عمان- علاء القرالة
قال مواطنون لـ «الرأي» أمس، إن أسعار اللحوم والدواجن شهدت ارتفاعات ملحوظة دون أي مبرر يذكر، فيما استقرت اسعار بعض المواد الغذائية وانخفض بعضها الآخر قبل بداية شهر رمضان المبارك.
وخلال جولة ميدانية قامت بها « الرأي» في عدد من الأسواق والمراكز التجارية والمؤسسات الاستهلاكية المدنية والعسكرية، أكد مواطنون أن معظم اسعار المواد الغذائية كانت اكثر استقرارا، فيما مال بعضها الى الانخفاض قبل دخول شهر رمضان المبارك، رغم التطمينات الحكومية بتوفر كميات كبيرة منها, وبان اسعارها لن تشهد اي ارتفاعات او اختلالات تذكر خلال هذا الشهر.
وما يلفت الانتباه اليه خلال الجولة الميدانية، حالات الازدحام والاصطفاف على نقاط الدفع والسلال الملأى والتي تكاد تفيض من على جنبيها والتي حملت بكميات كبيرة من المواد الغذائية الاساسية , «لحوم وارز وسكر ودجاج وزيوت» وكأن الاسواق ستغلق شهرا .
الاسلوب الاستهلاكي السلبي « التهافت» والذي اعتاد عليه المستهلك الاردني في استعداداته للشهر الفضيل جعل العديد من الخبراء يجمعون على انه احد الاسباب التي تدفع بالتجار الى رفع الاسعار بالرغم من توفر المعروض والذي اذا استغله المستهلك باعتماد نمط استهلاكي جيد سيساهم الى حد كبير بخفض الاسعار وزيادة حجم المنافسة بين تلك الاسواق والمحال والمراكز التجارية باقامة العروض عليها لجذب المستهلكين عليها .
وأشار مواطنون الى ان اسعار اللحوم والدجاج وبعض اصناف الخضراوات شهدت ارتفاعات على اسعارها دون اي مبرر حسب آرائهم .
ولفتوا الى ان ارتفاع الاسعار في السوق المحلي على بعض الاصناف لا يتوافق والدخول الشهرية المتواضعة والتي يتم انفاقها على شراء الاساسيات, بعكس ما يشاع عن وجود حالات كبيرة من الاسراف , مؤكدين ان الدخول الشهرية التي يتقاضونها لم تعد تكفي لشراء الاساسيات.
وفي سؤال لـ «الرأي» حول ما اذا كان التهافت على شراء المواد الغذائية سببا في ارتفاع الاسعار، رفض مواطنون هذه الاتهامات، وقالوا أن ترويج هذه الأفكار من قبل بعض التجار ياتي لتبرير قيامهم برفع الاسعار مستغلين اقبال المشترين عليها لجني المزيد من الارباح وسط حالة من غياب الرقابة الفعلية على الاسواق .
واكدت سعاد العمري ربة منزل والتي كانت تتسوق في احد الاسواق التجارية، استقرار أسعار بعض الاصناف وارتفاع أسعار اصناف اخرى بعكس ما يشاع عن استقرار اسعار جميع المواد الغذائية.
واشارت الى ان اسعار المواد الغذائية الاساسية مثل الارز والزيوت والبقوليات مستقرة ومناسبة للمشترين، بسبب لجوء بعض المراكز التجارية بالاعلان عن عروض كبيرة وتخفيضات بالاسعار على هذه المواد، لكنها بينت ان اسعار اللحوم المستوردة والبلدية والدجاج وهي مواد اساسية في هذا الشهر تشهد ارتفاعات على اسعارها بشكل مختلف عما هي عليه قبل شهر رمضان .
وارجعت العمري هذا الارتفاع الى استغلال بعض التجار حالة الاقبال من قبل المواطنين على هذه السلع وليس بسبب تهافت المستهلكين كما يقال , مؤكدة انها توقعت ان تشهد هذه الاصناف انخفاضا في أسعارها وليس ارتفاعا وذلك بعد الاعفاءات التي قامت بها الحكومة على اللحوم الحية وبعض الاصناف الاخرى .
وأشارت الى ان اسعار اللحوم المستوردة ما قبل رمضان بأيام قليلة كانت اقل مما هي عليه الان، بالرغم من تاكيدات التجار والمسؤلون بتوفر اللحوم بكميات كبيرة تكفي لما بعد رمضان وان المعروض منها سيكون اكبر من الطلب وبان اسعارها لن تشهد اي ارتفاعات في هذا الشهر.
وطالبت العمري الحكومة بتحديد اسعار اللحوم المستوردة بما يتلاءم مع دخول المواطنين الضعيفة والتي لا تكفي لسد الالتزامات .
