احباب الاردن التعليمي

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 41

الموضوع: إرادة رجل

  1. #21
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    صكي عينك
    ودها تقوم وتبعد عنه لكن راكان حط يده اليمنى على كتفها وأضاف برقة
    - أرجعي نامي قبل أغير رأيي أنتي ما نمت من أمس .
    غمضت عينها بضيق وهي تحس من خلف جفونها بنظراته تحرق وجهها و زاد توترها قرب جسمها من جسمه . حس فيها راكان و ظل يراقب جفونها اللي تهتز بحركة خفيفة بين فترة والثانية وتدله أنها للحين صاحية ومنزعجة بعد وقت لاحظ أن جفونها توقفت عن الحركة وحواجبها المعقودة انفكت وملامح وجهها المتقلص تسترخي و هدت حركتها تماما غير تنفسها المنتظم وغطت في نوم عميق .قرر راكان يسوي الشيء نفسه فانزل يده وحط رأسه على الوسادة وبصعوبة قدر يبعد عيونه عن وجهها و يغمض جفونه وينام هو الآخر بجانبها من طول السهر .

    هاذي المرة أفتحت لينا عينها زين عشان تشوف حولها و ارتاحت لما لقت نفسه في السرير لحالها لكن جسمها على طول رجع وأنكمش لما سمعت راكان يقول
    " صباح الخير "
    شافته قدام المراية ويضبط شماغة وهو يتأمل صورتها المنعكسة قدامه فقعدت لينا ومدت يدها ترتب شعرها وهي ترد عليه
    " صباح النور كم الساعة؟ "
    " عشر "
    تذكرت أن أهله بيجون بعد ربع ساعة فقامت بسرعة وراحت للحمام وفي طريقها انتبهت أنها لابسه فستان الصباحية وبما أن راكان نقلها للغرفة أكيد أن كعبها مرمي جنب الكنبة هناك فغيرت طريقها وقررت تروح تجيبه قبل يجون أهله قال راكان
    " وش فيك مستعجلة؟ "
    " ليش ما قومتني من بدري وش بيقولن أهلك لو جو و لقوني نايمه ما استقبلتهم؟ "
    زم راكان شافيفه وقال
    " ما أتوقع يقولون شيء وهم أصلا يعرفونك من قبل "
    التفت لها وأضاف وهو يغمز لها بعينه
    " زيدي على كذا أن أفكارهم بتوديهم بعيد "
    أحمر وجه لينا وكملت طريقها ورفعت كعبها عن الأرض وهي تشوف راكان يترك لها الغرفة فا رجعت للغرفة وصكت الباب وراها عشان تقدر تسمعه إذا دخل مرة ثانية نزلت الفستان بعجلة و لبست روب الحمام ودخلت الحمام تاخذ شاور يبعد عنها النوم وينشطها . أرجعت لغرفتها وجففت شعرها وسرحته ولبست فستانها مرة ثانية ولما بدت تحط زينتها دخل راكان وقال
    " باقي خمس دقايق و يجون "
    " ما عاد بقي لي شيء وأخلص الحين "
    قال راكان وهو مبتسم يمازحها
    " لينا خليني أنا اللي أرسم لك عينك "
    ضحكت لينا بصوت خفيف لأنها تذكرت شيء وقالت
    " لا, الله يرفع قدر والديك بعد يدك عن ها الأمور"
    " ترى أنا أعرف ولو سألت شمس بتعلمك "
    " وهذا اللي يضحكني أذكر أنها قالت لي أنك دخلت الكحل في عينها وعلقت فرشة الاستشوار بشعرها "
    ضحك راكان وقرب منها وقال
    " طيب خليني أجرب أحط البلاشر ولا أرسم لك الظل "
    أخذت لينا العلب من يده
    " لا معليه أنا مهوب حقل تجارب من غير إن في ناس بيجون الحين "
    حاول راكان يا خذ العلب التجميل منها وهم يتدافعون بلطف وما لقت لينا طريقة أتخلص فيها زينتها ونفسها إلا أنها تقول له وهي تحاول تاصل ليده اللي رافع بها العلب
    " الناس بتجي الحين عطني خلني أخلص "
    "لا "
    " راكان الله يخليك "
    هز راسه و قال
    " خليني أحط لك و أنتي عدليه زي ما تبين "
    " بعدين مهوب الحين "
    " متى؟ "
    أسكتت عند الطريقة السهلة اللي نطق بها السؤال ثم قالت
    " في أي وقت تبي بس عطني أغراضي "
    أعطاها أللي في يده وشافها تكمل زينتها بشكل سريع وبيد تدل على مهارتها في أستعمل أدوات الزينة وأكثر ما أدهشة استخدامها للمسكرة اللي زادت من كثافة رمشها من غير أي تكتلات أو مبالغة كان يراقب كل حركة حتى خلصت ويوم التفتت له قال
    " إذا صرنا لحالنا لا عاد تحطين ماكياج "
    "ليه؟ "
    " لأن وجهك حلو من غيره وبعدين أخاف يخرب بشرتك "
    ما توقعت لينا مثل كلماته هاذي واللي كانت أول جملة مدح تسمعها منه وحمدت الله أن الباب دق يعلن وصول أهله فطلعت معه تستقبلهم. دخلت أم راكان وجدته و سلمن على لينا بحرارة ما استغربتها منهن وباركن لها ثم باركن لراكان اللي قبل رأس كل وحده فيهن . حطوا الفطور اللي جابوه معهن ولأنه لينا ما صارت مع راكان لحالها ما لقت أي صعوبة تأكل أي لقمة تمدها أي وحده فيهن و راكان بنفسه أرتاح وصار يعوض الأكل اللي تركه قبل الفجر.كانت أمه وجدته في غاية اللطف والذوق ومجرد حسن أن الاثنين أكلوا والجو بينهم صافي قرروا يمشون لكن راكان تضايق لما عرف أنه ما في أحد ينتظرهن بالسيارة تحت لأنهن أخذن تاكسي. أستأذن هو من لينا أنه بيرجع أمه وجدته وما عرضته هي لكن الحريم قالوا له أنه عادي ياخذن تاكسي ولا يصلح يطلع ويترك لينا وراه لكن راكان ما أعطاهن وقت يناقشنه لأنه أخذ مفتاح سيارته وخلاهن يودعن لينا وفتح الباب ومشى قدامهن لسيارة . صكت لينا الباب من بعدهم وهي تتأمل رسم الحناء حول أصابعها الناعمة الطويلة ورجعت تجلس قدام الأكل وقالت أن هاذي فرصة تقدر تسكت جوعها ولا يزعجها راكان وقت الغداء. انتهت لينا و نظفت المكان وغسلت الأطباق والحافظات وجففتها لأنه أكيد راكان بيرجعها لأمه . فتحت الزمزمية وصبت لها من الشاهي بالنعناع ولما أخذت منه رشفه سمعت صوت الباب يفتح
    وعرفت أن راكان رجع . تلقائيا راحت تمشي للصالة ولما شافت رجال غريب أسمر وجهه يدل على أن من جنسية غير عربية و لابس قميص وسروال أزرق وبيده مكانس ما عرفت لينا وش أتسوي غير أنها صاحت بخوف لدرجة أن عامل النظافة اللي ما كان يتوقع وجود أحد خاف هو الثاني وأرتجف من صوتها الحاد وطلع بسرعة وصك الباب . لينا نزلت الكوب من يدها ولأن دايما قاعدتها إنها ما تثق في أحد بدت تفتش و لقت مساحة في المطبخ ما كانت منتبهة لها.أخذتها من الخوف و رجعت ووقفت مقابل الباب وما هي إلا خمس دقايق و تشوف مقبضه يتحرك كانت في نفسها تردد الله يهدي راكان ليش ما ترك و لا مفتاح لها وتمنت من أعماقها لو يرجع بسرعة . فتح الباب ورفعت لينا عصاها وهي مستعدة لكن هاذي المرة اللي دخل راكان وتمنت الأرض تنشق وتبلعها ولا تشوف نظرت الاستنكار في عينه وهو يصك الباب و أول ما التقت عينه بعينها مرة ثانية ما قدر يمسك ضحكته أكثر من كذا فضحك بقوة وقال
    " ما كنت أتوقع أنك خوافة لها الدرجة "
    قالت لينا وهي تبتسم و تغطي حرجها
    " من قال أني خوافة؟ "
    " أنا أقول ما سمعتيني؟ "
    لينا تحاول تلقى عذر لموقفها فقالت له اللي صار وهي خايفة من ردت فعله وفعلاً هذا اللي صار لأن عيونه أظلمت و وجهه تغير وقال لها
    " جهزي أغراضك كلها أنا بكلم المسئولين وأرجع "
    " ليه؟ "
    "لأننا بنروح بيتنا "
    كان غضبة واضح ومن غير ما تناقش راحت للغرفة وجهزت أغراضها بسرعة بما أنها كانت مرتبه ولأن معظمها في البيت ما هو في الفندق. حزمت شنطتها وأخذت ملابس راكان ورتبتها ودخل عليها و هي تحزم شنطته فقال
    " كل شيء جاهز؟ "
    " أيه "
    تفقد راكان كل شيء حوله ورجع لصالة وبعدين دخل المطبخ وشاف خاتمها على المجلى فناداها وقال بصوت هادي ما يبن اللي بداخله
    " أنا ما قلت لك لا تنزلينه؟ "
    " كنت أغسل "
    أعطاها خاتمها و جمع كل شيء لهم عند الباب و نادى المضيف اللي شال الشنط وحطها في السيارة وقت ما كان راكان يدفع الحساب عند المكتب. أخذ راكان لينا لسيارة و تحركوا بعيد عن الفندق .في الطريق قال
    " ما عليه يا لينا ما كان ودي أرجعك للبيت إلا بعد السفر لكن ..."
    وسكت ما كمل أما لينا فتصرفت بطبيعتها من غير ما تنتبه كانت تبغى تنسيه اللي صار وما هي مستغربه عصبيته لأنه لو كان أخوانها يمكن يصير الوضع أصعب، فقالت له
    " وين بنسافر؟ "
    " أنتي وين تبين؟ "
    " ودي أخذ عمرة "
    أبتسم راكان وقال
    " هذا شيء طبيعي كل المتزوجين ياخذون عمره أول شيء. وبعده وين تبين؟ "
    " أنت قرر لكن أهم شيء لا يكون الشرقية لأني ما أحبها "
    " أوكي بس نسيت أقول لك إننا لازم نمر على الجنوب "
    " أنا متحمسة أشوف ديرتكم "
    " أتوقع إن شمس قالت لك عنها "
    " كثير بس أنا ملاحظة إن لهجتك ما هي جنوبية أبدا "
    " هذا لأني تركت الجنوب من عمري 18 ودرست في أرامكو وبعدين توظفت بالرياض "
    " أها وأهلك اللي في الديره يتكلمون مثلك "
    " لا أخواني وأقاربي يتكلمون بلهجتهم إلا أختي أسماء و الناس اللي استقروا في الرياض زي شمس وأهلها فكلهم يتكلمون مثلي أما أبوي فهذا له طريقة ثانية. ما سمعتيه أمس وهو يبارك لك؟ "
    " ما قدرت أنتبه "
    " أجل انتظري لين تقابلينه "
    " لا قل لي الحين "
    " طيب يا حبيبتي "
    نطق راكان الكلمة بطريقة آلية زي ما ينطقها معظم الناس و مثل ما يقولونها أخوانها لها عشان كذا ما ركزت عليها وسمعته وهو يكمل
    " أبوي كان يشتغل في أرامكو وبما إنه هناك طول عمره وكل شيء يتعاملون فيه بالانجليزي تلقين معظم مصطلحات أجنبية حتى وهو متقاعد الآن له سنين يستخدمها فلا تستغربين لو قال شاغلي الكوندشن ولا هاتي الكلاس او أكتبي في النوت ولا جيبي البن و البيبر"
    " واو شكل عمي شبابي متى بنروح لهم؟ "
    " لا تستعجلين أنا حجزت رحلة لجدة بعد أسبوع بعدها بنروح مكة ناخذ عمرة ويمكن نمر على المدينة إلا إذا حددوا العرس الثاني "
    لينا باستغراب
    " أي عرس؟ "
    " العرس اللي يسوونه في الديره لناس اللي ما حظروا الزواج في الرياض "
    "أيه صح "
    تذكرت لينا إن هذا من العادة سائدة في المجتمع إذا أقيم حفل الزواج في المدينة اللي تكون فيها البنت فلازم يقيمون حفل ثاني في مدينة الرجال لكن طبيعي بيكون أصغر وما فيه تكلفة مثل تكلفة الزواج الرسمي وهاذي العادة يسميها البعض ( التحواله ).دخل راكان السيارة للبايكه ونزل الشنط ودخل مع لينا يوريها البيت وبعد ألظهر أخذها وتغدوا في مطعم من مطاعم الرياض قبل يرجعون لبيتهم ويأخذون قيلولة لأنه كان يوم متعب لهم وما أخذوا من النوم كفايتهم .
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #22
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    الفصل الثاني عشر


    بعد صلاة العصر راكان متمدد على السرير ولا في الغرفة غيره. أنقلب على جنبه وهو يفكر في تصرفات لينا وتهربها منه واللي أثار غضبه طريقة لبسها المحتشمة وخاصة الروب اللي لبسته قبل تنام. ما كان راكان يعرف إن لينا هي اللي بطنت الروب الشفاف بقطعة قماش حرير حتى يكون ساتر. أتخذ راكان قراره فقام من مكانه وقفل باب الغرفة واتجه لدولابها ودار بعينه في داخله. مد يده يفتش بين ملابسها ولا لقى الشيء اللي نفسه فيه. رجع كل شيء على وضعه وصك الدولاب وهو عاقد حواجبه ثم طلع من الغرفة وشاف لينا طالعه من المطبخ وهي لابسه جلابية سكرية مزينة بعناية بنقوش دقيقة باستخدام خيوط ملونه ومتداخلة بتصميم شرقي ساحر. قال راكان
    " أنا ما اشتريت للمطبخ شيء لأني ما كنت أتوقع نجي هنا بدري وكنت أبغيك أنتي اللي تجهزينه على ذوقك بعد السفر"
    لينا آليا
    " لا عادي "
    " ألبسي عباتك يا لينا بنطلع "
    لينا بدهشة
    " وين؟ "
    " لسوق! ما هو معقول نجلس أسبوع في الرياض من غير مواعين "
    " بس الحين الدنيا حر! "
    " ما يخالف الأسواق مغلقة بتبردين إذا دخلتيها "
    " طيب "
    لينا تمشي بكل ثقة وهي مبسوطة لطريقتها مع راكان لأنها عرفت أن اللي تسويه ضايقه. دخلت الغرفة وغيرت جلابيتها بلبس تنوره بنية ناعمة و واسعة تسهل حركتها بحرية و بلوزة برتقالية خفيفة تخفف من إحساسها بالحر. أخذت عبايتها ولما فتحت درج صغير عشان تأخذ ربطة و تلم شعرها شافت صندوق بحجم الكف وبجنبه علبه مجوهرات مخملية وفوقها كرت. توقعت لينا إن هذا من راكان فأخذته وفتحته وقرت تمنيات صادقة موقعه باسم أحمد وناصر وعبير اللي اشتاقت لهم وكأنها غابت عنهم سنة . رجعت الكرت وفتحت الصندوق الصغير وأخذت الساعة منه وحطتها في يدها وهي تحس إن بها الطريقة هم معها على طول. ابتسمت لينا من فكرتها الدرامية وراحت لراكان.

