شغب ومظاهر مؤسفة بعد مباراة قمة دور الـ 16 لـ «كأس الأردن»
رئيساً الناديين يدعوان للتهدئة ويؤكدان على ضرورة تجاوز «المشهد العارض»
عمان - الرأي - لم يكتب لقمة دور الـ (16) من بطولة كأس الاردن بين الرمثا والفيصلي ان تعبر بسلام على ستاد الامير هاشم بمدينة الرمثا، ذلك ان صافرة نهاية اللقاء كانت بداية لاندلاع اعمال شغب طالت الجماهير والممتلكات العامة داخل الملعب وخارجه.
وفي التفاصيل التي رواها مندوبو «الرأي» في الملعب -عودة الدولة وايهاب الشقران وعلي غرايبة-، بدأت شرارة الشغب من قبل فئة من جمهور الرمثا في الدقيقة (78) من المباراة والتي شهدت قراراً من حكم اللقاء سليمان دلقم بالغاء هدف للاعب خالد البابا باعتبار زميله محمد قصاص اشترك بشكل غير قانوني مع حارس الفيصلي لؤي العمايرة، الامر الذي اثار حفيظة جماهير اصحاب الارض خاصة وان النتيجة كانت تشير لتقدم الفيصلي (2/1)، لتبدأ فئة من الجماهير برمي زجاجات المياه والعصي باتجاه ارضية الملعب.
اوقف الحكم اللقاء، وسرعان ما استأنفت المباراة بعد تدخل العقلاء ورجال الدرك لضبط الامن على المدرجات، لكن الدقائق الاخيرة من اللقاء شهدت حالة تحكيمية اخرى بعد ان لمست الكرة يد احد مدافعي الفيصلي داخل منطقة الجزاء دون ان يحتسبها الحكم ركلة جزاء، الامر الذي اثار الفئة ذاتها من جمهور الرمثا مجدداً وبشكل اكثر حدة وسط محاولات لتهدئة مثيري الشغب تواصلت حتى اعلن الحكم نهاية اللقاء بشكل قانوني وبعد احتساب الوقت الاضافي.
لم تنته القصة .. حيث بدأت فئة من جماهير الرمثا برمي العصي والزجاجات وكل ما اتيح لهم تجاه الملعب والمنصة الرسمية ومدرجات جماهير الفيصلي، فيما رد عدد من جماهير الفيصلي بـ «الشتم»، ليتفاقم الوضع وسط محاولات من اداري الرمثا ادم صياحين للتهدئة دون جدوى قبل أن تتدخل قوات الدرك وتسيطر على الموقف.
حاول الدرك تأمين الحكام ولاعبي الفريقين وجماهير الفيصلي باخراج جمهور الرمثا من الملعب، لكن مجموعة من جمهور الاخير بدأت برمي الحجارة من الخارج تجاه المدرجات، الامر الذي خلف اصابات ما دفع الجماهير المتواجدة على المدرجات بالاتجاه نحو ارض الملعب لتجنب الحجارة، في حين انشغلت قوات الدرك بالسيطرة على الامن وفض التجمهر خارج الملعب في محاولات استمرت لاكثر من (40) دقيقة، واستخدم الدرك الغاز المسيل للدموع لتفرقة الجماهير.
وخلفت الاحداث تكسير حافلة نادي الفيصلي وتهميش زجاجها، كما اشار شهود العيان الى اعتداء وتكسير سيارات الطاقم التحكيمي الذي ادار اللقاء، في حين تضرر الملعب ومرافقه بشكل واضح جراء اعمال الشغب.
وبحسب احد مندوبي «الرأي» دار نقاشاً طويلاً بين رئيس نادي الفيصلي الشيخ سلطان العدوان ورئيس نادي الرمثا عبد الحليم سمارة، حيث اكد الجانبان بعد الاحداث على عمق العلاقة التي تربط الناديين واهمية تجاوز هذه المحطة بسلام، مستنكرين في الوقت نفسه تلك المظاهر التي تشوه سمعة كرة القدم الاردنية وتسيء للشكل العام للرياضة، وشددا على ان العلاقة بين جماهير الناديين لن تتأثر بهذه الاحداث «العارضة».
في ذات الاتجاه، اكد مصدر في اتحاد كرة القدم امسك عن ذكر اسمه بان قرارات الحكم دلقم كانت صحيحة، «المباراة كانت مميزة في الجانب التحكيمي وكان دلقم مصيباً في جميع قراراته، حيث ان قرار الغاء الهدف كان صحيحاً ولم تكن هناك ركلة جزاء لصالح الرمثا على الاطلاق».
ولفت المصدر الى ان دائرة الحكام التي يرأسها سالم محمود ستصدر بياناً حول الحالات التحكيمية في اللقاء اليوم او غداً على ابعد تقدير لتأكيد صحة القرارات المتخذة من دلقم، اضاف: قاد الحكم وطاقمه المعاون اللقاء بشكل مثالي، واتخذوا قرارات صائبة 100%، وهذا ما ينتظر ان تؤكده دائرة الحكام عبر بيانها.
السالم: ما حدث أمر لا يمكن السكوت عنه
بدوره، اكد امين سر الاتحاد خليل السالم ان ما حدث بعد نهاية المباراة لا يمكن السكوت عنه «كان المشهد مؤسفاً وخارجاً عن النص».
واضاف في حديثه الى «الرأي»: تابعت المباراة من الملعب، وما حدث كان غير طبيعي على الاطلاق ولا يمكن تقبله، مثل تلك المشاهد تؤثر بشكل كبير على سمعة كرة القدم الاردنية ويجب ان نقف امامها بحزم شديد لضمان عدم تكرارها مرة اخرى.
ولفت السالم الى ان اتحاد كرة القدم ممثلاً باللجنة التأديبية سيجتمع اليوم برئاسة مازن اشنانة لدراسة تقرير مراقب المباراة والحكام واتخاذ القرارات التي يراها مناسبة، «لا اعلم ما هو القرار التي ستتخذه اللجنة، ولم اطلع حتى الان على تقرير المراقب والحكام، لكن الذي استطيع تأكيده حالياً ان اتحاد كرة القدم سيتخذ عقوبات صارمة بحق المتسببين».
واوضح امين سر الاتحاد في ختام حديثه انه لم تصله اي معلومات تفيد باصابات جسدية، وقال في اتصال هاتفي جرى في ساعة متأخرة من الليلة الماضية : بقيت في مدينة الرمثا برفقة عدد من المسؤولين واعضاء الجهاز الفني للمنتخب الوطني وعضو مجلس ادارة الاتحاد ونادي الرمثا محمد سمارة، وعلمت بان هناك اضرار مادية بالمركبات والمرافق العامة، لكن الصورة ستضح غداً -اليوم- لاتخاذ الاجراءات اللازمة.
رد مع اقتباس
المفضلات