عمان – سمر حدادين - لا يوجد لدى الأردن ما يخفيه بمسألة العنف ضد المرأة، فقد شرع ألابواب بكل وضوح وشفافية أمام المقررة الأممية الخاصة بالعنف ضد المرأة رشيدة مانجو التي تقوم بمهمة رسمية بدعوة من الحكومة الأردنية.
مانجو تحركت في عمان والتقت المسؤولين الحكوميين ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات النسائية على اختلاف مشاربها وسمعت وأسمعت آراءها وانطباعاتها حول ظاهرة العنف وخبراتها في هذا المجال.
لا يمكن التنبؤ بما خرجت من انطباعات على وضع ظاهرة العنف في الأردن وكيفية معالجتها، فهذه الأمور ستقدمها مانجو إلى الحكومة بتقرير تشرح به ما رأت من بواطن القوة والضعف على الصعيدين الرسمي والأهلي.
ومع ذلك، بدا واضحا عبر حديث مانجو للهيئات النسائية خلال اللقاء الذي عقدته شبكة شمعة لمناهضة العنف ضد المرأة المنبثقة عن اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة أمس، حيث شاركت به سمو الأميرة بسمة بنت طلال.
وقالت مانجو « أنها ممتنة لتوجيه الدعوة لها من قبل الحكومة لزيارة الأردن»، معبرة عن ارتياحها لطبيعة معالجة ظاهرة العنف، وإن كانت ترى أن ثمة أمور ينبغي تحديثها وتطويرها.
وترى أن الأردن قطع أشواطا في مناهضة العنف الذي يعد ظاهرة عالمية لا ترتبط بدين أو جغرافية محددة، وشددت على أنها تدرك أن «جرائم الشرف موجودة ليس فقط بالأردن وحده، فهي ظاهرة عالمية».
وقالت مانجو أن العنف ضد المرأة وقتل النساء لا يتمحور حول جرائم النساء فهناك من تقتل لأسباب تتعلق بالميراث أو العنف أو لأسباب اقتصادية.
وركزت مانجو على ضرورة توضيح المفهوم للجرائم القائمة على أساس النوع الاجتماعي وإجراء الحوارات البناء ة في ذلك، داعية إلى عدم ربط قتل المرأة بما يسمى «جرائم الشرف»، في سياق جغرافي أو اجتماعي معين معللة ذلك بان موضوع قتل النساء ظاهرة عالمية معنية بموضوع نقص الوعي واختلالات في قضايا العدالة.
فقد أكدت مانجو انه من خلال لقاءاتها في الأردن بالحكومة ومنظمات المجتمع كونت انطباعا يؤكد وجود مؤشرات تدل أن الأردن يسير قدما في مجال تمكين المرأة، مؤكدة ضرورة الاهتمام بالتعليم كونه يساهم في التغلب على القواعد النمطية في الدول النامية في مجال التعامل مع قضايا المرأة، والتركيز على دور الحكومات في عدم افلات معنفين النساء من العقاب والملاحقة والمسؤولية تحقيقا لمجتمع امن يخلو من العنف ضد النساء.
وتتزامن زيارة مانجو للاردن مع فعاليات حملة 16 يوم الدولية السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي بدأت امس حيث لفتت مانجو الى ان وعي المرأة بحقوقها وابلاغها عن اي عنف تتعرض له يساعد الجهود الرسمية وشبه الرسمية مثل اللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المراة وغيرها وجهود الهيئات النسائية التي تساهم جميعها في كسر حاجز الصمت وتوفير الدعم للمرأة المعنفة.
وقالت مانجو»لم تنجح أي حكومة في كل دول العالم بالقضاء تماما على العنف ضد المرأة».
واكدت الأميرة بسمة خلال اللقاء مواصلة «الجهود الرامية لمناهضة العنف ضد المرأة، بهدف الوصول إلى أردن خالي تماما من العنف».
وقالت «سنواصل جهودنا انطلاقاً من قناعة الجهات كافة في الأردن بان حياة المرأة غالية وعلى المجتمع أن يقوم بحمايتها، لأن حقوقها جزء أساسي من حقوق الإنسان، وإن من حقها أن تتوفر لها حماية قانونية تكفل لها هذه الحقوق».
واضافت «ان التركيز العالمي اخيرا على الاردن في قضايا جرائم الشرف لا يعني اتهام الاردن بذلك وانما يعني ان هناك شفافية ووضوح في طرح هذه القضية محليا وان هناك جهودا وعلى جميع المستويات في حماية المراة من العنف والقتل».
وقالت «طالما ان هناك امرأة واحدة او طفلة واحدة تتعرض للعنف فان معنى ذلك ان الطريق ما زال طويلا»، مشيرة الى انه لا يمكن التغلب على هذه المشكلة بشكل نهائي وعلى الجميع ان يعوا اهمية التقييم المستمر والتصميم الدائم على محاربتها.
وقالت الاميرة بسمة «اننا فخورين بكسر حاجز الصمت حول مختلف قضايا العنف ضد المرأة ومنها جرائم قتل النساء بداعي الشرف»، مشيرة إلى جهود الزميلة الصحفية رنا الحسيني بتوثيق لتلك الجرائم على مستوى العالم وفي الأردن من خلال كتاب أصدرته باللغتين العربية والإنجليزية.
ودعت الأميرة بسمة إلى الأخذ بالاعتبار مجريات الأحداث في المنطقة على الجميع بشكل عام واثر ذلك على المرأة بشكل خاص.
وقدمت اللجنة خلال اللقاء عرضا لاهم انجازاتها وانجازات شمعة ومكتب شكاوي المراة الذي استقبل حتى الان ما يقارب2000 سيدة تم مساعدة80% منهن و20% ما زالت قضاياهم قيد المتابعة،الهادف الى مساعدة النساء ضحايا العنف والتمييز من خلال استقبال شكاوى النساء اللواتي تعرضن أو أنهن مهددات بالتعرض إلى العنف أو التمييز
رد مع اقتباس
المفضلات