    في الطريق تفاجأت لينا وهي تشوف راكان يأخذها لسوق الملابس وبدا قلبها بنبضه السريع يحذرها إن في شيء قدامها ينتظرها و وقت السكوت عن راكان انتهى .
    " أنت ما قلت لي أننا رايحين نجهز للمطبخ؟ "
    " إلا "
    " طيب؟ "
    " وشو؟! "
    "ما أتوقع أنهم يبيعون مواعين هنا! "
    " أدري "
    "راكان ما في سوق مواعين في ذا الطريق؟ "
    ما رد عليها راكان فا عصبت من تجاهله لها وقالت
    " أنا أكلمك "
    ومع هذا ما رد فزادت حدت طبعها و كل عصب منها يتمنى إنها تصرخ في وجهه و قررت إنها في السوق بتستخدم معه نفس أسلوبه وتخليه يعرف طعم إن الواحد يتجاهله . راكان يمشي بجنب لينا والصمت بينهم ثقيل وهو يتأمل المحلات التجارية اللي رتبت الملابس على الباترن بشكل معين بغرض العرض . لينا فهمت راكان وش قاعد يدور عليه هي تعمدت إن تكون ملابسها اللي جهزتها محتشمة وهذا شيء ما أعجبه ويرفضه هو مثل ما رفضه ناصر و رفضته عبير من قبله. وقف راكان فجأة قدام محل وكان واضح من عرض الملابس على واجهته الخارجية إن اللي بداخله يعجب ذوق راكان. طلب منها راكان إنها تتقدم قبله وتدخل فقالت
    " ما راح أدخل "
    "لينا أنا ما عندي وقت أناقشك هنا "
    "و أنا ما ناقص لي شي عشان تجيني هنا "
    راكان ما يشوف تعابير وجهها بسبب الغطاء لكن ما منعه هذا ما يفهم الغضب اللي في صوتها فقال
    " هو صح ما ناقصك شيء بس أنا بشتري لك على ذوقي "
    لينا بسخرية من صوتها الناعم
    " ليه ملابسي ما هي عاجبتك ؟ "
    " يا الـــله .أنتي شايفه أن هذا وقت أكلمك فيه؟ "
    هنا أسفهته لينا بجرأة ومشت من قدام المحل وقلبها متقطع من الخوف للحركة اللي سوتها لأن ما هو سهل انك تتعامل مع إنسان دمه حار وطبيعته جبلية لكن كان من المفترض يراعي إن هي بعد تأثر عليها طبيعة أرض نجد الصحراوية وحرارتها اللي تصقل الشخصيات. شكت لينا في شيئ وهي تمشي بعصبية إن كانت الإحصائيات تقول إن سبع نساء من بين عشر يتلقين ضرب عنيف من أزواجهم إنها هي بتنظم لسبعة في أول نهار لزواجها بسب اللي صار. مشى راكان بجنبها عشان ما يلفت انتباه الناس للي يصير بينهم ومسك يدها بشراسة دلاله على تهديده وقال وهو يراقب المحلات التجارية اللي حوله
    " أنا ما عندي حرمة تسفهني وتمشي معطيه ظهرها لي تفهمين؟ "
    " وأنا مهوب بقرة تجرها معك وين ما تبي! "
    " شكلك ما فهمتي؟ "
    " أيه خبله ما أفهم وش رايك؟ "
    " أف "
    ومن دون مقدمات سحبها بطريقة ما ينتبه لها أحد و رجعها للمحل اللي تركوه ورآهم ولأن لينا لاحظت أن اللي حولها يلتفتون لراكان وجاذبيته بسبب طوله الملفت و وجماله وطريقة ترتيبه لشماغة و ما هو لأنهم انتبهوا لسوء التفاهم اللي بينهم مشت معه ولا فضلت تسوي مشكلة في مكان عام خصوصا و إن ملامح راكان متقلصة بشكل مخيف وتهدد بخطر فريب. في داخل المحل كان وجود الرجال مع محارمهم شيء قليل وهذا اللي زاد من التفات الناس لهم .شافت لينا في عين كل وحده متنقبه نظرة إعجاب للإنسان اللي واقف جنبها وكأنها تتمنى إنها هي اللي تكون مكان لينا. تبادر لذهنها سؤال لأول مرة تفكر فيه بما إن راكان يتميز بجوانب كثيرة تخليه إنسان مختلف أكيد أنه ما فيه وحدة من قريباته ما تتمناه يكون زوج لها, معقول على كل السنوات اللي مرت ما لقى منهن اللي تناسبه؟ ولما التقت بعينه من ورى غطاها رددت في عقلها تلقائيا خصوصا مع هذا الجمال الرجولي الصاخب واللي كرهته لأنه مجرد من الأخلاق
    " شوفي هذا يا لينا "
    التفتت للقطعة اللي في يده فقالت بصوت هادي يوضح العصبية اللي دخلها
    " لا تتوقع مني ألبسها! "
    " طيب أنتي وش رأيك فيها؟ "
    بعدت وجهها عنه وما ردت عليه لكن هو تجاهل حركتها وأخذ القطعة ودفع قيمتها وسحبها معاه لمحل ثاني. لما شافت لينا إن الملابس لهذا المحل أكثر جرأة وأغراء من الأول قالت لراكان وهي تحط يدها على ذراعه بشكل لا أرادي
    " لحظة راكان أسمعني أنا ما راح أدخل هذا المحل بذات "
    " ليه؟ "
    " بس كذا ما أقدر"
    توهج وجه لينا نار من خلف غطاها وهي تشوف راكان يبتسم لها ويقول
    " ليه ما تقدرين؟ "
    " ما أدري "
    "كيف ما تدرين؟ "
    ما عرفت وش ترد عليه فقالت أقرب شيء لذهنها
    "راكان صعب فيه ناس ما أقدر"
    ما توقعت تسمع صوته و فيه نبرة تفهم
    " لينا الناس الحين متفهمة و صار عندها الوضع عادي ولا أتوقع من وحده متعلمة مثلك تفكر زي جداتنا "
    طريقته خلت مكان الغضب الجامح إحراج وخجل فقالت بصوت يماثل صوته
    " ما اختلفنا بس أنا ما أبغى أدخل "
    أخذها من يدها وهو يقول
    " كل شيء صار عادي في الزمن هذا وأنتي بتشوفين الحين بعينك "
    " على الأقل ما يصلح تدخل محل زي كذا لأنك بتحرج الموجودات "
    راكان يمازحها
    "وأنتي! ما أنتي مستحيه مني؟ "
    قالت برتباك
    " قلت لك من أول أني ما أبغى أدخل و ما أعطيتني وجه "
    قال يلاطفها
    " أفـــآ أنا ما أعطيت لينا حبيبتي وجه؟! من أعطي أجل؟ "
    أثناء مرور راكان ولينا مع باب المحل مرت وحده بعبايه على كتفها و مخصره عند وسطها يظهر بنطلونها الجنز الأبيض في كل مرة بسبب مشيتها المتعمدة وكان معظم وجهها المجمل بمكياج يكشفه اللثام الشفاف وهي مزينه عينها الواسعة بشكل متقن بكحل ومسكرة. أصدمت في راكان وقالت بغنج وصوت مدلل وهي تتعداه
    "أوه sorry "
    في ها اللحظة بذات وقف عالم لينا وتجمد وغابت كل أبعاده وألوانه وما رجعها لعالمها إلا صوت راكان وهو يدخلها قدامه
    " أعوذ بالله "
    ما فهمت لينا شعورها و لا النغمة الغريبة اللي في صوت راكان صحيح إنها كانت نغمة كريهة لكن ما كانت تعني كرهه للإنسانة اللي مرت قبل شوي أكثر مما كانت تعني شفقته عليها. في أخر الوقت وقبل ما يعلن المؤذن دخول صلاة المغرب ركبوا سيارتهم والمرتبة الخلفية ممتليه من الأكياس واللي بطبيعة الحال فيها ملابس كلها من اختيار راكان اللي تغيرت طريقة تعاملها معها بشكل تدريجي . صار أهدا وألطف و ألين من قبل حتى أنه قدر يمتص غضبها ويحوله إلى خجل يستفيد هو منه وبمثل هاذي الوضع قدر ياخذ لينا لأكثر من محل وهو يزيد في إحراجها . في السيارة قال راكان
    " بعد صلاة المغرب بنشتري أغراض المطبخ "
    " أوكي "
    " لينا عندك مانع لو طبخنا اليوم في البيت؟ "
    لينا مستنكره استئذانه لأنها كانت تتوقع منه إذا بغى شيء أنه يستخدم أسلوب الأمر و لا كانت تعرف إن هدفه من مثل هذا الاحتكاك البسيط كسر الحواجز إلى للحين باقية بينهم .قالت لينا له
    " لا عادي "
    راكان يمازحها
    " أنتي ما عنك غير ذا الكلمة؟ سولفي قولي شيء "
    لينا ضحكت ضحكة قصيرة بسبب أسلوبه وهو يمثل دور العاجز
    " وش تبيني أقول؟ "
    " أي شيء ؟ قولي مثلا وش تحبين؟ أو من أغلى واحد عندك؟ أو وش تبيني أسوي لك؟ وين تبين تروحين؟ وش النظام اللي تبينه لحياتنا؟ وش هدفك في الحياة؟ أي شيء المهم تكلمي يا حلوه "
    " أوكي أنا أحب أبوي وأمي وأخواني و ..."
    "بس؟ "
    " و أحب شمس "
    "تكلمي من بعد ؟ "
    "راكان "
    راكان حس بسعادة غامرة ولذة نصر لكن فجأة طفا أملة لما عرف إنها كانت تناديه لأنها قالت وهي تشوف الطريق
    " هذا ما هو طريق البيت! "
    عرف إنها تتهرب منه هاذي المرة بعد فسايرها وقال
    " ما شاء الله عليك أمداك تحفظين الدرب؟ "
    " أيه بس حنا وين رايحين؟ "
    " بنصلي في مسجد الراجحي بما إنه قريب من هنا و بعدين نشتري المواعين ونروح للبيت قبل صلاة العشاء "

    أثبتت لينا جدارتها في الطبخ وهذا الشيء ما كان يتوقعه راكان أبدا واللي أساسا كان يصر عليها وهو يساعدها في المطبخ إنها تسوي شيء خفيف ينتهي طبخه في وقت قصير لكن هي رفضت لأنها تعرف إن ما عندها شيء تشغل به وقتها لو خلصت بدري؟ وافقها على اللي تسويه و هو في داخله متساهل معها طول اليوم هذا لأنه أتخذ قرار ما فيه أي رجعه وإن كانت تتهرب منه في كل مرة فهاذي المرة ما راح يسمح لها أبدا وإن كانت تجهل تأثيرها البريء فيه فا اليوم بيعلمها إنها شيء مختلف عن اللي هي تتخيله مهما لبست من ملابس محتشمة. لينا جالسة تجفف الأطباق اللي قدامها لأن راكان أصر أنه هو اللي يغسل عشان يقدر يطلع من المطبخ قبلها ولما تركها لحالها ما كان يعرف أنه ترك في تفكيرها صور له متناقضة من غير الصور الموجودة أصلا قبل سنتين. دخل راكان للغرفة و حط على السرير روب نوم أشتراه لهاذي الليلة بالذات ومثل ما دخل بهدوء طلع. طلعت لينا من المطبخ وفي يدها كاس عصير وراحت تجلس في الصالة وهي تشوفه نازل الدرج في قميصه البني و بنطلونه البيج .
    " لينا تعالي أبيك "
    شربت من العصير وناظرته بعين فيها برأه
    " خير؟ "
    " في شيء باخذ رأيك فيه "
    " ما يجي بعدين أشوفه؟ "
    لما قالت كذا كان راكان واقف قدامها وهو يقول
    " لا ما يجي؟ "
    " طيب وشو؟ "
    أخذ كاس العصير من يدها وحطه على الطاولة اللي جنبه وقال
    " تتقومين والا أشيلك؟ "
    قامت وهي مرتبكة ولون الأحمر يزحف ويغطي وجهها
    " لا لا أقوم ما هي مشكلة قالوا لك رجلي منقشه بحناء؟ "
    طلعت الدرج قدامه وهي تشوف المكر في عيونه و لما قربوا من باب غرفة النوم قالت وهي تلتفت برأسها له لأنه كان ماسك أكتافها
    " ظنيت أن اللي بتاخذ رأيي فيه في المكتب؟ "
    " أدخلي و بتعرفين الحين "
    لينا فعلاً خايفة وقلبها مثل قلب عصفورة فاجأها قط لكن مع هذا تصنعت اللامبالاة ودخلت أول ما شافت الروب تجاهلته ومشت داخل الغرفة وهي تحس بضغط الدم في رأسها وجهها يشتعل بحرارة. قال راكان وهو واقف عند الباب
    " التفتي لي يا لينا "
    التفتت وهي رافعه حواجبها الأنيقة مستفهمة وفي نفس الوقت تحاشت النظر في عيونه ولما ما لقت جواب قالت
    " وش اللي بتاخذ رأيي فيه ؟ "
    دخل وصك الباب بعده و أخذ الروب عن السرير ولما قرب منه قالت
    " أنا قايله لك و حنا في السوق أني ما راح ألبسها "
    راكان بصوت هادي لكن غريب
    " أنتي كذا كذا بتلبسنه إذا ما هو اليلة بكره "
    لينا وفي صوتها ارتجاف خفيف
    " أنا ماني محتاجته له عندي حقي "
    ولما كانت بتتعداه سد طريقها بجسمه وقال
    " معليه الليلة بتلبسين هذا "
    حطه في يدها وقال
    "خمس دقايق وأرجع إذا ما لبستيه خمني وش بيجيك؟ أنا بلبسك إياه "
    "كيف؟ "
    " اللي سمعتي "
    " بس ...."
    وبسبب قلبها اللي رافض يهدا وحلقها الجاف ما قدرت تكمل وطلع راكان من الغرفة قبل يسمع أي اعتراض. حطت لينا يديها حول وجهها و ضغطت بأصابعها على العروق اللي تضخ الدم بشكل مجنون لرأسها و فركت جبهتها وهي تحاول ترخي أعصابها المشدودة عشان تفكر بهدوء لكن قدام تهديده ضاعت كلمة الهدوء من قاموسها. أخيرا حكمت عقلها اللي قرر إنها لو ما لبسته بتتعقد الأمور أكثر و بتذل وهي المتضررة في النهاية و استقرت على إنها تلبس الروب الشفاف بكرامتها. بعد ما رجع راكان الغرفة شافها واقفة وفي عينها شيء واحد الخوف منه وحتى لا يزيد من خوفها ما أعطا نفسه وقت يتأملها. قرب منها بهدوء و حط ذراعه حول أكتافها الضعيفة يطمئنها وكانت هي منزلة رأسها ولما حس بارتجافها ضمها له بحنان وقال في إذنها كلمات ناعمة بصوت دافئ أجش ثم رفع رأسها له وهي مغمضة عينها
    " لينا أفتحي عينك "
    فتحت عينها بتردد ولأول مرة تشوف أن عينه الحادة تناظرها بطريقة مختلفة والقسوة ما عاد لها وجود في وجهه حتى عند حواجبه اللي دايما معقودة لكن نفس النظرة الغريبة اللي ما تفهمها موجودها. تأمل راكان ختم شافيفها واللي يدل على حساسيتها ورقتها فقبلها بنعومة حتى ما يؤذيها وكانت هاذي قبلة الاشتعال اللي أذابت الجليد بينهم .
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #23
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل الثالث عشر


    بعد أسبوع من زواجهم قامت لينا من نومها قبل أذان الفجر بسبب الضيقة اللي تحس فيها بصدرها واللي ما خلتها ترتاح. راحت للحمام بالروب الحريري اللي طوله إلى نصف فخذها والمربوط بشريطه ناعمة عند خصرها صحيح أن له أكمام طويلة لكنه كان مغري بشفافيته ويكشف أكثر من انه يستر. تأملت وجهها الناعس في المرايه وأخذت فرشاتها وفتحت المعجون وهي ذهنها مشغول براكان اللي كانت ناوية تحول حياته لجهنم لكن هو استغل حيائها منه وقلب حياتها هي فوق تحت ولا تركها تذوق طعم النوم في كل ليلة من هذا الأسبوع. احمر وجهها وهي تتذكر أحداث ليلة البارحة وكلماته وهو يغازلها فتأثرت من داخلها وكرهت نفسها بسبب هذا التأثر وكرهت الطريقة اللي هي عايشه فيها لكن بديهي هي كانت تعرف في نفسها ومن أول ما راحوا لسوق قبل أسبوع إن راكان أو أي رجل مكانه ما راح يتنازل عن حقه الشرعي. لينا مهما كانت تكره راكان بس ما هي حجر أصم ما تتأثر به خصوصا أنه شخص له جاذبية صاخبه وهي إنسانه لها حس رقيق هي بنت عندها عاطفة مرهفة قررت من قبل تحجبها عنه لكن هو قدر يستخرجها .كرهت لينا أفكارها وبدت نفسيتها تتعب و انقلب مزاجها وصار وجهها كئيب يغطيه النكد حتى شافت في عينها لمعان دمعة قهر. استندت على المغسلة وبدت تفرش أسنانها بعنف وتحاول توقف تفكيرها تحاول تنسى كل شيء تحاول لو قدرت تتجرد من حياتها وترجع للبنت البريئة اللي تنام في غرفتها بسلام وراحة بال ولأنها ما انتبهت لنفسها مررت الفرشاة على أسنانها الخلفية لفكها السفلي وهي موقفه تنفسها وقبل توصل لضرس العقل مرت الفرشاة على جزء من لسانها و تركتها هاذي الحركة السريعة تصير على وشك تتقيأ. بعدت فرشاتها وحاولت إنها ما تستفرغ لكن ما في فايده خصوصا مع طعم المرارة اللي في حلقها. راكان كان واعي بكل حركه تسويها فاقفز من السرير مسرع يوم سمع صوت حنجرتها المخنوق بأهه تجسد ألمها النفسي. فتح الباب و شافها متمسكة بالمغسلة وهي تحاول تضبط نفسها وصوت أنينها الضعيف يحركه غصب عنه قرب منها وحوطها بذراعه القوية يسندها له وقال بصوت يعبر عن حنانه
    "لينا سلمات فيك شي؟ "
    قالت بصوت ضعيف وهي تقاوم دموعها
    "لا ما فيه شي بس كنت بستفرغ "
    رفعت رأسها له وشافت ابتسامة بسيطة على وجهه وعيونه فيها السعادة وهو يقول
    " تحتاجين أوديك مستشفى؟ "
    فهمت لينا كلامه فاسترجعت قوتها وبعدت عنه والقهر يشنقها وقالت بارتباك
    "لا ما يحتاج ما فيني إلا العافية. فرشت أسناني الأخيرة وكنت بستفرغ من الفرشاة لأنها مرت فوق لساني بس "
    زاد عرض ابتسامته وهو يشوف وجها يحمر و جسمها الفاتن في الروب اللي اختاره يرتعش, فقالت لينا بانزعاج واضح وهي تبعد شعرها عن وجهها بحركة عصبية
    "إذا تبي الحمام بتركه لك الحين بس بغسل فمي "
    فهم إنها تبي تتخلص منه ولاحظ تضايقها فقال
    "لا ما هي مشكلة بستنى لين تخلصين "
    وطلع وتركها وهي تردد في ذهنها إنها أتعس وأغبى مخلوقة يوم رضت باللي صار لها وقبلت تتزوجه .
    * * * *
    ذكر راكان للينا قبل يطلع بعد الظهر عشان يتأكد من بعض الأمور أن سفرهم لجدة بيكون اليوم بعد المغرب. بعد ما ترك لها البيت فاضي حست أن ضيقة صدرها خفت لكن تفكيرها لازال مشحون عليه وبشكل غير متوقع لقت إن تعاملها مع راكان من البداية غلط ما كان من المفترض تخليه يحس إنه يتعامل مع إنسانة ما كان من المفترض تناقشه أو تجادله أو تترك لطبعها يفلت منها لأنه في النهاية بيتعمد يحرجها والحياء أمر مفطورة عليه ولا هو في يدها وفي الأخر تنتهي الأمور زي ما يحب هو ولأنها لقت إن استراتيجيه البرود أفضل طريقة لمواجه راكان وأكثر قدره لسيطرة على نفسها قررت تنفذها من اليوم مع إنها ما تقدر تضمن ردت فعله. تركها قرارها الجديد تسترخي لكن الشعور الكئيب لازال موجد. أخذت الجوال وتنقلت بأصبعها بين الأسماء بسرعة و ضغطت على اتصال. أحساس بسعادة خالط قلبها لأن ما طال انتظارها و سمعت الصوت يرحب فيها
    " يا هلا والله "
    " هلا أبوي كيفكم وش أخباركم "
    " حنا الحمد لله بخير أنتي علومك عساك طيبه "
    " طيبه طاب فالك أمي وش أخبارها وأخواني "
    "كلهم بخير يا الله لك الحمد والشكر عساك مرتاحة "
    حست لينا إن كلمة الراحة شيء جديد ولأول مرة تعرف بوجودها لكنها كملت مكالمتها بشكل طبيعي
    " أيه الحمد لله مرتاحة ومبسوطة ما ينقصني إلا شوفتكم "
    " ما أنصحك تشوفين ناصر لأنه طافي من تركتيه "
    " يا حليلة أثري غالية و أنا مدري "
    ضحكت مع أبوها اللي قال
    " أمك جنبي تبي تكلمك خذيها "
    صوت أم الوليد وهي متشوقة لبنتها
    " السلام عليكم "
    " هلا وعليكم السلام كيفك يمه وش علومك "
    " أنا بخير أنتي بشرينا عنك عساك طيبه "
    هنا سمعت لينا صوت أمها وهي تغالب بكاها لكن ما في فايدة لأنها مشتاقة لشخص اللي دايم يسوي مصايب في البيت ويعدم الدنيا هبال الشخص اللي كان دايم يشغل وقتها بملاحقته ومتابعة أموره والاهتمام فيه. بعد ما غابت لينا البيت اللي كان مليان إزعاج صار هادي وغريب على الجميع بكت لينا مع أمها وهي تحس إنها مسألة وقت ويتغير كل شيء . أخطفت عبير الجوال من يد أمها لما شافتها تبكي وأبوها يهديها وقالت للينا
    " سلام يا حلوة "
    "آهلين عبير وعليكم السلام "
    " لا لا لا ما يصلح عروسة تبكي "
    " يا شيخه روحي وراك. ما بطلتي ذا الكلمة! "
    " أقول لينا حولك أحد؟ "
    " لا راكان طلع و بيرجع بعد نص ساعة "
    "طيب عندك تلفون أدق عليك أحسن ما أكلف على جوالك "
    " هو فيه تلفون بس أنا ما أعرف رقمه تعرفين استحيت أسأل راكان "
    " طيب تقدرين تدقين على البيت؟ "
    " أوكي الحين بدق "
    بعد ما عادت الاتصال مرة ثانية صار الجو حول عبير أكثر هدوء
    " أيوه الحين الواحد يعرف يكلم أنتي وش أخبارك إن شاء الله تمام "
    " تمام التمام أقول عبير كأن الجو هدا عندك؟ "
    " أيه أخذت التلفون لغرفتي وطلعت الصغيرين المزعجين "
    " يا الله فقدتهم وش أخبار أحمد وناصر ؟ "
    "كلهم بخير أحمد له فترة يستعد لترتيبات التخرج خلاص و يحط النجمة و ناصر ما لقى أحد زي هباله فا تلاقينه دايم مع الشباب "
    " يعني ما فيه منهم أحد الحين؟ "
    " هم فيه بس راحوا يشيكون على السيارات بنكشت اليوم بعد العصر "
    " ما شاء الله كان ودي لو أني معكم أقول عبير وش أخبار التوأم وسامي وعبد السلام؟ "
    " كلهم بخير الحمد لله أنتي طمنينا عنك؟"
    " أنا الحمد لله بسافر اليوم بعد المغرب لجدة "
    " رتبتي شغلك وأغراضك؟ "
    " قلت أكلمك قبل أجهز أي شيء وقبل ما يرجع راكان بعد "
    في هاذي الأثناء دخل ناصر وأحمد على عبير لما قالوا لهم الصغار إنها تكلم لينا وأخذوا السماعة منها
    ناصر :-" هلآ لينا وش أخبارك؟ "
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #24
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    تجمعت دموع لينا في عينها لأنها ما قدرت تضغط على مشعرها وتكابر أكثر من كذا وعشان تغطي صوت بكاها ضحكت وقالت
    " آهليـــــــــــــــن بالدكتور ناصر "
    أحمد يصرخ على ناصر :-" حط على السبيكر يا شيخ "
    حطوا على السبيكر وصوت لينا من التلفون يملى الغرفة من حولهم
    " كأني أسمع صوت أبو حميد عطه السماعة بكلمه "
    ناصر:- " يسمعك يسمعك حنا حاطين على السبيكر "
    أحمد :- " وش أخبارك يا لينا؟ "
    لينا :- " أنا بخير ومشتاقة لكم كلكم "
    أحمد :- " ودك تشوفيني؟ "
    لينا :- "وهاذي يبي لها كلام! "
    أحمد:-" أجل أسمعي بعد بكره حفل التخرج و طبيعي يذيعونه في التلفزيون مباشرة فا دوري في الشاشة يمكن تلقيني هنا ولا هنا "
    لينا وهي تضحك :- " والله ما أدري مع العدد الكبير للمتخرجين واللي أصلاً طولكم واحد ولبسكم واحد حتى شكل أجسامكم متشابه كيف تبيني أطلعك؟! "
    ناصر :- " لا حبيبتي هذا أحمد بن خالد علم في رأسه نار "
    لينا :-" وأنا أشهد بس والله جد ما أتوقع أقدر أشوف حفل تخرج الكلية لأني اليوم مسافرة لجدة وبعد بكرة يمكن أنزل على مكة أخذ عمرة "
    أحمد :- " لاه.."
    لينا :- " ما فيه مشكلة سجلوا لي الحلقة بفيديو أقول أحمد أخذوا لك صورة مع شباب الدفعة ؟ "
    أحمد :- " أيه التصوير خالصين منه من زمان"
    الكلية الأمنية تهدي لكل طلاب الدفعة مع وثيقة التخرج كتاب عبارة عن ألبوم لصور تذكارية لجميع الدفعة عشان كذا قالت لينا
    " أحتفظ لي بالصور إذا رجعت لرياض بمر أشوفها "
    ناصر يمزح :-" فكينا منه حرام عليك من رحتي ما عاد عندنا إلا هو وتخرجه وتلاقين الواحد من ها الضباط أولتها حليو ثم إذا ترقى تفرعن على المسلمين و تعرفينهم من أشكالهم إذا مشوا الواحد منهم تشوفينه رافع لي صدغه وما يلتفت تقل بعير ملطوم خده "
    أحمد يضحك:- " كثر خيره ما قال ناقة "
    ناصر:-"المهم لينا إذا رحتي للحرم أدعي لي أتخرج "
    لينا :- " ما توصون أنتم في القلب يا عم "
    عبير :- "لينا طولنا عليك روحي جهزي أغراضك قبل يجي راكان "
    لينا تمزح :- " حتى وأنا بعيد توصين لا تخافين معي وقت أقول ناصر "
    ناصر :-" يا لبيه "
    لينا :- " أمي ما عجبني صوتها يوم كلمتني إذا طلعت للبر أزعجها لا تخليها تفكر في شيء "
    ناصر يمازحها :- " ما هي مشكلة هاذي ألوالده ما يبي لها وصاه لكن أنا من يعطيني وجه؟ "
    لينا :- " شف القمر أحمد قدامك "
    ناصر :- " حرام عليك تتركيني مع التمساح هذا اللي من الشمس و التدريب صار جلده حرش! أول كنت أقول الله يجزي الكلية خير يوم ما يفكونه إلا خميس وجمعة والحين ما أدري وش أسوي؟ "
    لينا :- " أحمد ما وصيك على ناصر هاه عليك فيه وره نجوم القايله "
    أحمد وهو يناظر لناصر :-" لا تخافين عليه في أيدي أمينة "
    لينا تمزح:- " أمينه ولا سعاد؟ "
    ناصر ييرفع صوته:- " خليها على سعاد يا شيخه سعاد أشوى "
    أحمد:-" توني أستوعب السالفة , لينا من قصدك بأمينة؟ "
    لينا تضحك:- " أقصد بها عبير "
    ضحكوا شوي ثم قالت لينا :-"عبير ما شاء الله ما تحتاجين وصاه أهتمي لأبوي وأمي , يلله شباب ما ودي أتركم بس لازم أصك الحين "
    ناصر :- " سلامتك يا لينا "
    لينا :- " على فكرة تسلمون على الساعة من شفتها ما نزلتها من يدي "
    أحمد :- " بياكلنا راكان لو عرف هو عندك؟ "
    لينا :-" لا مهوب موجود توصون شيء شباب لازم أروح الحين"
    أحمد:- " لا أبد تسافرين وترجعين بسلامة يلينا "
    لينا:- " الله يسلمكم مع السلامة"
    تغيرت نفسيتها كثير بعد ما سمعت صوت أهلها وبما إن راكان ما جاء وبقي معها وقت اتصلت على شمس اللي استقبلتها
    " يا مرحبا يا مرحبا مراحب إعداد ما ظهر نجم سهيل وغرد طير "
    ابتسمت لينا
    " أيوه طلعت اللهجة على أصولها "
    " وش أخبار الحلوين من لقى أحبابه نسى أصحبه؟ "
    " أفا مهوب أنا اللي يقال له ها الكلام وش فيها الشبكة صوتك يروح ويجي؟ "
    " إيه حنا رحنا بعد زواجك لأبها وأنا الحين مع بنت أختي أسماء جالسين في الجبل وفيه ضباب حولنا والدنيا تجنن "
    " يا حظكم "
    " إذا جيتوا أخذتك معي الجبل مع إن أخو اللي معي ما راح يسمح لي, أقول لينا خذي كلمي أسماء أخت راكان "
    أسماء:- " ألسلام عليكم"
    لينا :- "هلا وعليكم السلام "
    أسماء :- "ألف مبروك يا لينا "
    لينا :- " الله يبارك فيك "
    أسماء :- " ما عليك من كلام خالتي شمس تراها مجنونة أخوي طيب و ما راح يقول لا "
    لينا من الإحراج قالت وهي تضحك " الله يعطيك العافية أنتي وش أخبارك وأخبار عمي وخالتي "
    أسماء :- " كلهم بخير على فكرة أبوي حدد يوم الحفل وبيني وبينك هو مستعجل على غير عادته "
    لينا :- " متى صار الحفل ؟ "
    أسماء :-" بعد أسبوع أقول لينا خذي شمس أزعجتني تبيك مع السلامة "
    شمس بصوت مرتفع :- " هيه لينا في سؤال محرج بس بتأكد لأن فيه بيني وبين أسماء مراهن ؟ "
    لينا :- " زين اللي صرت تعرفين معنى الإحراج وأستاذان أخبر أيام الكلية تعطيني الأسئلة على وجهي سلام سلام "
    لينا تسمع صوت أسماء تقول ما هو وقته لكن شمس قالت
    " أسأل ولا لا ؟"
    " اسألي أشوف "
    " بالمختصر راكان رومانسي ولا لا ؟ "
    لينا تمزح مع شمس
    " إذا جينا عندكم شوفي بنفسك "
    " لينا! "
    " مع السلامة شمس بروح أجهز أغراضي قبل يجي راكان "
    " طيب مع السلامة "
    تأملت لينا جوالها ولأن من عادتها إذا كانت لحالها تتكلم بصوت مسموع وتضيف بلغة إنجليزية جمل قصيرة قالت
    " راكان رومانسي؟! he’s not romantic man at all‏ "
    ما كانت تعرف لينا وهي تتكلم إن راكان دخل و وقف وراها بمسافة قصيرة ولما سمع كلامها ضمها بشكل مفاجأ وأمطرها بقبلاته وقال وهو يبتسم
    " طيب وش رأيك بهذا؟ "
    اختفى الخوف من قلبها لكنه ما هدا نبضه بسبب راكان وقربه وبدت لينا تستخدم حربها الجديدة مع إن وجهها الأحمر يختلف عن صوتها الهادي لما قالت
    " متى جيت؟ "
    "قبل شوي"
    "طيب ممكن تفكني بروح أجهز أغراضي "
    " من كنت تكلمين؟ "
    "شمس "
    " آه شمس حتى وهي في أبها لاحقتني في الرياض ؟ "
    ما اختفى الهدوء من وجهها وصوتها لما قالت
    " لو سمحت راكان ممكن تفكني "
    " لا. وش بتسوين يعني؟ "
    هزت كتفها بلامبالاة وقالت
    " ما باليد حيلة "
    "لينا صاير لك شيء اليوم؟ "
    رفعت حواجبها وقالت
    " مثل أيش ؟ "
    لما شاف برودها تركها وقال
    " ما أدري خلينا نجهز أغراضنا عشان نلحق على موعد الطيارة" .

    لما كان كل واحد يرتب أغراضه شاف راكان طريقتها الجديدة وصمتها الطويل ولما انتبه لشنطتها لقى إنها ما أخذت شيء من الملابس اللي أختارها. مشى جهتها والعبوس يغطي وجهه وقال
    " وش قاعدة تسوين؟ "
    "أرتب شنطتي "
    " أدري بس ليش ما أخذتي من اللي أنا اشتريته؟ "
    ما ردت عليه ومشت جهت الدولاب وأخذت بعض البناطيل الفضفاضة وحطتها في الشنطة وقالت
    "كذا خلاص "
    " لينا! تسوين كذا ليش؟ يعني بالضبط وش هدفك؟"
    لينا ببرود كئيب
    " لا تتوقع مني ألبس عند الناس شيء ضيق ولا يفضح "
    " أنا ما قلت كذا وهذا الشيء أصلا مرفوض في ألديره بس أنتي وقتك كله ما راح يكون هناك "
    " أوكي تبغى ترتب شنطتي أنا ما قلت لا "
    كان استفزاز واضح لراكان اللي ما تعود يتعامل بهاذي الطريقة من أحد أو يخدمه ومع هذا نسق شنطتها بنفسه ولما شافت أنه أخذ تنوره رمادية قصيرة طولها إلى نصف الفخذ تضايقت و أبلعت اعتراضها وهي تسأل إن كانت حربها الجديدة معه تنفع لانتقامها منه أو إنها بتنقلب عليها مثل حربها الأولى ؟.
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  5. #25
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل الرابع عشر

