احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: السيرة الذاتية الثالثة لإيزابيل الليندي ما نعرفه وما لا نعرفه

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862

    السيرة الذاتية الثالثة لإيزابيل الليندي ما نعرفه وما لا نعرفه

    السيرة الذاتية الثالثة لإيزابيل الليندي ما نعرفه وما لا نعرفه




    هدية حسين* - (حصيلة الأيام) هو العنوان الذي أطلقته إيزابيل الليندي على سيرتها الثالثة وكانت قد أصدرت من قبل كتابين، الأول حمل اسم ابنتها(باولا) التي توفيت بعد أن ظلت لسنوات في الغيبوبة، وتحكي فيه عن المرض الذي أطاح بأحلام باولا وعن الوجع الذي عاشته الاثنتان في تلك الفترة العصيبة،والثاني بعنوان(بلدي المخترع) وتروي فيه قصة مغادرتها تشيلي بعد الانقلاب العسكري في العام 1973 الذي قاده بينوشيت، وتنقلها من بلد الى آخر حتى استقرت منذ أكثر من خمسة عشر عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية وتزوجت من امريكي.
    تأتي مذكراتها الجديدة لتضيف أشياء جديدة ربما كانت قد سهت عنها في كتابيها السابقين، أو أن السيرتين السابقتين لم تكتملا، إذ ما زال لديها الكثير مما تقوله، وها هي تعترف منذ السطور الأولى فتقول( لا تفتقر حياتي الى الدراما، لدي فائض من مواد السيرك للكتابة) هذا الفائض هو الذي جاءنا قبل أيام مترجماً من قبل صالح علماني الذي ترجم معظم أعمال إيزابيل الليندي وصدر الكتاب عن دار المدى للثقافة والنشر في دمشق.
    كانت العاصفة قد ضربت كاليفورنيا في السابع من كانون الثاني، وبدأ الطوفان فخرج الناس الى الشوارع غاطسين في الماء وباحثين عن أمان.. وإيزابيل الليندي كما هو معروف عنها تبدأ الكتابة في الثامن من كانون الثاني من كل عام، هذا هو طقسها منذ خمس وعشرين سنة.. فكيف ستكتب في مثل هذه الأجواء وكل شيء مهدد بالاقتلاع، الأشجار والبيوت والناس؟ شعرت بالتطير فهي إن تركت الكتابة في اليوم الموعود فإنها لا تستطيع أن تكتب طيلة أيام السنة كما تقول.. لكن الصباح جاء كما أرادت، خفت العاصفة وبدأت إيزابيل طقسها السنوي.. اجتازت حديقة البيت ودخلت كوخها المنعزل وبدأت بكتابة هذه السيرة.
    تبدأ أحداث القسم الأول في الأسبوع الثاني من شهر كانون الأول من عام ,1992. وقد انتهت تواً هي والأقارب والأصدقاء من نثر رماد باولا عملاً بوصية كتبتها قبل وقت طويل من سقوطها في الغيبوبة.. والكلام في هذه السيرة موجه من بدايته الى نهايته الى باولا كما لو أنه رسالة طويلة أو عدة رسائل، أو استكمال لكتابها عن ابنتها، تخبرها فيه عن كل ما جرى بعد موتها الفاجع لكي لا يفوتها شيء من أخبار الأسرة التي أحبتها.. سنتبع خطى الأم الموجوعة وخطى المشيعين وهم يجتازون الغابة الى النهر لينثروا فيه الرماد.. تلك الغابة التي أطلقت عليها إيزابيل اسم(غابة باولا) إذ لطالما كانت باولا وزوجها يتمشيان فيها.
    ستضعنا إيزابيل وجهاً لوجه أمام أسرتها، تبدأ بجنيفر ابنة زوجها ويللي، هذه الابنة المصابة بأكثر من مرض والمدمنة على المخدرات، سبق أن هربت من البيت مرتين، ومن مركز الرعاية الطبية، ودخلت السجن، وستلد طفلة غير شرعية تدعى سابرينا التي ستستحوذ على مشاعر إيزابيل وتفرد لها مساحة واسعة من هذه المذكرات.
    ربما تعود إيزابيل الى أحداث سبق أن روتها في سيرتيها السابقتين، ولكن هذه المرة بتفاصيل اكثر.. وستأتي على ظروف كتابة بعض رواياتها بدءاً من روايتها الأولى(بيت الأرواح) التي تحولت الى فيلم سينمائي أدت فيه ميريل ستريب دور البطولة، وكيف تضايقت الأسرة مما ورد في تلك الرواية من أسرار شخصية.. تعترف إيزابيل بأن الفيلم بدا لها أفضل من الرواية على الرغم من بعض السلبيات التي رافقته.
    ثم تأتي على ذكر روايتها( الخطة اللانهائية) التي استوحت فكرتها من حياة زوجها ويللي وظروف الزواج منه بمبادرة منها، وتعتبر لقاءها بويللي والزواج منه ضربة حظ لأنه ليس هناك - كما تعتقد- من يتحملها، فهما من بيئتين وثقافتين مختلفتين.
    كتبت إيزابيل الليندي(الخطة اللانهائية) في وقت كان الحزن فيه يغرقها ولم تشف بعد من فقد باولا..وتحكي هنا عن ويللي بمحبة فائضة، وكانت من قبل قد انفصلت عن زوجها الأول(والد باولا) بعد تسعة وعشرين سنة من الزواج.
    ستظل باولا مهيمنة على هذه السيرة، فهي المخاطبة أولاً وأخيراً ، تسمع ما لم تسمع به من قبل، تعود سابرينا لتحتل الصفحات ما دامت قد استحوذت على اهتمام ايزابيل، فهذه الطفلة ولدت قبل أوانها بأمراض متعددة وجرد القاضي جنيفر من حضانتها فحاولت أيزابيل تبنيها دون جدوى على الرغم من جميع المحاولات التي قامت بها، وبقيت الطفلة بأمر القاضي تحت رعاية المستشفى الذي ولدت فيه، تزامن ذلك مع استمرار أيام الكآبة التي سقطت فيها أيزابيل على ابنتها.. ولعل الكتابة هي العلاج الوحيد الذي لم تنقطع عنه هذه المبدعة الكبيرة التي تطلعنا على أدق تفاصيل حياتها الشخصية والمهنية، وتذكرنا كلما مضينا في القراءة بأنها تخاطب باولا وتخبرها عما حدث بعد غيابها الأبدي.
    إنها حصيلة أيام طويلة لا تنتهي، ممتدة على سنوات، تكتبها لكي لا تفلت منها تلك الذكريات إذا ما ذهبت الى الشيخوخة، ولتبقى على تواصل مع روح ابنتها ستعيد على مسامعنا بعض ما عرفناه عن باولا، وكيف خرج كتاب(باولا) الى النور، وحجم الحزن الذي انتاب كاتبته والذي نقلته الى القراء الذين يعشقون إبداعاتها فشاطروها ما ألم بها من أحزان، فباولا لا يمكن إسقاطها من تلك الأيام، ولا من قلب وعقل إيزابيل.. ستخبر ابنتها وتخبرنا بأن صدور الكتاب عنها كان حدثاً كبيراً، تلقت بعده مئات الرسائل المؤثرة التي تشاطرها الحزن، حتى أنها لم تجد وقتاً للكتابة في تلك الفترة، واهتمت الصحافة والجمهور به أكثر من اهتمامها بجميع ما كتبته إيزابيل حتى ذلك الوقت، تقول عنه( جلب لي نشر باولا جوائز لا أستحقــــــــــــها فعينوني عضواً في أحد المجامع اللغوية، بل إنهم قدموا إلي المفاتيح الرمزية لإحدى المدن).
    لكن رسالة واحدة من تلك الرسائل حملت لها ما لم تكن تتوقعه.. جاءت الرسالة من الممرضة التي أشرفت على علاج باولا في المستشفى، تعترف فيه بأن الإهمال الطبي وانقطاع الكهرباء كانا وراء موت ابنتها، إذ أثر ذلك على جهاز الأوكسجين فأتلف دماغ المريضة.
    ستفرد الكثير من الصفحات لنوع العلاقة التي ربطتها بويللي، فقد جمع الحزن بينهما، هي بفقد ابنتها واضطرابات المنفى، وهو بمأساة ابنته المهووسة بالمخدرات والتي ستختفي في ظروف غامضة، وسيشتركان في البحث عنها في المستشفيات والسجون وعند العرافات وفي الجلسات الروحانية.
    تعرج بنا المؤلفة الى قضايا عامة تهم المجتمع الدولي من خلال اهتمام أسرتها بما يحدث في العالم، منها قضية رواندا والبوسنة والإبادة الجماعية وانفجار اوكلاهوما وأعمال الإرهاب والتطرف الديني في أفغانستان وأحداث الحادي عشر من أيلول.. ثم تعيد غزل الخيوط التي تشكل نسيج عائلتها وأصدقائها.
    تدخل إيزابيل في هذه السيرة الى أعماق أكثر خصوصية في حياتها، تفرط أيامها وترسم لنا صورة بانورامية ثم تأخذنا الى شرايين علاقاتها دون خطوط حمر.. وسنلتقي بشياطين الكتابة لديها ونمر بفترات النضوب التي مرت بها خصوصاً بعد وفاة ابنتها.
    القسم الثاني يبدأ من حيث تبدلت أشياء كثيرة في زوايا النظر للأشياء، فإيزابيل تخطت الخمسين وزوجها يزحف نحو الستين.. خف جموح الجسد ومالت العواطف الى الاستقرار نوعاً ما فأتيح لها أن ترى الوجه الآخر للحياة في خريف العمر، حيث السنين تمضي على رؤوس الأصابع.
    ما قدمناه في هذا العرض هو الجزء القليل من(حصيلة الأيام) الذي يقع ب350 صفحة وهناك الكثير من الطرائف والمواقف الغريبة والعجيبة والأفراح المتقاسمة والأقدار المرسومة بيد خفية.. تاركين للقراء متعة إكمال الرحلة الطويلة في الحياة والإبداع .. فهذه المبدعة ما تزال تدهشنا من كتاب الى آخر.. ومذكراتها أكثر حميمية من رواياتها، ذلك أنها تأتي دائماً من أعماق القلب والذاكرة المتوهجة، مع قليل من التحليق في الخيال الذي تتسع فيه الى مديات أبعد في الروايات.


    * كاتبة عراقية مقيمة في عمان

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed May 2008
    الدولة
    jordan
    المشاركات
    1,712
    معدل تقييم المستوى
    17
    [IMG]http://www.************/pic/thanx/16.gif[/IMG]

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862
    يسلمووووووووووو يا ووورده

المواضيع المتشابهه

  1. السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ/
    بواسطة الصقر10 في المنتدى شخصيات اردنية عربية بارزه بالتاريخ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-06-2010, 02:03 AM
  2. السيرة الذاتية
    بواسطة بن مسعود عباس في المنتدى التنمية الذاتية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-08-2009, 08:08 PM
  3. عمى الالوان نسمع عنه ولا نعرفه
    بواسطة حزن حزين احزان في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-06-2007, 05:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك