احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: عراق الامير.. قصر العبد

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862

    عراق الامير.. قصر العبد

    عراق الأمير.. صُور وقصر العبد (2-3)




    سأكمل.. هذا البوح فيه فيض، واسترسال في كتابة تفاصيل المكان، حيث الأزمنة تتداخل، وفي ذات هذا السياق توجد لتلك الملامح أسرارها التي تريد أن تعبر بها عن كينونتها.
    وفق هذا فإنه لا بد وأن لعراق الأمير قصتها التي هي بحاجة إلى كتابة، عبر تلك الأزمنة، لذلك فلا بد من نسج خيوط ذلك الماضي على نول الوعي به، ليتم تشكيل بساط الحكاية، فيكون اكتماله.
    هنا سأبدأ من عند الدكتور أحمد عويدي العبادي، وهو الذي ترجم كتاب ''أعمال المساحة في شرق الأردن1880 م'' الذي كان كتبه الرائد الانجليزي كوندر، وفي هامش هذا الكتاب يعطي الدكتور العبادي رأيه في قصة عراق الأمير، حيث يقول: ''ثبت أن قصر عراق الأمير قصر عموني عربي''، ويكمل في الهامش إشارته إلى الأمير الذي نسب إليه المكان، بقوله '' إن هيركانوس(الأمير)، كان عمونيا هرب من ظلم اليهود، وعاد إلى موطنه الأصلي منطقة عمون، ومنها عراق الأمير''.

    الأمير العجيب

    لتكملة سياقات هذه القصة نتتبع بعض تفاصيلها عند فريدريك بيك في كتابه ''تاريخ شرقي الأردن وقبائلها'' مشيرا إلى أنه كان قد ''انعقد الصلح بين الملكين( انتيوخس الثالث وبطليموس) عام 197ق.م، وبموجبه احتفظ انتيخوس بسوريا وفلسطين، ويظهر أنه لم يكترث بجنوبي الأردن وإلا لما تمكن هيركانوس أن ينشىء دولة، وان كانت صغيرة في عراق الأمير بجوار قرية وادي السير الحديثة.
    كان هيركانوس ابنا لأحد النبلاء، ويدعى يوسف.. وكان يوسف ملتزما للضرائب إبان السنتين التي حكم بهما بطليموس الرابع فلسطين، وبعد معاهدة عام 197 ق.م، أي في عهد الملك السوري بقي متمتعا بنفس المركز.
    ولما ذهب هركانوس إلى مصر موفدا من قبل والده ليهنىء بطليموس بولادة ابن له، أخذ من وكيل والده في الإسكندرية عشرة آلاف وزنة من الدراهم واشترى بها هدايا ثمينة قدمها إلى الملك ورجال بطانته فاشتهر أمره بينهم وعزز مكانته في البلاط الملكي المصري. أساء هذا التصرف اقرباءه ليس فقط على ما ناله من الشهرة في مصر بل لتبذيره هذا المبلغ الجسيم فكادوا له وكمنوا له في الطريق ليغتالوه.. شعر هركانوس بالمكيدة فاستعد لها وبينما كان سائرا في طريقه إلى القدس خرجوا عليه وبعد عراك شديد قتل اثنان من إخوته ونجا هو بفضل دهائه.. بعد هذا الحادث لم يعد هركانوس أمينا على نفسه أن يعيش قريبا من أهله فنزح إلى شرقي الأردن حيث أسس إمارة صغيرة سيطر عليها وشاد لنفسه قلعة حصينة دعاها صور وتعرف بقاياها الآن بعراق الأمير. ولما بلغه عزم ملك سوريا انتيوخس الرابع على غزوه، قتل نفسه عام 175 ق.م بعد أن بسط سلطانه على ما جاوره من البدو في مدة اثني عشر عاما. ووادي السير الحديثة آخر أثر تركه هذا الأمير العجيب''.