    راكان يقطع بسيارته جيب اللكسز الطريق البري الغير معبد والخضرة والأشجار تحيطه من كل مكان. قبل يرجع لديره جلس في جدة ثلاث أيام و في مكة يومين ولا قدر يأخذ لينا للمدينة المنورة لأن أبوه حدد الحفل بكرة.الشيء الوحيد اللي كان موقف لطيف وذكرى حلوة بنسبة لراكان هو موقفه مع ولينا في الحرم وتحديدا في المسعى بين الصفا والمروة. لينا وقتها كانت خاشعة في دعائها ودمعها يبلل وجهها لأنها المرة الأولى لزيارتها مكة المكرمة فما عاد فيه شيء يشغلها عن الدعاء إلا إن راكان قال لها
    " لينا "
    طبعاً لينا في العمرة هادية ومطمئنة فقالت بصوت خاشع
    " نعم "
    " عندك مانع لو دعيت وأنتي تعلميني إذا وصلنا العلم الأخضر عشان أهرول و أستناك بعدها عند العلم الثاني"
    ما كان قصده أناني أبدا كان كل همه يهدم الجدار اللي لينا تحيط نفسها فيه, أما لينا فما كان ودها تقطع دعائها لكن هي من سفرهم من الرياض إلى هاذي اللحظة كانت شديدة معه و باردة في حين هو يكون في قمة لطفه وأدبه وأحيانا تلاحظ أنه يكتم غضبه ويسيطر على انفعالاته عشان ما تسيء الأمور بينهم وهذا الشيء تنوي تفكر فيه إذا انتهت العمرة و انفردت بنفسها. عشان هذا السبب ما قدرت لينا غير إنها تقول
    " لا عادي ما فيه مشكلة أنت أدع وأدع لي معك وأنا أنبهك إذا وصلنا للعلم "
    المرة الأولى صار الوضع طبيعي وإذا وصلوا للعلامة تقول لينا لراكان أبداء و راكان ما يحتاج يتأكد فا يهرول وإذا انتهى عند العلم الثاني وقف ينتظرها ثم يكملون السعي. في الشوط السادس لينا محترق قلبها أنه ما بقي غير القليل وتنتهي عمرتها كان ودها إنها تسعى وتدعي إلى ما يشاء الله وبسبب تركيزها على مشاعرها نست تنبه راكان اللي ما فكر أبدا يلتفت حوله لأنه يعتمد عليها اعتماد كامل خصوصا بعد الخمس أشواط اللي انتهت. وصلوا للعلامة الثانية و شافتها لينا فقالت
    " أبداء "
    راكان سمع الكلمة للمرة السادسة الآن وبداء يهرول بسرعة لكنه فجأة حس بجو غريب عن قبل وإن كل الأعين تناظر له بدهشة رفع عينه وشاف أن بعض المعتمرين يبتسم له والبعض صرف عينه بسرعة وكمل عمرته. تفقد راكان المكان من حوله ورجع للينا اللي إلى الآن ما استوعبت ليش راكان رجع ولأنها المرة الأولى لها ما أدركت الموضوع. قال راكان وهو يمسك يدها ويبتسم لها
    " أنتي تعرفين وين تركتيني أهرول؟ "
    " لا. ليش ما كملت سعيك؟ "
    راكان وهو يتذكر نظرات الناس من حوله وابتسامتهم وعقله يتخيل شكله وهو في مثل ها الموقف خصوصا وإن طوله الفارع يساعد على جذب الانتباه وهذا الشيء خلاه يبتسم ويقول للينا بطريقة مرحة
    " يخرب بيت عدوينك. تركتيني أهرول عند العلم الثاني يوم الناس وقفت وذكرت ربها "
    لينا لما عرفت ما صدقت وقالت
    " كيف؟ "
    " كيف؟! قلتي لي أبداء و أنا الخبل ما كلفت نفسي أتأكد انطلقت مثل المهبول كأني....ولا بلاش ماني قايل. الناس كانت تناظر لي وتبتسم وكأن في وجهي نكته "
    كانت هاذي هي المرة الأولى من تركوا الرياض اللي تضحك فيها لينا لأنها ما كانت تتوقع أنه ينعت نفسه بمثل كلماته اللي سمعتها وخلتها تكون صورة ظريفة عن شكله وطريقة نظر الناس له. لا إراديا قربت لينا من راكان اللي شاركها الضحك وهي تخنق ضحكتها بسبب الناس اللي حولها. أنقطع تفكير راكان لما شاف البيت الشعبي الكبير واللي يجتمع فيه أخوانه وبعض الأقارب اللي يجون من خارج أبها . وقف السيارة ونزل وهو يقول للينا
    " أستني أشوف إذا ما فيه أحد ولا ندخل مع الباب الثاني "
    لينا في السيارة تشوف واحد يطلع من الباب الرئيسي للبيت وينتشر في لحيته السوداء الشيب ومن هيئة جسمه خمنت إن عمره في الأربعين. سلم الرجال على راكان وهي تسمع ترحيبه بلهجة جنوبية
    "أرحبوا الله حيهم يا مرحبا براكان "
    "يا هلا فيك يا أبو محمد "
    " حياكم إعداد ما سرتو عليه هلا ومسهلا "
    " الله يبارك فيك وش أخبارك وأخبار عيالك "
    " بخير الحمد لله تفضلوا "
    " أدخل أهلي أول يا ابو محمد .أبوي فيه؟ "
    "موجود بالمجلس دخل عيالك و تعال الله يحيك"
    " الله يبقيك أدخل أنت لأبوي وألحقك أنا الحين"
    دخل أبو محمد للبيت الشعبي ورجع راكان للسيارة لجهة لينا وهي تسمع خطواته على الأرض و احتكاك نعاله مع الحصى الصغير. فتح باب المعاون وقال لها
    " انزلي يا لينا و ادخلي مع الباب الثاني وأنا بعد ما يهدا ألجو أجيب لك أغراضك "
    لينا السؤال يشغل ذهنها فقالت بطريقة آلية ما تثير اهتمامه
    " هذا أخوك؟ "
    " أيه أخوي سعيد كبير العايله "
    نزلت من السيارة وهي تسأل سؤالها الجوهري اللي في ذهنها
    " ومن عيالك؟ "
    أبتسم راكان وهو يلمس الشك في صوتها
    " إحنا عندنا يقولون لزوجة أي واحد عياله ما يقولن أهله زي أهل الرياض "
    " يعني يقصد بعيالك أنا؟ "
    ضحك من طريقة استغرابها وقال
    " أيه عيالي عندك مانع؟ "
    لينا ما غيرت حربها الجديدة فقالت
    " فيه مثل يقول عندما تصل روما افعل ما يفعله الرومان "
    في هاذي اللحظة فتح الباب المخصص لنساء وطلع منه ولد وبنت وما كانوا غير إخوانه الصغار سامية وعبد الإله. سلموا على أخوهم اللي بادرهم بكلامه ولعبه ولا اهتم لشيء غيرهم وسألهم
    " ماما هنا؟ "
    عبد الإله :- " أمي وجدتي بعد وخالة شمس وخالة عايشه وخالة نورة"
    رقص قلب لينا من الفرحة أما راكان فكمل استجوابه
    " وأبوك فيه؟ "
    سامية وصوتها يتداخل مع صوت عبد الإله :-" لا حطنا هنا وراح "
    " أيوه...طيب خذوا لينا لماما داخل وأنا بروح جدي "
    هز الولد والبنت رأسهم فقال راكان
    " أدخلي معهم بس لا تنزلين غطاك إلا داخل لأن البيت شعبي و فيه أماكن كثير مكشوفة من غير إن العايله كلها مجتمعه هنا و الظاهر أن أهل الرياض معظمهم موجود بعد! "
    لينا وهي فرحانة تسأله تبغى تتأكد
    " بنام هنا؟ "
    " الظاهر هو في الغالب الحريم كلهم ينامون في البيت هذا خصوصا اللي من الرياض و أرجالهم والشباب يجتمعون في استراحة قريبه من هنا مستأجرينها لمدة طويلة عشان كذا ما أتوقع إننا نطول في الجنوب غير يومين إلا إذا بآخذك منطقة ثانية الباحة أو السوده ما أدري ألين نخلص من الحفل ونمشي نشوف وين نقدر نروح! "

    أنتظرها راكان حتى اختفت عن عينه ثم أتجه للمجلس ولقى أبوه و أخوانه وبعض عيال أعمامه اللي قاموا يرحبون فيه . مشت لينا ورى الطفلين وهي تشوف أطفال غيرهم كانوا يلعبون و وقفوا لعبهم بسبب مرورها وعيونهم تنطق أنهم ما يعرفونها فا حست بالغربة لكن قلبها يحثها تسرع عشان تقابل شمس. مرت لينا بكذا غرفة و إعجابها في البيت يزيد بشكل غير طبيعي وهي تشوف جدرانه معتقة والفرش ألوانه زاهيه مشرقة و الإضاءة متطورة كان البيت من الداخل مختلف عن فكرتها اللي كونتها من المنظر الخارجي. سبقوها الطفلين يركضون ودخلوا غرفة وأصواتهم تتداخل وهم يعلنون ووصولها. أول شخص ظهر من الغرفة طبيعي كان شمس واللي عانقتها بشوق ورحبت فيها وقدمتها للي موجود وما كان فيه أحد غريب بنسبة للينا إلا أسماء أخت راكان و أم محمد زوجة سعيد . جلست لينا فترة بين الحريم الكبيرات في السن من باب الذوق وشمس معها لكن قلبها محترق عشان تنظم لعايشه ونورة وأسماء اللي اختاروا زاوية يتكلمون فيها براحتهم . مضى على وضعها وقت وبحكم معرفة أم راكان بلينا قالت
    " لينا يا قلبي روحي ارتاحي أكيد أنك تعبانه "
    "لا أنا مرتاحة يا خالتي تسلمين "
    " والله أنك كنت تقولين لي أول يا أم سعيد وأنا أتمنى تقولي لي خالتي بس كنت أحسبني أحلم بشيء مستحيل والحمد لله اللي حقق أمنيتي "
    لهجة أم راكان فيها شيء من اللهجة الجنوبية ولهجة أهل الرياض ومع إن لينا تعرفها من قبل إلا إن الحياء غطى وجهها وعقد لسانها واكتفت بالابتسام فقالت أم راكان وهي تحاول تمهد الطريق للينا
    " هاذي بنتي أسماء مدرسة متزوجة وعندها ولد يمكنك شفتيه يوم دخلتي "
    ألتفتت لينا و ابتسمت لأسماء اللي قالت
    " تعالي يا لينا خليني أسولف معك ما أظن فيه أحد ما يعرفك غيري أنتي قابلت أمي وجدتي والآنسات خالتي في الرياض وحريم خوالي بعد اللي بيجون بكرة مع بناتهم وكلهم تعرفينهم ويعرفونك فتعالي بدردش معك"
    استأذنت لينا من أم محمد اللي كانت في غاية الذوق والاحترام وقالت
    " روحي يا حبيبتي روحي حنا حريم خلاص عجزنا ما عندنا سوالف تصلح لك روحي انبسطي مع البنات اللي في عمرك "
    شكرتها لينا لحسن لطفها و لما جلست مع البنات قالت أسماء تمازحها مع إنها ما تتكلم باللهجة الجنوبية
    " مرحبا هيل عد السيل "
    لينا :-" الله يحيك "
    انفجرت عايشه مثل عادتها بضحكة حلوة وهي ناسية اللي حولها
    "كذابة والله إنها تضحك عليك ترى تتكلم مثلنا "
    لينا مبتسمة :- " أدري "
    نورة بدلال:- " أيش دراك ؟ "
    لينا :- "كلمتني بالجوال وأنا في الرياض "
    انتبهت لينا لشعر نورة الأشقر القصير وهو يحيط بوجهها الدائري وقالت
    " هيه نوار قصيتي شعرك؟ "
    مسكت نورة شعرها وقالت :-" أيش رأيك حلو؟ "
    لينا :- " حلو بس مرة قصير ومصغرك فوق مانتي صغير"
    شمس:- "هيه بنت عبرينا أنا أكثر وحدة فرحانة فيك و ما أعطيتيني وجه من اليوم"
    لينا:- " لا ولو أنت رفيقة دربي "
    شمس:- " واضح "
    لينا أكتفت بالابتسام على غير عادتها بسبب غربتها في المكان فقالت عايشه وهي تضحك :-" بنت وش فيك متغيرة أهدي وأسترخي ما فيه أحد غريب كلهم تعرفينهم "
    أسماء :- " يمكن عشاني أنا "
    لينا برتباك :-" لا وش دعوى "
    نورة:- " ترى بنت أختي أسماء مثلنا بس مسوية عاقلة عشان... "
    وأشرت بعينه لجهة الحريم فقالت شمس لأسماء
    " ترى حتى لينا بعد اجتماعية بس ما تقدر تأخذ راحتها عشان.. "
    وقلدت حركة أختها فقالت أسماء
    " أنتم روحوا عند الحريم وخلوني أنا وياها لحالنا أنا أخت زوجها أما أنتم خالاته يعني أنا أقرب لها منكم "
    شهقت شمس ولصقت أصابعها السبابة ببعض:- " لا يا قلبي أنا ولينا صديقات من خمس سنوات كثر الله خيري ما عرفتوها إلا عن طريقي "
    عايشه لأسماء:- " إلا أنتي ولينا روحوا أجلسوا مع الحريم لأنكم خلاص صرتوا منهم أما حنا فا بنات ما يصلح نجلس معهن "
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  6. #26
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    نورة:- " كفك كفك "
    صفقت عايشه بكف نورة فقالت أسماء بابتسامتها وهدوءها وحسن سمتها اللي أعجب لينا
    " الحمد لله والشكر أجل أنا بأخذ لينا بما إننا حريم ونروح لغرفة ثانية عيب البنات الصغار يجلسن معنا"
    عايشه بصوت مرتفع وهي تمزح:-" هيه هيه هيه مضعيه الدرب شكلك! "
    في الرياض كانت لينا تشارك في مثل هذا المزح وتدور معارك كلامية بينها وبين عايشه وشمس لكن الآن مرتبكة وتشوف الكل يتكلم وما خذ راحته عداها هي .
    شمس:-" وأنتي وش دخلك بعد؟ أنا اللي لها الحق تتكلم معها بس وأنتم ظفوا وجيهكم "
    نوة :- " يا ليت راكان يجي ويسمعنا أبغي أشوف كيف يتصرف "
    عايشه :- " ما يبي لها, بيقول أنا زوجها وأقرب إنسان لها ويلقطها ويروح "
    أحمر وجه لينا خجل بسبب صوت البنات العالي وهي تشوف أم راكان وجدته أللي هي أم شمس يتأملونها بحب. وبحكم طبيعة لينا المرحة واللي كانت مسجونة الأسبوعين اللي فاتت وكلام البنات اللي حفزها قدرت تتكلم لكن بصوت منخفض وطريقة هادية
    " أها وأنتي يا أنسه ما جيتي لأبها حبا فيني مسوية إخلاص يعني! ومن اليوم مزعجتني حريم ما يجلسن مع بنات ومرة تحتكرني اعترفي بس اعترفي وش صار على موضوع ظافر؟"
    شمس :- " خالتي تقول أن بعد ما يرتاحون الناس من حفل راكان عفوا حفلك أنتي و راكان بيخطبونها رسمي "
    لينا بمكر:- " شوشو بأجل الحفل قد ما أقدر عشان ما تتزوجين من ولد خالتك "
    عايشه أكثر مرح من لينا فضحكت وقالت :- " حلو فيه تحسن بدت تتكلم الأخت "
    نورة وهي تضرب كتف عايشه :- " طالع البنت ما تستحي "
    عايشه ببراءة :- " وأنا وش قلت؟ وبعدين ما علي منك يا لينا تخلصين حفلك تخلصينه وإذا بتأجلينه بأعلن الحرب "
    لينا :- " لا عن جد عايشه مبروك مقدما "
    عايشه:- " الله يبارك فيك بس أنتي يا حلوة أسترخي أحس أنك للحين مشدودة ومتوترة أنا وأنا أصغر منك عادي"
    لينا :- " أيه لا خلاص حبيبتي بجيك لليلة عرسك وأذكرك بكلامك لا تنسينه "
    أسماء :- " قوموا بنات خلونا نروح غرفة ثانية نأخذ راحتنا فيها لان بكرة ما راح نلقى وقت نتكلم فيه مع لينا "
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  7. #27
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل الخامس عشر


    مر الحفل بهدوء و اضطر رجال بعض الأسر يتركون أهلهم ينامون في البيت الشعبي الكبير ويروحون هم للاستراحة اللي يجتمع فيها الشباب ومن ضمنهم أعمام راكان . قامت شمس الصباح بدري وشافت وجه لينا البريء وهي مغمضة عينها وتنام بسلام في كيس النوم اللي جابه راكان لها لكن حواجبها معقودة و واضح إنها تعبانه. قررت شمس تصحيها ولأن فيه بنات ينامون معهم في نفس الغرفة حطت يدها على كتف لينا وهزتها بلطف وهي تهمس
    " لينا ..لينا ..لينا قومي "
    فتحت لينا عينها وشافت شمس جالسه في فراشها قدامها وهي تبتسم لها. بادلتها الابتسام ودعكت عينها وهي تقول بهمس مثلها
    " صباح الورد "
    " صباح النور ما هي عادتك تنامين الصبح شكلك تعبانه؟ "
    " لا بس تعرفين من كثر الناس أمس أحس راسي يعورني "
    استلقت على ظهرها وقالت
    " كم الساعة؟ "
    "سبعة ونص "
    تمطت لينا في كيس النوم و ريحت يد على صدرها وحطت اليد الثانية تحت رأسها وقالت
    " والله أني أذكر أني لو نمت من التعب مستحيل أقوم لو تمر صواريخ سكود فوق راسي والحين أقوم من الهواء إذا مر "
    شافت لينا شمس متضايقة فقالت
    " هيه مقومتني من النوم عشان أشوفك كذا؟! "
    " أنا لازم أقوم أسوي الفطور للجيش هذا لأن المسكينة أسماء تعبانه من كثر شغل أمس ولا ودي أقومها تروحين معي؟ "
    " أكيد ما يبغى لها كلام "
    " طيب بسرعة تعبت من كثر ما أهمس "
    ضحكت لينا بصوت منخفض وقالت تمازحها
    " بلاه ما هو من طبعنا "

    دخلت لينا وشمس المطبخ بعد ما غسلن وجيهن و رتبن أنفسهن. صكت شمس الباب وهي تقول
    " معليه دخلتك المطبخ وأنتي عروس أجلسي عند الطاولة وسليني "
    " شكلك توك نايمه ما فقتي؟ "
    " لا والله جد وش بتقول أمي ولا خواتي لو عرفوا؟ "
    " ما راح يقولون شيء, بعدين تذكرين قبل أتزوج راكان؟ كنت تقولين لي أننا بنطبخ مع بعض وبعدين بتوديني الجبل ثم تاخذيني لمشتل الورود اللي هنا وين راح كلامك ذا كله؟ "
    "حتى ولو أنتي توك ...."
    شمرت لينا أكمام بلوزتها وقالت
    " لا توك ولا غيره وش بنطبخ ؟ "
    "طيب افترضي وحدة من حريم أعمام راكان ولا وحدة من بنات عماته دخلت علينا "
    هزت لينا كتفها وقالت وهي تفتش في الثلاجة
    " ما قدرت تخلي صديقتها في المطبخ! أقول نبدأ سوى ولا أبداء لحالي؟ "

    أثناء عمل شمس ولينا أنظمت لهم أسماء وساعدتهم وهي عاتبه على شمس لأنها تركت لينا تساعدها لكن لينا صارت تتكلم مع أسماء بحرية وسرعان ما تغير الوضع وصار العمل أكثر تسلية بتبادل الكلمات بينهم. بعد ما أفطر الجميع دخلت شمس وأسماء المطبخ يغسلون الموعين وجلسوا لينا ورفضوا مساعدتها. بدت عايشه ونورة يرتبون البيت وينفضونه نفض مع بنات أخوانهن ولما قامت لينا معهم قالوا إن عددهم كثير ولا هم محتاجين أي مساعدة بينما الحريم الكبيرات في السن أمثال أم شمس وأم راكان وأم محمد وحريم أعمام راكان فكانوا جالسات يتقهون في حين إن بنات أعمام راكان مشغولات بترتيب أغراضهم عشان يكونون على استعداد أنهم يروحون . لينا ودها تجلس مع جدة راكان وخالتها لكنها تراجعت لما شافت كثر الحريم حولهن وقررت تجلس تنتظر شمس وأسماء أو أي وحدة من البنات غيرهم تخلص شغلها و تجي تجلس معها. أثناء الجلبة والناس الرايحه و الجايه جت وحده بياض بشرتها مثل الثلج وشعرها أسود ناعم طويل وكانت ترفعه فوق رأسها بطريقه معينه أشبه ما يكون بكعكة لكن كان جزء من طوله متروك بحريه . جت وسلمت على لينا وهي تقول
    " ليش جالسة لحالك مو حلوة الوحدة أبدا؟ "
    قالت لينا وهي تبتسم لها بأدب
    "أنتظر البنات يخلصون شغلهم "
    " سمعت أنك صديقة شمس من أيام الدراسة؟ "
    "أيه صحيح تعرفنا من أول ثانوي "
    " وش رأيك في أبها أعجبتك؟ "
    " ما فيه أحد يكره أبها بس ترى حتى الرياض مع إن جوها حار بس حلوة "
    " شكلك تحبين الرياض؟ "
    " طبيعي أني بحبها ما سبق أنك زرتيها يا ...معليش ما أعرف أسمك؟ "
    " نجلاء "
    بدت السوالف بين البنتين رسمية بعض الشيء لكنها بدت تتلاشى مع طبيعة نجلاء اللي كانت تقول للينا أسم كل وحدة تشوفها تمر من قدامهم وصلة قرابتها بعائلة راكان و أيش مؤهلها العلمي لكنها أبدا ما تكلمت عن نفسها غير إنها خريجة قسم علم اجتماع حتى تكلمت في النهاية وقالت
    " أذكر أن راكان خطب أكثر من وحدة من بنات عمه وبعد النظرة الشرعية كان يهون وفي النهاية معاد أحد صار يزوجه وهذا اللي تركه يآخذ من برى الجماعة "
    ما ردت لينا لإنها تحسب لكل كلمة تقولها ممكن تنتشر ويضيف الناس عليها وتسبب مشاكل لنفسها ولكل من يقرب لراكان وأولهم أبوه اللي تتشوق لمقابلته كملت نجلاء بلهجة ما فيه أي عداء بالعكس كانت لهجة تدل على محبتها للينا وخوفها عليها
    " أنا بقول لك شيء بيني وبينك يا لينا أنت فعلاً تنحبين وتدخلين القلب ومحظوظة شمس يوم لقت بنت مثلك لكن لا تأمنين راكان لأنه بصراحة أناني ومتكبر وما يستاهل وحدة طيبه مثلك حتى أنه إلى الآن متعلق في خطيبته الأولى لكن بسبب تركه لها أول مرة و كثر البنات اللي شافهن ثم تركهن ما عاد صار أهلها أو أهل أي أحد يعرف راكان يوافق عليه وهذا اللي خلاه ما يتزوج إلى هذا الوقت.وزواجه هذا كله عشان يسكت أبوه و ألسنة الناس اللي تقطع فيه ولا هو إلى الآن متعلق في ذيك البنت "
    لينا تسمع وتحاول توازن بين عقلها وقلبها فسألت نجلاء
    " وأنتي ليه تقولين لي كل هذا؟ "
    " لأني أحبك "
    رفعت لينا حواجبها وهي في قلبها آلاف المشاعر الغير مفهومة وفي عقلها آلاف الأفكار وقالت
    " لو كنت تحبيني كان خليتيني أعيش وأنا مرتاحة من غير ما أسمع كلامك! "
    " أنتي ما تفهمين أنا ما أبغيه يضرك "
    لينا وهي تكذب حتى على نفسها قالت
    "ما عمري سمعت أن راكان ضر أحد "
    " لأن شمس ما راح تقول لك كل شيء عنه هي خالته وبتستر عليه هم ما صدقوا أنه يتزوج "
    لينا بسخرية غير معهودة منها
    " وبرأيك كيف يقدر يضرني؟ "
    " بيسوي مثل ما سوى أبوه بعد ما جاب أربع عيال يطلقك "
    لينا انفجرت مشاعرها مع غضبها وقالت بنبرة تأنيب لنجلاء
    " أنا ما أسمح لك يا نجلاء تتكلمين عن عمي وزوجي وشمس أو أي شخص يقرب لهم وخليني أقول لك شيء أنا الطلاق ما هو في قاموسي لأني بعيش حياتي مثل ما الله يكتبها لي "
    "أنتي ما فهمتيني أنا قصدي قبل ما يرميك راكان وبعدين أنتي توك بنت وما شاء الله عليك كل وحدة تتمناك لولدها "
    لينا قالت ببرود قاتل وهي في داخلها تتمنى تصفع وجه نجلاء بسبب وقاحتها
    " شكيت لك أنا يا نجلاء؟ ثم الطلاق شيء ما أعرفه وبنت مثلك أكبر مني بكثير المفروض تعرف إن اللي قالته مفروض ما ينقال حتى لو نيته طيبه والشيء الثاني أنا ما سمحت لك تتكلمين في حياتي ولا طلبت مشورتك؟ "
    " بكيفك أنا نصحتك وأنتي حرة وأسفه انك فهمتيني غلط وأنسي أني جيت وكلمتك "
    تركت نجلاء لينا اللي وجها أحمر وعيونها فيها حدة للإنسانة اللي وقفت وتركتها. صحيح إن نجلاء كانت تتكلم بلهجة ما فيها غير الإخلاص لكن لينا سألت أنه مستحيل ما يكون بدون هدف لأن وحدة مثلها تملك جرأة تكلمها في ثالث أسبوع من زواجها وتقترح الطلاق وتشوه صورة راكان قدامها بحجة إنها خافيه عليها وإنها حبتها من أول يوم شافتها فيه ,هذا شيء غير منطقي أبداً. لكن جزء من كلامها كان صحيح فعلاً لأن شمس قالت لها بعضه قبل يخطبها راكان وهو أنه كان أكثر من مرة يخطب ولما يشوف البنت يتراجع وهذا اللي ترك أبوه وأمه يفكرون ما عاد يتدخلون في زواجه فأيش اللي يمنع ما يكون الجزء الثاني اللي قالته نجلاء صحيح وإن شمس لما عرفت إنها هي اللي تزوجت راكان خافت على مشاعرها وأخفت الشيء هذا عنها. شمس كانت توها طالعه من المطبخ وشافت نجلاء يوم بعدت عن لينا وشافت وجه لينا أحمر والنار في عيونها فا مشت جهتها وجلست قدامها وقالت
    " لينا فيك شيء؟ "
    لينا تأملت شمس وكان ودها تقول لها لكن قالت إن الناس حولهم كثير وهذا مهوب وقته
    " لا "
    " نجلاء قالت لك شيء؟ "
    لينا تتمنى تقول لشمس اللي ما بينهم أي أسرار وتسألها من غير ما تعرف من اللي دخل الفكرة براسها لأنها ما تحب تكون مدخل للشر في العائلة فقالت
    " وش بتقول يعيني! "
    " مدري عنك من شاف وجهك لا تصدق كل مايقول إنها قايله شيء ما يسر بس أسمعي أنت من زمان وأنتي تكررين علي "تسمع وصدق نصف ما ترى
    لينا تغير الموضوع
    " أسماء وينها ما كانت معك؟ "
    شمس فهمت لينا ولا حبت تضغط عليها فقالت
    " راحت تشوف ولدها وتسلم على أعمامها قبل ما يمشون.أقول يا بنت وش رايك نسوي كوب شاهي في المطبخ لين يروحون الناس و يهدا الجو بعدين نرجع ونشوف كيف نقدر نقطع الوقت"

    لينا وشمس يقلبون صفحات الجريدة في المطبخ حتى خفت الأصوات في البيت و هدا تقريبا. شافت شمس صورة للملك عبد الله وعلقت على الخبر الموجود ثم قالت
    " يا أختي الله يكثر خير بابا عبد الله ويحفظه يا أني أحبه "
    " يستاهل كل خير أبو عابد ينحب ها الإنسان الله يكره من يكرهه "
    قلبت شمس صفحة الجريدة و انتبهت لراكان لما دخل و وجهه عابس فخمنت أنه سمع كلمة لينا الأخيرة ولا فهم المقصد و حبت إنها تفتح الجريدة مرة ثانية بطريقة عفوية وتبين له الموضوع لكن هو سبقها وقال بسرعة وهو يتجاهل لينا على غير عادته
    " شمس صلحي قهوة وشاهي لأبوي "
    وبمثل دخوله السريع طلع نزلت لينا كوبها وهي تحس بحرقه لأنه تجاهلها وعلقت السبب بالكلام اللي سمعته من نجلاء. أدركت شمس إنها ارتكبت من قبل غلطة وما صلحتها فقررت تقول للينا
    " لينا "
    لينا تناظر في كوبها ومن غير ما تفتح فمها قالت
    " هممم "
    " فيه شيء بقول لك إياه بس لا تزعلين "
    رفعت لينا عينها وقالت
    " من متى زعلت من صراحتك؟ أصلا بزعل لو خبيتي علي "
    " لا المرة ذي أنا غلطة غلطة بس كانت من غير قصد "
    شربت لينا من كوبها وهي تفكر في سبب تغير راكان أكثر من غلطة شمس ولما حطت كوبها مرة ثانية على الطاولة وهي تناظر فيه قالت بمزح
    " أيه أنا تعودت عليك يا شمس ومن عرفتك كل غلطاتك بريئة و من غير قصد تكلمي وش سويتي ها المرة"
    " قبل اعرف إنك تزوجت راكان كنت أكلمك على التلفون وأقول إن عبد الله جن علينا يوم عرف إنك تزوجت وكنت أقول لك دايم إنه يحبك.... "
    " ما جبتي جديد وين المشكلة؟ "
    لينا تشرب من كوبها وتسمع كلام شمس
    " أيه وأنتي تعرفين أني دايم أتكلم عنك عند أهلي وأخواني وكل أللي يقربون لي؟ "
    لينا حست بوخزت خوف تزحف لقلبها وبدت تتنبأ من مقدمات شمس فحطت عينها بعين شمس وقالت
    " شمس اختصري و هاتي من الآخر "
    غزى بشرة شمس البيضاء اللون الأحمر بشكل مندفع بسبب نظرة لينا وهي عارفه أن اللي سوته كان خطاء لكن لازم تفاتحها لأنه مستحيل يكون بينها وبين لينا أسرار ولأنها ما تقدر تخلي لينا ما تفهم أي شيء ممكن يخليها تفهم ركان. فقالت مرتبكة
    " يوم صكيت التلفون كان راكان عندي وقتها ما كنت أعرف أنه ....يعني أن هو اللي تزوجك وقمت أقول له عن عبد الله "
    لينا من داخلها أنفجر البركان اللي سخنته نجلاء لكنها سيطرت على نفسها وقالت لشمس
    " لا تقولين أنك قلتي لراكان أن عبد الله يحبني! "
    هزت شمس رأسها فقالت لينا وهي تحس بالضياع
    " شمس حرام عليك! أنا كم مرة قلت لك لا تتكلمين عني عند أحد من عايلتك غير أمك و خواتك؟ "
    ما ردت شمس وهي تشوف إن وجه لينا مقطب وما فيه غير الغضب وقررت في نفسها إنه يحق للينا تعصب. انتبهت شمس على صوت لينا وهي تقول
    " يوم قلتي له كذا هو وش قال لك؟ "
    شمس بتردد
    " سألني إذا أنتي تعرفين وإذا كنت تهتمين له "
    لينا بيأس
    " يا حبيبي كملت, وش رديتي عليه؟ "
    شمس مندفعة وهي تتوقع إنها أفحمت راكان بردها
    " قلت له إنك لو كنت تحبينه ما كان وافقتي تتزوجين غيره "
    لينا تتمنى تنصهر ثم تتبخر في الهواء ولا يبقى منها ذرة في هذا الوجود. رد شمس له زاد من تعقيد الموضوع لأنها ما تعرف إنها مجبورة عليه بسبب الدين اللي على أبوها و راكان بيفسر رفضها الجريء له وقدامه إنها متعلقة في خاله وهذا اللي يخليه غريب في تصرفاته إذا جت سالفة عنه. كملت شمس كلامها
    " أنا أتوقع أنه للحين شاك في كلامي و ما هو مصدقني وشكله لما سمع كلامك عن الملك عبد الله ظنك تقصدين عبد الله أخوي "
    لينا بصوت هادي وهي مصدومة
    " يا الله "
    ثم فجأة انفجرت من القهر و اختفى هدوءها على غير عادتها مع شمس
    " أسمحي لي ولد أختك هذا مجنون و مخرف إذا كان يفكر زي كذا وإذا كان شاك فيني من البداية وراه أخذني ولا عشان ما أحد يبيه حتى خطيبته الأولى اللي للحين يفكر فيها "
    كانت لينا من فرط غضبها ترجف ويديها محمرة لأنها ضربت بها الطاولة اللي قدامها. قامت شمس بسرعة وصكت باب المطبخ وقالت للينا
    " أهدي أهدي أنا بصلح غلطتي وأقول لراكان السالفة وما فيها "
    لينا وهي تعرف إن راكان ما راح يصدق أحد
    " لا لا تقولين له ولا شيء خليه على عماه "
    " إن ما كلمتيه أنتي كلمته أنا "
    "شمس! "
    "الله يرحم والديك يا لينا خليني نخلص من ها السالفة وبعدين تعالي هنا قولي لي من اللي قال إن راكان متعلق في خطيبته الأولى؟ "
    " ما أحد قال لي"
    " أنا عارفه إنها نجلاء "
    " أف شمس والله أني أحس أني مخنوقة "
    " إن كانت نجلاء فهي تكذب عليك "
    " وش يخليها تكذب؟ "
    " لأنها هي خطيبته الأولى وهو عشان ما يتزوجها ترك الديرة ودرس في أرامكوا "
    لينا بسخرية ودمعها محبوس في عينها
    " وإذا ما كانت هي وش اللي أكد لك أنه ما هو متعلق بوحدة غيرها؟ "
    " اللي أكد لي إنه لو كان متعلق في أحد ما كان فكر يتزوجك "
    " لا يقدر طالما إن الكل رافض يزوجه و أنتي حتى قلتي لي أن أبوه وأمه ما عاد يتدخلون في زواجه لأنه كان يتراجع عن البنت لما يشوفها "
    " أيه بس ما هو بالمعنى اللي أنتي متخيلته ترى هو قبل يتزوجك أعمامه يلحون عليه يا خذ من بناتهم بس هو رفض "
    ابتسمت لينا ابتسامة خفيفة ساخرة مصحوبة بزفرة ألم بسبب حبل القهر اللي تحس به في رقبتها واللي خلى دموع ساخنة تنزل على وجهها الكئيب. كانت أصواتهم مرة ترتفع ثم تنخفض لكن ما أحد سمعها بحكم بعدهم إلا راكان اللي رجع عشان يجيب القهوة لأبوه. فتح راكان الباب وعيونه الحادة تطلب تفسير لكل هذا الصوت وشاف وجه لينا فادخل وقرب منها لكن هي وقفت وتجاوزته عشان تطلع. مسك يدها و وقفها مكانها وقال وهو يتناسى اللي في قلبه
    " وش فيك؟ "
    لينا تمسح دموعها عن وجهها وفي عينها نظرات أكثر حدة من نظراته وقالت
    " فك يدي "
    " وش صاير لك أنتي اليوم؟ "
    كان الاشمئزاز منه في ملامح وجهها المتقلص وهي تحاول تخلص ذراعها منه بقرف وتقول
    " ما صار لي شيء وإن كنت تبي تكلمني أنا ما لي خلق لك الحين "
    " فهميني وش اللي صاير لك طيب؟ "
    نفضت لينا يدها من يده ونار شكه فيها تحرقها وقالت
    " خل شمس تفهمك "
    وطلعت بسرعة ولأن البيت مهوب بيتها ولا تقدر تنفرد بغرفة لحالها حتى ما تسبب كلام أهل البيت دخلت الحمام وغسلت وجهها بالماء اللي يخالط دموعها .
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  8. #28
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل السادس عشر


    " وش فيها لينا؟! "
    شمس حست بذنب وإنها هي سبب الخلاف اللي بينهم ولأنها تشارك لينا في كل شيء شاركتها الآن حتى في دموعها وحزنها. صك الباب عشان ما يدخل أحد وقال وهو منفعل
    " شمس ناقص لك أنتي الثانية تبكين! وش فيها لينا؟ "
    " أنت يوم دخلت و إحنا نتكلم عن الجريدة وسمعتها وهي تقول إن أبو عابد ينحب وهي كانت تقصد الملك عبد الله عرفت إنك فهمت أنه عبد الله أخوي لأنك كلمتني وتركتها "
    راكان وفي عينه وصوته تهديد
    " طيب؟ وإذا كلمتك وما كلمتها يعني أنا عندي شيء؟! "
    " أنا قلت لها إني سبق وعلمتك إن عبد الله كان يهتم فيها وأنك أنت سألتني عنها فقلت لها انه يمكن تكون شاك "
    راكان وهو معصب
    " حسبي الله على شيطانك وأنتي كل اللي في قلبك تقولينه من غير ما تفكرين؟ "
    " ما كنت أقصد غير إنها تكلمك "
    صرخ فيها
    " فاضي لك الحين أنا؟! بروح أشوف وين راحت المجنونة الثانية وأنتي سوي القهوة وخلي أسماء توديها أبوي وقولوا له أني طلعت برى وإذا رجعت يصير بينا كلام "
    شمس بلعت ريقها لأن راكان إذا عصب يرمي كلام وهو ما يحسب له. راكان يدور لينا في البيت وسأل عايشه فقالت
    " في الحمام دقيت عليها الباب وما طلعت أتوقع إنها مطولة أنت روح عند أبوك وأنا أخليها تكلمك بالجوال إذا طلعت "
    تركها ورجع لشمس وقال
    " روحي عطيني عباية لينا من غير ما ينتبه لك أحد "
    رجعت له شمس بعباية لينا و حطتها في يده وراحت للمطبخ قبل يسألها أحد عن عيونها الحمراء. طق راكان باب الحمام بهدوء عكس أعصابه المنزعجة فقالت لينا اللي حست إنها طولت في الحمام
    " أوكي عايشه ثواني الحين طالعة "
    فتحت الباب وما كانت تتوقع تشوف راكان ولما كانت بترجع تصك الباب سحبها من يدها وطلعها وهو يقول
    " أنا ما ينقصني هبال الأطفال هذا البسي عباتك بنطلع "
    أخذت عباتها من يده ولبستها وتراكها تمشي قدامه حتى ركبت السيارة وصك الباب من بعدها ورجع وأخذ مكانه وأنطلق بسيارته عشان يوقفها عند مكان جبلي ما يتواجد عنده أحد. لم هدا محرك السيارة قال
    " ليش ساكته؟ "
    "وش تبيني أقول لك؟ "
    صرخ راكان
    " عن غبائك هذا! تكلمي وش اللي عندك؟ "
    "ما عندي شي أقوله أنت اللي سحبتني بيدي وجبتني هنا "
    " شمس قالت لي "
    " عن؟ "
    كانت لينا هادية على عكس النار اللي بداخلها وكانت مسترخية في جلستها ولا رفعت غطاها عن وجهها وبشكل مفاجئ سحب راكان غطى وجهها ورماه في المرتبة الثانية وقال بانفعال واضح
    " أنا إذا تكلمت تردين علي "
    ما ردت لينا فقال
    " وبعدين معك أنتي؟ "
    لينا انفجرت وتركت هدوئها
    " وبعدين معي أنا؟! ليه أنا وش سويت؟ أنا اللي أخذت وحده من بيت أهلها و بديت أشك فيها إنها ما تبيني وتبي خالي؟ "
    "صدقيني إن هذا كلام شمس مهوب كلامي "
    " لا تكذب "
    التفت لها وهو عاقد حواجبه بعصبية من صوتها الحاد المرتفع بسبب غضبها ما كنت تبكي مع إن عينها تلمع بدموعها لكن وجها كان أحمر ولا ترددت يوم شافت عصبيته هو الثاني وكملت
    " فوق أنك ما خذني من بيت أهلي تبغى تذلني بشكك وتبغى تخليني بالغصب أهتم في خالك وحتى لو مر أسمه ولو إنه شخص ثاني تناظر لي وكأني مسوية غلط وفوق هذا تبيني أصدق إنك ما تشك؟ "
    " أنتي مجنونة "
    " بأجن صدق لو صدقتك "
    راكان واضح من صوته إنه منفعل لكن حركاته صارت اهدأ
    " يا بنت الحلال أنتي تعرفين شمس تقول اللي يصدقه قلبها ..."
    قاطعته
    " لا ترميها على شمس. شمس قالت لك أني لو كنت مهتمة فيه ما كان تزوجت ولأنك تعرف أنك ما خذني من دون رضاي قمت تشك فيني "
    راكان يحس بتعب نفسي من مجادلتها في هذا الموضوع ولو كان يعرف إن وصوله للجنوب بيسبب له كل هذا كان طلع برى المملكة شهر كامل ورجع. أنتظرها لما سكتت وهدت أنفاسها ثم قال بهدوء
    " لينا تسمعيني ولا لا ؟ "
    ما ردت عليه وهي تناظر في الجبل الأخضر اللي قدامهم فقال
    " أنتي تؤمنين بالله؟ "
    لينا بصوت منخفض
    " لا إله إلا الله محمد رسول الله "
    " صحيح إن شمس قالت لي عن عبد الله وأني سألتها وكل اللي قالته صدق أما مسألة أني شكيت فيك فأنا أحلف لك بالله إن ها الشيء عمري ما حسيت فيه "
    " اجل يوم سمعتني وحنا نقرأ الجريدة وش تسمية؟ "
    " أنتي مصدقتني الحين أني ما أشك فيك ؟ "
    لينا ما قدرت تمسك دموعها لأن مشاعرها كانت تتمنى تصدقه وهذا خلاها تحس بالضعف وقالت
    " أصدقك! وش أصدق لصدق . أنك ما شكيت فيني ولا ... ..."
    كانت على وشك تتكلم عن الموضوع اللي طرحته نجلاء عليها فتراجعت وكمل راكان لما شافها سكتت
    " أقسم لك بالله العظيم ثم والله ثم والله أني ما عمري شكـيــــــت,خلاص دخلت مخك؟ "
    لينا بيأس
    " ما دري؟ "
    " لا حول "
    قالت لينا بشكل آلي
    " يا أخي وش ...."
    قاطعها صوت راكان الهادي
    " لا تقولين يا أخي أنا مهوب أخوك "
    سكتت و ما كملت كلامها فقال
    "كملي "
    " وش أكمل وأنا كل كلمة أقولها حتى العفوية محسوبة علي "
    " أنا أكثر من مرة أحذرك لا تقولين ذا الكلمة ومن قبل زواجنا فا مهوب شيء جديد أذكرك لا تقولينها. المهم كملي "
    " ما عاد عندي شيء "
    " صدقتي أني ما أشك فيك؟ "
    " أصدق إذا قلت لي ليش إذا جاء أسمه ولو طاير من بعيد تاكلني بلسانك واليوم يوم بس قلت أن أبو عابد ينحب وأنا أصلا ما أقصد خالك حرقتني بعيونك وكأني ..."
    ما تدري وش تقول فا سكتت و ريحت ذقنها على يدها فقال بهدوء لكن واضح أن الكلمات تطلع بصعوبة من لسانه
    " لأني أغار عليك منه "
    ألتفتت له لينا وهي تشك في كلامه وقالت
    " أنت فاتح عينك صح؟! شكلك تشوف أختك سامية مهوب أنا "
    أول ما سمع كلامها نزل من السيارة وخبط الباب وراه بقوة خوفتها وجاء جهتها وفتح الباب وقال
    " أنزلي "
    لينا بخوف
    " ليه؟ "
    " لا أبد الحين أعلمك ليه "
    لما شاف عيونها قال
    " لا لا لا تخافين؟ ماني تارك هنا ورايح "
    " تستهبل؟ "
    " مدري عنك أجل ليش خايفة ؟ "
    " ما أحد قال أني خايفة "
    ونزلت من السيارة وهي تشوفه يصك الباب بعدها ثم قال
    " عيدي اللي قلتيه لي يوم انك في السيارة "
    لينا خايفة إلا أنه في شيء في راكان يخليها تطمئن أنه مستحيل يأذيها فقالت وهي تناظر في الأشجار حولها والهواء البارد يحرك طرحتها
    " وش قلت؟ "
    " أنا اللي أسألك ؟ "
    " أنت سمعتني مهوب لا زم أعيدها "
    "أيه بس عشان أسمعها زين "
    " أجل أسمعها أنت شكلك تشوف اللي قدامك سامية الصغيرة مهوب أنا "
    ومن غير أي مقدمات ضمها راكان بقوة و نشر قبلات حارة على أجزاء وجهها ثم قال
    " هاه للحين تحسبيني أشوف سامية "
    لينا تحاول تحتفظ بغضبها لأنه هو الشيء الوحيد اللي يقدر يكون جدار حماية لقلبها قبل يقتحمه راكان لكن هي تعرف أن هو بأسلوبه يقدر يمتص غضبها قالت لينا
    " راكان ترى للحين ما خلصنا كلام "
    " لا خلصنا كنت تظنين أني أحسبك تهتمين لخالي لأنك تعرفين أنه كان حاط عينه عليك وأنا قلت لك أني أعرف انك ما تفكرين فيه أصلا وتصرفاتي كانت بسبب غيرتي أغار منه ومن أسمه إذا سمعته إذنك وأغار من كل شيء حولك خلاصنا يا حبيتي "
    لينا مصدقة مسألة أنه يغار عليها لأن من الطبيعي لأي رجال أنه يغار على زوجته من شخص ثاني لأنه يعتبرها شيء من أملاكه بس ما هو بدلاله على أنه يحبها لكن اللي محرق قلبها فعلا إحساسها بوجود إنسانة ثانية خلف الستار إلى الآن ما ظهرت. إن ما كنت نجلاء فأكيد وحده غيرها والشيء الثاني اللي لا زال يشوه صورة راكان طريقة زواجه لها و إحساسها أنه من الخيانة والضعف إنها تغفر له عنجهيته وأسأته. هواء الجنوب بارد بنسبة للينا اللي تحس بدفيء في حضن راكان و هي تفكر إنها ما تعرف وش هو الموقف الصحيح اللي ممكن تتخذه اتجاه راكان اللي من عاشت معه والصور السلبية اللي في ذهناها عنه تختفي يوم بعد يوم .والأمر الأخر إنها بدت تتقبل الحياة معه مع العيوب اللي فيه فحتى لو كان إنسان صعب حاد في طبعه إلا أنه بسرعة ينهي الخلاف اللي بينهم وبطريقة هي ما تتخيلها .في أقل الأحول كانت تتوقع منه يسكتها أو يسفها أو إنه يقابل سطوتها ولسانها بعنفه وقوته لكن هو أبدا ما تركها بعد أي خلاف بينهم إلا تفكر بشيء واحد المعاملة اللي هو يستحقها منها .لما ما شاف راكان منها أي جواب ضمها له أكثر وسند ذقنه على رأسها وقال
    " خلصنا من هذا كله, كل الوساوس اللي في ذهنك اختفت "
    ما ردت عليه لينا فقال
    " الحمد لله السكوت علامة الرضا "
    سندت يدها على صدره وبعدت عنه وقالت
    " باقي شيء "
    تجمدت ذراع راكان حولها وقال
    "وشو؟ "
    " أنت لما تعصب تقول كلام أنا ما أحبه "
    " أيه عاد هذا غصب عني أنا إذا عصبت صدقيني أقول كلام ما أقصده "
    " تقول لي مجنونة؟ "
    "ولا يهمك المجنون أنا مهوب أنتي "
    " لا والله جد الظاهر أني تأثرت بسببك بعد ما قالت لي شمس أنك ممكن تشك فيني قلت عنك أنك مجنون ومخرف "
    " ما يخالف مجنون ومخرف بس ما هو قدام شمس عاد، تصدقين الظاهر أني رديتها لك من غير مدري يوم هاوشت شمس قلت لها أنك مجنونه وخبله بس خلاص من يوم رايح بيكون بينا تفاهم على قولتهم حضاري رضيتي ؟ "
    " لا باقي أني ما أبغى منك تستخدمها حتى مع غيري و أولهم شمس "
    " يا أني أغار من ها الشمس وأحسدها "
    "إلا شمس تراها صديقتي "
    راكان يمازحها وهو يشوف عينها جفت من الدمع لكن أثر البكاء فيها
    " ما أحد قال عن صديقتك شيء أنا كنت أكلم الشمس اللي طالعة هاذي "
    بادلته الابتسام عفويا فقال لها
    " ما ودي أخليك بس أبوي كان يبي يشوفك و أنا دخلت المطبخ وصار اللي صار وطلعنا من البيت الحين لازم نرجع له بس هاه لا يدري أني زعلتك ولا ترى يكسر رقبتي "
    ما ردت عليه لينا لأنها تحس بالضياع داخلها لكن ابتسامتها لازلت على وجهها فقال
    " شكل أبوي المنافس الجديد الله يستر لا يطلع لي أحد ثاني عشان ما أخطفك وهاجر برى البلد "
    دق جوال راكان فطلعه من جيبه ولما كانت لينا بتبعد وترجع لسيارة لفها بذراعه وقربها منه وقال
    " هذا أبوي أكيد أنه معصب "
    حط الجوال عند أذنه وقال
    "آلو .هلا وعليكم السلام "
    ثم فجأة بعد الجوال عن أذنه وصك وحدة من يعونه وهو يبتسم لها وسمعت لينا صوت أبوه يصرخ عليه و راكان يرد عليه
    " طيب طيب ...خلاص .... ألحين راجعين للبيت ... يا هلا....حياك الله مع السلامة "
    رجع الجوال لجيبه وقال للينا
    " ما قلت لك يا حلوة أنه بيكسر رقبتي خلينا نرجع له و أبغى منك قبل ما نوصل هناك تنسين كل شيء صار اليوم وترمينه في ها المكان "
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  9. #29
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063

