دراسة المجموعات الدوائية نسبةً الى طرحها في
حليب الأم
المسكنات : " Analgesics "
1) المسكنات غير المخدرة " Non - narcotic analgesics "
تعتبر مجموعة المسكنات من أكثر الأدوية المستخدمة أثناء الحمل والرضاعة والتي تشمل الأسبيرين، الأسيتومينوفين ( الباراسيتامول ) والفنياسيتين (Aspirin, Acetominophene, and phenacetine ) وبالرغم من كثرة استخدام هذه المجموعة من الأدوية الا أن هناك قلة في الأبحاث والدراسات التي تبحث انتقال هذه الأدوية الى الحليب ومخاطرهاعلى الطفل الرضيع، بعض الدلائل الحالية تشير الى أن الأسبيرين هو أحد المسكنات الأكثر أماناً للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية .
- الأسبيرين ( Aspirin )
الأسبرين ( حمض الأسيتيل ساليسليك( Acetylsalicylic acid ) )
هو دواء مسكن، وخافض للحرارة ومضاد للوذمة (Analgesic, Antipyretic and anti inflammatory ) ، جميع هذه التأثيرات الدوائية للأسبيرين ناتجة عن حمض السالسيليك الحر (free salicylic acid ) ، وأن مجموعة الأستيل ( Acetyl group ) المنشقة من حمض السالسيليك عند الاماهة (Hydrolysis ) يتم نقلها الى الصفائح الدموية ويتم عندها منع تجمع الصفائح الدموية عند نقطة النزيف، وبالتالي تتدخل في عملية التجلط، تؤدي الى زيادة وقت التجلط بعد النزف . كما أن مجموعة الأسيتيل تعمل على ازاحة مادة البليروبين (Bilirubin ) من بروتين الألبيومين الموجود في البلازما . (8)
ان عدم وجود قراءات ودراسات على كمية الأسبرين في دم الطفل الرضيع وتأثيره على زيادة النزيف، فان الأم تنصح بعدم أخذ الأسبرين وتناول المسكنات الأخرى، الا أن خصائص مجموعة السالسيليت التي تتمثل في أنها أحماض ضعيفة وعالية التأين وشديدة الارتباط ببروتينات البلازما، كل ذلك يحد من انتقال الأسبرين وباقي السالسليت من البلازما الى الحليب، فقد وجد أن جرعة من الأسبرين النقي (454 mg ) تتناولها الأم قد تصل نسبة (M/P) فقط الى (0.05) بينما نسبة (M/P) للجرعات العالية تعتمد على مدى اشباع الطرق الرئيسية المسؤولة عن طرح الاسبرين من الجسم، ولسوء الحظ أن درجة اشباع هذه الطرق الاستقلابية للاسبرين تتباين تبايناً ملحوظاً بين الأفراد وأن مستوىً محدداً للاشباع لا يمكن تحقيقه للأمهات المرضعات ولهذا فان على الأم المرضع أن تتجنب أخذ الجرعات العالية من الأسبرين، لأن مقدرة طرح السالسيليت عند الأطفال تعادل مقدرة طرحه عند الكبار . (8)
الفيناسيتين والاستيومينافين
(phanacetine & Acetominophene( Paracetamol ))
كل من الفيناسيتين ومستقلبه الرئيسي الاستيومينافين ( الباراستيامول ) لهما تأثيرهما المسكن والخافض للحرارة، وهما من الأدوية الحامضية الضعيفة والأكثر ذوباناً في الماء وضئيلة العبور الى الحليب. وان القيم الدقيقة لنسب (M/P) لهذين الدوائين ليست متوفرة، حيث أن الدراسة التي أجريت على مدى افرازهما في الحليب كانت مقتصرة حين أعطيت هذه الأدوية معاً وفي وقت واحد هذا بالاضافة الى أن الفنياسيتين معروف بسهولة تحوله عند استقلابه الى الاستيومينافين (الباراسيتامول)(8).
الدلائل تشير الى أن الاستيومنيوفين سواء أعطي مباشرة أو صنع من الفنياسيتين ( عن طريق الاستقلاب ) فان طرحه يكون بطيئاً عند الأطفال مقارنة بطرحه عند الكبار، اضافة الى أن استقلاب الاستيومنيوفين يحدث في الكبد ليتم طرحه، وأن مقدرة الكبد الاستقلابية عند الأطفال حديثي الولادة غير مكتملة، ولهذا لا ينصح باعطاء الأم المرضع جرعات عالية من الاستيومنيوفين . (8)
الدكلوفينال " Diclofenac "
لم يكشف عن وجود الدواء في حليب الأمهات اللواتي كن يتناولن 100ملغم يومياً من هذا الدواء، لكن أم مرضعة واحدة كانت تأخذ 150ملغم يومياً كان تركيز الدواء في حليبها تقريباً 100مايكروغرام/لتر والمكافئة لجرعة 0.03ملغم / كغم/ يومياً تصل الى الطفل الرضيع . (18)
الكيتورولاك " Ketorolac "
لقد درس هذا الدواء على 10 أمهات مرضعات معدل أعمارهن حوالي 27سنة بعد تناولهن عدة جرعات من هذا الدواء بمعدل 10 ملغم أربع مرات يومياً لأربعة أيام، وان الدراسة خلصت الى ما يلي : - (17)
1) الأمهات اللواتي لديهن تركيز الدواء في حليبهن أكثر من 5 مايكروغرام لكل لتر حليب ، كانت قيمة (M/P) تتراوح ما بين 0.015-0.028 بعد ساعتين من أخذ الجرعة، وان هذا الانخفاض في تركيز الدواء في الحليب مرده الى القدرة العالية لارتباط الدواء ببروثينات البلازما ( 99% ) .
2) حسب الباحثون أقصى جرعة يمكن أن تصل الى الطفل الرضيع من هذا الدواء عن طريق الحليب وكانت فقط 0.4% من جرعة الأم .
3) ان هذه الملاحظات تتوافق بشكل ملحوظ مع باقي المسكنات غيرالستروئيدية مثل الديكلوفينياك، الأيبوبروفين، والنابروكسين حيث أن الجرعة التي تصل الى الطفل من هذه الأدوية هي على التوالي 1.2%، 0.8% و 0.26% من جرعة الأم . مقارنة بما يصل الطفل من الباراستيامول ( وهو مسكن شائع الاستخدام ) عبر الحليب والمقدرة بـ 1.85% من جرعة الأم .
مسكنات أخرى :-
الدراسات كشفت على أنه لاتوجد كمية مقاسة من الأيبوبروفين (Ibuprofen) في الحليب جراء تناول الأم جرعات تصل الى ( 2400 ملغم ) يومياً . وأن هناك قلة في الأبحاث التي تتحدث عن مشتقات الأيبوبروفين مثل الكيتوبروفين (Ketoprofen ) ، والفلوبايبروفين ( Flurbiprofen ) ، ولكن نظرياً فان تعرض الطفل الى مثل هذه المركبات نادراً للارتباط الشديد لهذه المركبات ببروتينات البلازما للأم . (3)
الأدوية مثل البايروكسيكام ( Piroxicam )، والدفنوليزال (Diflunisal)، والنابروكسين (Naproxen)، كشف عنها في حليب الأم ولكن بتراكيز قليلة جداً . (3)
هناك دراسة واحدة موثقة سجلت حالة من الاختلاجات (Convulsions) لدى طفل رضيع عمره أسبوع واحد، كانت والدته تتناول (200ملغم يومياً ) من مادة الأندوميثاسين ( Indomethacin )، ويعتقد الباحثون أن سبب ذلك يعود الى أمرين أحدهما أن الطرق الاستقلابية لهذا الدواء لم تكتمل بعد لدى الأطفال، مما يؤدي الى تراكم مادة الأندوميثاسين في جسم الطفل، والأمر الثاني أن الدواء معروف في تقليله لعتبة الاختلاجات (Convulsion threshold ) وهذا يعني أن الدواء قد يكون ضار لدى الأطفال الذين لديهم قابلية لحدوث مثل هذه الاختلاجات، وبالتالي فان الأندوميثاسين يجب أن يعطى بحذر شديد لدى الأمهات المرضعات، وينصح باستخدام بدائل هذا الدواء في المعالجة.(3)
المرجع : الحنيطي ، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية
رد مع اقتباس
المفضلات