أما العوامل الخارجية فسوف نتحدث عن الآتي :
أولاً : الأدوية .
الأدوية التي تؤثر على الرضاعة (Drugs That Affect Lactation )
هناك العديد من الأدوية التي تؤثر على الرضاعة، وتأثيرها يكون اما بتحفيز وتنشيط افراز الحليب أو بتثبيطه ، وقد يكون مصحوباً بتغيرات لمكونات الحليب . ولقد لوحظ بأن معظم التأثيرات الدوائية والتي تؤثر على افراز الحليب تأتي من خلال تأثيراتها على انتاج وافراز هرمون البرولاكتين من الفص الأمامي للغدة النخامية (Anterior Pituitary ) والتي في المحصلة تؤثر على صنع الحليب ومكوناته، ولذلك فان استخدام الأدوية لهدف علاجي معين قد يكون لبعضها آثارا جانبية تؤثرعلى عملية الرضاعة تحفيزاً أو تثبيطاً، ولهذا يجب على الطبيب المعالج الانتباه لهذا الأمر أثناء المعالجة خلال فترة الرضاعة الطبيعية .
ويمكن تقسيم الأدوية التي تؤثر على الرضاعة الى ما يلي :
أ ) الأدوية التي تثبط أو تقلل من ادرار الحليب ( Drugs That Inhbit Lactation ).
ب) الأدوية التي تزيد أو تشجع ادرار الحليب (Drugs That Enhance Lactation ) .
ج) النباتات الطبية التي تزيد من افراز الحليب .
أ ) الأدوية التي تثبط أو تقلل ادرار الحليب .
( Drugs That Inhibit Lactation ) :
قد يكون استخدام هذه المجموعة بصورة متعمدة لوقف الحليب بعد الولادة (مرحلة النفاس ) ( Puerperium ) ومن هذه الأدوية ما يلي :
1 - الهرمونات الستروئيدية Steroid Hormones :
استخدام الأدوية المصنعة الشبيهة بالاستروجين مثل (Quinoestrol, Diethylstilbesterol, Chlorotrinisene ) كان استخدامها على نطاق واسع في الماضي لمنع الرضاعة في مرحلة النفاس، والآلية التي بها تعمل هذه الأدوية غير معروفة تماماً، لكن بعض الأبحاث خلصت الى أن الاستروجين والمركبات الشبيهة قد تنافس هرمون البرولاكتين في مناطق ارتباطه في أنسجة الثدي . الا أن حالة تثبيط الحليب لا تواجه النساء اللواتي يستخدمن موانع الحمل المحتوية على البروجسترون لوحده أو المواد الشبيهة به . كما لوحظ بأن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل المحتوية على الأستروجين والبروجسترون أكثر عرضة لتثبيط الحليب من النساء اللواتي يتناولن الحبوب المحتوية على أحد مشتقات البروجسترون لوحده .
الهرمونات الجنسية الذكرية "Androgens " كذلك تمنع الرضاعة ، فقد وجد بأن اعطاء الهرمونات الذكرية تقلل من مستوى البرولاكتين في الدم ، وأن أفضل طريقة لمنع الرضاعة للمرأة النفاس هي اعطاء مركبات الأستروجين والهرمونات الذكرية مع بعض، ولكن وجد أن الرضاعة تعود بتدفق (Rebound Lactation ) بعد الانقطاع عن مثل هذه المركبات .
2- دواء ليفو-دوبا ( L - Dopa ) :
حيث يتحول هذا الدواء في الجسم الى مادة الدوبامين (Dopamine ) المثبطة لهرمون البرولاكتين .
3- فيتامين ب6 ( Vit - B6 , Pyridoxine ) :
يعتبر مساعد انزيمي ( Coenzyme ) يشجع تحويل
(L-Dopa ) الى ( Dopamine ) لكن الجرعات القليلة من هذا الفيتامين لا تؤثر على عملية الرضاعة .
4- دواء ميترجوللين ( Metergoline ) :
مضاد لفعل السيروتونين ، يعطى بجرعات 4 ملغم ثلاث مرات في اليوم لمدة خمسة أيام خلال 24 الى 72 ساعة بعد الولادة .
5- بروستاجلاندين ( E2 & F2 ) :
اعطاء بروستاجلاندين F2 عن طريق الفم يمنع الرضاعة ، لكن يكون اعطاؤه مصحوباً بالتقيؤ والغثيان في العديد من المرضى ، وأن استخدام بروستاجلاندين E2 يكون بجرعة 2 ملغم كل 6 ساعات في اليوم الرابع بعد الولادة يتبع بجرعة واحدة 4 ملغم في اليوم الخامس .