    الكهوف

    يتحدث الرائد كوندر عن الأثر الأكبر لهيركانوس في المنطقة، وهو القصر الذي يعطي وصفا له في فترة الزيارة التي قام بها للمكان في عام 11880م حيث يقول'' أشاد(هيركانوس) قلعة قوية من الحجر الأبيض كلية حتى السقف، كما زين الجدران بنحت للحيوانات المفترسة الضخمة، ورسم حول القلعة خندقا عميقا مليئا بالمياه. وذلك مضافا إلى انه حفر الكهوف لتكون ذات أعماق بعيدة، وذلك بواسطة تجويف حفرة في الصخر الذي كان يهيمن ويطل على القصر، ثم حفر غرفا داخل هذه الطاقات، وصنفها لعدة أغراض منها ما هو لإقامة الحفلات، وأخرى للنوم، وأخرى للأغراض الحياتية الأخرى. ولم يقتصر الأمر على هذا، بل انه زود هذه الكهوف بكميات كبيرة من الماء الذي يجري بقنوات داخل هذه الأعماق، والتي بدت سلسبيلا جميلا عندما شاهدنا انسيابها في قاعة المحكمة، حيث تضفي بعدا جماليا جديدا وحلية مفرحة للنفس في أعماق هذا الصخر المعلق، وكان من الملفت للنظر حقا أن أبواب مداخل الكهوف كانت ضيقة بحيث يتعذر الدخول لأكثر من شخص واحد من خلالها في وقت واحد، ولا شك أن هذا النمط البنائي الفريد كان له ما يبرره لمن ينشد الأمن والحماية خشية أي هجوم عليه من إخوانه الذين يتربصون به الدوائر، وقد يحاصرونه في أية لحظة، ويلقون القبض عليه إذا ما خاضوا غمار مخاطرة الهجوم عليه. من هنا كانت هذه الكهوف المترابطة من وراء الصخر العنيد العتيد ملجأ خاصا وأخيرا لهيركانوس''.

    طوبيا

    وبالنسبة للقصر فقد أشار لانكستر إلى أن زمن بنائه، بحسب آراء العلماء، بين القرن الثالث ق.م والقرن الأول ب.م، وأما بشأن الغاية منه فيتراوح القول بين القصر والضريح والهيكل، ''ولا يدل مخطط البناء والشكل الهندسي على تاريخ الإنشاء، لأنه لا يشبه أي طراز من الأبنية المعروفة''.
    بينما يؤكد المؤرخ الكلاسيكي يوسيفوس في كتاباته أن شخصا يدعى هركانوس في عهد سلوقس الرابع (175-187ق.م) قد بنى في هذه الجهات قلعة حصينة من الحجر الأبيض، وأحاطها بحدائق غناء، وبحيرة، ونقش على جدرانها نقوشا تمثل حيوانات هائلة عظيمة، وقد نحت في الصخرة الكبيرة فوق القلعة مغائر كثيرة متطاولة كانت تستعمل قاعات للطعام، ومنازل للسكن، ويبدو أنها كانت مزودة بالماء''.
    ويوضح لانكستر تعليقا على هذا الكلام بأن ''هذا الوصف كله ينطبق على موقع عراق الأمير، مطابقة كاملة، أضف إلى هذا أن الاسم القديم صور)يطابق الاسم الحديث للوادي (سير).. ويقول بعض العلماء أن الأسماء المنقوشة على المغائر (طوبيا) تشير أنها كانت مركز قيادة الطوبيين، وهم أفراد العائلة التي ذكرت سابقا، والذين كانوا أقوياء جدا في شرقي الأردن خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد''.

    أسد ولبؤة

    كما أنه ''قد دلت الحفريات التي أجريت في قصر الأمير، أنه كان مأهولا في القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد، من قبل جماعات من المشردين البيزنطيين الذين أجروا تعديلات وأدخلوا إضافات على داخلية البناء، مما أدى إلى تدمير كل ما من شأنه أن يدل على تاريخ إنشاء البناء'' ويزيد لانكستر في كتابه آثار الأردن بأن '' أعمال الحفريات التي أجريت خارج الجدران فقد كشفت عن مستوى الأرض الحقيقي وأسفرت عن اكتشاف تمثال أسد رائع الصنعة، وكان هذا التمثال قد نحت من حجر أبيض ذي خطوط قرمزية، ثم وضع في صميم البناء على يمين الباب الجنوبي''.
    وهذا الوصف كان في النصف الأول من القرن الماضي، وقد جرت بعد ذلك تنقيبات، واكتشافات لعراق الأمير، أوضحت كثيرا من الملامح التي كانت سابقا، وهيأت الموقع ليكون كما هو الآن، وقد تنبه إلى ذلك مترجم الكتاب وهو المرحوم الأستاذ سليمان موسى، حيث أشار إلى أن '' أعمال التنقيب والترميم التي تقوم بها دائرة الآثار منذ عام 1976، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار، قد أسفرت عن اكتشافات جديدة تغيّر المخططات المعروفة عن قصر العبد منذ أواخر القرن الماضي. وقد أعيد بناء الواجهتين الشرقية والغربية للبناء، وظهر أسد عند الزاوية الشمالية الغربية كان يقوم بدور نافورة الماء، مثل الأسد الذي وجد سابقا عند الزاوية الشمالية الشرقية. وفي الموقع ذاته عثر على لبؤة وشبلها يلحقان أسدا، وكانت في الأصل تزين الشرفة في الطابق العلوي. أما الطابق السفلي فقد أظهر التنقيب أنه يتألف من أربع حجرات يحيط بها ممر وتنيرها النوافذ السبع المفتوحة في الجدارين الشرقي والغربي. وهذا المخطط الجديد يختلف تماما عن المخطط الذي وضعه بتلر قديما، وبالإضافة إلى الأبنية التي اكتشفها الأب لابي بالقرب من الجامع والتي ترجع إلى العصر الهلنستي، وجد سوراً ضخماً له بابان، وكان يحيط بالمستوطنة الزراعية التي أنشأها طوبيا منذ بداية القرن الثالث ق.م''.
    ولكن الزيارة الحديثة للمكان، وعلى أرض الواقع تعطي صورة أكثر، وأوضح، عن حجم التغيرات على المكان، وعن الجهود المبذولة في محاولة إكمال بناء القصر، في الصورة الأقرب إلى ما كان عليه في الأصل، ورغم نهوض الجدران الأربعة، وإعادة التماثيل إلى مواقعها، إلا أن الحجارة الضخمة المتناثرة حول القصر، تعطي انطباعا أوليا حول حجم النقص، والجهد المطلوب، للوصول إلى تلك الصورة المكتملة والمطلوبة للمكان، هذا برغم كل تلك الجهود المتراكمة لإعادة تركيب البنيان كما كان في الأصل.

