عمان- رهام فاخوري- تبحث الفعاليات السياحية عن طرق لإنقاذ الواقع السياحي مثل إضافة برامج مختلفة تضفي نكهة جديدة على المنتج السياحي لإعادة تدفق السياح إلى الأردن.
ورأى العاملون في القطاع أن الواقع الحالي يبدو قاتما وهناك قلق من المؤشرات للعام 2012، وبدأ التفكير الجاد للتخفيف من الأزمات المتلاحقة على القطاع بسبب الظروف السياسية المحيطة، مطالبين الحكومة بتقديم مزيد من الدعم وتوفير الخدمات لتلك المناطق غير الموجودة على الخارطة السياحية ليتمكنوا من تسويقها، وإعادة النظر بأسعار دخوليات المواقع.
وبدأت عدد من الشركات المختصة بالسياحة الوافدة بالبحث عن مقاصد لتطعيم البرامج الكلاسيكية التي اعتادوا على بيعها لإطفاء نكهة جديدة على المنتج السياحي الذي من شأنه اثراء تجرتبه.
وقالوا أن القطاع الخاص بدأ فعليا بالتسويق وعلى حسابهم الخاص لتكثيف الوجود في المعارض والأسواق السياحية إضافة إلى استضافة العديد من منظمي الرحلات من تلك الأسواق، وأي تقليص لعدد صفحات الأردن على أي كتالوج خسارة تحتاج إلى جهود كبيرة لاعادتها.
وقال مستشار منظمة السياحة العربية والمدير التنفيذي لحملة السياحة العربية الدكتور إبراهيم هلالات أن الأسواق العربية بدأت تبحث عن التعافي بسبب الأزمات المتلاحقة وذلك بايجاد مقاصد سياحية جديدة واستقطاب فئات سياحية مختلفة.
وأوضح أنه وحسب تصنيفات منظمة السياحة العالمية بان كل سائح له احتياجات مختلفة سواء الحركية أو العقلية أو العائلية أو كبار السن، ويعد توفير هذه الخدمات لما يعرف الآن «ذوي الاحتياجات الخاصة» مهم لأنه سوق جذب كبير خصوصا وان أوروبا ديموغرافيا مجتمعات يزداد فيها عدد كبار السن المتقاعدين.
وحض هلالات القائمين على السياحة بتوفير التسهيلات لان الأردن من الدول التي تستقبل السياحة الدينية والثقافية التي تكون غالبيتها من السياح المتقاعدين ومرافقيهم من السياحة الغربية وهم الفئة ذات الدخل المرتفع.
واتفقت آنيتا هيغر من شركة «ببليشي رايزن» الألمانية من الشركات السياحة التي تعمل على السوق الأردني، مع هلالات أن غالبية السياح الراغبين زيارة الأردن هم من فئة المتقاعدين والذين يستطيعون شراء هذه البرامج والتي تعتبر مرتفعة بالنسبة لفئة الشباب في أوروبا.
وبين هلالات أن المفوضية الأوروبية أطلقت مؤخرا مبادرة «سياحة بلا حدود أو للجميع» والتي علينا استغلالها لأنها تستقطب فئة المتقاعدين المقتدرين والذين لا يرغبون في قضاء أجازاتهم مواسم الذروة لذا يمكننا استقطابهم عبر برامج شيقة على مدار العام.
وقال هلالات أن استقطاب هذه الفئات وتقديم برامج شيقة لهم وتوفير متطلباتهم فرصة لان تتعافي السياحة لأنها ترفع من الاشغال لمختلف المنشات السياحية كونهم يسافرون مع مرافقين ولديهم القدرات الاقتصادية التي تجعلهم يقضون عدد ليالي اكبر ، كما أنهم من السياح الذين يكررون زياراتهم لنفس الدولة في حال ارتياحهم خلال اجازتهم.
وأوضح هلالات أن من الاقتراحات التي تسهم في إعادة الحياة للقطاع السياحي الأردني هو البحث عن مقاصد سياحية غير مروج لها لإثراء البرامج المعروضة مع توفير المتطلبات المميزة.
