أها ... هون مربط الفرس ... التحدث بالعربيه .
ولكون سواليفنا غير .. لتسمحي لي بنقل التالي مع الاختصار ...
فحروف اللغة العربية لها مخارج محددة معينة وتتدرج من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين , مما أدى إلى
انسجام صوتي مع توازن و ثبات بالاضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها , و لكل صوت من اللغة العربية
صفة و مخرج و إيحاء و دلالة و معنى داخل و إشعاع و صدى و إيقاع ووقع موسيقي على ألآذن البشرية.
وارتباط الحروف مع بعضها البعض مكونة الكلام ليس له نظير في اللغات الاخرى حيث ان هذا الارتباط
والاجتماع يُبعد الوحشية والشذوذ والغرابة في اللفظ والنطق على السواء.
والحروف في اللغة العربية لا تكرار فيها كما هو واضح وظاهر في باقي اللغات
كما وانه من الناحية التركيبية فإن كلام العرب وُضع على المبدأ الثلاثي_أي ثلاثة حروف_و قليل منها أصله
رباعي أو خماسي لكيلا يطول النطق و يعسر , فلم يكثروا من الألفاظ الثنائية خشية تتابع عدة كلمات في
العبارة الواحدة فيضعف متن الكلام و يحدث فيه ما يشبه التقطع لتوالي الألفاظ المكونة من حرفين
كما هوحاصل في غير اللغة العربية .
واللغة العربية لغة موسيقية ولها وقع مميز على الآذان ومن موسيقاها ان العرب اكثر ما أبدعوا في الشعر
الموزون المقفى وكانت هناك اسواق ادبية يتبارزون فيها وكان الشعر اسمى ما يتكلم به العربي الخلص,
حتى قيل : "الشعر ديوان العرب"...اي ان الشعر مرجع وقياس للغة العربية.
كما سبق وذكرتُ أن اللغة العربية ليست توقيفية ,فهي من وضع العرب,والعرب كغيرهم من الامم وضعوا
الفاظًا واتفقوا واصطلحوا عليها فيما بينهم واصبحت لغتهم التي يتسامرون ويتحادثون بها, فهي من
اصطلاح العرب وليست توقيفًا من عند الله تعالى , ولكن لكونها لغة سامية (بمعنى راقية) في التعبير
والايجاز وذات الفاظ دقيقة رقيقة اختارها الله تعالى على ما سواها من لغات وجعلها لغة كلامه (القرآن).
الالفاظ وضعت أبتداءًا للدلالة على معاني معينة , وقد وصلت الينا هذه الالفاظ عن طريق الرواية الصحيحة
ومع توسع الفتوحات الاسلامية ودخول شعوب غير عربيه الى الاسلام مثل الفرس والتتار والترك
وامتداد الرقعة الاسلاميه مروراً بدولة الفرس والاتراك ودول البلقان وجنوب الجزيرة وشمال افريقيا بدأ
يظهر أثر العربيه على كل تلك اللغات ، وتقلدت موقعها بينها اي الصدر , وقد أجاد المسلمون غير العرب
في اللغة فتعلموها وأتقنوها ونطقوا بها خير منطق .
فمن فطاحل اللغة العربية إبتداءًا بسيبوية وإبن نفطوية ومرورًا بأبي علي الفارسي وإبن جني والزركشي
وحتى سعيد الافغاني_ رغم ان مولده كان في دمشق _ فوالده جاء من كشمير , كل هؤلاء قد برعوا وبرزوا
وتقلدوا اسمى المراتب لمعرفتهم باللغة العربية.
ويقول المتنبي ...
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفسي فخرت لا بجـــــدودي
وبهم فخر كل من نطق الضــادَ وعوذ الجاني وغوث الطريد
هذه سولافة من سواليفي الطويلة .... ولان سواليفنا غير ... معكِ شهرين لتقرأينها ... لحين أعود من تاني .
المفضلات