6- دواء كلوموفين ( Clomiphene Citrate ) :
يعمل على تثبيط الرضاعة بمعدل يتراوح من 50% في بعض الدراسات الى 98% في دراسات أخرى .
7- مشتقات الارجوت ( Ergot Derivatives ) :
تمنع افراز البرولاكتين عن طريق تنشيط مستقبلات الدوبامين الموجودة في الغدة النخامية . ومشتقات الأرجوت المستخدمة لتثبيط الحليب تشمل على (Ergonovine, Methylergonovine, Bromocriptine & Lisuride ). المشتقات الأولى تستخدم للتغلب على النزيف الرحمي الحاصل بعد الولادة ولا يوجد لمثل هذه المشتقات تأثير على الرضاعة . في حين أن ( Lisuride, Bromocriptine ) لهما قدرة عالية على تثبيط الرضاعة بعد الولادة ( النفاس )، ولقد تبين من الدراسات بأن Bromocriptine له قدرة عالية على تثبيط الرضاعة بجرعات 2.5 ملغم مرتين يومياً لمدة 14 يوماً مقارنة ببعض الأدوية الأخرى .
8- الأدوية التي تقلل من عمل هرمون الأكسيتوسين ( Oxytocin ): هرمون الأكسيتوسين مسؤول عن طرح الحليب (Milk Ejection or Letdown ) عن طريق عمله على انقباض الخلايا الظهارية الطلائية العضلية المحيطة بالعنبات المفرزة للحليب الموجودة في الثدي وبالتالي عصر الحليب عبر القنوات الحليبية حتى يصل الى الحلمة . ويعطى الأكسيتوسين بجرعات عن طريق العضل أو بشكل بخاخ أنفي ، لقد لوحظ بأن هناك العديد من الأدوية تعمل على تثبيط أو معاكسة فعالية الأكسيتوسين ومن بين أهم هذه الأدوية هي مجموعة الكاتيكول أمين ( Catecholamines ) والكحول ( Ethanol ) .
مجموعة الكاتيكول أمين مثل الأدرينالين تعمل على تنشيط المستقبلات الأدرينيرجية ( Stimulation of - Adrenergic Receptors ) الموجودة على أسطح الخلايا الظهارية الطلائية للعنبات المفرزة للحليب، ومن شأن هذا التنشيط لهذا المستقبلات أن يؤدي الى انبساطها لا الى انقباضها وبالتالي التأخر في طرح الحليب، ولأن هذه المجموعة أيضاً لها القدرة على تضييق الأوعية الدموية فان التروية الدموية للثدي سوف تقل مما يؤدي الى قلة كمية هرمون الأكسيتوسين الواصل للثدي .
الكحول بكميات عالية يقلل من افراز الأكسيتوسين وتأخر طرح الحليب ، كما لوحظ بأن التدخين يعمل عمل الكحول .
ب) الأدوية التي تزيد أو تشجع ادرار الحليب
(Drugs That Enhance Lactation )
1- أدوية الذهان ( Psychotherapeutic Drugs ) : وهذه المجموعة من الأدوية التي تعمل على اغلاق مستقبلات الدوبامين وبالتالي زيادة هرمون البرولاكتين وتشمل على الأدوية التالية : (Chlorpromazine, Fluphenozine, Perphenazine, Prochlorperazine, Thioridazine, Trifluoperazine, Cholrprothixine, Thiothixene & Haloperidol )
2- دواء ريزيربين (Reserpine) : والذي يعمل على تثبيط ومعاكسة الدوبامين في الجهاز العصبي المركزي وبالتالي زيادة افراز البرولاكتين .
3- دواء الميثيل دوبا ( Methyldopa ) : والذي يمنع فعل انزيم (Dopa - Decarbolase ) وبالتالي منع تصنيع الدوبامين مما يؤدي الى زيادة افراز البرولاكتين .
4- أدوية مثل ( Sulpiride, Metoclopramide ) لوحظ بأنها تزيد من افراز البرولاكتين عن طريق اغلاق مستقبلات الدوبامين .
5- هرمونات أخرى : مثل (TRH Thyropin Releasing Hormone)، والأستروجين - بجرعات قليلة - والأنسولين وجد بأن هذه الهرمونات تشجع افراز هرمون البرولاكتين .
