عمان - رهام فاخوري- طغى الجانب السياسي على إشكالية إثبات موقع عماد السيد المسيح عليه السلام على الضفة الشرقية من نهر الأردن على طابعه الديني.
وكانت الحكومة اعتبرت الاحتفال الذي أقامته سلطات الاحتلال الإسرائيلي لموقع ادعت انه لمغطس عمّاد السيد المسيح عليه السلام تموز الماضي على الجانب الغربي من نهر الأردن وتدشينها إياه على أراض محتلة «عملا استفزازيا».
ومنطقة دير يوحنا المعمدان التي أطلق عليها الاحتلال اسم قصر اليهود تصنف من المناطق (c) أي أنها تتبع إداريا وامنيا لإسرائيل حاليا ولكن ملكيتها تعود للكنائس المسيحية.
وقال مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه أن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من استفزازات للحكومة الأردنية على موقع عماد السيد المسيح عليه السلام له طابع سياسي لا علاقة للدين به، واعتبره تكريسا للاحتلال الذي تقوم به لأراض السلطة الفلسطينية.
وقامت السلطات الإسرائيلية بالعديد من الحركات الاستفزازية منها عمل مغطس على الضفة الغربية من النهر ، ونشر معلومات مغلوطة بان الموقع يحوي بكتيريا سامة أعلى من الحد المسموح به في المواصفات والمقاييس، وتقوم الآن بعمل مغطس آخر على بحيرة طبرية.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دشنت موقعا للمغطس على الجانب الغربي من النهر، في منطقة دير يوحنا المعمدان المحتلة، وأطلقت عليه اسم قصر اليهود، بينما الاعترافات الدولية والكنسية بان المغطس شرق نهر الأردن.
وقالت وزيرة السياحة والآثار الدكتورة هيفاء أبو غزالة عندما علمت الحكومة بما قررته حكومة الاحتلال، التقى ضابط الارتباط الأردني مع نظيره الاسرائيلي على جسر الملك حسين للتحقق من ذلك .
وكانت سلطات الاحتلال ألغت الاحتفال عدة مرات على خلاف بين رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية ووزير السياحة ووزير التعاون الدولي لأنه يشكل استفزازا للجانب الأردني خصوصا أن المغطس معترف به عالميا وكنسيا بأنه شرق النهر إضافة إلى أن الأرض التي أقيم عليها محتلة.
وبينت أبو غزالة أن الحكومة قامت بإجراءات سريعة منها أنها رفعت تقريرا لرئاسة الوزراء ليتم الاحتجاج والادانة على المستوى الدولي، وبحث الموضوع مع الطوائف المسيحية الذين أعلنوا مقاطعتهم للاحتفال، وتمت دعوتهم لادانه هذا الإجراء.
وكانت حاضرة الفاتيكان اعتمدت المغطس في موقعه الموجود في وادي الخرار شرق نهر الأردن مكان عماد السيد المسيح عليه السلام على يد يوحنا المعمدان.
وزار البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الموقع عام 2000 واعتمده جزءا من طريق الحج المسيحي، كما زاره البابا الحالي بندكتوس السادس عشر أيار 2009 تأكيدا على رسمية المكان.
وتلقت إدارة المغطس رسائل خطية من مختلف كنائس العالم بان الضفة الشرقية من نهر الأردن هو الموقع الرسمي لعماد السيد المسيح عليه السلام وانه لا يقل أهمية عن كنيستي القيامة والمهد ويعتبر مقصدا للحج المسيحي.
يشار إلى أن الطوائف المسيحية قاطعت الاحتفال الاسرائيلي احتجاجا منها على ما قامت به سلطات الاحتلال من استفزاز سياسي باقامة مغطس على ارض محتلة اضافة إلى انه مخالف للاعترافات الكنسية والدولية بالموقع الرسمي المعتمد.
واصدر رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الاوسط بيانا خلال اجتماعهم في البحر الميت الشهر الماضي جاء فيه ان اللقاء الذي تم على الأرض التي وطأتها أقدام السيد المسيح يؤكد للعالم اجمع أصالة الوجود المسيحي في هذا الشرق وأصالة الأيمان الارثوذكسي المستقيم الراي الذي تسلمه الرسل القديسون من المخلص ومنهم الينا ويؤكدون وحدة المصير والعمل معا لمواجهة كامل التحديات والالتزام بمسيرة الحركة المسكونية بين كنائس المنطقة.
وكان رؤساء الكنائس في الاردن اصدروا بيانا الشهر الماضي اثر دعوة وزير الداخلية لاجتماع ضم ممثلي الكنائس في الاردن مع عدد من الوزراء والاعيان والنواب لدراسة ما تناقلته وكالات الانباء حول اقامة موقع على الجانب الغربي من نهر الاردن يحمل اسم « كنيسة يهوذا» تم وصفه بأنه موقع عماد السيد المسيح ، وهو مقابل موقع المغطس على أرضنا الاردنية.
وقال البيان ان رحلات الحج المسيحي ترتبط بشكل كبير بالكتاب المقدس الذي يؤكد ان الاحداث الانجيلية الخاصة بحياة السيد المسيح العلنية بدأت بدعوة يوحنا المعمدان الى التوبة في منطقة نهر الاردن حيث قدم اليه الناس من جميع المدن والقرى المجاورة لكي يعتمدوا منه تعبيرا عن توبتهم ورجوعهم الى الله وقد ذكر انجيل متى (3/5-6) ان السيد المسيح اعتمد من يوحنا المعمدان وأكد لوقا انه :«اعتمد من يوحنا في الاردن» (لو 1/9) ووفقا لتقليد العهد الرسولي ، فان يوحنا عمد يسوع في الاردن ، عند المكان الذي فيه تلتقي الطريق الروماني المنحدر من اورشليم بالنهر ،ويصل الى مدن شرقي النهر ، ففي هذا المكان كان يوحنا يعمد ويقول الانجيلي يوحنا ان بيت عنيا عبر الاردن كانت مركزا لنشاط يوحنا المعمدان الراعوي ،ومسرحا للايام الاولى من حياة يسوع العلانية ، حيث التقى يسوع خمسا من تلاميذه ،ويؤكد يوحنا بوضوح تام قائلا : « وجرى ذلك في بيت عنيا عبر الاردن حيث كان يوحنا المعمدان».
رد مع اقتباس
المفضلات