محافظ حلب: تجار وصناعيو حلب لن يتأثروا بالعقوبات المفروضة علينا، استعاضوا عن الأسواق التركية بفتح أسواق العراق
أعرب محافظ حلب موفق خلوف عن ثقته بتجاوز تجار وصناعيي حلب العقوبات التي فرضت على سورية وعن عدم تأثرهم بهذه العقوبات, كاشفا ان هؤلاء قاموا بفتح أسواق في العراق واستعاضوا عن أسواق تركيا... فيما قال مفتي الجمهورية حسون ان العوعور وغيرهم ما كانوا ليجدوا أرضاً طيبة لو لم تقصر الحكومات السورية في تربية المجتمع، وفي التواصل مع الناس.
جاء ذلك خلال استقبال كل من محافظ حلب والمفتي على حدى وفدا روسيا ضم 41 شخصية من صحفيين، وأكاديميين، ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، ومرشحين لمجلس الدوما.
وقال خلوف للوفد الروسي إن حلب هي "ثاني أكبر مدينة مستقرة، وهي الثقل الاقتصادي لسورية"، مضيفاً أنه "قامت مسيرات في حلب ودمشق تجاوز أعداد المشاركين في كلا منهما 1.5 مليون، إضافة إلى بقية المدن السورية، تؤيد الرئيس الأسد ومسيرة الإصلاح".
وأعتبر "مواقف روسيا والصين مشرفة"، شاكراً "كل الشعب الروسي والقيادة الروسية".
وأضاف "أحب أن أطمئنكم كأصدقاء بأن سوريا قوية بشعبها وبوحدتها الوطنية وبالمحبة والتآلف بين كافة أفراد الشعب وبحكمة السيد الرئيس وحكمة سياسييها ومساعدة الأصدقاء وكافة الأحرار في العالم".
ورداً على سؤال حول مدى تأثير قيام تركيا بتطبيق عقوبات اقتصادية على سوريا على مدينة حلب المعروفة بنشاطها الاقتصادي مع تركيا, قال خلوف "تجار وصناعيو حلب لديهم القدرة على خرق الجبال والصخور ولن يتأثروا بهذه العقوبات، فلا يوجد تبادل تجاري مع تركيا منذ أكثر من 5 شهور، وهم استعاضوا عنها بفتح أسواق العراق".
وحول تأثير العقوبات الاقتصادية الأوربية, قال محافظ حلب "حالياً هناك نقص للتصدير في سورية، ومنع استيراد الدول الأوربية للمواد السورية، وخاصة إذا أضيف عليها منع الدول العربية أيضاً، سيؤثر علينا ولكن ليس لدرجة الجمود، فعند مقتل الحريري تعرضنا لعقوبات أكثر من هذا وخرجنا منها، وهناك روافد لنا من دول صديقة".
وقيّم خلوف الموقف العراقي "بأنه من المواقف الجيدة"، معتبراً أن "العراقيين لن يسمحوا بإغلاق الحدود، لأن ذلك سيضر بمصالح التجار في البلدين، شأنهم شأن تركيا".
وعن وضع السياحة في حلب ومدى تأثرها بالأحداث وتأثيرها الاقتصادي, بين خلوف أن "الأحداث أثرت سلباً على السياحة في سوريا، وخاصة من خلال ما تبثه القنوات المغرضة عنها، حيث يعتقد مشاهد هذه القنوات أن السوريون في وضع لا يستطيعون الخروج من منازلهم".
وأضاف "تبديد هذه الأكاذيب يقع على عاتقكم عن طريق إعلام أهاليكم وأصدقائكم لتكونوا بمثابة 41 وسيلة إعلامية تنقل للعالم الصورة الحقيقية".
وعن قدرة الإعلام السوري على مواجهة هذه القنوات, قال خلوف "نعمل ليل نهار عبر تفعيل كل إمكانياتنا، لكن هناك صعوبة بالغة في مواجهة إعلام النفط، فهناك أكثر من 57 محطة تلفزيونية تحرض ضد سوريا وتلفق الأكاذيب، مقابل 5 أو 6 محطات داعمة لها، لذلك فالاعتماد عليكم وعلى أحرار العالم".
وتوجه الوفد الروسي، المتواجد في سوريا بدعوة من الاتحاد الوطني للطلبة، بعد لقاء محافظ حلب، إلى جامع الروضة لتقديم التعازي لمفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون باستشهاد نجله، الشاب سارية حسون، متأثراً بإصابته بالرصاص بعدما تعرض له مسلحون لدى عودته من جامعة إيبلا الخاصة.
وقال حسون "اليوم في منطقة الشرق الأوسط يريدون إشعال نار، وهي ليست اول مرة يهاجمون المنطقة، فكل 100 سنة يهاجمونها، فقبل قرن لو زرتم سوريا كان فيها الجيش الفرنسي، وقبلها بـ 100 عام الجيش التركي، وقبلهم المغول وهكذا".
واعتبر حسون أن "الدين واحد، وهناك 3 شرائع سماوية، لكن في الحقيقة هي ليست 3 بل واحد، هو دين ابراهيم عليه السلام، والله وضع لنا الدين ليكون خادماً لنا".
وبين حسون أنه "منذ احتلال العراق وهم يحاولون كل عامين بصنع حرب في محيط سوريا، يريدوننا أن نحترق بها، لكن شعب سوريا بكل أطيافه كان عائلة واحدة، وعندما لم يستطيعوا اختراقه بهذه الحروب بدؤوا بالربيع العربي، والربيع عندهم هو قتل 100 الف ليبي وإيصال الاقتصاد المصري والتونسي إلى الصفر".
وأضاف "لذلك منذ سنة ونحن نحاول هنا في سوريا مع أخوتنا السوريين في المعارضة ونقول لهم بصدق يجب أن نتحاور، دعونا ننسى كلمة حاكم ومحكوم، معارضة ومولاة، فكلنا شعب واحد، والربيع الذي عندهم فقط قهر وتدمير، والرئيس الأسد ليس متمسكاً بالسلطة".
وبين حسون أن "مشكلتنا مع كل من يفهم من الجهاد أنه قتل الآخر، هؤلاء منتشرون في كافة أنحاء العالم وفي جميع الشرائع، وهؤلاء عندما اغتالوا ولدي سارية قبل 45 يوماً كان سارية أكثر صديق لكل طلاب الجامعة".
وأعرب حسون عن "تمنيه لمقابلة من قتل سارية ليس لقتله بل لأسأله فقط ماذا فعل بك سارية كي تقتله وأفهم من غسل دماغه وجعله يقتل لينتصر في حيوانيته لا دينه، هؤلاء لهم الآن أكثر من 40 محطة فضائية في العالم تبث هذه الأفكار بكل اللغات وتحرض الناس على قتل بعضهم".
وأضاف حسون "مشكلتنا في سوريا أيضاً مع سوريين موظفين في الخارجية الفرنسية منذ أكثر من 30 عاماً، وفي الجامعات الأمريكية منذ أكثر من 25 عاماً".
وإجابة على سؤال حول التحريض الذي يمارسه بعض رجال الدين كالعرعور وغيره, قال حسون "العرعور وغيره ما كانوا ليجدوا أرضاً طيبة لو لم تقصر الحكومات السورية في تربية المجتمع، عدد من الوزراء والمسؤولين في السابق قصروا في التواصل مع الناس، صرفنا المليارات على اتحاد الطلبة والشبيبة، والملايين على الطلائع، ومئات الملايين لبناء المساجد، لكننا قصرنا في إعطاء المناعة لهؤلاء جميعاً، هذا جزء من المسؤولية نتحملها جميعاً، كعلماء دين وتربية واقتصاديين وسياسيين".
وأضاف "الرئيس الأسد قبل 4 سنوات قال نحن عندنا أخطاء يجب أن نصححها، استغل هؤلاء المتطرفون بعض هذه الأخطاء، واستغلها الإعلام وبدؤوا يعطونها حجماً كبيراً فصدقه بعض الناس، لذلك لا يجب تحميل المسؤولية للخارج، بل يجب أن نتحمل جزء من المسؤولية".
وأضاف "أنا لست مفتي المسلمين، بل أنا مفتي سوريا، وكل إنسان في سوريا يجب أن أخدمه".
وتشهد سورية منذ 8 اشهر خروج تظاهرات في عدة مدن تطالب بالاصلاح ترافقت هذه المظاهرات بسقوط مئات الشهداء من المدنيين والجي وقوات الامن.
سركيس قصارجيان-سيريانيوز-حلب
رد مع اقتباس
المفضلات