كتب - حيدر المجالي - الانخفاض الملموس في درجات الحرارة خلال موسم الشتاء الحالي بات مصدر قلق لدى كثير من المواطنين ، بما يترتب عليه من تبعات إضافية في وسائل التدفئة التي اصبحت هاجسا يقض مضاجع الغالبية العظمى وخاصة الطبقة الفقيرة، نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية ووسائل التدفئة الأخرى كالحطب وجفت الزيتون.
وأدى الانخفاض الكبير في برودة الجو إلى الاستخدام المبكر للمدافىء على اختلاف أنواعها، في الوقت الذي أبدت فيه اسر كثيرة عجزها عن توفير التدفئة التقليدية ما اضطرها للبحث عن وسائل أخرى كالحطب وجفت الزيتون الأقل سعرا».
وحتى وسائل التدفئة البديلة لم تعد متاحة لكثيرين نتيجة الارتفاع المفاجىء لاسعار (حطب التدفئة وجفت الزيتون) اكثر من 40 بالمئة نظرا لقلة الانتاج وزيادة الطلب، ما دفع بالعديد من المواطنين الى التحطيب الجائر لتوفير التدفئة اللازمة لابنائهم.
وتؤكد دائرة التغيرات المناخية ان ثمة انخفاضاً ملموساً على درجات الحرارة هذا العام مقارنة بالاعوام الماضية. فقد كشف رئيس قسم التغيرات المناخية في دائرة الارصاد الجوية المهندس فراس الهزايمة بان ثمة انخفاضا ملحوظا على درجات الحرارة (العظمى والصغرى) خلال شهر تشرين الاول الماضي بمعدل (3 - 4 ) درجات مئوية مقارنة بشهر تشرين الاول العام الماضي.
وزاد: لقد تعرضت المملكة العام الماضي خلال شهر تشرين الاول الى موجتي حر غير مسبوقتين، فقد سجلت درجات الحرارة معدلات عالية مقارنة بالاعوام السابقة، مشيرا الى ان التنبؤات الفصلية للشتاء الحالي تؤشر الى انخفاض على درجات الحرارة اضافة الى اختلاف في معدلات هطول الامطار.
مقابل ذلك ما تزال الجهات الرقابية في وزارة الزراعة عاجزة تماما عن وقف التحطيب الجائر في غابات جرش وعجلون وغيرها من المواقع الحرجية.
وعلى ضوء الحالة الجوية فان التحطيب الجائر يصبح امرا واقعا، لتامين التدفئة وسط غياب كامل للرقابة على اسعار الحطب التي ارتفعت بشكل مثير للقلق اضافة الى جفت الزيتون الذي بلغ سعر الطن الواحد 95 دينارا بعد ان كان يباع ب 50 دينارا للطن وفقا لفلاح عابد احد سكان مدينة جرش.
ورغم تغليظ العقوبة على لصوص الغابات التي تصل الى الزام مرتكبها بدفع غرامة (500) دينار لقطع شجرة واحدة، الا ان الاعتداء على الاشجار الحرجية في تزايد نتيجة الطلب الكبير على الحطب خلال فصل الشتاء.
ويرى غالب الحراحشة الذي يستخدم مدفأة (الحطب) في منزله انه يستهلك كميات كبيرة من الحطب كوقود لمدفأته نظراً لكلفته التي تقل عن استخدام انواع الوقود الاخرى بنسبة 20 بالمئة، لكنه يشعر بالقلق في ظل الارتفاع الكبير لاسعار الحطب.
وفي محافظة جرش يكثر الاعتداء على الاشجار الحرجية التي تمتد على ما مساحته (95) الف دونم حيث يعمد «لصوص منتصف الليل» الى قطع اشجار معمرة باستخدام «ماتور الجازوز» الذي يعمل على البنزين اضافة الى المناشير كاتمة الصوت.
ويؤكد سكان مناطق الغابات في جرش وعجلون ان ثمة اعتداءات، لكن الظروف المعيشية الصعبة والعوز سبب للبحث عن وسائل تدفئة بالمجان، كما ان الكثير من الاسر في مناطق جرش اقتنوا مدافئ تعمل على الحطب مصدرها تركيا.
وترصد وزارة الزراعة والشرطة البيئية لصوص الاشجار من خلال حراسة الغابات عبر الطوافين واغلاق الطرق الترابية المؤدية للغابات، كما يتم ضبط العشرات من اللصوص الذين تتم احالتهم للقضاء وفق مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة المهندس محمد الشرمان.
ورغم سعي الوزارة لزيادة اعداد «الطوافين» الا ان تجار الفحم والحطب في تزايد كبير نتيجة لزيادة الطلب، خصوصا للمطاعم التي تستخدم الفحم للشواء والتي تقع في مناطق متعددة من المملكة.
وتشير إحصائيات الإدارة الملكية لحماية البيئة انه سجلت 65 قضية تحطيب جائر العام الماضي، وبلغت كمية الأوزان المضبوطة داخل مركبات خلال هذه المدة نحو 58 طنا و340 كغم، أما عدد الأشجار المضبوطة مقطعة من الأرومة فبلغ 177شجرة.
ونتيجة للاعتداء الجائر على الغابات الصنوبرية وافتعال الحرائق تضاءلت مساحة الغابات في الأردن فوصلت إلى 9,0% من المساحة الإجمالية للمملكة التي تبلغ 341,89 كم2 ويوجد حاليا في الأردن حوالي (898) دونما مزروعة بالغابات منها(460) ألف دونم غابات حراج صناعي وحوالي (378) ألف دونم غابات طبيعية وما يقارب (60)ألف دونم غابات ملكيات خاصة.
رد مع اقتباس
المفضلات