احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التفسير العصبي لصعوبات التعلم عند الأطفال

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2006
    الدولة
    الاردن
    العمر
    36
    المشاركات
    9,891
    معدل تقييم المستوى
    3506862

    التفسير العصبي لصعوبات التعلم عند الأطفال

    التفسير العصبي لصعوبات التعلم عند الأطفال




    - يعتبر أصحاب الاتجاه العصبي من أوائل الذين عملوا على تفسير حدوث خلل في الدماغ وانعكاسات ذلك الخلل على تعلم الأفراد للمعارف المختلفة. فالأبحاث العصبية هي التي أدت إلى وجود حقل صعوبات التعلم كحقل مستقل من حقول التربية الخاصة. ففكرة كون صعوبات التعلم عند الأطفال ناتجة عن تلف في جزء معين من الدماغ قد بنيت على الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين بتلف في الدماغ. إلا أن الأعراض - وبغض النظر عن سبب التلف - ليست متشابهة تماماً عند الكبار والأطفال .
    يفترض البعض أن هناك خللاً في عملية إثارة الدماغ Arousal كسبب لصعوبات التعلم، ويبني هؤلاء افتراضاتهم على دراسات أشارت إلى أن بعض الأدوية التي تزيد من إثارة القشرة الدماغية مثل الأمفيتامين Amphetamine والكافيين Caffeine وغيرها حسّنت من قدرات الأطفال ذوي صعوبات التعلم. وفيما يلي عرض لأبرز المجالات التي يعتريها خلل عصبي ما في حالة الطلبة ذوي الصعوبات التعلمية، والتأثيرات التي يتركها ذلك الخلل على السلوك الأكاديمي والاجتماعي لهؤلاء الطلبة.

    الفرضيات السببية لعسر القراءة
    ظهرت حديثاً بعض الفرضيات التي تفسر الأسباب العصبية الكامنة وراء حدوث العسر القرائي عند الأفراد. ومع أن أياً من هذه الفرضيات لا تُفَسر وحدها هذا الاضطراب إلا أنها معاً يمكن أن تُلقي مزيداً من الأضواء على أسباب العسر القرائي، نذكر منها:

    أولاً: خلل في المعالجة البصرية
    لا يوجد مشكلة عندما يقوم الدماغ بتحليل أشكال جامدة كالكرسي مثلاً، لأنك إن عاينتها من كافة الزوايا فلن تبدو لك غير كرسي، ولكن عندما يتم تحليل رموز تجريدية كالحروف والأرقام فإن الأمر يصبح أكثر تعقيداً إذ يمكنك الحصول على أحرف وأرقام مختلفة. فشكل '' b'' مثلاً ينقلب إلى '' d'' عندما تديره من الأمام إلى الخلف وإذا ما قلبته من الأعلى إلى الأسفل تحصل على حرف ''q '' ويعود إلى شكل ''p'' ثانية عندما تديره مرة أخرى من الأمام إلى الخلف. فأنت أمام أربعة حروف من الشكل نفسه لذلك فعندما يُطلب منك أن تختار الحرف '' p'' من بين الحروف '' q , p ,d, b '' فإن على الدماغ معرفة الصورة الصحيحة وإهمال الصورة المخطوءة ولكي يتم ذلك فلا بد من تحليل الموجات البصرية (التي يتم استلامها في قشرة الإبصار الواقعة في مؤخرة نصفي الدماغ) ويتم التحليل في القسم الخاص بالمنطق في مركز اللغة في الدماغ. فإذا علمنا أن مركز اللغة يقع في النصف الأيسر من الدماغ، فإن وحدة واحدة من الإشارات البصرية على الأرجح ، يتم إرسالها للتحليل عبر الجسم الثفني، من قشرة الإبصار في النصف الأيمن إلى القسم الخاص بالتحليل في مركز اللغة في النصف الأيمن للدماغ.( الجسم الثفني: هو من أكبر المسارات الليفية التي تربط بين نصفي الدماغ، ويحتوي على مائتي مليون من الألياف العصبية، وكل ليفة عصبية داخل الجسم الثفني تبدأ من أحد النصفين الكرويين لتصل إلى الآخر من دون ارتباطات مشتبكية بينهما). وما يحدث لمعظم المعانين من الديسلكسيا هو ازدحام الجسم الثفني بكم هائل من الإشارات والموجات المتداخلة والموصلة بين قشرة المخ للإبصار ومراكز اللغة على نصفي الدماغ، وهذا التشوش الحاصل بسبب زحمة الإشارات العصبية قد يكون السبب في قراءة الذي يعاني من الديسلكسيا لحرف مثل '' b '' على أنه ''d '' والعكس صحيح.

    ثانياً: خلل في المعالجة الصوتية
    تشكل هذه الفرضية الإطار التفسيري الأكثر شيوعاً للديسلكسيا. فالذين يعانون من الديسلكسيا لا يخلطون بين أشكال وترتيب الحروف والكلمات فقط - كما ذكر آنفاً - وإنما يميلون أيضاً إلى الخلط بين ترتيب المقاطع والأرقام التي يسمعونها وتُذكر أمامهم بصوت عال. وإذا استثنينا معاناة هؤلاء الأفراد من ضعف في حدة السمع، فإن هذا الخلط يعود أساساً إلى الطريقة التي يتم فيها تفسير الدماغ للدفعات العصبية المنبعثة من الأذنين. فإن وُجد أي تعثر في مجرى عملية السمع منذ بداية دخول الأمواج الصوتية للأذن إلى حين يتم تفسيرها في الدماغ، فإن ذلك من شأنه تشويش عملية إدراك الكلام.
    إن الدفعات العصبية المتكونة نتيجة الأمواج الصوتية داخل الأذنين تذهب عبر الألياف العصبية إلى مناطق تسمى بالقشرة السمعية تقع في جهتي الدماغ. ورغم أن الدفعات العصبية تُدفع من قبل كلتا الأذنين إلى نصفي الدماغ فإن المسالك العصبية التي تعبر إلى النصفين تعتبر أقوى بكثير، ولذلك فإن الأصوات التي تُسمع في الأذن اليمنى يتم تفسيرها على الأغلب في الجهة اليسرى والعكس صحيح.
    ويبدو لنا مرة أخرى، وكأن ترتيب مراكز اللغة في دماغ الفرد الذي يعاني من الديسلكسيا يلعب دوراً حاسماً في قدرته على تحليل رموز الكلمة المنطوقة. كما تبدو الأذن اليمنى أكثر قدرة على تفسير أصوات الكلام بالنسبة للأفراد الذين لا يعانون من الديسلكسيا بسبب ارتباطها الوثيق بمركز اللغة في الجهة اليسرى من الدماغ. كذلك ترتبط الأذن اليسرى بالجهة اليمنى وهي أفضل في تفسير الأصوات التي تُنطق كأصوات سد الأبواب أو نزول الماء من الحنفية أو الموسيقى. وتُظهر الاختبارات المزدوجة للسمع والتي يتم فيها سماع وحدات مختلفة من الكلمات المنطوقة والأرقام؛ بأن الأفراد الذين يعانون من الديسلكسيا الحادة إما يفضلون تفسير أصوات الكلام الآتية عبر أذنهم اليسرى مهملين الأصوات الآتية عبر الأذن اليمنى أو لا يظهرون ميلاً لسماع أصوات الكلام في كلتا الأذنين. ويدل ذلك على أن مركز اللغة لديهم لا يقع بالضرورة بشكل رئيس في النصف الأيسر من الدماغ. وفي الوقت الذي يبدأ الدماغ عمله بتفسير اللغة في نصفي الدماغ يصبح مجال الاتصال مزدحماً عبر الجسم الثفني مما يولد تشوشاً لدماغ الفرد الذي يعاني من الديسلكسيا عندما يحاول تفسيره.

    ثالثا: موت خلايا المخ أثناء النمو
    يذكر بأن '' المسح المقطعي البسيط للمخ '' في حالات عسر القراءة النموي لا يكشف عن اختلال بنيوي جسيم. إلا أن هناك أدلة على أن ثمة اختلافات بنيوية عن الحالات العادية. ففي غالبية الأيامن البالغين نجد أن المنطقة الواقعة على حافة الفصوص الصدغية ، والتي تسمى '' السطح المستوي الصدغي'' Planum Temporal ، أكبر في الناحية اليسرى للمخ مما هي عليه في الناحية اليمنى. وهذه المنطقة هي التي يفترض بأنها الأساس التشريحي للغة. أما في حالات عسر القراءة النموي فإننا نجد أن هاتين المنطقتين متساويتان في الناحيتين وقد كان يُظن في البداية أن ذلك ناتج عن صغر السطح المستوي الصدغي الأيمن وليس عن صغر الأيسر. ويذهب التفسير الحديث لهذه الظاهرة إلى أنه في حالات عسر القراءة النموي، قد يحدث '' اختلال ما في عملية الموت الطبيعي للخلايا في أثناء نمو المخ '' ، الأمر الذي يجعل بعض الدوائر العصبية لا تتكون بالصورة السوية.

    رابعاً:اختلاف النشاط الكهربي
    لقد أجريت دراسات كهروفسيولوجية على الأفراد ذوي العسر القرائي وجدت اختلافات في أنماط النشاط الكهربي رصدت عبر الجمجمة، مقارنة مع الأفراد العاديين. وليس هناك نمط واحد من الاختلاف. ففي بعض حالات عسر القراءة النموي تظهر الملامح غير العادية في الفصوص الصدغية، بينما نجد في حالات أخرى أن المناطق المخية الأمامية هي التي تحدث فيها التغيرات الرئيسية.
    ولعل إحدى الصعوبات ، التي تقف في سبيل قبولنا لعسر القراءة النموي على أنه مرض حقيقي ذو أساس بيولوجي، هي صعوبة اكتشاف وظيفة بيولوجية ظاهرة في الأطفال الأسوياء مقابلة لما هو مفقود لدى أفراد عسر القراءة النموي. وبما أن الأطباء والمدرسين لا يرون اضطرابا واضحاً، وليس بإمكانهم إجراء اختبار طبي بسيط يثبته، فمن الصعب عليهم أن يتقبلوا فكرة وجوده حقيقة. فالاضطراب الذي يوجد أساسه البيولوجي داخل المخ، قد لا يجذب الاهتمام الكافي لعلاجه، للسبب ذاته، وهو صعوبة إثبات وجود خلل وظيفي واضح نتيجة له.

    عسر الكتابة
    في إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الأفراد الذين يعانون من عسر الكتابة السطحي Surface Dysgraphia (وفي هذا النوع يميل الطالب إلى إتباع تهجئة تعتمد على قواعد المنطق، وليس على التهجئة الصحيحة الخاصة بالكلمة ، مثل fllood _ flud . توصلت هذه الدراسة إلى أن هؤلاء الأفراد لديهم إصابات في القشرة الدماغية تشمل التلفيف الزاوي الخلفي Posterior Angular Gyrus . ودون إصابة التلفيف الحافّي العلوي Supra Marginal Gyrus ، أما من يعانون منهم ''عجز الكثافة الصوتي'' Phonological Dysgraphia لديهم إصابات في '' التلفيف الحافي العلوي '' أو في منطقة داخلة على مستوى أعمق، لكن من دون إصابة '' التلفيف الزاوي الخلفي ''.
    وفي عجز الكتابة الصوتي لا يستطيع الفرد أن يجمع الحروف بعضها ببعض ولا يستطيع كذلك استخدام العناصر المعتمدة على الصوت في الكلمات لكي يصل إلى تهجئتها فهو لا يستطيع إلا أن يتهجأ الكلمات داخل المنظومات المعتمدة على المعنى.

    صعوبة التهجئة
    يجدر بالذكر أن كلاً من مسار التهجئة الفونولوجي ومسار التهجئة الخاص بالكلمات، واللذين يتميزان بموقع تشريحي مستقل، يمكن أن يصاب أحدهما دون الآخر في أثناء النمو. فبعض الأطفال يكتسب مهارات تهجئة فونولوجية جيدة، لكنهم يخفقون في السيطرة على المعلومات الخاصة بالكلمات التي تمكنهم من تهجئة الكلمات غير المنظمة والتمييز بين المشاركات اللفظية. والبعض الآخر يبدو أنه يسيطر على المعلومات الخاصة بالكلمات، لكن لديه صعوبة في السيطرة على القواعد المعتمدة على الصوت والتي تمكنهم من التهجئة المنطقية لكلمة غير مألوفة. فالأطفال الذين يفشلون في السيطرة على القواعد المعتمدة على الصوت، تكون معاناتهم أكبر في المدرسة لأن المدرسين سيجدون صعوبة في التعرف إلى أخطاء التهجئة لديهم، بينما الأطفال الذين لديهم قواعد معتمدة على الصوت، فحين يرتكبون أخطاء تهجئة يكون من السهل إدراكها حيث أنهم يحافظون على المنطوق الصوتي للكلمة .
    إن أولئك الذين ينادون بإصلاح طرق تعليم التهجئة بحيث تستخدم شفرة منطقية معتمدة على الصوت تشمل كل الكلمات، سوف يجعلون الحياة أيسر بالنسبة إلى الأطفال الذين تعلموا قواعد معتمدة على السمع ولديهم صعوبة في الوصول إلى المعلومات الخاصة بالكلمات، لكنهم سيجعلون الحياة أصعب بالنسبة إلى الأطفال الذين يعتمدون على المعلومات الخاصة بالكلمات، لأن هذه العملية ستصبح أقل وضوحاً في نظم التهجئة المعدلة .

    اضطرابات الذاكرة
    لقد لاحظ العلماء وأطباء الأعصاب منذ مدة طويلة فيما يتعلق بالذاكرة، أن أي تلف أو عطب يصيب الفص الصدغي في المخ يحدث اضطرابات في الذاكرة. ولقد أظهرت الدراسات السلوكية والإجرائية لمسارات التنشيط العصبي حديثاً، أن الرموز الفيزيقية والصوتية والدلالية للكلمات تقوم بتنشيط مناطق عصبية منفصلة ، فقد أجريت تجربة لتقدير تدفق الدم في مناطق القشرة المخية كمقياس للنشاط العصبي المرتبط بمهام دلالية وذاكرية مختلفة ، وتوصلت التجربة إلى أن الأشكال البصرية للكلمات قد ظهــــــــرت في الفص القفــــــــوي Ventral Lobe ، في حين أن المهام الدلالية متضمنة في الجانب الأيسر من المخ. تؤكد هذه الدراسات أن تكوين الكلمة بصرياً هو عملية تلقائية ، ومستقلة عن عملية الانتباه ، كما أن التيسير الدلالي Semantic Priming يعمل بشكل مرتبط بعملية الانتباه من الناحيتين السلوكية والعصبية.
    ولقد وضّحت الدراسات والتجارب أيضا أن تلف النصف الأيسر من المخ يرتبط باضطراب الذاكرة اللفظية ، أما تلف وإصابة النصف الأيمن من المخ فيرتبط بذاكرة المواد البصرية . وتؤيد هذه النتائج نظرية الترميز الثنائي للذاكرة : فهناك نظام خاص بترميز المعلومات البصرية ومعالجتها ، ونظام آخر لترميز المعلومات اللفظية ومعالجتها.

    ضعف الانتباه
    تشير الدراسات التي أجريت على الطلبة ذوي صعوبات التعلم الذين يعانون من اضطراب ضعف الإنتباه أن هناك عدم توازن في النواقل الكيميائية العصبية أو خللاً في الإتصال العصبي، ذلك بأننا عندما ننتبه فإن دماغنا يطلق نواقل عصبية كيميائية إضافية، الأمر الذي يمكننا من التركيز على مثير واحد واستبعاد المثيرات الأخرى، ولذلك يبدو أن الأطفال الذين يعانون من ضعف الإنتباه لديهم خلل في انتاج النواقل الكيميائية العصبية مثل '' الدوبامين '' الأمر الذي يؤدي إلى خلل في نقل السيالات العصبية، وبالتالي حدوث تنبيه ضعيف لخلايا الدماغ العصبية المسؤولة عن الإنتباه.
    كما إن اضطراب ضعف الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد قد ينتج بفعل إصابة المنطقة الأمامية من الدماغ وهي أكثر الأماكن تعقيداً في الدماغ ، ويعتقد أنها مسؤولة عن تحفيز السلوك ومتابعة الانتباه والضبط الذاتي والتخطيط للمستقبل، ويُعتقد أيضاً أن سبب هذا الاضطراب يعود إلى تأخر في نمو الدماغ، وأن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات ضعف الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لديهم ضعف في النشاط الكهربائي في الدماغ، وقد يصاحبه انخفاض في مستوى ضغط الدم في المنطقة الأمامية للدماغ بشكل واضح وأكبر من الأطفال الذين لا يعانون من هذا الضعف.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    اشكرك أخى الغالى

    على طرح الموضوع المهم جداااااااااا

    لك كل الود

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jan 2008
    المشاركات
    5,971
    معدل تقييم المستوى
    22

    اشكرك رفيق

    على المعلومات

المواضيع المتشابهه

  1. مشروع المساق السادس بعنوان التعلم التعاوني و بنك مصادر التعلم الواقعي
    بواسطة A D M I N في المنتدى دبلوم التربية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-09-2014, 07:17 PM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-09-2013, 09:53 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-08-2012, 12:10 PM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-07-2012, 08:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك