كتب–حاتم العبادي- وجد (4028) طالبا وطالبة ممن لم يرشحوا للقبول فيها ضمن القبول الموحد، طريقهم إلى الجامعات الرسمية وكليات مجتمع عبر منح ومقاعد الديوان الملكي الهاشمي، للعام الجامعي الحالي 2011-2012، وفق أسس ومعايير تنافسية جديدة، تراعي الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتوسيع مظلة المستفيدين.
هذه البعثات ( المنح والمقاعد) التي حرص الديوان الملكي الهاشمي العامر على تقديمها سنويا بموجب أسس ومعايير لمساعدة المواطنين، منذ عهد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، ووصلت في عددها التراكمي إلى عشرات الآلاف، اقتصرت اعتبارا من هذا العام على الجامعات الرسمية وللطلبة خريجي الثانوية العامة للعام الحالي من الدورتين الشتوية والصيفية فقط.
وتعكس هذه المكارم الملكية، مدى حرص جلالة الملك بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين ورفع مستوى معيشتهم، خصوصا الأسر التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة.
ومن هذا المنطلق، جاءت مبادرة جلالته عام 2005 مشروع إسكان الأسر العفيفة لتوفر وتخصص (2236) وحدة سكنية لهذه الأسر في مختلف مناطق المملكة.
الى جانب توفير الرعاية والمعالجة الصحية لـ(230) الف حالة من غير المشمولين بالتأمين الصحي، وغير قادرين على تلقي العلاج في المستشفيات على نفقة الديوان الملكي الهاشمي خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال وحدة معالجة المرضى في الديوان الملكي، التي تقوم باستقبال طلبات مثل هؤلاء المرضى من مناطق المملكة كافة، إذ تم معالجة (78434) في المستشفيات عام 2009 و (79305) عام 2010، فيما بلغ عدد المرضى الذين تلقوا العلاج منذ بداية هذا العام ولغاية الأول من شهر تشرين أول الحالي(72250) مريضا ومريضة.
وبالعودة إلى منح ومقاعد، أكد مصدر مسؤول في الديوان الملكي انه «من بين (27861) طلبا واستدعاء قدمت إلى الديوان الملكي الهاشمي للحصول على بعثة دراسية سواء منحة أو مقعد، رشح منها (1872) للحصول على منحة و(1543) على مقاعد و(613) على منحة للقبول في الكليات الجامعية المتوسطة»
يشار إلى أن المنح والمقاعد ضمن قائمة الديوان الملكي الهاشمي مختلفة عن تلك المقاعد والمنح المخصصة للمدارس ذات الظروف الخاصة وأبناء العشائر.
وذكر المصدر انه «بالإضافة للطلبات التي قدمت للديوان الملكي الهاشمي بشكل مباشر، وتم استلامها من قبل فريق عمل تم تخصيصه لهذه الغاية، فقد شملت الطلبات التي خضعت للمنافسة على منح ومقاعد قائمة الديوان الملكي، الاستدعاءات التي قدمت إلى جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زياراته الميدانية للقرى والبوادي والمخيمات في مناطق المملكة كافة، وكذلك تلك التي قدمت لأصحاب السمو الأمراء والأميرات، من الطلبة الذين تعاني أسرهم من ظروف اقتصادية صعبة.
ونوه المصدر انه «بحسب الأسس، فإن الحد الأدنى لمعدل الثانوية العامة لدخول الطلب أو الاستدعاء عملية التنافس على المنح والمقاعد (70%)، وان طالبا واحدا يستفيد من الأسرة».
وأشار إلى أن الأسس استثنت تقديم منح ومقاعد في تخصصات: الطب وطب الأسنان والتمريض- للذكور والعلوم السياسية، بحكم أن التخصصات الثلاثة الأولى، عليها إقبال كبير وتحظى بتنافس واسع. ولضمان تحقيق العدالة، لم تكن هذه التخصصات من ضمن المنح والمقاعد التي خصصها الديوان الملكي الهاشمي. بينما وقف الترشح للقبول في تخصص «العلوم السياسية» مرده انه يصنف ضمن التخصصات المصنفة ص«راكدة» وفقا لمتطلبات سوق العمل، ويعاني خريجوه من قلة في فرص العمل والوظائف المتاحة.
واشترطت الأسس، بحسب المصدر، أن لا يقل معدل الطالب الذي يرشح للحصول على منحة او مقعد في تخصصات الهندسة والصيدلة والمحاسبة عن علامتين عن أدنى معدل قبل في هذا التخصصات تنافسيا، وعن خمس علامات لباقي التخصصات.
ويأتي وضع مثل هذا الاشتراط، لضمان أولا قدرة الطالب الأكاديمية للاستمرار في التخصص من ناحية، ولتحقيق العدالة من ناحية أخرى، بحيث لا يكون هنالك فجوة كبيرة في المعدل بين الطالب المقبول وفقا لقائمة القبول الموحد وقائمة الديوان الملكي الهاشمي.
ولضمان استفادة أكبر شريحة ممكنة من أبناء الوطن، قال المصدر أن الأسس تضمنت بنودا تراعي البعد الاقتصادي والاجتماعي لضمان توزيع أفضل للمنح والمقاعد، حيث خصصت (10) منح لكل لواء من الألوية «الأشد فقرا» في المملكة، بحيث يتم اختيارهم حسب تسلسل معدلاتهم في الثانوية العامة، والتي راعت المعدلات المشروطة للتخصصات في الجامعات.إلى جانب تخصيص منح للأيتام والمستفيدين من صندوق المعونة الوطنية وكذلك المستفيدين من صندوق الزكاة.
ولفت المصدر إلى انه عند تقديم الطلبات وجد أن بعض الألوية المصنفة «اشد فقرا» لم يتقدم منها احد، فبادر الديوان الملكي، بالاتصال بهم استنادا إلى قاعدة المعلومات المتوفرة حول الطلبة الناجحين في امتحانات الثانوية العامة للعام الحالي وأماكن إقامتهم.. حيث تم حث هؤلاء الطلبة على تقديم طلباتهم للاستفادة من المنح الدراسية.
وعند تطبيق الأسس على الـ(27861) طلبا واستدعاء، تم استثناء (8000) طلب بسبب أن مقدميها من خريجي الثانوية العامة في سنوات سابقة وليس من خريجي الثانوية في عام القبول الحالي، وكذلك (2000) طلب كانت معدلاتهم اقل من (70.%).
وبحسب نتائج الترشيح فقد كان نصيب طلبة الألوية «الأشد فقرا» من المنح (745) طالب وطالبة و(1108) طلاب حصلوا على مقاعد، بينما نصيب المتقدمين من الذين يتقاضون معونة من صندوق الزكاة والمعونة الوطنية ومن الأيتام (644) منحة و(233) مقاعد، إلى جانب (483) منحة و(233) مقعدا، خصصت للطلبة الذين تقدموا باستدعاءات إلى جلالة الملك خلال زياراته الميدانية لمختلف مناطق المملكة وكذلك الاستدعاءات المقدمة للأمراء من الطلبة الفقراء.
ومن بين (27861) طلب واستدعاء قدمت إلى الديوان الملكي للحصول على بعثة دراسية سواء منحة أو مقعد، رشح منها (1872) للحصول على منحة و(1543) على مقاعد و(613) على منحة للقبول في الكليات الجامعية المتوسطة.
وبين المصدر أن نسبة المستفيدين من منح ومقاعد من فئة الأيتام والذين يتقاضون معونة من صندوق الزكاة والمعونة الوطنية وكذلك الألوية «الأشد فقرا» (83%) من إجمالي المتقدمين، ما يوازي (3343) منحة ومقعد، بينما نسبة المنح والمقاعد التي حصل عليها أصحاب الاستدعاءات التي قدمت إلى جلالة الملك والأمراء (17%)، ما يقابل (685) منحة ومقعد.
ولفت إلى أن قائمة الديوان الملكي لا تشمل المنح والمقاعد المخصصة بموجب مكارم ملكية سامية لنقابات مهنية واتحادات عمالية، منها مكارم ملكية شملت أصحاب المعدلات الأعلى من أبناء الصحفيين والقضاة والمثقفين والكتّاب والأدباء والفنانين.
وأكد المصدر إن اهتمام جلالة الملك بتوفير فرص التعليم لشريحة واسعة من الطلبة، خصوصا الذين يعانون ظروفا اقتصادية صعبة، لا تساعدهم على الالتحاق بالجامعات، تجسد رؤية جلالته لبناء الأردن الجديد، الذي يعتمد على الشباب المسلح بالعلم والمعرفة، والذين وصفهم جلالته في أكثر من مناسبة بأنهم فرسان التغيير.
ولفت إلى أن جلالته حث مرارا على ضرورة وضع البرامج العملية لإطلاق طاقات الشباب وإمكانياتهم، وتسليحهم بالعلم والمعرفة حتى يتمكنوا من مواكبة متطلبات العصر ومن الإسهام في بناء وطنهم بكفاءة واقتدار.
رد مع اقتباس
المفضلات