السبع العجاف والسبع السمان
هيئة التحرير
ونحن نعيش الذكرى السابعة لغزو العراق ونستذكر تلك الهجمة الشرسة التي قادتها القوات الصليبية بقيادة أمريكا على بلدنا الحبيب ،فلا بد لنا أن نقف أمام محطات العز والكرامة التي سطرها أبناء هذا البلد المجاهد وكيف جعلوا تحالفات الكفر تتقهقر وتتفكك أمام صولاتهم الجبارة حتى ودوا الفرار فكادوا يغبطون به .... أشلاء شالت مع العقبان والرخم وكيف أن همم رجال الجهاد مرغت أنف أمريكا في تراب الذل والمهانة ،وكيف كانت إدارتهم لمعارك التحرير تكسر هيبة الجيش الامريكي الذي صورته وسائل إعلامهم بأنه أسطورة لا يقهر ،مرت هذه السنوات السبع العجاف على قوات الكفر الغازية وفي كل لحظة هم في تراجع وإنحطاط ونزول وإنكسار وهزيمة تتلوها هزيمة ،فمن الجانب العسكري نرى أنهم قد خسروا من أفرادهم الآلاف الكثيرة ودمرت آلياتهم وهمراتهم ودباباتهم التي جاؤوا بها من بلادهم ليرعبوا بها أطفالنا ونساءنا حتى أُجبروا على ركوب السيارات المدنية لتنفيذ خططهم في بلاد الرافدين الكريمة وهذا ما رأيناه بأم أعيننا في قواعدهم العسكرية وفي غيرها ،ومن الجانب الإقتصادي فإن الإعلام قد أفصح عن حقيقة تردي الأوضاع الإقتصادية في أمريكا وإنتشار البطالة في عموم مناطقها وإغلاق المصارف الكبيرة التي كانت تدعم عملياتها العسكرية الظالمة على الناس الآمنين في أوطانهم ليتحقق وعد الله تعالى حيث يقول( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ الله فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ ليُغْلَبُونَ ) "سورة الانفال"
ولقد أصبحت اليوم حسرة تعتصر قلوبهم وبعد هذه الحسرة بدأت الهزيمة تظهر للكل لا يستطيعون أن يخفوها عن أنظار الناس ،ومن الجانب الإجتماعي فنرى التفكك الحاصل اليوم في البنية الأمريكية من التناحر بين المؤسسة العسكرية والمؤسسة السياسية وكذالك مطالبة كثير من ولايات أمريكا الإنفصال عن الحكومة الإدارية في واشنطن ،وما يهمنا هو الحالة النفسية والإجتماعية لجنود دولة الكفر الذين جاؤوا ليمزقوا بلدنا ويقتلوا أبناءنا فإنهم اليوم في حالة نفسية يرثى لها فمنهم من قد جن ومنهم من لا يستطيع أن يتأقلم مع حياته الإجتماعية في بلده بعد أن عاد اليهم مخذولا ،وكثرت فيهم حوادث الإنتحار ومنهم من أسس عصابات اجرامية ليسلب من أرواح الأمريكيين ويرعبهم بقدر ما فعل ببلاد المسلمين ( ولا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيئِ إلا بِأَهْلِهِ ) "سورة فاطر" وفي الطرف الثاني نجد أن أبطال هذا البلد من المجاهدين في تقدم مستمر من كل النواحي مع تقدمهم عند الملك الديان ورفعة شأنهم عنده سبحانه وتعالى فمن بعدما كانوا مجاميع يقاتلون هم الآن يجتمعون تحت راية واحدة ، ومن بعد القلة هم الآن في عز وكثرة ومنعة ، فصار البلاء عليهم نعمة كما هو نقمة على أعدائهم ،أبرزت نار الإبتلاء صفاء معدنهم ،وصدق نيتهم ،وعلو همتهم ،وشدة غيرتهم على دين الله تعالى ،وصدق محبتهم لبلدهم فكانوا عظماء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ،فلما علم الله منهم صدق التوجه إليه رفع ذكرهم وأعلى شأنهم ،فكانت السنين السبعة سنين عجاف على أعدائهم ،وسنين نصر وعز ورخاء عليهم ،ولعل أبرز هؤلاء الذين ظهروا في ميادين القتال ولا زالوا مستمرين يخوضون معارك التحرير ويدكون حصون العدو بصواريخهم ويحرقون معداتهم ودباباتهم وهمراتهم بوابل حمم عبواتهم ويفجرون رؤوس جنودهم بطلقات قناصيهم ،هم أبطال جيش رجال الطريقة النقشبندية احدى فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير،الذين بقوا على عهد الجهاد ثابتين ،وعلى ثغور البلاد مرابطين ،ولدحر عدوهم وطردهم من بلادنا عازمين ، وتحت قيادة حكيمة مستبصرة مدركة لكل ما يجب أن يكون عليه المجاهدون منطوين ،ونحن ندخل السنة الثامنة لهذا الغزو البغيض نجدد عهد الأوفياء على أن نبقى نخوض غمار الحرب على الغزاة المحتلين ،حتى يخرجوا مذلو لين منكسرين ،والله أكبر والعزة للإسلام والمسلمين.
هذه المقالة منقولة من المجلة النقشبندية العدد29
لتحميل المجلة
اضغط هنا
رد مع اقتباس
المفضلات