    مطل الحصان

    وأسطورة القصر، يمكن تتبعها من اسمه، قصر العبد، حيث تشير الرواية الشعبية، إلى أن أمير المنطقة في العصور القديمة، كان له ابنة، تركها في رعاية عبد أسود، وغادر المكان في رحلة طويلة، ولكن العبد وقع في حب الفتاة التي ملكت عليه شغاف قلبه، ووعدته بالموافقة على الزواج منه، في خطوة ذكية منها لكسب الوقت حتى عودة والدها، بشرط أن يبني لها قصرا، وبدأ العبد بناء هذا القصر من الحجارة الضخمة، وما أن أتم البناء بأبهى صوره حتى أطل الأمير بحصانه من على التلة الشرقية للقصر، وعندما علم الأمير بما حدث لابنته أحرق العبد بالنار ثم دفنه تحت أحد الحجارة، وسمي بعد ذلك هذا البناء بقصر العبد، وتلك التلة التي أطل منها الأمير بحصانه ''مطل الحصان''، وهذا ما زال حاضرا في الذاكرة الشعبية لأهل المنطقة.

    الملك جورج الخامس

    هناك زيارة للملك جورج الخامس قام بها إلى عراق الأمير، وهي تعطي انطباعا حول أهمية المكان، وتاريخيته، ولا بد من المرور ببعض تفاصيلها عند البوح حول هذه القرية، ويشير إلى تلك الزيارة فريدريك بيك في كتابه تاريخ شرقي الأردن بقوله: '' وصل الأميران البرت فكتور وجورج برنس اف ويلز- الملك جورج الخامس الحالي- إلى ميناء يافا في 28 آذار عام 1882 وقضيا متجولين في فلسطين اثنى عشر يوما. وفي اليوم العاشر من نيسان دخلا شرقي الأردن وقصدا رأسا عراق الأمير بجوار وادي السير ومنه ذهبا إلى عمان بعد أن تجولا بين عادياتها وآثارها رحلا إلى الصلت بطريق صويلح. ثم صعدا إلى جبل يوشع وخرجا منه إلى جرش. وفي 14 نيسان قفلا راجعين إلى فلسطين بطريق راطب ومخاضة دامية. فيكونا قد استغرقا في رحلتهما أربعة أيام فقط قطعا اثناءها ما يقارب 151 ميلا. لم يقطع الأردن قبلهما منذ عام 1158م عندما قدم بلدوين الرابع إلى شرقي الأردن وأقام في الكرك، لكن جرش لم يزرها أمير أو ملك منذ أن دخلها الملك الصليبي بلدوين الثاني في عام 1121م.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2008
    الدولة
    الأردن - عمـــــان
    المشاركات
    7,471
    معدل تقييم المستوى
    24

    رفيق الاحزااااان
    يسلموووووووووووووووووووووووووووووووو

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2008
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    1,280
    معدل تقييم المستوى
    17
    تسلم يارفيق

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862
    يسلمو على المرور المتواضع

    تحيتي

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Jul 2008
    العمر
    40
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    16
    يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووو وا انت 100%100

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862
    يا هلا بمشاغب المنتدي

المواضيع المتشابهه

  1. اماكن تواجد الظبي , معلومات جديدة عن الظبي
    بواسطة ريحانة الوادي في المنتدى صور الحيوانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-10-2017, 02:48 PM
  2. فك لغز مقتل طالب جامعي في عراق الامير
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-09-2012, 10:45 AM
  3. نفَس عن مؤمن كربة ..., إن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
    بواسطة زهر الربيع في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 24-10-2009, 12:42 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك