المهندس - كمال جريسات
1-2 الصخر الزيتي
يعتبر الصخر الزيتي مصدراً مهما من مصادر الطاقة لتوليد النفط والغاز والطاقة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، وهو عبارة عن صخر رسوبي كلسي او مارلي غني بالمواد الهيدروكربونية اذا تم تعريضه للضغط العالي والحرارة يعطي نفطاً, اما اذا تم حرقه مباشرة فيولد طاقة حرارية عالية كافية لتسخين المياه الى درجات الغليان وأكثر ويستعمل البخار لتوليد الكهرباء عن طريق التوربينات، ومن الجدير بالذكر بان كلتا الطريقتين ناجحتان في الاردن وجرى التأكد من جدواهما بعد اجراء تجارب صناعية في شركات عالمية متخصصه منذ عام 1985 . يظهر الصخر الزيتي لدينا على السطح كما في اللجون، السلطاني، جرف الدراويش ، عطارات ام الغدران (شرق القطرانه، اوعلى اعماق مختلفه تعتبر نوعاً ما عميقه مثل خان الزبيب ، وادي الثمد (منطقة ام الرصاص )، اذرح ، غرب الجفر، منطقة الرويشد ومنطقة اليرموك.
تقدر كميات الرواسب السطحية التي يمكن استغلالها بواسطة المناجم المكشوفه بحوالي 40 مليار طن ، وبما ان وجود النفط في هذا الصخر يصل الى نسبة تتراوح بين 10%-12% ، لذا فان كمية الخام التي يمكن استخراجها تزيد عن اربعة مليارات طن اي ما يزيد عن 28 مليار برميل لان كل طن صخر زيتي ينتج 100 كيلوغرام من النفط التي تعادل وزن 156 لتر اي برميل واحد، وهذا الرقم يكفي الاردن لاكثر من 1000 عام على الاقل ، اما الصخر الزيتي الموجود في الاعماق فأستطيع القول بكل ثقة عاليه انه سيكون بحدود 40-50 مليار طن أخرى .
الاستعمالات والتطبيقات الصناعية للصخر الزيتي
أ_الاستعمالات المباشرة
- توليد الطاقة الكهربائية
- استخراج الزيت والغاز – البتروكيماويات
- انتاج الاسفلت لتعبيد الطرق
ـ تعديل خواص التربة المفتقره للكلس الامر الذي يؤدي الى تقوية طرقنا الاسفلتية باستعمال الرماد الناتج ليرفع من مدى تحملها للحمولات الثقيلة وتفادي ظهور الشقوق والحفر على سطوحها مما ينتج عنه حوادث سير كثيرة تؤذي الانسان ، وفي هذا توفير لملايين من الدنانير التي تذهب للصيانة المتكررة,
يقوم السكان في بعض قرى الشمال بتجميع الصخر القريب من السطح واحراقه وبعد عملية الاحتراق الكامل يحصلون على مادة الشيد لاستعماله في الطراشة و طلاء جذور الأشجار وخلافه
ب – الاستعمالات غير المباشرة
-انتاج الالكترودات والمعادن النادرة كالفاناديوم
-استعمال الرماد الناتج كمادة عازلة
انتاج غاز الامونيا والكبريت, وتبلغ نسبة الكبريت في (الزيت الصخري) السائل 10% بالوزن وهذا العنصر مطلوب جدا على المستوى الوطني اذ تستخدمه شركة الفوسفات لانتاج الحوامض المختلفة اذ بلغت كمية الكبريت التي استوردتها الشركة في العام الفائت 350 الف طن بأسعار تراوحت بين 150 الى 180 دولارا للطن .
في عام 1917 قامت الشركة الالمانية التي كانت تشرف على تشغيل قطارات الخط الحديدي الحجازي البخارية بتقطير الصخر الزيتي في منطقة الشلال قرب موقع سد المقارن لاستعماله كبديل للفحم الحجري، اذ لم يكن الالمان حينها قادرين على الحصول على النفط من العراق الشقيق اذ كانت بريطانيا تحتكر صناعة النفط وتكريره بالكامل، وفي رأيي ان الصخر الزيتي نعمة حباها الله لنا ستغنينا عن استيراد النفط ومشتقاته من الخارج وبهذا نحقق مبدأ سلامة التزود بالطاقة Security of Supply , التي تسعى كل الدول جاهدة لتأمين احتياجاتها من الطاقة حفاظاً على استقلالها ومنعتها ولا سيما مصادر الطاقة المحلية.
لم تغفل الحكومات الأردنية المتعاقبة منذ عام 1964 حتى تاريخه أمر الاستفادة من الصخر الزيتي , وكلفت البعثة الجيولوجية الألمانية في ذلك الوقت لدراسة امكانية جدوى استغلال الصخر الزيتي الذي يظهر على السطح قي منطقة اللجون (الكرك).
قامت البعثة بالتعاون مع سلطة المصادر الطبيعية بإجراء المسوحات الجيولوجية المختلفة وارسال عينات كثيرة جداً أرسلت للتحليل في المختبرات المتخصصة في ألمانيا الغربية آنذاك, وكذلك حفرت العدديد من الآبار لأغراض التحقق من الاحتياطي المؤكد وكمية المياه المتوقعة في الحوض وقدر الاحتياطي المؤكد بأكثر من مليار طن, كلف ائتلاف شركتي ليرجي و جلوكنر الألمانيتين في عام 1985 بإجراء دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية المتكاملة لانتاج 1000 برميل يومياً من النفط من صخر اللجون كما قامت الشركتان ببناء محطة تجريبية خاصة لهذا الغرض واستعملت في عملية التقطير الطريقة المسماة (CFB) التي تعتمد على خلخلة الهواء اثناء عملية التقطير وهي طريقة خاصة بهما وعندما أنهيت الدراسة قدمت لسلطة المصادر في عام 1986 التي بينت أنه لكي تكون عملية التقطير مجزية يجب أن يكون سعر برميل النفط 26 دولارا وأكثر (Break even point) ولما كانت أسعار البترول في ذلك العام متدنية 6 دولارات , غضت السلطة عن النظر عن الموضوع .
في عام 1986 تم ارسال 1200 طن من اللجون الى شركة البتروكيماويات الصينية لتقطيرها في مقطرة فوشون, وقطرت الكمية بنجاح, ولتدني أسعار النفط حينها غض النظر عن الموضوع.
منذ عام 2006 زاد الاهتمام العالمي بموضوع الصخر الزيتي بشكل سريع مع الازدياد المطـّرد في أسعار النفط لذا قامت الحكومة بوضع استراتيجية متكاملة للاستفادة من مظاهر الصخر الزيتي المتوفرة.
تعاني خزينة الدولة كثيراً من عبء فاتورة النفط المستورد التي ترتفع كل عام و تقدر هذه الفاتورة لعام 2011 بمبلغ 3.65 مليار دولار و هذا الرقم يعادل 25% من مجمل الإقتصاد الأردني وذلك أمر لا يقوى عليه أي اقتصاد واذا علمنا أن هذه النسبة لا تبلغ سوى 3% في أميركا الأمر الذي ينذر بالخطر على أوضاعنا الاقتصادية اذا لم يتم تدبر الأمر وحتى تاريخه جرى توقيع اتفاقيات امتياز مع الشركات التالية : 1-اتفاقية شركة شيل التي صدرت في عام 2009 (شركة الصخر الزيتي الأردني JOSCO ) لاستخدام طريقة شيل الخاصة بها التي تقوم على مبدأ تقطير الصخر في أرضه ومن ثم ضخه الى السطح لاحقا
2-شركة الأردن للطاقة (JOSE) صدر امتياز هذه الشركة في عام 2010 من منطقة عكارات أم القطران لانتاج 36 ألف برميل يوميا وكذلك توليد حوالي 900 ميغا واط بطريقة الحرق المباشر.
3- شركة الكرك الدولية للزيت (KIO) , وقعت اتفاقية الامتياز مع هذه الشركة لاستغلال ثلثي الاحتياطي المؤكد في منطقة اللجون باستعمال الطريقة الكندية المعروفة (ALBERTA TACIUK PROCESS (ATP) ) وتقوم خطة الشركة على انتاج النفط على ثلاث مراحل تنتهي ب 60 ألف برميل يوميا .
ولأهمية خامات الصخر الزيتي لدينا وضخامة احتياطياتها التي قدرتها مؤسسة فوربس الأمريكية بين 40 الى 60 مليار طن وصنفت نوعيته بانها أجود من نوعية الصخر الزيتي الأمريكي.
ويعتبر الأردن الدولة الثانية بعد كندا في هذا المجال.
رد مع اقتباس
المفضلات