كتبت - سهير بشناق - تتحمل ام عبدالله -72 عاما- المشقة النفسية والبدنية وهي تقصد كل شهر مكتب البريد للحصول على قيمة معونتها الشهرية البالغة 40 دينارا في الوقت الذي تشكل لها هذه المعونة معاني كثيرة لاجلها تخرج من بيتها كل شهر مرات لا تعرف الطريق المؤدي للبريد ولا تستدله الا من خلال العلم المرفوع عليه.
هذه المعاناة تشترك فيها فئة كبيرة في السن فرضتها عليهم الاوضاع الحياتية الصعبة حيث باتت ال 40 دينارا تشكل دخلا رئيسيا يعتاشون منه بالرغم من اجراءات صندوق المعونة الوطنية حيال كبار السن خاصة الذين يتلقون معونة والتي تهدف الى التخفيف عنهم وعدم اضطرارهم لمراجعة صناديق البريد لاستلام معوناتهم.
اجراءات الصندوق يبدو انها لم تصل بعد الى هذه الفئات على وجه التحديد والذين لا يشعرون بالراحة الا عند استلامهم المعونة الشهرية المتكررة.
الناطق الاعلامي في صندوق المعونة الوطنية ناجح صوالحة اشار الى ان هناك فئة من الذين يتلقون معونات شهرية متكررة كبار بالسن ويعانون من امراض او اوضاع صحية لا تمكنهم من مراجعة صناديق البريد لتلقي المعونة.
وقال الى «الراي» ان الصندوق اوجد خصوصية معينة لهذه الفئات وهي ما يطلق عليها بالاعتماد بحيث يقوم مستحق المعونة بتقديم طلب للصندوق بعدم قدرته على استلام معونته شهريا ويخول من يراه مناسبا لذلك مثل الابن او الاخ او رب الاسرة نفسه ان كانت المعونة لزوجته.
واشار الى ان هذا الامر يتطلب تقديم وكالة من قبل المحكمة تخوله لاستلام المعونة بدلا من صاحبها مشيرا الى ان هذا الاجراء متبع في الصندوق منذ سنوات وهناك اعدادا لا باس بها لكبار السن لا يراجعون صناديق البريد للحصول على المعونة.
وبين ان هذا الاجراء يستمر لمدة ستة اشهر وفي بعض الحالات لعام واحد يقوم بعدها المنتفع من المعونة بتجديد الطلب لدى الصندوق خاصة وان هناك منتفعين تتحسن اوضاعهم الصحية ويرغبون باستلام المعونة بانفسهم.
واعتبر صوالحة ان المعونات وقضية استلامها اصبح اجراء روتيني للمنتفعين من المعونات ويحرصون على الاستمرار به ويلجئون الى تفويض او توكيل آخرين لاستلامها في حال عدم قدرتهم الصحية للقيام بذلك منوها الى ان كل منتفع من المعونة يحصل على بطاقة معونة لا يتم صرفها له الا من خلال هذا البطاقة للتاكد من شخصيته.
ونفى ان يكون هناك استغلالا من قبل بعض المنتفعين او اقاربهم للحصول على المعونات دون وجه حق , مؤكدا ان الصندوق على متابعة مستمرة مع اوضاع هذه الاسر والتغيرات التي تطرأ على حياتهم وتستدعي تخفيف قيمة المعونة او ايقافها لاي سبب يندرج تحت تعليمات المعونة الشهرية المتكررة.
وبين ان المسح الميداني الذي بدأ الصندوق به بمطلع الشهر الجاري وينتهي مع نهاية العام الحالي جاء بهدف متابعة اوضاع الاسر بشكل دقيق والتعرف على احتياجات الاسر المنتفعة وغير المنتفعة والتي تستحق المعونات الشهرية المتكررة لتوسيع قاعدة المنتفعين من الصندوق.
ويتربط صندوق المعونة الوطنية بربط الكتروني مع بعض الجهات التي يمكن ان تساعد الاسر المنتفعة من الصندوق بحيث يتم التعرف على اي دخول اخرى تحصل عليها الاسر كراتب الضمان الاجتماعي والتقاعد وغيرها.
ووفقا لصوالحة فان الصندوق لا يحول بين الحصول على المعونة الشهرية المتكررة وراتب الضمان في حال كان وضع الاسرة يتطلب ذلك فان كانت الاسرة تستحق ان تحصل على قيمة المعونة الشهرية المتكررة كاملا وهي 182 دينارا وما تحصل عليه من راتب الضمان اقل منها يقوم الصندوق بدعم الاسرة للوصول الى الحد الاعلى للمعونة وهو اجراء تكميلي لما يدخل للأسرة من دخل آخر.
وتبقى ام عبدالله التي تنتظر بداية الشهر لتحصل على المعونة متحملة لاجلها عناء الخروج من منزلها بما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة على حياة سيدة في السبعينات من عمرها موقف يستحق من القائمين على تسليم المعونات الشهرية المتكررة بتغيره من خلال توعية هذه السيدة بالاجراءات المتبعة حيال المعونات.
فان لم يكن لام عبدالله احدا ينوب عنها باستلام المعونة فالاولى بان يتم ايصال معونتها لبيتها رحمة بعمرها وضعفها فليس كل كبار السن المنتفعين من المعونات لهم ابناء او اقارب يساعدونهم وان كان هذا الامر في حياتهم لا يزال موجودا فما حاجتهم للمعونة وتحمل هذا العذاب بدلا من بقاءهم في بيوتهم يحفظون وقار اعمارهم وضعف اجسادهم؟.
رد مع اقتباس
المفضلات