ج) النباتات الطبية التي تزيد من إفراز حليب الأم (25,24,23)
هناك العديد من النباتات الطبية التي تعمل على ادرار الحليب نذكر منها:
أ - الحلبة ( Trigonella Foenum ) : نبات الحلبة حولي شتوي عشبي موطنه الأصلي البلدان المحيطة بالشواطيء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط ويكثر زراعتها في كل من الهند ومصر والمغرب .
تحتوي الحلبة على العديد من المركبات المختلفة مثل المواد الهلامية (Mucilages ) وبروتينات وألياف وأملاح اضافة الى مواد قلوية وصابونية مثل (Diosgenin, Choline, Trigonelline ) . اضافة الى أن الحلبة مدرة للحليب فان لها استخدامات أخرى تتمثل بادرار البول والطمث لدى السيدات المرضعات كذلك لها القدرة على خفض سكر الدم، وتستخدم في علاج الربو وضيق التنفس وتساعد على تلطيف التهابات اللوزتين والحنجرة .
ب- اليانسون ( Pimpinella Anisum ) : نبات معروف حولي شتوي موطنه منطقة حوض البحر المتوسط وان كثر انتشاره الآن في معظم بلدان أوروبا .
يحتوي اليانسون على زيت اليانسون الطيار بنسبة 4% ويحتوي هذا الزيت على 80-90% من مادة انثول ( Anethol ) المسكنة للتشنجات والهاضمة والمقشعة اضافة الى احتواء الثمار على 20% بروتين و30% دهن و 27% كربوهيدرات .
يستخدم اليانسون لادرار الحليب اضافة لكونه مهدئاً للمغص المعوي وخصوصاً عند الأطفال الرضع ، طارداً للغازات مدراً للطمث مسرّعاً للطلق ويسهل الولادة . وعند اذابة قليل من اليانسون في محلول كحولي 5% فانه يستخدم لمكافحة قمل الرأس بدلك فروة الرأس .
ج- السمسم ( Sesamum Indicum ) : يحتوي السمسم على زيوت ثابته (Fixed oil ) بنسبة 45-55% وبروتينات ( Aleurone ) بنسبة 22% و4% مواد هلامية .
يستخدم لعدة أغراض منها أغراض صيدلانية حيث أن زيت السمسم يستخدم كمذيب لبعض الحقن العضلية . أما استخداماته العلاجية فهي كثيرة منها: ادرار الحليب، وهو مغذي، نافع لمداوات ألم الصدر و بحة الصوت يزيد من القدرة الجنسية ، وزيته نافع لمنع تساقط الشعر .
د- الكراوية ( Carum Carvi ) : نبات حولي شتوي موطنة منطقة حوض البحر المتوسط يصل ارتفاع النبات الى 1.5 متر . تحتوي ثمار الكراوية الجافة على 3-7% زيت طيار والمادة الأساسية الموجودة في هذا الزيت هي مادة كيتونية تدعى ( Carvone ) توجد بنسبة 50-60% . كما تحتوي الثمار على زيوت ثابتة بنسبة 3% وبروتينات بنسبة 30% اضافة الى المواد الكربوهيدراتية .
الاستخدامات : المستحلب الناتج من غلي كمية من الحبوب في الماء يعطى للنساء في الأيام الأولى لادرار الحليب . غسول لالتهابات العين ومطهر مهبلي ، تغطية الطعم غير المقبول للأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم وخصوصاً أدوية الأطفال ، طارد للغازات ومانع للاسهال، اضافة الى الاستخدامات الصناعية مثل صناعة الصابون والمركبات العطرية لاضفاء رائحة محببة .
هـ- الشبت ( Anethum Graveolens ) : نبات حولي قصير، موطنه الأصلي جنوب أوروبا ويزرع بكثرة في بريطانيا وألمانيا ورومانيا ودول البحر المتوسط.
يحتوي نبات الشبت على نفس محتويات نبات الكراوية تقريباً ، فهو يحتوي على مركبات كيتونية مثل ( Carvone ) بنسبة 50-60% وعلى مادة الليمونين(Lemonene ) والفيلاندرين ( Phellandrene ) وجميع هذه المركبات تكون موجودة في زيت الشبت .
تتشابه استخدامات نبات الشبت مع الكراوية ولذلك يمكن استخدام أحدهما كبديل للآخر .
الحنيطي، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية
رد مع اقتباس
المفضلات