باسل مرعي اكد ان الاسعار لهذا العام مستقرة في أغلبها ما عدا اسعار اللحوم البلدية والمستوردة و التي لوحظ ارتفاع اسعارها خلال الايام الاولى من رمضان بعكس ما كانت عليه قبل هذ الشهر الكريم .
واشار مرعي الى حالة السباق المحموم الذي شهدته بعض المراكز التجارية للاعلان عن عروض على اللحوم المستوردة والدجاج لجذب المشترين، موضحا ان تلك العروض تكاد أن تكون مفقودة في رمضان، مرجعا ذلك الى قيام بعض التجار باستغلال حالة الاقبال الكبير التي تشهده تلك المواد في مثل هذا الشهر كونها مواد وسلعا اساسية بالنسبة للمستهلكين.
واكد مرعي انه لا يقوم بشراء سواء احتياجات البيت الاساسية والتي لا يستغني عنها اي بيت اردني وخاصة في الشهر الفضيل وبانه لا يتجاوز الكميات المطلوبة لتلبية تلك الاحتياجات لايام بسيطة رافضا مبدأ التخزين لايام واشهر لانه لا يوجد داع لها لتوفر البضائع بكثرة , مشيرا الى ان حالة من الاستقرار النوعي على الاسعار خلال اليومين الماضيين.
ولفتت ام حمدي ربة اسرة الى ان الارتفاعات التي تشهدها بعض السلع وخاصة الأساسية منها تزيد من الصعوبات المالية التي تتحملها العائلات في ظل تدني الدخل الشهري لها ولزوجها ووجود خمسة أبناء تتفاوت وتتنوع مصاريفهم.
واشارت ام حمدي الى أن المواطنين لم يشعروا بأثر الاعفاءات الحكومية للحوم حتى الان ربما لغياب الرقابة الرسمية على الأسواق وتلاعب كثير من التجار بالأسعار مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة واقبالهم على شراء تلك السلع خلال شهر رمضان المبارك.
واكدت ان اسعار بعض الاصناف مستقرة مقارنة بالشهور الماضية غير انها تعتبرها مرتفعة مقارنة مع الدخل وخاصة الرز والزيوت والبقوليات والسلع الرمضانية المختلفة كالتمور والقمر دين باستثناء سلعة الجوز وبعض اصناف المكسرات.
ووصف الموظف اياد النمري بعض الارتفاعات التي طرأت على أسعار العديد من المواد الغذائية مع بداية شهر رمضان بـ «غير المبررة»، وخاصة أسعار مادة اللحوم وبعض اصناف الخضراوات والتي تتضارب مع التصريحات التي تشير الى توفر كميات كبيرة منها وباستقرار سعرها غير ان تجار التجزئة والقصابين يبررون هذا الرفع بانه من قبل المستوردين وتجار الجملة الكبار .
واشار النمري ان ما يلفت النظر في الايام الاولى من الشهر الكريم هو غياب العروض التي كنا نشهدها على اللحوم والدجاج وبعض المواد الغذائية في جذب الزبائن , مرجعا غياب تلك العروض الى استغلال التجار حالة الاقبال من قبل المستهلكين على شراء تلك السلع وخاصة في مثل هذا الشهر .
واكد ان اسعار الاصناف الغذائية التي شهدت استقرارا على اسعارها خلال شهر رمضان المبارك كانت على اصناف الرز والبقوليات بمختلف انواعها والزيوت مشيرا الى ان هذا الاستقرار فقط في المراكز التجارية الكبيرة والمؤسستين المدنية والعسكرية اما باقي المحال وخاصة محال البقالة الصغيرة تشهد ارتفاعات مقارنة مع الاسواق الكبيرة الاخرى .
ويقول يزيد الاطرش موظف قطاع خاص ان تدني الرواتب والاجور لشريحة كبيرة من الموظفين والمواطنين اثرت على قدراتهم الشرائية لهذا العام خاصة في ظل ارتفاع اسعار بعض أصناف المواد الاساسية وليس كلها ، لافتا الى ان اسعار اللحوم البلدية ارتفعت بما يقارب الدينارين للكيلو، بالاضافة الى ارتفاع اسعار اللحوم المستوردة والتي تعتبر البديل للبلدية بمعدل دينارين ونصف للكيلو عما كانت عليه قبل رمضان، مشيراً ان هذه الارتفاعات لا تتناسب مع دخول المواطنين وخاصة الاسر الكبيرة والتي يترتب عليها مصاريف اخرى بالاضافة الى تأمين السلع الغذائية المنزلية.
واكد انه في كل عام تشهد الاسواق بعض الاختلالات وخاصة في اسعار اللحوم والدواجن والسكر والخضار وارتفاعات غير مبررة على اسعارها خاصة في ظل توفر مخزون وكميات كبيرة منها تفوق الطلب , مشيرا الى الجهود التي بذلتها الحكومة لمحاولة السيطرة على تلك الارتفاعات والاختلالات بالاعفاءات الضريبية والرسوم الجمركية غير ان المواطن لم يلمس نتائج ايجابية كبيرة من هذه الاجراءات باستثناء التجار الذين ضاعفوا الارباح لهذا العام بسبب غياب الرقابة الحكومية عليهم مما يجعلهم يستمرون في مثل هذه التصرفات مطالبا بعودة وزارة التموين.
ويقول ابو احمد الرواحنة انه يقوم بشراء المواد الغذائية الاساسية والتي يحتاجها هو واسرته المكونة من 6 اشخاص وبعض الاصناف الاخرى التي لا يقوم بشرائها في بقية ايام السنة الاخرى وخاصة المواد الخاصة ببعض الأكلات الرمضانية.
واشار الرواحنة الى ان اسعار المواد الغذائية تشهد استقراراً نسبياً ,باستثناء اللحوم المستوردة والبلدية منها غير أن الارتفاع الحاصل على اللحوم والدجاج والخضار وبعض الاصناف الغذائية الاخرى في الاسواق لن تمنع المواطنين من شراء مستلزماتهم قدر الامكان وخاصة في ظل محدودية الدخل لاغلب الاسر الاردنية والتي تزيد الاعباء عليهم خلال هذا الشهر الكريم .
ومن جهتها اكدت سوزان الرواشده ربة اسرة وموظفة قطاع حكومي انها لم تلمس اي ارتفاعات لهذا العام وبان الاسعار مستقرة على اغلب السلع , مشيرة الى العروض التي تقيمها المراكز التجارية على السلع الاساسية والغذائية منها تساعد المعظم من الناس على موازنة الدخل الشهري لهم مع شراء تلك السلع في الشهر الكريم .
واشارت ان الاسعار تكاد تكون متساوية مع اسعار العام الماضي حسب مقارنتها للاسعار وخاصة الرز والسكر والبقوليات والزيوت والسلع الرمضانية منها , وبان هناك ارتفاعا بسيطا وطفيفا على اسعار اللحوم في بعض المحال واستقرارا في محال اخرى وحسب مراكز البيع .
عدنان عواد اردني مغترب مقيم في احدى الدول العربية يقول انه تفاجأ باستقرار اسعار المواد الغذائية في الاردن مقارنة مع البلد التي قدم منها وخاصة المواد الاساسية المتوفرة بكثرة وباكثر من نوع لكل صنف ,مشيرا الى التنافس الكبير الذي تشهده الاسواق التجارية في الاردن في جذب الزبائن اليها من خلال العروض على اسعار المواد الاساسية وخاصة المراكز التجارية الكبرى .
ويقول نائل ابو شهاب ان الاسعار لهذا العام وخاصة في شهر رمضان تعتبر مستقرة مقارنة مع السنة الماضية حيث ان اسعار العديد من المواد الغذائية الاساسية لم يطأ عليها اي تغير بالاسعار بالرغم مما نسمعه في وسائل الاعلام عن ارتفاع اسعار الغذاء عالميا.
واكد ابو شهاب ان اسعار اللحوم مستقرة بالرغم من الاقبال عليها ومتوفرة بكثرة وبعدة مناشىء وخاصة المستوردة وكذلك الخضروات والفواكه اسعارها متذبذبة احيانا بين ارتفاع وانخفاض بين يوم واخر .
واشار ابو شهاب الى الاجراءات الحكومية التي سبقت الشهر الكريم ربما كان لها دور في حالة الاستقرار التي تشهدها الاسواق مشيرا الى انه لا يشتري غير المواد الاساسية التي تتوافق مع دخله المتواضع .
و يقول محمود خالد محمود ان الاسعار تختلف من سوق لأخر ومن محل لآخر وحسب حجم تلك الاسواق فالاسعار في المحال التجارية الصغيرة مرتفع وفي المولات والمراكز التجارية مستقرة وليس عليها اي ارتفاعات.
واشار محمود انه يذهب في كل اسبوع الى واحد من المراكز التجارية التي تقيم العروض لشراء منها ما يحتاجه لمدة اسبوع كامل من مواد اساسية مؤكدا على انه يوفر فرقا كبيرا بهذا الاسلوب من دخله المتواضع .
رد مع اقتباس
المفضلات