احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: التأويل الأمين لفاتحة رب العالمين [ الجزء الثاني ]

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897

    التأويل الأمين لفاتحة رب العالمين [ الجزء الثاني ]

    التأويل الأمين لفاتحة رب العالمين [ الجزء الثاني ]

    { ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } [الفاتحة : 1] ...
    قد يبتلي الله عبده بالمعاصي ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) [الأنبياء : 35] ...
    وكما في الأثر : ( إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ) ...
    سئل سلطان العارفين " أبو يزيد البسطامي " رحمه الله تعالى ، أيعصي العارف ؟؟؟ !!! ...
    فأجاب رحمه الله تعالى بقوله تعالى : ( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً ) [الأحزاب : 38] ...
    فلا أحد غير أهل الدرجات العلى ، معصوم من هذا البلاء ، ولكن ما جانب رحمة الرحمن في ذلك ؟؟؟ !!! ...
    يجيبنا على ذلك ابن عطاء الله في حكمه : ( رب معصية أورثت ذلاً وانكسارا خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً ) ...
    فقد يزهو العابد بطاعته لربه فيحتجب بذلك عن الجنة ، و كذا العالم يحجب عن الله بعلمه بالله ؟؟ !!! ، إذا ما صحب ذلك كبر يصحبه زهو بالعلم ، فكبر العالم أخطر وأخفى أنواع الكبر ...
    يقول صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) ، رواه مسلم وابن حبان في الصحيح ، الترمذي في السنن ، وأحمد في المسند ، و البيهقي في الشعب ، وأجمعوا على صحته ...
    فإبليس نزل من الجنة بزهوة بمكانته وكبره ، عندما انكشفت هذه الحقيقة ففتن بظهور مكنوناته ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) [البقرة : 34] ...
    فمن رحمة الرحمن بالمؤمن أن يبتليه بالمعصية ليكشف ما انطوت عليه نفسه من غرور وكبر وإعجاب بالذات و زهو الطاعة فيتوب إلى بارئه ويصحح علاقته مع ربه فيصبح سليم القلب ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ [88] إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) [الشعراء : 89] ...
    وهي قمة الرحمة من الله تعالى لعباده ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [2] وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) [العنكبوت : 3] ..
    أما أن تركه الله على عمعهه [ عمى البصيرة ] ، فقد ضل سعيه في الحياة الدنيا ، وهو يظن أنه على صواب ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً [103] الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) [الكهف : 104] ...
    ولكن قد يسأل سائل لما لا ينقذ الله برحمته هذه الفئة ؟؟؟ !!! ...
    و السبب أن هؤلاء سيطر على قلوبهم حب الدنيا وشهواتها ومناصبها وسلطانها فكفروا بكل مصاب يعيدهم إلى الله وبكل فضل يلفتهم إليه سبحانه ، ثم كفروا بقرارة أنفسهم بوجود الآخرة نتيجة إعراضهم عنها وإقبالهم على الدنيا ؟؟؟ !!! ...
    حيث يتابع الله آياته السابقة فيقول :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ) [الكهف : 105] ...
    وبيان هذه الآية من كتاب الله ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ) [فصلت : 50] ...
    وكنتيجة نهائية فإن البلاء من الله لأهل الطاعة هو مكر محمود ؟؟؟ !!! ...
    فهو بذلك يكشف لهم ضلال مهلك خفي لم يفيئوا له إلا بعد البلاء ولميز الخبيث من الطيب و الصادق مع الله ونفسه من الكاذب ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : (َفعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) [النساء : 19] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [التوبة : 115] ...

    يقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( وعزتي وجلالي ، لا أخرجاً عبداً من الدنيا ، أحب أن أرحمه ، حتى أوفيه كل سيئة كان عملها ، سقماً في جسده ، أو تقطيراً في رزقه ، أو مصيبة في ماله وولده ، حتى أوفيه مثاقيل الذر ، فإن بقي له سيئة كان عملها ، شددت عليه سكرات الموت ، حتى يخرج منها كما ولدته أمه ) .... رواه الذهبي في "ميزان الاعتدال" ...
    هذا الأثر القدسي يبين لنا وجه من أوجه رحمة الرحمن حينما يتجلى على عبده بالشفاء و التطهير من سوء نفسه ، ويغنيه عن عذاب البرزخ وعذاب الآخرة ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [السجدة : 21] ...
    ولعلهم يرجعون عند الله أي ليرجعوا ، فإن أفعال الله مبنية على علم مطلق لا احتمالات فيه فهو العليم بمكنون الداء والدواء الأمثل ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ) [طه : 7] ..
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) [غافر : 19] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) [هود : 5] ...

    وهناك معالجة رحمانية لضعاف المؤمنين الذين لم يمتلكوا الهمة الكافية لتحقيق موجبات إيمانهم فيسوق الرحمن لهم بعض أو شيء من المساعد ليحقق إيمانهم وتقواهم ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) [البقرة : 155] ...
    لأن مساعدة الله قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان ؟؟؟ !!! ..
    هب أن ابنين قصدا أبوهما الذي كان واقف ، فوق تل أحدهم صعد بعزيمة وتؤده وخطوات ثابتة دون أن يأبه لأي صعوبة ، فسر ذلك أبوه فاستقبله استقبال حسن ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً ) [النساء : 147] ...
    وقام الثاني بالتسلق مع التردد و الخوف فعندما اقترب من أبيه خارت قواه وبردت همته واستيئس الوصول ، فأصبح بخطر أن يسقط ويهلك فما كان من أبوه إلا أن مد يده واستله بقوة سبب له بهذه الشدة أذى لساعده وألم ، وكان يعلم و أعني الأب أن الابن سوف يقبل هذا السوء قبول حسن لأنه يعلم أن الابن يحبه ، وسوف يبرر هذا الفعل لأبيه بأنه خير ومساعده ضد ما هو أخطر و أشد عليه وأكثر إيلاماً وخسران ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) [الفتح : 9] ...
    فهل من الرحمة تركه يلقى مصيره من هلاك وربما كسور وآلم مبرحة ...
    أم مد يد العون مع شيء من الأذية ، و المثل الأعلى لرحمة الرحمن ...
    ولكن ينشأ هنا السؤال ما دام الأب يعلم إمكانيات ابنه وانه سوف يخفق في النهاية فلما لم يساعده منذ البداية ؟؟؟ !!! ...
    و الجواب أن الله قد منح الإنسان الإرادة ودعم له هذه الإرادة بأن جعلها نافذة في مواطن كثيرة وفق مشيئته سبحانه ، وعظيم الله وعظيم رحمته ، فالله أراد أن يكون أجره للمؤمن دون منية وعن استحقاق تكريماً له يوم القيامة ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) [فصلت : 8] ...
    إضافة أن الجنة سلعة غالية ، يجب أن يدفع المؤمن ثمنها وثمنها هو الإقرار بأن كل ما يسوقه الله له ويقدره ويقضيه هو الخير المطلق أين كان وكيفما كان ؟؟؟ !!! ...
    يقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن لكل شيء حقيقة ، و ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه ) ، رواه أبو داود في "سننه" ، وأحمد في "مسنده " ، وحكمه صحيح ...
    ولا يكن ذلك إلا بالإقرار بحقيقة التوحيد وأن لا مسير للخير و متصرف و فعال في الكون ومصير الإنسان إلا الله و أن الله ليس عنده إلا الخير للإنسان وهذا ثمن الجنة ...
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة ) ، رواه الترمذي في "سننه" و الحاكم في "مستدركه " ، و البيهقي في "الشعب" ، وهو حسن صحيح ...
    يقول ذو السبطين كرم الله وجهه: ( لا إله إلا الله كلمة التوحيد وكلمة الإخلاص وكلمة التقوى والكلمة الطيبة ودعوة الحق والعروة الوثقى وهي ثمن الجنة ) ، رواه السبكي في " طبقات الشافعية الكبرى "...
    فأراد الله لعبده أن ينال هذا الفضل العظيم بحسن النوايا وحسن العمل وحسن الإخلاص بالتوحيد ، دون منة منه إلا عند الضرورة ؟؟ !! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) [النمل : 62] ...
    وكما توضح الآية الأخيرة أننا قليل ما نذكر هذا الفضل الإلهي بالمساعدة عند الحاجة رغم أننا لم نكن لننجو ا دونها ، ومن باب أخر أن المؤمن مهاما قام من شكر نحو ربه لم يوفيه ولو ذرة من عظيم هذا الفضل ...
    لذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الليل الساعات الطوال حتى تتورم قدميه عرفاننا منه لله ، بغية رد شيء من عظيم فضله سبحانه ، رغم أن الله غفر له كل كرب أو عسره وجعل الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فكان إذا ما سأل ما دافع لهذه الشدة على نفسك في القيام لله فكان يجيب : ( ألا أكون عبداً شكورا ) ...
    والحكمة من ذلك كله أن يشهدنا الله فضله فضلاً بعد فضل فنقبل عليه إيماناً وشكراً ، وتألهه قلوبنا خشية زوال الفضل وتعظيماً وإجلالاً ...
    وتتوله القلوب به حباً وهياماً وعشقاً حتى تدرك العبودية و هي العصمة المطلقة من الله ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) [الأنفال : 24] ...
    لذلك نجد الكافر عندما يتكشف له فضل الله وعطائه أثناء إطلاق الحرية له وفي الإعسار و التقيد لحريته بقدر ، ثم المعالجة المتصاعدة حتى حين ...
    عندما يدرك فيض رحمة الله عليه وإحسانه ومقابلة هذا الإحسان بالإساءة و الإعراض والإنكار ينصهر من ألم العار و الندم ويتمنى أن يكون تراباً وتغترفه النار و لا يقابل هذا الرب العظيم صاحب الفضل الكبير والإحسان الذي لا يحصى والخيرية المطلقة ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً ) [النبأ : 40] ...
    يقول سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم : ( إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول يا رب لإرسالك بي إلى النار أيسر علي مما ألقى ، و أنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب ) ، رواه السيوطي في " الجامع الصغير" ، بإسناد حسن ...
    ومما يزيد الألم على الكافر حرص الرحمن على هدايته ومقته لزيغه عن الحق وعدم كسب أي مكتسب إيماني ينجيه بشكل يفوق كل تخيل ويفوق حسرة الكافر على نفسه ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) [غافر : 10] ...
    وهو ما يوثق الأثر القدسي حين يقول الله عز وجل : ( لو علم المدبرون مدى شوقي وحنيني إليهم ، ورحمتي وفضلي عليهم ، لتقطع وجهوهم حياء مني ، هذا حالي مع المدبرين فكيف مع المقبلين ؟؟؟؟؟ !! ) ...
    فمن رحمة الله بالكفار أن يحتجب عنهم يوم القيامة حتى يخفف عنهم العذاب ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) [المطففين : 15] ...
    أما المنافقين فلا يكلمهم الله و لا يزكيهم و لا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم ، وذلك من رحمته بهم حتى لا يزيد خزيهم وعارهم و يشتد ألمهم النفسي الذي يكون عندما تتحرر المشاعر وتنكشف الأسرار و الحقائق لا تحتمله لا السموات و الأرضيين مجتمعة ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [البقرة : 174] ...
    ثم يعود الله ويؤكد في موضع آخر قائلاً :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [آل عمران : 77] ...
    ولكن هنا يسأل سائل لما لا يفيض الله على عباده برحمته ويعفو عنهم ويغفر لهم ويدخلهم جميعاً الجنة ؟؟؟ !!! ...
    و الجواب ، الحقيقة بهذا الشكل تفيض رحمة الله ولكن تنعدم عدالته ، فالرحمن كما هو مصدر للرحمة هو مصدر للعدل من رحمته أيضاً ...
    فهل من العدل أن يقوم معلم رحيم بإعطاء درجة النجاح لكل طلابه بشكل متساوي دون تمييز بين طالب مجتهد وآخر كسول ...
    في الحقيقة يكون قد ولد بغضاء بين التلاميذ وظلم ، وألم وإحباط بالرغبة بالتمييز ، عند المجتهد الذي بذل جهد كبير ليحصل على أعلى الدرجات ويتفوق على أقرانه ، بل أن هذا المجتهد سوف يحمل بنفسه على أستاذه ؟؟؟ !!! ...
    ومن باب آخر لا يكون قد رحم الكسول وعوده على التواكل وقض في الحقيقة على مستقبله بأن شجعه على الكسل وأفقده مرحلة علمية تسهل له ما فوقها ، فزاد عليه صعوبة إدراك المرحلة التعليمية المقبلة ، فهل هذه رحمة ...
    و المثل الأعلى للرحمن فالجنة لها تهيئ نفسي معين لينهل من معينها ونعيمها ويسعد بها ...
    هب أن امرئ ذهب في رحلة إلى مكان جميل جداً فيه كل مقومات المرح و المتعة وكان هذا الشخص فاقد لكل أساليب الاستفادة من هذا المكان و التنعم به ، إضافة إلى أنه كان يعاني من آلام شديدة بالبدن و الرأس و الأضراس ، أفيكون له نصيب بنعيم هذا الموقع الترفيهي، أو كان منشغل بمشاغل ومشاكل دنيوية ؟؟ !!! ...
    فجهله و انشغال باله ومعاناته النفسية و الجسدية ، تحجبه عن الاستفادة من هذا المكان ، فليس من الرحمة أن يذهب إليه أصلا ً ، والمثل الأعلى لرحمة الله عز وجل وعدله ...
    ولكن هناك وجه آخر لعظيم رحمة الله بعباده ، وهو التماس الخير المنجي لهم مهما صغر عملهم ؟؟؟ !! ...
    لينتهي بهم أو بمن كان في قلبه ذرة من إيمان إلى الجنة بشكل عاجل إلى أدنا درجات الجنة ، أو آجل بعد أن يتحرر من أدرانه في النار ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) [الزلزلة : 7] ...
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول الله تعالى لملائكته : ( اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ، ويحرم الله صورهم على النار ، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه ، وإلى أنصاف ساقيه ن فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ) . قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرؤوا : " إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها " ) ، رواه البخاري في " صحيحة" ...
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر ، و لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ) ، رواه ابن ماجه في "سننه " و مسلم و الترمذي بلفظ آخر ...
    و السبب أنه لا يجتمع الكبر والإيمان في قلب واحد ...
    فالله من رحمته يلتمس الخير والإيمان في قلوب عباده مهما صغر ، ليعفو عنهم ويغفر لهم ويرحمهم ..
    أما من كان من المجرمين وجرم نفسه من كل خير فمأواه جهنم وبئس المصير ...
    والآن سوف نتطرق لرحمة الرحمن في الآخرة للمؤمن ، و الكافر أيضاً ؟؟؟ !!! ...
    إن تجلي الرحمن على المؤمنين يوم القيامة يكون بفيض نور ذاته وكمال محاسن أسمائه وصفاته ، فتهيج قلوبهم فرحاً بالله وسروراً ، وتسعد بشهود أنوار الجلال الرحماني فترتقي بمنازل القرب ، وتعرج في معارج الكمال و القدسية ، فيزداد ذوقهم للنعيم لذة ويزداد نعيمهم ويفيض و يتجدد دون تكرار ، أي يرتقي من نعيم عظيم إلى أعظم بجلال جمال الله وإحسانه ...
    ومثال ذلك رجل أو امرأة ورث أحدهم من أبويه قصر فاره مجهز بكافة أشكال الرفاهية والجمال إضافة إلى مال وفير ، لكن مع وحدة قاتلة ، فأخذت المرأة تبحث عن فارس أحلامها وكذا شأن الرجل بغية نشأة الأسرة التي تسكن وتسعد بها النفس ...
    إلى أن وقع اختيار الرجل على امرأة ذات جمال أخاذ وعلم ووعي ديني ودنيوي فريد ، وأخلاق رفيعة وأصل مشرف ...
    فهام بها أثناء الخطبة حباً ، فكان كلما تركها وعاد إلى قصره وجده قبر مظلماً موحشاً ، فلم يعد يأبه لنعيم القصر و لا لحسنه وجماله فقلبه عند المحبوب ؟؟؟ !!! ...
    لكن عندما جاءت شريكة العمر و حبيبة القلب إلى القصر ، تبدل الأمر تبدلاً جذريا ، فعاد القصر قصراً وعاد له رونقه وجماله ونعيمه ...
    و المثل الأعلى لله عز وجل ...
    فكلما زاد الإيمان بحب الله زادت السعادة في الجنة ، بالحضور مع الله ...
    يقول ذو السبطين كرم الله وجهه : ( إن لله جنة لا فيهما حور و لا قصور و لا جنان ولا أنهار من لبن وعسل ، ولكن ينظر فيها لوجه الله ) ...
    ويقول سلطان العارفين " أبو يزيد البسطامي " قدس الله سره : ( إن من خواص الله عباد في الجنة ، إذا حجب عنهم الله ، استغاثوا من الجنة كما يستغيث أهل النار من النار ) ..
    ومنه نفهم قوله تعالى : ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) [آل عمران : 15] ...
    فالذين اتقوا يلقون عند ربهم تجليات من الرحمة تفجر في سرائرهم جنات النظر إلى نور وجه الرحمن ومجالسته تعلو وتفوق أنهار النعيم ...
    فالجنة مأخوذة من التغطية والإخفاء نقول جنا الليل أي غطى الأرض و حجبها بظلمته ، و الجنة هي حال قلبي يغطي و يسيطر على القلب بجذبة السعادة و السرور بالله ...
    ويبين ذلك قوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [54] فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) [القمر : 55 ] ...
    فالمؤمنون و المتقون تكون وجوههم نضرة أي راضية مستبشرة متألقة وضاءة ومشرقة تغمرها فرحة عارمة بالنظر إلى ربها الرحمن ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ [22] إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) [القيامة : 23] ...
    فالنضارة هي منعكس السعادة وشدة الفرح بالله على الوجه ...
    فالأجر الحسن الذي يبتغيه المؤمن المحب لله في الآخرة ، هو دوام المكوث مع الله قائماً به حاضراً بين يديه وهو ناظر إليه ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً ) [الكهف : 3] ...
    و الرحمة هنا هي الحشر و الاحتضان بالله ، و الاجتماع على الله و السعادة ، وهي جوهر الجنة ...
    فالرحم الذي اشتق أسمه من اسم الرحمن ، سجن قاتل مغرق ، دون رحمة الرحمن وعنايته البالغة بهذا الجنين وتأمين احتياجاته ...
