لا يختلف اثنان على أن منتخب النشامى أصبح علامة مضيئة على مستوى القارة الآسيوية بنتائجه التاريخية واداءه الناضج، ولعل الفرحة العارمة التي عمت كافة مناطق المملكة الأردنية الهاشمية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها عقب اعلان تأهله رسمياً للدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، ما هي إلا دلالة عميقة على حجم الانجاز الذي حققه منتخب النشامى لأول مرة بمسيرة الكرة الأردنية.
ليلة أمس.. لم يتذوق الأردنييون طعم النوم، فالفرح عم كل بيت.. وكل شارع.. وكل حي.. وأنطلقت الزغاريد من أفواه النشميات تعبيراً عن حجم الفرحة بهذا التأهل التاريخي.
منتخب يسير بثقة نحو تحقيق الطموحات والأمنيات.. أربعة انتصارات متتالية في مشوار التصفيات كفلت للأردن الصدارة برصيد (12) نقطة كانت كافية لتجعله في مقدمة المنتخبات التي حسمت بطاقة العبور للدور الحاسم بعلامة كاملة وسجل ناصع.
ويسعى منتخب النشامى لتحقيق أحلام جماهير كرة القدم الأردنية في بلوغ مونديال البرازيل، هذه الجماهير التي رفعت شعار (من أربيل الى البرازيل)، حيث كانت مدينة أربيل العراقية الشاهد الأول لباكورة الانتصارات الأردنية في رحلة التصفيات عندما اجتاز النشامى منتخب العراق في عقر داره بهدفين نظيفين ، لتتواصل حكاية الإبداع والامتاع دون توقف ويجهز منتخب الأردن بعد ذلك على الصين بعمان (2-1)، وبقي يسير على ذات النهج والصورة عندما كسب سنغافورة بثلاثية دون رد ، فيما كان امس الجمعة يجدد الفوز على سنغافورة بعمان بهدفين ويعلن التأهل التاريخي بصفة رسمية.
الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، أعلنها بمنتهى الصراحة " لا تفرطوا بالتفاؤل.. فالمشوار لم ينته بعد"، والمدير الفني العراقي عدنان حمد أكدها في المؤتمر الصحفي " القادم أصعب.. ونسعى لمواصلة الانتصارات في لقاءي العراق والصين القادمين لنحسم صدارة المجموعة ونؤكد الجدارة ونحافظ على تصنيف منتخب الأردن على لائحة الاتحاد الدولي".
إذن يتفق الأردنيون هنا بأن مشوار منتخب النشامى لم يتوقف بعد.. فالأحلام كبرت.. والأمنيات توسعت.. وأًصبحت رائحة القهوة البرازيلية تفوح من الآن في كل مكان، ولهذا لا بد من تتويج الحلم الجميل والوصول الى البرازيل، فمنتخب النشامى بانضباطه التكتيكي العالي وروحه القتالية وإرادته الحديدية تخوله للوصول.
الكبار والصغار حرصوا على مؤازرة منتخب الأبطال أمام سنغافورة.. ذلك أن جميع أبناء الوطن أدركوا أهمية المواجهة ومقدار المسؤولية التي تقع على عاتقهم في هذا اليوم، فكانوا عند العهد والوعد، فيما كان منتخب النشامى ينجز الوعد ويعلن التأهل، فكانت الفرحة التي تفوق الوصف ويعجز التعبير عنها بالكلمة والحرف.
الأردنييون يعلمون جيداً بأن التأهل للدور الحاسم دون الوصول إلى مونديال البرازيل سيبخر كافة الجهود التي بذلت سابقاً، ولهذا فإن المسؤولية أًصبحت مضاعفة وأضحى الاتحاد الأردني لكرة القدم والمدير الفني العراقي عدنان حمد ولاعبي منتخب الأردن والجماهير مطالبين ببذل المزيد في الأيام المقبلة، لأنها باختصار (فرصة العمر) التي لا بد من استثمارها بمنتهى العقلانية والمنطقية.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد
المفضلات