احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: التأويل الفريد في عقيدة المريد [ سورة القارعة ]

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897

    التأويل الفريد في عقيدة المريد [ سورة القارعة ]

    التأويل الفريد في عقيدة المريد [ سورة القارعة ]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    { الْقَارِعَةُ } [القارعة : 1] ...
    القارعة مأخوذة من القرع وهو التجريد والإظهار لما يسر في القلب من مخاوف ؟؟؟ !!! ...
    و القارعة هنا هي تلك الصيحة أو ذلك النداء الإلهي الذي ينادى به الخلق بعد النشر من القبور ، للوقوف موفق الحساب ، وسمي هذا النداء بالقارعة لأنها تهز صميم القلوب خوفاً و اضطرب وفزع ..
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) [الزمر : 68] ...
    في ذلك الوقت ينكشف لكل امرئ شأنه ومكانته ومصيره ، أو في دار النعيم أم الشقاء والعذاب الأبدي ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) [الإسراء : 14] ...
    ومثال ذلك عندما يأتي الطلاب ليخضعوا للامتحان ، ويقرع جرس الفحص ، فيشتعل قلب المقصر وجلاً من الفحص ، ويعم الفرح قلب المجتهد المتمكن ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) [الأنبياء : 103] ...


    { مَا الْقَارِعَةُ } [القارعة : 2] ...
    القرع هو صوت ناتج عن اصطدام صلب بصلب ...
    وهذه الآية هنا ، تنبيه أن يعني هل عرفت أيها الإنسان ما هذا الحدث الذي يقرع المشاعر و المخاوف ويسيطر عليك ، وهل تساءلت ما هي القارعة أم انغماسك في الدنيا و ملهياتها حجبك عن الاهتمام بهذه الحقيقة الرهيبة ، التي يتحدد بها مصير الإنسان ؟؟؟ !!! ..
    ومن باب آخر هي هل تريد يا محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون لك معرفة بها لتنذر قومك من هولها وحساسيتها في حياة المرء الأبدية بعد الحساب ...


    { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ } [القارعة : 3] ...
    وهذه الآية تعني أنه مهما تصورت وتخيلت عن هول هذا الحدث فسوف يكون تصورك دون حقيقة و فجاعت هذا الموقف بكثير كثير ...
    فهي أشد هول مما تصورت وأعظم رعباً مما تخيلت ، أعاذنا الله من هذا الموقف ...
    من وجه آخر يبن الله لنبيه أنك ومن تبعك لن يكون لكم نصيب من أهوالها بل على العكس ، هي لحظة السعادة المنتظرة من قبلكم ، فلن تلتفتوا حينها لأحوال أهل الكفر و النفاق و الفجور و الطغيان ، بل لا خوف عليكم و لا أنت تحزنون ...
    لأنكم مشغولون بما ينتظركم من نعيم و بسعادتكم المطلقة بلقائكم بالحبيب الأكبر رب الأرباب وإله السموات و الأرضيين ...
    ومن وجه أخر هي خطاب للنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، أن ليس بالضرورة أن تدرك كل أهوال هذا الحدث ، بل يكفيك من دلالاته القليل فإن اللبيب من الإشارة يفهم ...


    { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ } [القارعة : 4] ...
    هنا يأتي بيان الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، ولمن تبعة من المؤمنين تصوير دقيق لأحال الناس قي ذلك اليوم ؟؟؟ !!! ...
    وهذا الحدث يخص جميع بني البشر من بدأ الخليقة إلى قيام القيامة ...
    فهم سوف يجتمعون كلهم يوم القيامة بعد النشر على صعيد واحد للحساب ، وهنا جاء وصفهم بالفراش المبثوث ، وهي إشارة إلى تهافت الناس على غير هدى من هول ذلك اليوم ..
    و التشبيه بالفراش هنا إشارة إلى ضعف الإنسان وضعف حيلته في هذا الموقف العظيم يعد أن تقطعت الأرحام وانحلت الصلات فما من نصير إلا الله ، وهي خصوصية المؤمن دون سائر الخلق ؟؟؟ !!! ...
    فلا نسب ولا عشيرة أو ولي أو نصير يغيث أو يسعف أو حتى يرشد ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ) [المؤمنون : 101] ...
    وفي موضع أكثر بيان وتفصيل يقول تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ [33] يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ [34] وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ [35] َوصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ [36] لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )[عبس : 37]
    وكلمة الفراش المبثوث أي المنتشر المتناثر الوجهة الذي يمضي على غير هدى ، دون أن يدري من هول الموقف إلى أين يمضي ...

    { وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ } [القارعة : 5] ...
    فالجبال الصلبة المتماسكة ، تصبح يوم القيامة و النشر كالعهن المنفوش ؟؟؟ !!! ...
    و العهن : هو الصوف الذي ينفصل على الخراف وتذروه الرياح ...
    و المنفوش : أي المتباعد الخيوط أو الأجزاء ...
    وهذه الآية تشير إلى توقف دوران الأرض وانعدام قوى ضبط الأرض كالقوة النابذة بالدوران و القوة الجاذبة بالتماسك لذلك تتناثر الجبال وتنفصل كما ينفصل لحاء الأشجار و الصوف ...
    فالجبال التي كان لها دور مهم في انتظام دوران الأرض و ضبط التجاذب مع الأجرام الأخرى الفضائية ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) [إبراهيم : 48] ...
    و الوجه الآخر المعنوي للجبال هم الجبابرة و الطغاة من أصحاب النفوذ و النفوس الجبارة ، من أصحاب الجاه و السلطة و المال في الحياة الدنيا ، فتراهم في هذا الموقف كالصوف المنفوش المتفرق و المتناثر ، فهو الذي فقد كل أسباب السلطة والجاه و الهيمنة والحصانة ....الخ ..

    { َفأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } [القارعة : 6] ...
    والميزان يومئذ هو ميزان الحق و التحقق ، بما يعقل بالقلب من الحقائق ، هذا عند العلماء ، وما يغلب على النفس الإنسانية من الخير وهو حال العباد ...
    وميزان المر ئ يوم القيامة عقله كما ورد بالأثر : ( ازدد عقلاً تزدد من الله قرباً ) ...
    وفي أثر أخر : ( إنما يتقرب الناس من الله زلفى يوم القيامة على قدر عقولهم ) ...
    فالميزان يثقل يوم القيامة بالعلم و العمل بهذا العلم ، وما عقل من الحق و اكتسب من الخير ، إضافة لما انطوى في النفس من حسن النوايا والإخلاص بالوجهة لله عز وجل ...
    فكلما علت نية المرء وازداد إخلاصه ، قيم عمله وعظم أجره وثقل ميزانه ...
    كما في الأثر : ( يحشر الناس يوم القيامة على نواياهم ) ...
    وفي أثر آخر : ( نية المؤمن خير من عمله ) ...
    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو إلى امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، رواه البخاري في "صحيحة" ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ) [إبراهيم : 24] ...
    أما سوء النية وسوء الطوية قال الله فيها :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ) [إبراهيم : 26] ...
    قد يتفوه المرء بكلمة حق من قلب طاهر مخلص يريد بها وجه الله ، فتكون سبب في هداية إنسان ضال ينشر الهداية و الرشاد ...
    فترفعه في الجنة درجات وهو حال العالم الداعي إلى الحق ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) [فصلت : 33] ...
    وقد ورد بالأثر : ( فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعين درجة ) ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( ......... َيرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [المجادلة : 11] ...
    وفي آثار المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم رجلاً من أصاحبي ) ، رواه الترمذي في السنن ، وفي رواية : ( كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ) ، رواه أبو داود و الترمذي وابن ماجه في السنن ، واحمد في المسند ، وابن حبان في الصحيح ، وفي رواية : ( كفضل الشمس على سائر النجوم ) ...
    وقد يتفوه آخر بالكلمة نفسها ولكن غايته حظ نفسه فيهوي بها في جهنم دركات و العياذ بالله تعالى ...
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالاً ، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم ) ، رواه البخاري في " صحيحة" ، وأحمد في "مسنده" ، و البيهقي في " السنن الكبرى" ، و في " شعب الإيمان " ...
    وهكذا فإن كل عمل يأتي فيه المرء يوم القيامة له وزن عند الله ، وقيمة هذا العمل تقاس بدرجة ما انطوت عليه النفس الإنسانية من صدق النية وحقيقة الوجه بالعمل أي القصد و الذي يكون بإخلاص القلب لله وحدة ...
    و السبب أن هذه المقومات إذا ما اجتمعت في العمل تولد في القلب ثقة وجدانية برضا الله عنه ، فيجعله يقبل على الله وقد حصل على طرف من السعادة التي أعدها الله له ...

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم / : يقول الله عز وجل : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ذخرا ، بله ما أطلعكم الله عليه ) ، رواه الشيخان في الصحيح ، وابن ماجه في السنن ...
    ثم قرأ صلى الله عليه وآله وسلم : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [السجدة : 17] ...
    وقد يسأل سائل لما وردت كلمة موازين بصيغة الجمع لا المفرد أي أن يقال فمن ثقل ميزانه بدل موازينه ؟؟؟ !!! ...
    و السبب هو بيان دقة الله في حفظ عمل المؤمن ، و قيمة هذا العمل عند الله فيحفظ في قلب خاص أو لنقل ديوان خاص لأنه جوهرة وتحفة عند الله يعتز بها بالمؤمن الذي يباهي به سبحانه ملائكته ؟؟؟ !!! ...
    لذلك فإن الله يعرض عمل المؤمن تلوى عمل كما تعرض الجواهر و اللألئ و الحلي ، مبين قيمة كل عمل عنده سبحانه ، فيعرض كل خطوة أو ابتسامة أو صدقة أريد بها وجه الله عز وجل ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [الأنبياء : 47] ...


    { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [القارعة : 7] ...
    إن النفس الإنسانية ذات طموح جامح ، صعبة الإرضاء بمفهوم الرضا الحقيقي ، هذا هو حالها وهي في قلب الجسد مقيدة بمحدودية الحواس و المشاعر والمكاشفات فكيف يكون حالها إذا ما تحررت وأحاطت بالجسد وأصبحت كلها حواس مبصرة سامعة شاعرة بلا حدود ...
    ما يرضيها حين إذ ؟؟ !!! ...
    لكن الله يخبرنا أن نفس المؤمن في عيشة راضية أي فاعلة للرضا من شدة الرضا ؟؟ !!! ..
    فما هو الشيء الذي لقيته هذه النفس من النعيم المتجدد الأخاذ المقيم الذي سحر لبابها واسر مشاعرها ؟؟؟ !!! ...
    و الجواب هو خصوصية العناية الربانية ولذة النظر إلى يد العناية و الإمداد اللا محدود والتفاعل معها ، فتكون اللذة الحقيقة هي لذة محبة الله من قبل العبد المؤمن و لذة محبة الله لعبده ، وهي مذاقات معنوية عالية ورفيعة المستوى لا يدركها إلا أهلها ، وهي مقامات الفردوس وعليين جعلنا الله من أهلها ، وهي جنات النعيم ؟؟؟ !! ...


    { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } [القارعة : 8] ...
    هنا تنقسم خفت إلى قسمين :
    خفت بمعنى قلت عنده الأعمال الثمينة التي لها وزنها عند الله ...
    و القسم الثاني خفت أي فقدت جوهرها وقيمتها لأنها أعمال مداهنة و مراءاة و نفاق ؟؟؟ !!! ...
    لم يرد بها وجه الله و لم تكن النية خالصة بها لله ؟؟؟ !!! ...
    ويمكن أن نضيف وجه آخر وهو غلبة الأعمال السيئة على الأعمال الحسنة فتصطبغ النفس بالشؤم لأن كان صاحبها غلبت علية الشقاوة لأن مقصده كان حياة فانية و نفس غانية ...
    فالعالم و التاجر و الطبيب و المعلم و المهندس و القاضي .... الخ ..
    إن لم يكن قصدهم بأعمالهم وجه الله وقدموا مصالحهم الشخصية على رضا الله ولم تكن مقاصدهم مقاصد إنسانية خيرية نبيلة ...
    فإن أعمالهم مهما علت وكبرت سوف تكون يوم القيامة خفيفة و العياذ بالله ...
    وتجد نفسهم الأمارة و الشيطان و أعوانه من الجن و الإنس يزينون هذه الأعمال ويوهمون صاحبها بالصلاح و الخيرية ، وهو أحد أبواب الشيطان من اليمين أي جهة الخير عند الإنسان ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ [16] ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) [الأعراف : 17] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) [الكهف : 104] ...


    { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } [القارعة : 9] ...
    سميت الأم أم لأنها المأوى و الملاذ و الصدر الحنون لأولادها ...
    فلما سميت النار في هذه الآية بالأم ؟؟؟ !!! ...
    و الجواب لأنها مأوى المجرمين الذين يحرقهم ألم جحيم الضمير و الخزي و العار على ما ضيعوا في جنب الله ، فلا يخفف عذابهم النفسي إلا عذاب الحريق ؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) [البروج : 10] ...
    فإذا ما تأملنا هذه الآية الكريمة وجدنا هناك عذابين هما عذاب جهنم ، وهو العذاب المعنوي النفسي الناتج عن ألم الندم و التقصير في جنب الله ، و الثاني هو عذاب النار وألم الحريق المادي ...
    يروى أنه كان هناك رجل بخيل وجبار وظالم كان له أطفال صغار ، جرمهم من أبسط مقومات الحياة ...
    وحدث ذات مرة وترك نقوده على مقربة من أيديهم فدفع ألم الحرمان عند هؤلاء الأطفال إلى التصرف بجزء من النقود لتعويض شيء من حرمانهم ...
    فما كان من الأب إلا أن انهال على أيديهم ضرب لما علم ، حتى انتشر بأيديهم مرض يستوجب قطع أيديهم حتى لا يتفشى في جسدهم ويهلكهم ...
    فكان هؤلاء الأطفال يستغيثون بالأب ويقولون له لم نعد نريد أي شيء منك فقط أعد لنا أيدنا ...
    وهنا كان وخذ الضمير يؤلم الأب على فعلته و لا يخفف عنه ، حتى يكوي الأب يديه بالنار ؟؟؟ !!! ...
    إلى أن مات بحسرته وندمه ...
    و لله المثل الأعلى فإن الله يغيث عباده و يخفف عذابهم النفسي بالعذاب الجسدي ؟؟؟ !! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ) [الكهف : 29] ...

    فالغيث لا يكون إلا لما يخفف السوء فالله هنا برحمته يخفف عنها العذاب النفسي الذي كلما سرا في النفس ضاق حتى يغلب عذاب الحرق فيستغيث أهل النار بربهم فيخفف عنهم العذاب النفسي بماء يشوي الوجوه قبل أن يصب في الجوف و مع ذلك نجد أهل النار يقلبون عليه ويشروه شرب الهائم بالشيء أو شرب النوق العطشى ؟؟؟ !!! ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ [54] فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) [الواقعة : 55] ...
    وأمه هاوية إشارة إلى أنه يهوي في دركاتها من شديد لما هو أشد وهكذا حتى يسهو عن العذاب النفسي المهول الذي يحيط به ...

    { وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } [القارعة : 10] ...
    وهنا إشارة لمرارة عذاب النار وعذاب جهنم أو لنقل هول جحيم العذاب ..
    وهنا أيضاً يخاطب المصطفى و المؤمنين أن أطمأنوا ، لن يكون لكم بها نصيب إلا ما أطلعكم عليه بالخبر ، وأنتم أيها المؤمنين سوف تدركون بتفتح مكنوناتكم وتحرر فكركم واستنارة عقولكم سوف تتبصرون هول هذا العذاب ...
    وهذا هو الورود عند المؤمن المعصوم بالله عن النار ؟؟؟ !!! ...
    برهافة حسه ودقة مشاعره ، وتألمهم على أهل النار حسرة عليهم ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ) [مريم : 71] ...
    لأن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين صبغوا بالرحمة ؟؟؟ !!! ...
    فقد كان سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم يتألم إن مات أحد على الكفر أو النفاق ويقول : (فرت مني نفس إلى النار ) ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( .......... فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) [فاطر : 8] ...


    { نَارٌ حَامِيَةٌ } [القارعة : 11] ...
    ويكفي بهذه النار شدة أن وصفها الله بالحامية ؟؟؟ !!!
    كما في الأثر : ( تحمى ألف عام حتى تحمر ثم تحمى ألف عام حتى تبيض ثم تحمى ألف عام حتى تسود ) ...
    يوجد في الكون مجرات تسمى المجرات السوداء أو الثقوب السوداء وهي سوداء من فرط حرارتها إذا ما اجتذبت نجم بحجم الشمس وحرارتها ملايين المرات تجعله يتلاشى بأجزاء من الثانية لفرط حرارتها ؟؟؟ !!! ...
    فتخيل فرط وشدة عذاب الحريق و العياذ بالله ...
    وبعد بيان هذا الخطر العظيم للنار و أهوالها ، فكيف للإنسان أن يصفي نيته ومقاصده حتى ينال النعيم وينجو من الجحيم ؟؟؟ !!! ...
    و الجواب نقول لا تعلو و لا تصفو النوايا و المقاصد ، إلا من بعد تتبع خطوات الإيمان الشهودي الذي يخلص إلى الإقرار العقلي بوحدانية الله عز وجل ، فإذا ما آمن الإنسان وحصل له هذا الشهود أو العلم بلا إله إلا الله ، فنا تسمو النية وتشرق المقاصد فتكون الأعمال خالصة لوجه الله تعالى ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) [محمد : 19] ...
    يقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( لا إله إلا الله حصني من أقر لي بالتوحيد دخل حصني و من دخل حصني أمن من عذابي ) ، رواه الشيرازي في "الألقاب" بلفظ ( أنا الله لا إله أنا ، من أقر لي بالتوحيد ...) ، وورد في كنز العمال رقم 167 و 168 ...

    تم بعون الله وتوفيقه وهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...




  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669




    ربي يجزاك الاجر والمثوبة
    وجزاك الجنه يارب

    اختكم بالله


  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة مشاهدة المشاركة




    ربي يجزاك الاجر والمثوبة
    وجزاك الجنه يارب

    اختكم بالله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك ..

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    جزاك الله كل خير
    وبارك لك وجعلك من اهل الجنه
    فى ميزان حسناتك
    أن شاء الله

    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل خير
    وبارك لك وجعلك من اهل الجنه
    فى ميزان حسناتك
    أن شاء الله

    [img]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/img]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    شكراً لمروركم الطيب أدامكم الله على الخير ..

المواضيع المتشابهه

  1. الأردنيون ينفقون 136 مليون دينار على السفر للخارج بشهرين 23-04-2015
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار الاردن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-04-2015, 06:51 AM
  2. 'شباب 9 مارس' ينخرطون في مواكبة الإصلاحات الدستورية بمراكش
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى اخبار المغرب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-05-2011, 08:01 AM
  3. اوباما يقرر إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان خلال 6 اشهر
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-12-2009, 12:38 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك