السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[img2]http://arabic.rt.com/media/pics/2011.10/512/562234e6c158f4052f6712b3f3cea3ec.jpg[/img2]
مكة قبلة الوجوه ... ومهوى القلوب.. ومفزع الأفئدة.. ..
بقعة مباركة تحن إليها القلوب..وتشتاق إليها الإفئدة..وتدمع شوقاًُ إليها العيون
فحيثما كان هناك مسلم.. كان هناك شوق إلى تلك البقعة...
وكان هناك حنين إلى تلك البقعة.. وكان هناك دموع تذرف كلما جرى ذكرها...
مكة.... مهبط الوحي.. ومنار الرسالة.. ومحضن النور ..
من هنا انطلقت قافلة الهداية... وشعشع نور الرسالة.. وارتفع لواء الهدى..
هنا ..في مكة تنزلت الآيات .. وتغشت الرحمات..
هنا تربى محمد صلى الله عليه وسلم
استنشق هواءها... لعب بتربتها.. تنقل بين سهولها ووديانها...
هنا في مكة.. صدع بالحق.. .. وفجر نهر السعادة للبشرية كلها..
هنا اختلطت آهاته.. ودعواته . وامتزجت دموعه بدمائة وهو يبذل لهذا الدين كل ما لديه..
كل شي في مكة يحن إليه ويشتاق إليه. رمالها.. أشجارها.. سهولها.. أزقتها.
كلها تعرفه. فقد كان بينها يطوف ويتنقل وهو يرفع نداء التوحيد (قولوا لا إله إلا الله)
هنا بمكة عاش الصحابة رضي الله عنهم .. أبو بكر .. عمر... عثمان ... علي....
بلال.. خالد... هنا ترعرع أولئك الرجال ... في جنبات هذه البقعة المباركة
خطوا لنا الطريق.. وأوضحوا معالمه.. ونصبوا عليه الرايات بصبرهم وثباتهم
هنا عاشوا يصنعون لنا المجد والفخار رضي الله عنهم
هنا بمكـة آي الله قـد نزلـت *** هنا تربى رسول الله خير نبـي
هنا الصحابة عاشوا يصنعون لن***امجدا فريدا على الأيام والحقـب
هنا .. في مكة الكعبة المشرفة.. متألقة .. بهية .. جميلة .. سنية....
كعبة توشحت بالسواد.. فزاد الخلق فتنة بها..وعشقا لهاً...وحباً لهاً
فيا لها من جميلة أسرت العقول وفتنت الألباب !!!
هنا بمكة.. وفي بيت الله ...وحول الكعبة السوداء.. تسكب العبرات..
وتسمع الدعوات..وترتفع الابتهالات..
هنا تتصل الأرض بالسماء.. فيسمع بإذن الله كل دعاء
في مكة تلتقي القلوب، وتتصافح الإفئدة، ويفوح عبق المحبة بين المسلمين
هنا بمكة تكتسي الأرض أجمل حللها..
رؤؤس حاسرة.. وقلوب واجفة..وأعين دامعة.... وأقدام مغبرة..
كلها تسعي سعيا واحداً إلى ذي الجود والعطاء.. والمن والسخاء..
تحتمل النصب.. ويهون عليها التعب.. لأن التعب في رضى المحبوب راحة
كيف وهو قد رفع لهم لواء ( ولا يطئون موطئا). فهو لا يغيب عنهم أبدا..
هنا.. يقف العباد في خشوع... ويسكبون على الخدود الدموع...
يبتهلون إلى الله وقد أذاب قلوبهم الحب والاشتياق ،وفطر أفئدتهم الوجل والإشفاق
فهم يسبحون في بحور دموعهم بجناحي الخوف والرجاء..
فلو رأيتهم وقد تجردوا جميعا بلباس واحد وقد صفوا لله الأقدام ... وأطالوا بين يديه القيام..
يهتفون بلبيك.. وينادونه سعديك ...
فلله ما أبهى تلك الزيارة وما أسعد ذلك الوفد.. وفد الله،
وضيوف الرحمن .. وما أكرم من وفدوا عليه !.. إنه الله الرحيم الغفور الودود ..
الذي بيده خزائن كل شي .. أتراه يردهم خائبين وهو الكريم؟؟
أتراه يردهم مطرودين؟؟ وهو الرحيم؟؟ الظن بالله الكريم الرحيم
أنه لا يردهم إلا بذنوب مغفورة وعيوب مستورة وخطوات مشكورة..
رد مع اقتباس
المفضلات