عمان – هلا العدوان - اكد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط برناردينو ليون أن الإصلاحات في الأردن جديرة بالثناء باعتبارها صفحة جديدة في تاريخ المملكة .
وأشاد ليون في مؤتمر صحفي امس خلال الزيارة الأولى له الى المملكة منذ تسلمه مهامه كممثل خاص للاتحاد في تموز الماضي بالتعديلات الدستورية المقترحة التي تم الإعلان عنها مؤخراً منبها الى انها خطوة مشجعة للمستقبل ونبه الى ان الاردن من الدول التي يجري فيها الاصلاح والتغيير نتيجة الرغبة في التغيير و»بالتطور وليس عن طريق ثورة كما هو الحال في دول اخرى في المنطقة.
وعبر عن قناعته عقب لقائه عددا من المسؤولين بأن الإصلاح في الاردن لا رجعة فيه،وان هنالك احساسا عاليا بالمسؤولية والالتزام وانه سيتم تنفيذه في الحال وبالتحاور مع جميع اطياف المجتمع مشددا على ان الاتحاد الأوروبي يدعم الأردن فيما يتخذ من خطوات ملموسة نحو الإصلاحات الشاملة، ويرحب بها الى حد كبير والتي تعتبر مهمة ليس للأردن فحسب وإنما أيضا للمنطقة ولأوروبا .
وفي هذا الشأن أشار الى اهمية اللقاءات التي عقدها مع رئيس الوزراء معروف البخيت ووزير الخارجية ناصر جودة ورئيس مجلس الأعيان طاهر المصري والتي دارت فيها مناقشات حول جهود الإصلاح في الأردن والتطورات الإقليمية.
ونبه ليون بانه لا يشعر بان التعديلات المقترحة على الدستور التي اعدتها اللجنة الملكية لمراجعة الدستور مرفوضة من قبل بعض الفئات محليا وانما يعتقد هؤلاء بانها خجولة ويريدونها اكثر طموحا في حين اشار الى انه شعر ايضا بان الحكومة الاردنية ملتزمة بان تكون عملية مراجعة التعديلات الدستورية مفتوحة امام الجميع وان التعديلات الدستورية خطوة اولى وليست اخيرة وان هنالك رسائل ايجابية في هذا السياق.
وفي سياق مواز اشار الى اهمية التحركات التي تقوم حاليا في هذه المنطقة معتبرأ أن «النهضة « الجديدة التي قام بها الشباب هنا في هذه البقعة من اجل الحفاظ على كرامتهم اثار اعجاب العالم ابطالها هم الشباب والعمال والطبقات الوسطى وسواهم.
وشدد على تلازم الاصلاحين السياسي والاقتصادي لان الثورات التي تشهدها المنطقة حاليا هي نضال من اجل الكرامة «ومن الصعب وضع خط فاصل بين الكرامة اقتصاديا وسياسيا». .
الى ذلك اكد المسؤول الاوروبي ان زيارته للمملكة لها ثلاثة مضامين واهداف في اطار منصبه الجديد تتعلق بإجراء محادثات رسمية عن الجهود التي تبذلها الأردن في مجال الإصلاح وحول التطورات الإقليمية فضلا عن التطرق إلى سياسة الجوار الأوروبية الجديدة بعنوان « استجابة جديدة لجوار متغير» و آليات عمل «فريق العمل لجنوب البحر الأبيض المتوسط» الذي أنشأه الاتحاد الأوروبي حديثا والذي سيضم دول الاتحاد والمنطقة.
كما قال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي:إن تعيينه يهدف إلى إتاحة تقديم دعم أفضل للدول العربية التي تتخذ خطوات جادة نحو الإصلاح، مثل الأردن، وتلك التي تمر بمرحلة الانتقال الديمقراطي مثل تونس ومصر.
وأضاف أن تأمين الأموال والموارد لإتاحة تنفيذ مشاريع في البلدان التي تمر بمراحل انتقالية أو إصلاحية هو على نفس الدرجة من الأهمية لافتا الى ان سياسة الجوار قدمت قرابة 6 مليارات يورو للمنطقة بالاضافة الى 1,25 مليار يورو مؤخرا.
وفيما يخص فريق العمل الذي يضم دول الاتحاد والمملكة نبه الى ان هنالك اجتماعات ستضم مسؤولين اوروبيين واردنيين للاتفاق على الاولويات والاحتياجات من اجل التقدم في الاصلاح بالاضافة الى ممثلي المجتمع المدني
وقال في هذا السياق : إن الاتحاد الأوروبي، في ضوء التطورات الأخيرة، عزز البعد الاجتماعي والسياسي في سياسته الخاصة بالجوار إلى جانب الجوانب الاقتصادية الأخرى.
الى ذلك اشار الى ان مشاركة ممثلي المجتمع المدني ضرورية وحيوية للحوار في هذا الظروف وهي مفتاح النجاح للاصلاحات السياسية .
واوضح وجود ثلاثة مواقف اوروبية تجاه دول المنطقة: الاول داعم للدول التي تسعى نحو التغيير الديموقراطي سواء بشكل طبيعي مثل الاردن والمغرب او عقب ثورات مثل تونس ومصر، والثاني تعاون طبيعي تجاه الدول التي لا تتحرك نحو التغيير لان امر التغيير يعود الى شعوبها، اما الثالث فهو رد قاس تجاه الدول التي تطالب شعوبها بحقوقها الانسانية الاساسية ويتعرضون للقمع والعنف.
وردا على سؤال يتعلق بالاوضاع الحالية في ليبيا اشار الى ان الاتحاد الاوروبي متأكد تماما من انهيار نظام القذافي وانها انباء جيدة لليبيا وللمنطقة لافتا الى ان المفوضية الاوروبية تدعو الى تجنب الانتقام في الوقت الراهن واحترام حقوق الانسان في ليبيا فهي مرحلة جديدة من تاريخ ليبيا على حد قوله .
وفيما يتعلق بتوقيت دعم اوروبا للديمقراطيات الجديدة التي قامت على انقاض الانظمة السابقة نتيجة الربيع العربي اشار الى ان اوروبا كانت داعمة للاصلاح والتغيير على الدوام للراغبين بذلك الا ان ذلك لا يعني ان تملي على الشعوب العربية ما تريد فهو قرار الشعوب أنفسها فالاحزاب السياسية مثلا هي المسؤولة عن كيف ومتى ستمضي بالاصلاح .
وحول الزيارة التي قام بها الى سوريا ولقائه عددا من المسؤولين في حزيران الماضي أشار الى انه قام بنقل رسائل لمسؤولين سوريين بان دائرة العنف ينبغي ان تتوقف وان عليهم ان يتخذوا اجراءات صارمة ضد العنف مع ضرورة المشاركة في مؤتمر مفتوح يضم المعارضة السورية والاستماع لمطالبها لافتا الى اسفه لاستمرار القمع والعنف في سوريا فكلما زاد القمع كان النظام عاجزا عن الاستمرار.
وينبغي الاشارة الى ان الاتحاد الاوروبي استجاب بسرعة لأحداث الربيع العربي، حيث قدم المساعدة المالية والدعم السياسي لدول مثل تونس ومصر التي تسعى إلى إقامة ديمقراطيات جديدة عميقة في حين يعمل الاتحاد الأوروبي أيضا مع شركائه الدوليين بما في ذلك الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ودول مجلس التعاون الخليجي، لممارسة الضغط السياسي والاقتصادي على أنظمة مثل تلك الموجودة في ليبيا وسوريا واليمن.
وفي هذا الشأن اعتمد الاتحاد الأوروبي في أيار سياسة جوار أوروبية جديدة تحت عنوان «استجابة جديدة لجوار متغير»، تقيم علاقة جديدة بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه على أساس المساءلة المتبادلة حيث أنشأ في حزيران فريق عمل جديد لجنوب البحر الأبيض المتوسط يجمع هذا الفريق ما بين خبرات دائرة العمل الخارجي الأوروبي والمفوضية الأوروبية وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للتعمير والتنمية وغيرها من المؤسسات المالية الدولية ليكون بمثابة النقطة المركزية فيما يتعلق بتقديم المساعدة لبلدان في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط تمر بمرحلة إصلاح أو تحول سياسي ومنها الأردن .
رد مع اقتباس
المفضلات