وزارت هيغر الأردن مؤخرا للبحث عن تجربة جديدة لاضافتها على البرامج الموجودة على كتالوج الشركة لإعادة الحياة لهذا السوق وتنشيط إقبال السياح الألمان إليه.
وقالت أن شركتها التي تعمل مع السوق الأردني منذ خمسين عاما أن شهدت انخفاضا ملحوظا خلال العام الحالي على عدد الأفواج السياحية القادمة للأردن، لذا ارتأينا عمل زيارة واكتشاف مواقع أخرى خصوصا المرتبطة بالحج المسيحي لانها أرض مقدسة يرغبها السياح الألمان للسير في الأماكن المذكورة في الكتاب المقدس، إضافة إلى أنه مقصد امن ومريح يستطيع السائح التجوال بحرية وطمأنينه وبدون أي مضايقات كما يحدث في بعض الدول.
وعزت هيجر الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط اثرت بشكل كبير على تراجع عدد الافواج السياحية القادمة للأردن، إضافة إلى ارتفاع أسعار بعض الدخوليات للمواقع الأثرية والسياحية والتي تجعلنا نركز على فئة المتقاعدين من السياح ذوي الدخول المرتفعة.
وحض هلالات القائمين على السياحة بالعمل على سياحة مستدامة وليست بخطط قصيرة الأمد، واخذ موضوع خطط الطوارئ بجدية اكبر لان العمل وفق ما يعرف بسياسة «الفزعات» لا يثمر ابدا.
واعتبر رئيس الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة محمد سميح أن تخفيض عدد الصفحات في أي كتالوج سياحي عن الأردن هو خسارة كبيرة، وتحتاج لوقت لاعادتها، لذا يعمل القطاع الخاص على ترويج مكثف ومنوع مثل السياحة البيئية وسياحة التطوع والتي بدأت تشهد اهتماما كبيرا في السوق الغربي.
واتفق سميح مع نظرائه بان غالبية السياح الذين يزورون الأردن هم من فئة المتقاعدين وعلى القطاع العام توفير متطلباتهم وتوفير البنى التحتية لتلك الاماكن لنتمكن من تسويقها وهذه البرامج عادة مرتفعة الأسعار.
وقالت رجاء الجزار مديرة احدى الشركات المختصة بالسياحة الوافدة أنه حان الوقت لادخال التغيير على منتجنا السياحي وجعله أكثر جاذبية خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها السياحة، والبرامج الكلاسيكية المتوفرة في كل الكتالوجات السياحية في الأسواق الغربية أصبحت بحاجة لإعادة الحياة فيها.
واقترحت الجزار ضرورة إضافة اماكن ومقاصد ومسارات جديدة لانعاش برامجنا الكلاسيكية واضافة رونق جديد عليها حتى نتمكن من بيعها، وتشجيع السائح على الإقبال على زيارة الأردن.
وحضت العمل على أنواع مختلفة من السياحة خصوصا سياحة المغامرات غير المستثمرة بالشكل الكافي خصوصا وان الأردن يحظى بالكثير منها ولكنها غير مهيأة للتسويق بسبب تواضع البنى التحتية في مثل هذه المواقع فمثلا لا يوجد عدد كاف من الإدلاء المهيئين لهذه البرامج ولا يوجد حماية للسياح بتوفير من الجوالين.
وقالت هيجر في زيارتها الثانية للأردن أن شركتها اعتادت بيع حوالي (30-40) فوج سياحي سنويا منها ما هو مختص بالأردن ومنها المشترك مع دول الجوار ، وانخفضت هذه العام إلى حوالي (20-25) فوج، ونعمل الآن مع نظرائنا في الأردن لايجاد طرق لاستقطاب المزيد من الافواج.
السياحة تواجه ازمات متلاحقة لاسباب مختلفة، وتحتاج إلى إعادة النظر في آلية العمل الجارية والاخذ بالاعتبار بما تطرحه المنظمات العالمية من افكار واقتراحات تسهم بالتخفيف من تبعات تلك الأزمات.
رد مع اقتباس
المفضلات