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل : ( أنا الرحمن أنا خلقت الرحم و شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته و من قطعها بتته ) ، رواه أبو داود في السنن ، و الحاكم في المستدرك ، أحمد في المسند ، وكذا البيهقي في الشعب ، وهو صحيح على اختلاف لفظه ...
    وفي رواية أخري للبيهقي في الشعب : ( أنا الرحمن و هي الرحم شققت لها اسماً من اسمي أن الرحمن قتادة الرحم اسمان مشتقان من الرحمة فأنا الرحمن لما وسع كل شيء من رحمتي و هي الرحم لأن الجور في الرحمن موجب للرحمة فمن عرف هذا الحق جزيته خيراً و من أغفله ذلك الخير ) ...
    هذا حال المؤمنين و المتقين يوم القيامة ، فما هو حال أهل الكفر و النفاق ؟؟؟ !!! ...
    لقد تكلمنا في السطور السابقة ، أن من رحمة الرحمن بالكفار و المنافقين احتجابه عنهم يوم القيامة و في النار ، حتى لا يزيد من شدة ألمهم المعنوي النفسي بالظهور الذي يورث الذل و العار و الخزي و الحياء و الخوف الشديد ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) [الحديد : 13] ...
    و الوجه الثاني للرحمة من الله للكفار و المنافقين ، هو زيادة العذاب الجسدي ليغطي على الألم النفسي الشديد ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ) [الكهف : 29] ...
    هذه الآية تبين أن الظالمين عندما يعتادوا على عذاب النار و يعود ويغلب عليهم عذاب الجحيم النفسي وهو عذاب جهنم لقوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( ِإنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) [البروج : 10] ...
    فعذاب الحريق مادي وعذاب جهنم عذاب معنوي ...
    ونعود للآية فنجد أن الله يغيث الظالمين من عذاب الجحيم المعنوي بزيادة العذاب المادي الذي يسكن لظى الضمير ، ويخفف عنهم الألم المادي السابق إذا ما عادوا إليه مرة أخرى ...
    و الدليل أن أهل النار يفضلون عذاب النار على الجحيم قوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ) [الأنبياء : 39] ...
    أي لو تراءى لهم حقيقة هذا الموقف العظيم حين يكشف لهم خزيهم وعارهم ، فلا يعودا يأبهون للظى النار إن أحرقتهم علهم يطفئون ليهب أنفسهم فلا يكفونها عن وجوههم و لا ظهورهم ، ولا يجدون في أنفسهم عزر واحد يتجنبون به هذا الخزي و العار وينصرون ...
    أما أن إقبالهم إلى العذاب المادي درء للعذاب النفسي فهو أنهم يشربون بإرادتهم من الماء الذي يشوي الوجوه شرب الهائم بالشيء أو شرب النوق العطشى علا هذا الماء الشديد الحرق يطفئ لظى لهيب الحسرة و الخزي الشديد في النفس المظلمة بالكفر ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ [51] لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ [52] َفمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ [53] فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ [54] فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) [الواقعة : 55] ...
    إذا نظرنا وتمعنا بهذه الآيات لوجدنا أن شجرة الزقوم هي ما ينبت في النفس يوم القيامة من موبقات الدنيا من خلال تأثير المعاصي وإتباع الشهوات وكسب الذنوب والآثام وتغذيتها ومن ثم الإعراض عن الفضل و الإحسان الإلهي وإساءة الظن بالله فتتحول هذه البذرة عندما تتفجر المشاعر وتنكشف الحجب إلى شجرة من الآلام أصلها في جحيم النفس لقوله تعالى : ( أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ [62] ِإنا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ [63] إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ [64] طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ [65] فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ [66] ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ [67] ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ) [الصافات : 68] ...
    فشرب أو شوب الحميم يسكن عذاب الجحيم النفسي ولا يزيله فالآية الأخيرة تشير إلى عودتهم لما آلوا إليه في أصل الجحيم ...
    فشجرة آلام النفس الزقوم تزرع أو تبذر في الدنيا لكنها تنبت في الآخرة وتأتي ثمارها من عذاب الجحيم ، أعذنا الله منها ومن عذاب الحريق ...

    ولكن الآن يأتي السؤال الخطير جداً و الذي لا يدركه سوى أهل الإيمان ؟؟ ! ...
    وهو لما لا يدعم الله عباده بالدنيا بالقبض و البسط والمعالجة بالشكل الذي لا يحتاج به العبد إلى عذاب الآخرة أو حتى عذاب القبر ؟؟؟ !!! ..
    فالرحمن مصدر الرحمة و العدل و العلم ...
    فما دام يعلم حال كل عبد ومصيره مسبقاً فلما لا يحول بينه وبين النار ؟؟؟؟ !!!!!! ...
    نهاية الجزء الثاني ...

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669



    بارك الله فيك
    الله يجزاك الخير كله


    اختكم بالله


  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    جزاك الله كل خير
    وبارك لك وجعلك من اهل الجنه
    فى ميزان حسناتك
    أن شاء الله

    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة مشاهدة المشاركة



    بارك الله فيك
    الله يجزاك الخير كله


    اختكم بالله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    شكراً وبارك الله بك سرني مرورك الكريم ...

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل خير
    وبارك لك وجعلك من اهل الجنه
    فى ميزان حسناتك
    أن شاء الله

    [img]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/img]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    مرور ميمون ومبارك مع الشكر الجزيل ..

المواضيع المتشابهه

  1. 55 سجينا تجاوزوا فترات محكوميتهم يقاضون الأمن العام والسجون
    بواسطة الاسطورة في المنتدى اخبار السعودية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 17-01-2011, 07:09 PM
  2. حكم تحريم الزواج بسبب الرضاعه
    بواسطة زهر الربيع في المنتدى الفتاوي الشرعية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 05-06-2010, 02:36 PM
  3. *** كيف يفيدك البكاء ومتى يصبح علامة مزعجة ... ؟ ***
    بواسطة عدنان 22 في المنتدى منتدى الاسرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16-08-2008, 09:26 PM
  4. قلوبنا تعيش .....
    بواسطة حبوبه في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-06-2008, 04:54 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك