"تعاطينا مع الأزمة بشكل مختلف ولم نسلك طريق "العناد", والدول الغربية ستزيد الضغط دون شك"
"السلطات السورية ارتكبت "أخطاء" عند بدء الأحداث, لكن الوضع تحسن الآن"
حذر الرئيس بشار الاسد القوى الغربية بانها تخاطر بالتسبب في "زلزال" يحرق الشرق الأوسط إذا تدخلت في سورية, فيما أشار إلى أن السلطات ارتكبت أخطاء كثيرة في الجزء الأول من الأحداث, لكن الوضع تحسن الآن.
وتشهد عدة مدن سورية منذ 15 آذار الماضي مظاهرات تركزت أيام الجمعة بشكل خاص تنادي بالحرية وشعارات سياسية مناهضة للنظام, ترافقت مع سقوط مئات الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن.
وقال الاسد في حديث صحيفة صنداي تليجراف البريطانية إن "الدول الغربية ستزيد الضغط دون شك", مضيفا "لكن سوريا مختلفة من جميع الجوانب عن مصر وتونس واليمن, التاريخ مختلف, السياسة مختلفة".
وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة عدة حزم من العقوبات على سورية بسبب الاحداث التي تشهدها, كنا اخرها فرض حظر على استيراد النفط الخام من سورية وحظر استثمارات جديدة في هذا القطاع فضلا عن عقوبات استهدفت المصرف التجاري والمصرف العقاري وشركات ورجال اعمال ومسؤولين.
وتابع الرئيس الاسد ان "سورية هي المحور الآن في المنطقة, انها خط الصدع واذا لعبتم بالارض فتتسببون في زلزال, هل تريدون ان تروا افغانستان اخرى.. عشرات من (امثال) افغانستان.."
وأعلنت الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عن عدم الرغبة في التدخل العسكري في سورية, بحجة ان المعارضة السورية ترفض ذلك, فيما تشير المصادر الرسمية أن الغرب لن يتدخل عسكريا في سورية بسبب خشيته على امن إسرائيل.
كما ان مجلس الامن فشل حتى الان في اتخاذ أي قرار ضد سورية, خاصة ان روسيا والصين استخدمتا حق النقض الفيتو "مؤخرا", ضد قرار تقدمت به 4 دول اوروبية مدعومة من الولايات المتحدة لادانة ما اسمته "القمع"
ضد المحتجين في سورية.
وأوضح الرئيس الاسد "اي مشكلة في سورية ستحرق المنطقة بالكامل, اذا كانت الخطة هي تقسيم سوريا.. فسيعني ذلك تقسيم كل المنطقة".
وفي سياق متصل, قال الرئيس الاسد ان السلطات السورية ارتكبت "اخطاء كثيرة" في الجزء الاول من الانتفاضة ولكن الوضع تحسن الان".
وتقول الأمم المتحدة إن عدد الضحايا الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات في سورية وصل إلى 3 ألاف شخص, فيما تقول السلطات السورية إن أكثر من 1100 من أفراد الأمن السوري قتلوا في الاضطرابات.
واوضح الاسد بان سوريا لم "تسلك "العناد" في تعاطيها مع الازمة, وهي تعاملت بطريقة مغايرة للطريقة التي تعامل بها الرؤساء العرب في تونس ومصر وليبيا".
واضاف الرئيس الاسد ان "وتيرة الاصلاح ليست بطيئة جدا, الرؤية لابد وان تكون ناضجة, الامر لن يستغرق اكثر من 15 ثانية للتوقيع على قانون ولكن اذا لم يكن يناسب مجتمعك فستواجه انقساما".
وتابع الرئيس الاسد "لقد أطلقت عملية الإصلاح بعد ستة أيام فقط من اندلاع الاحتجاجات في آذار المنصرم"، مضيفا "اعتقد كثيرون ان الاصلاحات التي اعلنا عنها كانت مجرد مخدر، ولكن المشاكل بدأت بالانحسار بعد الاعلان عن برنامج الاصلاح, كان ذلك ايذانا بتغير التيار، إذ بدأ الناس عندها بدعم الحكومة".
وأصدرت القيادة السورية، في الأشهر الأخيرة، عددا من المراسيم والقوانين كقوانين الأحزاب والانتخابات العامة والإدارة المحلية والإعلام ورفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة امن الدولة وغيرها، استجابة لمطالب شعبية.
كما ان الرئيس الاسد اصدر مرسوما يقضي باجراء الانتخابات المحلية في 12 كانون الاول المقبل, وشكل لجنة لإعداد دستور جديد لسورية, حيث من المقرر ان تبدأ اللجنة اعمالها يوم الاثنين.
سيريانيوز
رد مع اقتباس
المفضلات