*** معايير النصر والهزيمة في حرب تموز .... !!! ***
*** معايير النصر والهزيمة في حرب تموز .... !!! ***
غدا ، وفي مثل ذلك الغد ينقضي عامان كاملان على حرب تموز في لبنان. هذه الحرب التي اختلفت بعدها وربما من خلالها معايير النصر والهزيمة. ففي حين يرى لبنان وحزب الله تحديدا انه المنتصر، ترى اسرائيل انها لم تحقق الانتصار المطلوب وان هناك قصورا او تقصيرا في اداء جيشها، هذا القصور الذي تمخض عن لجنة اجر ناد واستقالة اكبر رأسين في الجيش الاسرائيلي هما وزير الدفاع ورئيس الاركان،في حين لم يكن هناك اي تحقيق ولا يحزنون على الجانب الاخر.
من خلال تذكرنا لاحداث تلك الحرب وما بعدها ندرك دون عناء ان معايير النصر والهزيمة مختلفة تماما لدى الجانبين المتحاربين. فاسرائيل وجيشها الذي تقول بانه لا يقهر قد اعتادت الانتصارات المطلقة الكاسحة التي تحقق اهدافها العسكرية والسياسية المرسومة، في حين يرى الطرف الاخر ؟ وهو حزب الله اللبناني ؟ ان مجرد الصمود اللبناني، وايقاع اصابات عديدة بالعدو، واطلاق صوراريخ تربك الشمال الاسرائيلي وتدفع بسكانه الى الملاجيء، والوقوف بصلابة امام الاجتياح السهل الذي حدث عام 1982 هو انتصار ما بعده انتصار اسرائيل في المجال العسكري تتعامل مع الانتصارات المطلقة،ومن هنا فقد كثرت المفاجآت امام جيشها، وكانت البداية في الكرامة الاردنية عام 1968 وعلى ضفاف قناة السويس عام 1973التي لم تكن انتصارا عربيا وانهزاما اسرائيليا بل كانت هناك جولات ادت الى حصار احد الجيوش المصرية ودخول اسرائيل من خلال الثغرة المعروفة،ووصولها الى مسافات قريبة بالمفهوم العسكري من القاهرة ودمشق، كما لم تكن حرب تموز التي نحن في صدد الحديث عنها كذلك. فقد دفعت بحزب الله الى الشمال وجاءت بقوات الامم المتحدة مكانها، وحوصر لبنان، واحتلت بعض اجزاء من الجنوب لعدة اشهر ودمرت البنية التحتية تدميرا شبه كامل.
من هنا يمكن التأكيد على ان معايير النصر والهزيمة بين العرب واسرائيل مختلفة تماما وتتكىء على قراءة الظروف والاوضاع السابقة فيكون الحكم لها او عليها نسبيا، وقد تتدخل الشعارات والعواطف في تلك المعايير فتكون القراءات غير علمية ولا دقيقة، للنصر والهزيمة معايير يعرفها المحللون العسكريون. وحرب تموز هي واحدة من الحروب الخطيرة في المنطقة. وكادت تتطور الى حرب شاملة، وقد خضعت معايير النصر والهزيمة فيها لاعتبارات نابعة من طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي المتواصل منذ اواسط القرن الماضي كما ان اعتبارات اخرى تجعل المعايير مختلفة، ومنها ان الدولة العبرية محكومة بموقعها الجغرافي في خضم المحيط العربي، فلا مجال هناك للكر والفر وتبادل الانتصارات والهزائم مع الجبهات العسكرية العربية التي تملك عمقا استراتجيا مريحا في اية مواجهة، ومن هنا اختلفت معايير النصر والهزيمة بين الجانبين، وحرب تموز خير شاهد
على ذلك.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات