عمان- علاء القرالة - لم تعد استباحة الأرصفة وجنبات الطرق مقتصرة فقط على أصحاب البسطات ومعرشات الخضار والفاكهة وبائعي القهوة والشاي أو حتى بائعي السجاد، بل أنها أصبحت مستباحة من قبل تجار السيارات.
تركن السيارة في مكان بارز يشهد ازدحاما في السير، ويوضع على زجاجها ورقه بيضاء يكتب عليها العديد من العبارات أبرزها «for sale», و «للبيع»، و»لا تشتريني ما بلبقلك «، و «من المالك مباشرة» ويرافق تلك العبارات وصف للمركبة وسنة الصنع ورقم الهاتف الخيلوي، فيما يتم الاتفاق مع احد العمال الوافدين لغسل السيارة بشكل يومي.
منير الرشق، موظف، قام بركن 3 سيارات تعود مليكتها اليه في مكان واحد اتصلت «الرأي» به من خلال رقم هاتفه المدون على لوحة وضعت على السيارة، قال :«بدأت منذ ثلاث سنوات بمزاولة تجارة السيارات ووجدت في هذه الطريقة وسيلة لتوفير دخل ثان لأسرتي المكونة من أربعة أفراد دون أن يؤثر ذلك على عملي الأصلي في احدى الشركات».
ويضيف:«توفر طريقة العرض هذه، الذهاب إلى الحراجات والدخول في مهاترات مع غيري من التجار»، مبينا أن هذه الطريقة تعد أكثر فعالية من وضع إعلان في الصحف والمجلات أو حتى بيعها في المعارض، مشيرا الى ان هاتفه لا يهدأ , فإذا كان المتصل جادا في اتصاله ويرغب بمشاهدة السيارة وفحصها، اتفق معه على ساعة معينة بعد ساعات العمل وأحيانا «اضطر لأخذ مغادرة لساعة او ساعتين لأخذ السيارة إلى الفحص وبيعها والتنازل عنها للمشتري» .
باسل الشفقي مهندس اختار هذه الطريقة لبيع سيارة زوجته القديمة عوضا عن الذهاب إلى المعرض أوالإعلان عنها في الصحف لضيق وقته كما قال, مشيرا إلى إن اتصالات كثيرة ترده من مشترين وراغبين بالشراء رغم انه لم يمض على عرضها خمسة أيام.
ويضيف انه اكتفى بفحص السيارة، وإرفاق بطاقة الفحص مع البيانات المعلقة على الزجاج الأمامي, موضحا انه يتفقد السيارة بين الحين والأخر كما اتفق مع احد العاملين لغسلها كل يوم مقابل خمسة دنانير إلى أن يتم بيعها.
ويشير الشفقي إلى أن احد الأشخاص اتصل معه وطالبه بضرورة اخذ السيارة من المكان الذي اصطفها به، ليتبين لي لاحقا أنه احد تجار السيارات الذي اعتاد أن يركن سيارته هناك معتبرا - التاجر- أن هذا المكان محجوز له.
على دردساوي موظف في قطاع خاص قال أنه اشترى سيارته من تاجر كان يعرضها على ارض خالية بجانب الشركة التي يعمل بها, و«من باب حب الفضول ذهبت لمشاهدة السيارة فاتصلت برقم مالكها الموجود على لوحة البيع فتم الاتفاق بيننا دون تدخل من قبل الوسطاء».
ويقول تاجر أخر ركن سيارة له في منطقة مرتفعة وبارزة على احد الشوارع الرئيسية في عمان «خالد التميمي» أن هذه الطريقة تلقى رواجا أكثر من الاصطفاف بها في الحراجات والمعارض , مشيرا إلى انه يبيع في كل شهر من خلال هذه الطريقة أكثر من ثلاث إلى أربع سيارات.
ويشير التميمي إلى أن الاماكن التي يتم الاصطفاف بها وعرض السيارات فيها للبيع لا تتوفر دائما بسهولة, لافتا إلى تزاحم التجار في البحث عن هذه الأماكن حيث أن معظمها يتم حجزها لشخص معين ولا يبارحه أبدا فأن تجد مكاناً تصطف به مركبتك يحتاج إلى جهد كبير.
وفي أجابه على سؤال ل «الرأي» عن كيفية تأمين تلك المركبات من السرقة وعدم العبث بها قال فريد ياسين أن التجار وأصحاب المركبات يقفون مركباتهم على نواصي طرق مزدحمة وتشهد حركة سير دائمة مما يجعل من سرقتها أمرا صعبا .
رد مع اقتباس
المفضلات