فلسطين الآن – وكالات – خابت آمال المواطنين الفلسطينيين و خصوصاً الغزيين في فتح معبر رفح الذي ورد الحديث عن مفاوضات فتحه كأحد استحقاقات التهدئة التي وافقت عليها حركة حماس رغبةً في التخفيف عن المواطن الفلسطيني الذي عانى الأمرين جراء الحصار المفروض على القطاع منذ فترة طويلة.
نفض يديه
وإذا كانت معابر قطاع غزة مع الاحتلال قد تم فتحها وزيادة كمية البضائع التي تدخل القطاع –رغم أنها ما تزال لا تلبي حاجات المواطنين- فإن المنفذ الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي ما زال مغلقاً بأوامر السلطات المصرية وليس من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي على ما يبدو نفض يديه من المشاركة في إدارة المعبر ، وترك للقاهرة المسؤولية الكاملة عن خروج الفلسطينيين من القطاع ودخولهم إليه ، تتحكم فيهم وفق أهوائها ومصالحها السياسية.
ومع الآلام التي يشعر بها المواطنون الفلسطينيون العاجزين عن السفر للعلاج أو لمواصلة دراستهم المنقطعة فإن السلطات المصرية تصر على أن يبقى المعبر مغلقاً إلى أن يتم تحقيق ما تصبو إليه من أهداف سياسية.
ورقة ضاغطة
من جهتها تبذل حركة حماس جهوداً مضنية لفتح المعبر وإقناع القاهرة أن استمرار إغلاق المعبر لن يكون في صالح جميع الأطراف بمن فيهم القاهرة ، ولكن بالرغم من ذلك فإن الأخيرة لا تزال مصرة على استخدام المعبر كورقة ضاغطة على حركة حماس للحصول منها على تنازلات في ملفات عديدة ومنها ملف صفقة التبادل ، وملف الحوار الوطني ، وهو ما دفع القاهرة إلى التمسك برؤيتها لفتح المعبر ورفض مطالب وفد حماس الذي زارها مؤخراً ، وفي هذا السياق بيّن النائب عن حركة حماس خليل الحية أنه لم يحدث أي جديد في لقائهم مع المصريين فيما يتعلق بفتح المعبر ، نظراً لتمسك المصريين باتفاقية 2005، وتحفظ الطرف الأوروبي على بعض البنود التي رفعتها حركة حماس أثناء تقديمها لآلية فتح المعبر، وقال:"لقد عرضنا على الجانب المصري أكثر من مرة رؤيتنا لفتح المعبر، وبالتالي لا يمكن أن نفهم أي مبرر لإبقاء المعبر مغلقاً، لأن في فتح كافة المعابر وإبقاء معبر رفح مغلقاً إدراك أن الحصار ما زال قائماً".
احتياجات لوجستية
حماس لم تكتف بخطوات سياسية لإقناع القاهرة بضرورة فتح المعبر ولكنها كذلك أمنت الاحتياجات اللوجستية اللازمة ، وبحسب تصريح سابق لرئيس الوزراء إسماعيل هنية فإن تنسيقاً عالي المستوى جرى بين حكومته والحكومة المصرية والأوربيين لإعادة فتح معبر رفح الحدودي البري في إطار فلسطيني ـ مصري.
وأشار إلى أن الأوروبيين زاروا معبر رفح ووزارة الداخلية بغزة والتقوا مع إدارة المعابر أكثر من مرة، ورفعوا تقاريرهم إلى مرجعياتهم، وأكدوا عدم وجود أي عائق أمام فتح المعبر، مؤكداً أن الأوربيين لمسوا مدى جاهزية المعبر للعمل من ناحية لوجستية وإدارية.
مخاطر
وإذا كانت حماس تدرك أهمية فتح المعبر فإنها تدفع بكل ما أوتيت من قوة في سبيل تحقيق هذا الهدف لما قد يحققه من تخيف على المواطنين وكسراً حقيقياً للحصار في ظل تباطوء دولة الاحتلال في تزويد القطاع باحتياجاته عبر المنافذ الداخلية ، فإنها بدأت تضيق ذرعاً بمماطلة القاهرة وهو ما دفع المتحدث باسم حماس فوزي برهوم للتصريح بأن على مصر أن تدرك مدى خطورة استمرار الحصار واستمرار إغلاق معبر رفح كشريان وحيد لسكان قطاع غزة.
وفي ذات السياق عبر المراقبون عن استغرابهم من الموقف المصري الذي سعى لعقد اتفاق التهدئة وكان من شروطه فتح معبر رفح ، ومع تنفيذ استحقاقات التهدئة من قبل حماس والفصائل الفلسطينية ، فإنه كان لزاماً على القاهرة أن تتعامل بايجابية لتنفيذ استحقاق فتح المعبر ، والسؤال المطروح الآن : إذا استمرت دولة الاحتلال في تباطؤها بفتح كلي للمعابر ، وأصرت القاهرة على عدم التعاطي بايجابية بشأن معبر رفح ، فهل ستواصل حماس التزامها بالتهدئة ؟
المصدر : صحيفة الرسالة
رد مع اقتباس
المفضلات