة 1400 كيلو متر ستحتفظ الشركة منها بحوالي 750 كيلو متر مربع , ومن ضمن المناطق التي تخليها اريفا المنطقة الجنوبية من منطقة الامتياز كون تكنولوجيا الاستخلاص لديها مختلفة عن طبيعة تراكيب الخام هناك .
وستقوم الهيئة بضم المنطقة الجنوبية المذكورة الى منطقة الحسا ليصار الى طرحها في عطاء مستقل أمام شركات اخرى ترغب بالعمل فيها .
كيف يمكن التوصل لتوافق وقبول مجتمعي للبرنامج النووي الاردني وبذات الوقت يتم السير بمراحل البرنامج حثيثا؟.
ان التوصل لتوافق مجتمعي لا يمكن تحقيقه الا بتوفر الدراسات الزلزالية والكلف وكافة البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشروع لتقديمها للمواطنين بكافة أطيافهم التي بناء عليها ستكون لديهم رؤية أكثر وضوحا وشفافية للبرنامج , وحتى بعد انتهاء جميع الدراسات المطلوبة سندخل في مرحلة من اخرى من الحوار والنقاش مع كافة القنوات من مجلس الامة الى المعنيين والمهتمين وابناء المجتمع المحلي واي راغب بالاطلاع والاستماع لنتائج الدراسات حول البرنامج , وسندخل أيضا في العام 2012 ببرنامج حواري ونقاش مكثف مع جميع الاطياف .
ونذكر مجددا أننا حاليا في مراحل التحضير والدراسات وهذه الدراسات ستكون ركيزة والارضية للبرنامج النووي الاردني سواء نفذ في موعده أو تم تأخيره عدة سنوات ستبقى الارضية موجودة للانطلاق منها , ويكفي أن نقول لا يوجد حتى الان قرار نهائي فيما يتعلق بالموقع والكلف والية التمويل لبناء المحطة النووية , كل ذلك لا زال قيد الدراسة وهي دراسات نحرص على اتمامها ووضعها أمام الشعب والرأي العام .
لدينا مساعي حثيثة لاستمرار الحوار مع المجتمع المحلي كافة ولاطلاع العديد منهم على تجارب دول اخرى في الطاقة النووية , وستقوم الهيئة بتنظيم زيارة ميدانية لعشرين شخصية محلية من ضمنهم 10 من القيادات المحلية في محافظة المفرق و10 نواب ستتم خلال الشهر الحالي الى فرنسا لزيارة محطات نووية عاملة واخرى قيد الانشاء , ولعل من ابرز الاهداف زيارة لمرافق معالجة النفايات النووية والاطلاع على الية العمل فيها وذلك نظرا للاهمية الكبرى لهذه القضية لدى كل مواطن ايضا .
وفي ذات السياق وبعد ان يتم نشر الورقة البيضاء التي اعدتها الهيئة سيتم البدء بحملة وطنية للتوعية وفتح المزيد من الحوار حول الطاقة النووية .
بعد سنوات من العمل بالبرنامج النووي هل ترون ان الاردن حقق تقدما في هذا المجال ؟.
لقد اصبح لدى الاردن فيما يخص التكنولوجيا النووية علاقات دولية , وبات لنا وجود على الخارطة النووية العالمية لذلك على سبيل المثال عندما طرحنا عطاء بناء المفاعل البحثي تقدمت اربع شركات دولية بعروض وليس من المغالاة القول ان دولا كانت ترى بالاردن بلدا صغيرا وعدد المحطات التي ينوي بنائها قليل بينما دول عربية اخرى تدخل العصر النووي ببناء عدد كبير من المحطات النووية , ومع ذلك فقد حققنا النجاح لقد بذلت جهود كبيرة وتعب شديد حتى نصل ببلدنا الى هذا الموقع بين الدول ولا يغيب عن احد محدودية الامكانات المالية المتوافرة والمنافسة موجودة بصورة عالية ومع ذلك ايضا استطعنا جعل دول وشركات كبرى تتنافس للمشاركة ببرنامجنا النووي وتمكنا من الحصول على أفضل الشروط وتقديم افضل تكنولوجيا لنضعها أمام المواطنين ومن أجلهم .
رد مع اقتباس
المفضلات