    الفصل السابع عشر


    وصلوا للبيت وجلس راكان مع لينا في الغرفة وهو يتأملها وهي تبدل ملابسها وترتب نفسها عشان تروح معه لأبوه ولما انتهت من ملابسها فتحت علبة المكياج فقال
    " لينا المكياج بيخرب بشرتك لا تحطينه أنتي تعجبيني كذا "
    كانت لينا تتوقع إن كلماته اللي كانت في الفندق مزح لكن الآن أدركت أنه جاد فقالت
    " بس ما هي حلوة أروح لعمي وعيوني واضح فيها البكاء "
    " سوي اللي تشوفينه "
    ومثل عادتها لينا ما تركته ينتظر طويل لأنها تعرف الشيء اللي يناسبها من المكياج ولما جت تحط العطر قال راكان
    " لحظة "
    ألتفتت له وقالت
    "فيه شيء؟ "
    " أيه هو فيه واحد من عطوراتك أنا ما أحبه "
    رفعت حواجبها بتسأل فخاف تزعل منه و قال
    " لو أقول لك لا تستخدمينه وش بتسوين؟ "
    " هو أمرا ولا طلبا؟ "
    " لا والله طلبا "
    شعور غريب جميل اجتاحها وهي تشوف ابتسامته ومن دون تفكير مسبق قررت إنها تحاول قد ما تقدر تعامله بمثل كرمة ولطفه وإنها تنسى الماضي مهما كانت مرارته وتدفنه في أبعد مكان حتى لو رفضه قلبها وكرامتها ومن ساعتها هاذي بيكون تفكيرها في حاضرها ومستقبلها. جاء لذهنها ذكر نجلاء والدين فأبعدته عنها بألم وهي تكرر إن عنادها ما يفيد وإذا كانت ترفض الطلاق في معظم الأحوال فعليها إنها تسعى لتحسين الوضع اللي بينها وبينه أكثر من تفكيرها في انتقام ما له أي معنى لأنه يدمرها قبل يدمره بفقدها شخص متفهم لطبيعتها ومتقبلها كإنسانة باحترامه لها وإشراكها في كل شيء يتعلق بعلاقتهم المقدسة ولا تركها أبدا تسمع في أي نقاش حاد يدور بينهم إنه أشتراها بفلوسه مع إن أي واحد بمثل حدة طبعه وعصبيته ممكن تطلع منه الكلمة ولو فلته من لسانه. ما فكرت لينا عن سبب تغيرها لأنها تعرف أنه هو اللي غيرها بمعاملته لها خلال الأسبوعين اللي راحت وخلاها تجرب تنظر له من منظار ثاني . نحت لينا تفكيرها بقرارها الجديد لأنها أصدرت حكمها ولا عاد فيه إي تراجع حتى وإن كان وجود وحدة في قلبه يكدرها لكن هي عندها ثقة بأنها تقدر تبعدها. نتيجة لحكمها التفتت لراكان بغنج وقالت بصوت هادي ناعم مليء بالعاطفة
    " غالي والطلب رخيص أي عطر اللي ما يعجبك "
    لاحظت الاستغراب في عين راكان بسبب تغير نظرتها و طريقة حركتها وكلامها أما هو فما حب أنه يشير لها عن هذا الشيء و قال
    "أنا أعرفه لو شميته لأنك تعطرت فيه مرتين "
    " أوكي طيب أنا أطلع لك العطورات اللي استخدمتها الفترة اللي راحت وأنت قل لي أي واحد فيهم "
    أفتحت لينا شنطت التجميل حقتها وطلعت كذا عطر وحطته قدامه وقالت
    " هممم أي واحد ؟ "
    بسبب تغيرها راكان حس بالإحراج ولأول مرة يكون خجلان منها لأنه ظن أنه ثقل عليها وقاعد يطلب منها تسوي شيء هي ما تبيه فقال
    " لا خلاص يا لينا ما عاد له داعي تعطري بأي واحد تبين وخلينا نروح لأبوي "
    مسكته لينا من ذراعه قبل يبعد وأنتبه راكان أن حركتها ما كانت عفوية مثل عادتها لأنها في الغالب تسحب يدها بسرعة أما الآن فشدت على ذراعه وتناظر في عينه بنظرة قوية ما هي مترددة وقالت
    " والله ما نروح لين تقول لي أي واحد فيهم "
    " أخاف أني قاعد أخليك تتركين عطر تحبينه والسبب أنا "
    " مهوب كل العطورات من اختياري في شيء من ذوق أختي عبير وأخوي ناصر وحتى لو كان من العطور اللي أنا أحبها فخير يا طير يعني غيره تسعين عطر "
    " لا خلاص ما له داعي "
    " أنا حلفت ولا عندي استعداد أكفر عن يميني "
    شافت في عين راكان تردد ما يساعدها أبدا و حاولت تستجمع شجاعتها لأن قلبها ينتفض مع كل حركة تسويها وهي تعتقد إنها حركة جريئة. دست يدها تحدت ذراعه وهي تسحبه جهة العطور وتقول
    " جد راكان بلا دلع أي واحد؟ "
    " ملزمه؟ "
    " إيه "
    " لازم "
    لينا تحاول تتصرف بطبيعتها المرحة
    " أفآ وأنا بنت خالد تردني "
    راكان يضحك منها وهو ما هو مصدق تصرفها وفي قلبه يخاف إنها بعد يوم أو يومين ترجع لوضعها الأول معه ويختفي كل هذا الجمال لكنه قال
    " ما عاش من يرد بنت خالد بس كان قلتي ما حد يرد حرم راكان "
    " ولا يهمك "
    قربت العطور منه فا شم عطر الأول " Bvlgari" ثم " Clinigue happy heart" وبعد ما مسك عطر “Jador ” وقربه من أنفه العربي المستقيم وهو مرخي أجفنه لينا احتبست أنفاسها لأنه عطرها المفضل وتحسه جزء من شخصيتها فقال راكان
    " عطرك هذا يعجبني تعطري منه على طول "
    قالت مبتسمة بارتياح
    " ما لقيت العطر؟ "
    كمل بحثه وشم عطر " Glamour" و "Sentiment "و "Lapidus " حتى يئست لينا لكنه فجأة عقد حواجبه وفي يده عطر وقال بصوت ثقيل وكأنه في كهف
    " كوكو شانيل "
    ابتسمت له و شفايفها تكشف عن أسنانها اللي أبدعها الخالق سبحانه وكانت المرة الأولى لراكان اللي يستقبل منها مثل هاذي الابتسامة الممزوجة بالحنان وتسمح له إنه يشوف كل هذا الجمال وتمنى لو إنها تضحك من غير أي قيود ويبقى هو يتأملها فقالت
    " خلاص أنا بأهدية لناس غالين علي "
    " لمن؟ "
    نظرت له بنصف عينها وأخذت منه العطر
    " أنت اليوم روعت شمس وللحين من جينا ما شفناها وعقابا لك لازم تعطيها العطر مع بطاقة محترمة و وردة حمراء إن قدرت وإن حطيت معها مبلغ سنع يبيض الوجه كثر خيرك "
    " وإذا ما سويت؟ "
    لينا بدلال ومسوية بريئة
    " بقول لأبوك إنك زعلتني "
    " لا فيها تهديد خلاص أوعدك بس نرجع من عند أبوي أشيلها فوق راسي و أدور فيها "
    كان يتوقع يسمع ضحكتها ويشوفها لكن ابتسامتها المشرقة كانت هي نصيبه وما عنده مانع يكتفي فيها إذا بقت في المستقبل على مثل وضعها هذا. لينا تمشي جنب راكان ورافعه أطراف فستانها النحاسي عن الأرض كانت متشوقة تشوف عمها اللي حبته من صوته ليلة زواجها ولأن وقتها كانت متوترة و ما رفعت عينها لأحد غير أخوانها تساءلت قد أيش راكان ورث من صافت أبوه لأنه واضح أنه ما أخذ من أمه إلا لون عينه الأسود. و صلوا عند باب المجلس فوقفت لينا ورتبت الشيفون الخفيف اللي يلتف حول خصرها ويتدلى للأسفل بارتفاعات مختلفة وأطرافه خيطت بالحرير وكأنه يشكل شلال في وقت الغروب وفي الجزء اللي يفترق فيه الشيفون إذا مشت وكشف عن القماش الحريري المزين بيد خبيرة و يظهر من عند الخصر أربع خيوط حرة طولها إلى نصف ساقها منظومة بالخرز. مررت لينا يدها عليها وقالت لراكان
    " أحس أنه ما يصلح ألبس هذا الفستان الحين "
    حط راكان يده حول أكتافها وقال
    "هو ما يتوقع تسلمين عليه إلا وأنت بها الشكل "
    "شكلي مرتب "
    " أحلى من القمر "
    ابتسمت وهي تقاوم خجلها و دخلت المجلس الواسع عشان تقابل أبو راكان وهي تسابق خيالها اللي رسم له صورة فريدة. شافته جالس وهو مستند على متكئ و تشخيصت شماغة بكاريه و تغطي الجزء العلوي من وجهه وهو مرخى رأسه لدلال قدامه. أنتبه لدخول لينا فا مسك عصاه و وقف مستند عليها وما حبت لينا تقول له يجلس مكانه وتسلم عليه لأنها خافت يعتبرها أهنه منها خصوصا وهي ملاحظة أنه ما كان ضعيف إلى درجه كبيره بحيث أنه ما يوقف إلا على عصا لكن واضح إنه متعود إن عصاه تكون معه خصوصا وهي تعرف إنه يملك غنم. الشبه كان قريب جداً ومع كثر الخطوط اللي انتشرت في وجهه إلا إنها عرفت إن الأب أكثر حده من ملامح ولده وأكثر جمال منه. بمختصر قول السعوديين إنه إنسان له شخصية وأكثر ما شد انتباهها له عينه الرمادية. كان للأب وولده نفس وسع العين ونفس النظرة الإلكترونية الغريبة ونفس الطريقة في النظر واللي تعبر عن النقد أو الاتهام واللي كانت لينا تتخيل إن راكان كان يتعمدها لكن واضح الآن لها إنها كانت فطرة وموروثة وسألت في نفسها إنها كانت تهاب نظرة راكان بسبب النقد الخفي اللي فيها فكيف لو فعلا وجه لها نظرة نقد وش ممكن تسوي معه. مد أبو راكان يده يصافحها فصافحته ورفعت نفسها على أطراف أصبعها لأنه كان طويل وقبلت رأسه في تقدير و احترام في حين راكان وقف ورى ظهر أبوه وصار مقابل لوجه لينا
    أبو راكان :- "وش لونك يا بنتي؟ "
    لينا:- "حمد الله يا عمي زان لونك "
    أبو راكان:- "وكيف حالك؟ "
    لينا :- " بخير طاب فالك وحالك الله يسلمك "
    أعجب أبو راكان بلسان لينا لأن معظم محارمه اللي في سنها ما يعرفون يردون عليه بمثل هذا الترحيب ثم فجأة فتح عيونه ولمع اللون الرمادي فيها وهو يقول
    "وش أخبار شوقك معك؟ "
    لينا كررت الكلمة في داخلها بدهشة "شوقي!" لأنها ما تذكر إنها سمعتها من أحد أو طريقة الرد عليها. انتبهت لحركة راكان اللي خلف ظهر أبوه وهو يأشر على نفسه و يبتسم لها بود. ناظرت في أسنانه الجميلة وركزت على حركت لسانه وهو يقول من دون ما يصدر صوت
    " أنا شوقك"
    وأدركت في هاذي اللحظة بذات إن راكان فعلا شوقها وحبها. تداركت لينا نفسها وقالت لأبو راكان اللي ما خفا عليه ترددها
    " شوقي ينعم بخير الله وفضله أنت وش أخبارك يا عمي عساك طيب؟ "
    " طيب طاب لونك "
    وفجأة قال
    " ولد وراك واقف و راي "
    راكان :- " سم يا بوي "
    تجاهله أبوه و قال للينا
    " أجلسي أجلسي وأنا أبوك "
    رجع هو لمكانه قدام دلاله وحط عصاه خلف ظهره وترك لينا تجلس قدامه لكن عن يمين وقبل يجلس راكان عن يسار أبوه قال أبو راكان
    "قم قم ،قم أجلس هنا وصب القهوة لبنت خالد "
    راكان فتح عينه بمزح للينا وجلس قدامها و الدلال بين يدينه وأخذ الدله و صب في الفنجال ومده على أبوه أللي أشر بيده أنه يعطيها للينا. أرخت لينا عينها وهي تشوف راكان يبتسم لها ويمد لها الفنجال وفي عينه نظرة هزل وهو يقول
    " تقهوي يا بنت خالد "
    أبو راكان وهو يعتزي:- " أخوك يا أختي ! أنت وش فيك على البنت بدال ما تقول لها يا عمري يا قلبي تقول يا بنت خالد "
    راكان فاهم أن أبوه يحاول يحرجه هو ولينا خصوصا بعد ما تركه وقال للينا
    " ما عليك منه, هو توه صغير ما يفهم إذا ضايقك ولا قال لك شيء علميني تراه رجال مودي "
    لينا ما فهمته ولا انتبهت للهجته فقالت
    " لا بالعكس يا عمي مهوب موذي "
    راكان ناظر في السقف وهو يبتسم لأنه عارف إنها ما استوعبت وأكلت المقلب. جلجلت في الغرفة ضحكت أبوه وهو يقول لها بمكر الكبار في السن
    "he’s moody man “
    حمر وجه لينا لما فهمت الموضوع و أخجلت من اللي قالته لكنها شافت راكان ما هو معصب فاسترخت أعصابها وهي تسمع أبوه راكان يقول
    "أنا كنت أحكي بالإنجليزي وأقول إنه رجال مزاجي "
    رمى بعجم التمر من فمه في طبق صغير قدامه وقال
    " أنتي وش تدرسين؟ "
    راكان :- " تدرس في كلية التربية قسم إنجليزي "
    أستند أبوه على المركى وحط يده على خده وألتفت لراكان اللي عن يساره وقال وهو يحرجه
    " أنا سألتك؟ "
    راكان :- " لا, بس هي زوجـتـ...."
    أبو راكان :-" أجل أسكت محد كلمك "
    لينا حمر وجهها أكثر وهاذي المرة ما هو خجل لكن عشانها خانقه ضحكتها أما راكان فكان متعود على أسلوب أبوه ولا قال إنه رجال عمره واحد ثلاثين و ما يصلح يعاملني كذا واللي كبر راكان في عين لينا أكثر أنه حتى وجهه ما بين عليه غير الرضا و الاستمتاع بكلام أبوه وطريقته. بداء أبو راكان يسألها عن حال أبوها وأهلها وإذا كان أبوها عنده غنم مثله ولأن لينا تتكلم مع أبوها وإخوانها كثير قدرت إنها تتجاوب معه وتتكلم في أي موضوع هو يطرحه وبحكم حبها لشعر بأنواعه الفصيح والنبطي قدرت تتماشي مع ذكره لأسماء الشعراء القدماء مثل الوقداني و أبو ذيب شالح القحطاني و أبن حميد و غيرهم و رددت على مسامعه شيء من الأبيات اللي تحفظها ثم تطرقت معه لتاريخ جمع بين الحرب والشعراء وأبو راكان يزداد تفاعله معها. راكان مع أنه مستبعد من الكلام وهو يصب القهوة لهم كل ما انتهت فناجيلهم إلا أنه مستمتع باللي يسمعه وهو مهوب متوقع حفظ لينا لمثل هذا الأدب الشعبي ولا تاريخ صراع القبائل. أخيرا هز أبو راكان رأسه وهو يستعيد ذكريات الأولين ثم قال لها وهو يبي يفتح معها موضوع ثاني بعد ما زاد إعجابه فيها
    " أقول يا بنتي "
    " سم يا عمي "
    " سم الله عدوك أنتي ذقتِ لبن غنمنا "
    لينا مستغربة
    " لا محد قال لي أنكم تسوونه "
    " ما هم قايلين لك هم ما يشربون غير لبن البقرة المصنع لبن الغنم ما يبونه "
    لينا تتكلم بصدق وهي تعرف إن أبو راكان مبسوط معها
    " عاد لبن الغنم هو الزين "
    " أجل أنتي تشربينه؟ "
    " أي والله أني أشربه كان أبوي يجيب الحليب من حلالنا ونسويه "
    راكان كان متوقع غير هذا لأن أخته أسماء وبنات أخوه سعيد وسعد وكل قريباته ما يحبون يشربون لبن الغنم عادا شمس وجاه صوت أبوه
    "راكان "
    " لبيه "
    " قم جب للينا لبن "
    راكان حس إنه طول الوقت هاذي هي شغلته إنه يقهوي ويخدم من غير ما يكون له أي دور ثاني في كلامهم غير إنه يتأمل لينا وعشان كذا قال بأدب
    " شوي لو دخلت بتشرب منه "
    " أنت ما عليك قم وهات اللبن "
    " يمكن لينا ما تبغي تشربه الحين بعد ما تقهوت "
    التفت أبو راكان لها وقال
    " تبين تشربين اللبن الحين ولا بعدين؟ "
    لينا تشوف راكان يتوسل لها فقالت
    " لا يا عمي نفسي فيه الحين"
    لما ألتفت عنها أبو راكان وقال لولده يقوم لينا حركت حواجبها بطريقة سريعة لراكان اللي بادلها الابتسام و هو يتوعدها فقال أبوه
    "يلله بسرعة stand up "
    وقف راكان وطلع ولينا تتأمله بحب ثم ألتفتت لأبوه وهي معجبة بالنغمة الغريبة في لغته الإنجليزية .
    أبو راكان :- " شفتي هاذي الصورة "
    رفعت لينا عينها لصورة الكبيرة المعلقة في وسط الجدار وأبو راكان يكلمها عن ذكرياته فيها. كانت صورة عائلية لأبو راكان وهو جالس على كرسي بحيث تشوف وجهه يلتفت لها وعليه ثوب أسود وفي حجره بنت صغيرة لابسه فستان أحمر داكان وعن يمينه ولدين وعن شماله ولد .عرفت لينا راكان بينهم لأنه هو الوحيد اللي ورث ملامح أبوه أما أخوه سعيد فأقرب ما يكون لأمه. دققت في وجه أبو راكان وهي مأخوذة بحدة و جمال ملامحه وبالنظرة الثاقبة في عينه تحت حواجبه اللي بينها عبوس خفيف. أعجبتها الأنفة والعزة عند أنفه والحزم والقوة في تعبير فكه لكن الغريب إن العين الرمادية لشخص اللي في الصورة لها روح لأن لينا شعرت بشيء غريب في داخلها وهي تحس إنه يشوف أعماقها بتركيزه على عينها. دخل راكان المجلس وفي يده كاس اللبن و شاف لينا وأبوه واقفين قدام الصورة .وفكر راكان إنه مرت مدة طويلة ما شاف فيها أبوه يوقف مع أحد قدام الصورة لكنه عرف في داخله وبيقين إن لينا تعني لأبوه شيء كثير وإلا ما كان أهتم يكلمها عن الصورة .
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  10. #30
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الفصل الثامن عشر


    بعد الغداء راكان طلب شمس لحالها وأعتذر منها زي ما طلبت منه لينا وهذا اللي ترك شمس ما تصدق نفسها لأن لينا ما قالت لها أي شيء. رجعت للينا اللي جالسة لحالها بحكم إن البنات كلهم طلعوا يتمشون في المشتل وقالت
    " أنا ما أفهم شيء! "
    لينا وهي تشوف الهدية بيد شمس
    " وش تفهمين؟ "
    " راكان كان قبل يتركني اليوم مهددني وقلت يمكن يعلع عيوني من راسي والحين يعطيني هدية وهو ما عودنا كذا؟! بالعادة يهاوش يصرخ يعفس الدنيا فوق تحت والحين ما أدري وش أقول! حتى كلامه مهوب هو و بصعوبه يطلعه ويقوله! وأنتي من اليوم ساكتة ولا تقولين شيء؟ "
    " أها أنا ما قلت لك أننا تصالحنا؟ "
    شمس وهي فرحانة لكن معصبه في نفس الوقت و خبطت ساق لينا وقالت
    " وليه ما قلت لي تاركتني على أعصابي من الصبح "
    لينا تضحك وتفرك ساقها
    " أح يا أختي حبيت أفاجئك ما قصدي! بعدين أحسن تستاهلين عشان ثاني مرة ما تتكلمين كثير "
    "هاذي خاتمتها؟ "
    "لا لا أمزح معك لا تزعلين كم عندي من شمس؟ "
    " لا جد أنتي اللي لا تزعلين عشان اللي قلته والله يا قلبي أني أسفه وأنتي عارفة أني ...."
    "لا عادي ما صار شيئ "
    ولما لاحظت شمس شرود لينا قالت
    "ماشي أنتي ليش متضايقة طالما أنكم تصالحتوا؟ "
    لينا مرتاحة بما إنها تصالحت معه لكنها معذبه في قلبها ونفسيتها تعبانه أكثر من قبل بعد ما عرفت إنها تحبه وتعشق الأرض اللي يشم هواها و لا قدرت تحتمل فكرة إنه في وحدة ثانية يفكر فيها مع وجودها هي في حياته. تبغي تكون هي الوحيدة في عالمه مثل ما هو الوحيد في عالمها. الخوف الخفي اللي في قلبها بسبب كلام نجلاء ما اختفى ولا راح يختفي إلا إذا عرفت إن اللي في قلب راكان إنسانه وحدة وتكون هي. في نظر لينا إن طريقة تصرفاته كلها تدل على أنه رجل محترم في كل أفعاله إلا في زواجه منها مسكت رأسها لو تقدر بس تمحي هاذي الذاكرة من مخها وللأبد. تحسرت أكثر وهي تتذكر كل الأحدث و لما تذكرت نصيحة ناصر اللي ما عملت فيها ندمت على كل لحظة أفسدتها بغبائها في وقت كان راكان يحاول يخليها شيء من الذكريات الحلوة اللي ممكن تتذكرها. كانت تتحرق عشان تسأل شمس السؤالين اللي يشغلون تفكيرها لكن الكلام معها في هذا الموضوع ما يجيب أي نتيجته بحكم إن ما يعرف الإجابة إلا راكان وصعب تسأله. قررت ما تضيق صدر شمس معها و جاوبتها على سؤالها
    "لا بس... يعني... تعرفين شيء طبيعي وحده تشتاق لأهلها بعد الزواج لأنها ماشافتهم، أقول لك شيء شمس بس عادي يعني؟ "
    " كلي أذان صاغية "
    " ترى الموضوع يتعلق فيك توعديني ما تزعلين؟ "
    " أوعدك وترى حنا ما نعرف الزعل "
    " مهوب سر كبير بينا بس أذكر أني سألتك إذا أنتي تهتمين لمحمد إلى الآن وقلتي لي لا. أنا اليوم بس أجزم أنك تكذبين . هو يهمك بس أنتي قاعدة تكابرين و خايفه! "
    شمس بتوسل
    " لينا وش الفايده من كل ها الكلام؟ "
    " ودي أسأل ...أنتي بترجعين له؟ يعني.... لو تقدم لك مرة ثانية! "
    شمس وهي تغالب مشاعرها
    "هو الموضوع أنتها من زمان خلاص "
    " مرة قلتي لي أن بين محمد وبين راكان قرابة بس أنا نسيت. وش كانت صلة القرابة بينهم ؟ "
    " شفتي أبو راكان "
    " أها "
    " أمه تصير خالة محمد يعني هو وأبو راكان عيال خالة "
    لينا تفكر لأمد بعيد إذا فيه أي طريقة وأمل تصلح الأمور وتجبر بقلب شمس
    "أها يعني محمد و راكان يصيرون عيال خالة بعد. طيب كيف علاقتهم مع بعض قوية و لا بينهم ....."
    وفجأة قاطعتها شمس اللي تجلس قدامها وقالت بانفعال وبصوت مرتفع مثل عادتها
    "صدق وش أخبارها تصدقين مشتاقة لها توقعت إنها نستنا "
    فهمت لينا حركت شمس لأنهن تعودن على مثل هاذي الحركة و أي وحدة تقلب الموضوع فجأة فهو دلاله على وجد شخص غير مرغوب فيه يسمع اللي يقال و ما على الثانية إلا أنها تتكلم بنفس الانفعال وتوافقها في كلامها فقالت لينا وهي ما تقدر تجاري انفعال شمس لأن في داخلها شيء ثقيل تعجز تفسره
    "أيه و أنا بعد توقعت تنسانا بس طلعت أصيلة و تراها تخصك بالسلام "
    "يا قلبي الله يوفقها ما تزوجت إلى الآن؟.... "
    ثم قطعت شمس جملتها وقالت
    "حيا الله من جانا تعال أجلس "
    وقف راكان مكانه فتره بسيطة ثم تقدم وقال
    "وين أمي؟ "
    شمس:- "داخل مع جدتك "
    أنتقل للينا وقال
    "جهزتي شغل الطلعة؟ "
    لينا بهدوء:- " كل شيء جاهز"
    شمس:- "على وين النية بتطلع أنت والشباب؟ "
    راكان أساسا متفق مع لينا أنهم يطلعون لوحدهم لكن حب يجادل شمس
    " الجو حلو قلنا نطلع أنغير جو نترك البنات يخذن راحتهن"
    شمس:- " أيــه يـبـلــــــغ والله من النذالة اللي فيكم خلونا نطلع حنا و أجلسوا أنتم هنا ترى ما جينا هنا عشان نقعد بين أربع جدران؟ و أنتي لينا تكلمي و قولي شيء لزوجك أنتي بعد تبين الطلعة "
    راكان يمزح:-" خالتي شمس لا تحرضين زوجتي علي وبعدين أنا كنت مقرر أخذك أنتي وهي معي بكرة لكن عقاباً لك بأخذها لحالها "
    وقفت شمس و حطت يديها عند خصرها وقالت وهي تبادله المزح
    " شف شف الولد لا تهددني ترى أنا خالتك وماني مترجيتك وبعدين أنا أعرف لينا قبلك من يوم أعمارنا 16 سنة ومهيب تاركتني"
    راكان:-"ما عندك غير ذا الاسطوانة اللي دبلت كبدي! دوري جديدة غيرها"
    شمس:-" المهم عندي أني أنا ولينا ما نفترق, صح لينا ؟ "
    كانت لينا تبتسم مع كآبتها ولما حول الكلام لها وناظرت في ملامح راكان الهادية حست بشعور غريب وقالت لشمس وهي تحاول تقلد مرحها
    " صح أنتي أختي ورفيقة دربي وتوأم روحي و ما أروح وأخليك يا نروح سوى ولا نقعد سوى "
    قفزت شمس باتجاه لينا وقبلتها وقالت
    "بعدي والله وفيه "
    شاركتها الابتسام وهي تقول
    "دوم "
    قاطعهم هاذي المرة راكان يمزح وهو ملاحظ ألكدر في وجه لينا
    "هيه أنتي أصحي متزوجك عشان تقابليني أنا ولا عشان ذا الشمس وبعدين توأم روحي هاذي أنصحك تسحبينها لا أرتكب جناية "
    لينا سبقها لسانها باللي يشغل قلبها :- " أتوقع إن شمس كان أكبر أغراء عشان رضيت فيك "
    فهم راكان مغزى كلامها وعشان يغير الموضوع إلي وصلوا له وتروح الغيمة السوداء اللي مرت التفت لشمس وقال
    " أنتي شمس أنتي؟ أظنك شمس المعارف مهوب شمس"
    شمس شهقت بتصنع لأنه سماها بأكبر كتاب لسحرة وقالت
    " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله علي الرحمن الرحيم من كتب الدجالين أنا الشمس وش يعرفني بذا الخرابيط؟ "
    راكان:-" أوريك أنتي أللي ساحرة زوجتي ومخليتها تفضلك علي "
    ودون سابق إنذار قرب من شمس و رفعها عن الأرض ودار بها وشمس تصرخ بصوت مرتفع فا جت أم راكان مسرعه بتجاه الصوت وشافت راكان يدور بشمس و لينا تضحك عليهم
    أم راكان معصبه :- "بس الله يرج شياطينكم مسوين إزعاج يقوم العفاريت من مكانها وأنت ما تبطل حركاتك نزل خالتك على الأرض "
    ثم وجهت كلامها للينا
    "وأنتي يا لينا عاجبك الوضع ما تأدبين زوجك اللي مقلقنا من أخذك وهو مستخف ما عاد هو بصاحي"
    راكان وهو يبتسم من كلام أمه نزل شمس على الأرض وهي في حاله يرثى لها في حين لينا قالت لأمه تمازحها
    "خليها من قال لها تتكلم في أمور عائلية وتدخل بيني وبين زوجي؟ وبعدين بيني وبينك يا خالة شكلها يفطس من الضحك ".
    ومع شعورها بهمها يخنقها ضحكت وهي تحط قبضت يدها قدام فمها فقالت شمس وهي تضحك معها و وجهها أحمر
    "هاذي خاتمتها قال وفيه قال! أقول روحي هناك ولا أقول راكان نخيتك ما نخيت رخوم "
    راكان يضحك:-" وش تبين؟ "
    شمس :- "قل تم "
    راكان:- "على حسب الطلب أشوف "
    شمس:- "لا يعجبك بعدين أنا قلت نخيتك! "
    راكان:- "خلاص دخلتي أطلبي وأمرك يلبى تم "
    شمس:- " شل لينا ودور فيها ودوخها مثل ما دوخت راسي"
    كان وجهه راكان ما يعبر عن شيء لكن اللي لينا متأكدة منه أنه ما يقدر يلعب معها بمثل هاذي الانطلاقة لأن الجروح اللي بينهم ما التأمت بالكامل عشان كذا بقت في مكانها مطمئنة وبثقة وقالت تبعد عنه الحرج
    "أنا ما غلطت مثلك يا قلبي "
    أبتسم راكان باحتيال وقال وهو يقرب منها وفي عينه مكر
    "لا يا شيخه ما سويتي؟ "
    ارتبكت لينا وهي في مكانها وقالت والشك في عينها
    "أنا وش سويت؟ "
    "من قال لك تضحكين على خالتي حبيبتي شمس كم عندي شمس أنا؟ "
    قالت شمس بمكر
    "يبلغ يبلغ واضح الغلاء عندك بسم الله عليك أشوفه طالع من عيونك, أخلص علي شلها "
    أسرع راكان جهت لينا لكن هي قفزت من مكانها و اختفت خلف ظهر خالتها أم راكان
    "دخلت يا خالة دخلت عليك "
    صارت العجوز بينهم ولينا مثبته يديها على كتف خالتها و راكان يقوم بمناورات مع أمه حتى إن حماسته زادت عشان يشيلها ويبعد سحابة الحزن اللي يعرفها عن وجهها .والأجمل انه حس بالسعادة في هذا الجو المرح لإنها المرة الأولى اللي يمزح فيها مع لينا ويشوفها تتعامل معه من دون حذر أما هي فكانت تصيح من الخوف فقالت العجوز لراكان
    "خلاص أدخلت أدخلت يا راكان "
    "السموحه بس زوجتي وأنا حر "
    "أقول لك أدخلت علي "
    " يعني بتصيرين أطيب مني على اللي يدخل عليك؟ أنا بعد دخلت علي شمس "
    التف بسرعة من يمين أمه وما انتبهت لينا إنها لفت خالتها معها واتخذتها حاجز لكن راكان مد يده من خلف ظهر أمه ومسك يدها فا صرخت لينا
    "راكان تكفى الله يخليك لا "
    لا زالت يدها متشبثة بالعجوز التي تخلت عنها وخافت على طرحتها لا تتقطع بين يدين لينا اللي تشدها بقوة وكانت شمس تضحك و تشجع راكان. وما كانت غير ثواني إلا وهي محمولة بين ذراعه و لا إراديا لفت رقبته بذراعها لأنها خايفة تطيح على الأرض بسبب سرعة راكان اللي ما صار يملا إذنه وعالمه غير لينا وصراخها وهو يدور فيها. تعب راكان من كثر ما لف فيها فا هدا ووقف وهي للحين بين يدينه و وجهها أحمر بشكل غير طبيعي وشعرها متناثر عليه بسبب لفات راكان السريعة. مع إنها تتمنى تبقى على وضعها معه إلى الأبد إلا أنها تبغى تكون لوحدها عشان تبكي وتفرغ المشاعر المتلاطمه اللي في قلبها وترتاح منها
    لينا برجاء :- " نزلني راكان "
    شمس تضحك:- " لا لا لا ..لا تنزلها خلها كذا "
    راكان بدهاء:- " إذا قالت شمس نزلها أنزلك "
    لينا :- "راكان مهوب حلوة يجون البنات ويشوفنا كذا "
    شمس :- "وخير يا طير زوجته وبعدين هن متعودات عبد الله دايم يفحط فيهن "
    لينا ارتبكت لأنها حست بعضلات راكان تنقبض ولاحظ هو توترها يوم قالت بتلعثم
    " راكان البنات بعضهن صغيرات ما يفهمن زي منال وتهاني ,نزلني قبل ما يجون "
    نزلها وهو يحس بكل دقات قلبها و ارتجاف جسدها وتعبها النفسي ومهما حاولت تخفي داخلها هو يحس فيه. صار يعرف تعبير وجهها حتى السريعة منها ما تغيب عن عينه. يعرف متى تعانده متعمده ومتى تكون باردة وحذره ومتى تكون زعلانه و معصبه ومتى تكون سعيدة و مرتاحة ومتى تكون متضايقة وحزينة يعرف الهم في عينها و أيش معناه يعرف الكآبة والكدر حتى لو كانت تبتسم وتضحك عشان تخفيه يفهم لمعان عينها وتحرك جفنها حتى ارتعاشه شفايفها الخفي. يعرف كل شيء عنها ويحفظه ويلمسه ويفهمه وقبل كل شيء يحسه بروحه وقلبه وغريزته حتى لو إنها ما بينت لأحد عنه. عدلت لينا جلابيتها ورتبت شعرها فتأكد وهو يدرس وجهها إنها تتمنى تكون لحالها لكن ما رضا يتركها على هاذي الحاله ويلغي طلعتهم خصوصا وهو ما عنده عذر مقنع و لان وجوده معها لحالهم ما يساعدها قال لشمس
    " شمس أنا كنت واعد لينا أطلعها اليوم لجبل أحسن من اللي رحتي له أنتي وأسماء وش رأيك تروحين معنا؟ "
    شمس بدهشة :- " لا معليش أنا في الرياض رميت وجهي عليكم أما الآن أسمح لي موقعي من الأعراب خطاء "
    راكان:- " عن فلسفتك بتروحين معنا غصب عنك وإذا رفضتي بحطك في السيارة بنفسي "
    لينا ارتاحت لكلامه لأنها ما تقدر تجلس معه من دون ما يكشف اللي عندها و وجود شمس بيمنع أي مواضيع خاصة ممكن تطرح, فقالت بحماسه
    " شمس تعالي معنا والله الطلعة ما تسوى من دونك "
    راكان :- " شفتي حتى لينا تبيك ما عاد لك عذر دام إن ثنينا نبيك معنا، هاه وش قلتي؟"
    شمس بعدت عنهم و هي في طريقها عشان تطلع وتترك الغرفة لهم لأن اقتراحهم غير مرحب فيه بنسبة لها. هم في الشهر الأول من زواجهم ولا تبغى تدخل في حياتهم قبل ما يستمتعون فيها لوحدهم . قالت وهي على وش توصل الباب
    " هزلت! و بعدين أنا عندي شغل مقدر أخلي أمي لحالها. طلعة ثانية إن شاء الله"
    مشى راكان جهتها وقال بأمر ما يقبل الرد وصوت رجولي خطير
    " لحظة لحظة تعالي هنا إذا أنا أكلمك ما تمشين إلا لين أخلص كلامي زين هذا أولا، ثنين أنا ما علي من أي شيء تقولينه مع صلاة العصر بنمشي على طول وإن كان مرادك جدتي أنا بكلمها "
    ثم ألتفت يكلم البنتين مع بعض وهو يحاول إنه يخفف من جو التهديد اللي وجهه لشمس
    " أسمعني مع صلاة العصر إن لقيت وحدة فيكم ما هي جاهزة شغلها بيكون معي واضح ويا ليت تلبسن شيء يسهل المشي لأني بسوي لكم تمرين مكثف إن ما خليتكم ترقون الجبل ما أكون أنا راكان. علم "
    شمس وهي مستغربة طريقته :- "علم "
    راكان :- "أنا بروح أشوف أبوي ولا تنسن مع صلاة العصر أشوفكن واقفات عند الباب "
    بعد ما طلع وتركهن لينا صحيح ما ودها إن راكان يضغط على شمس لكن الشيء هذا أسعدها وهي تشوف إجباره لها فيه شيء من الطيبة أما شمس فا من دهشتها قالت
    " أقول لك شيء أنا ما أدري إذا قد قلته لك ولا لا؟ الولد هذا من تزوجك وهو متغير وعلى وشك يستخف "
    " من أي ناحية متغير؟ "
    " من كل النواحي أسلوبه طريقته في الكلام ما دري أحس أن كل شيء فيه تغير "
    " للأحسن ولا للأسوأ؟ "
    " لا والله للأحسن لو دارين كان خطبناك له من زمان "
    " مهوب لها الدرجة عاد "
    " والله أني جادة حنا كلنا نحب راكان بس كنا نخاف من ردة فعله إذا قلنا أي شيء يمكن أنا الوحيدة ترى اللي تتكلم مع راكان و تراده مع أني أعرف أنه ما يحب ها الشيء لكن بما أن قاعدتنا أنه ما فيه شيء شين إلا ويتغير كنت أتحمل اللي يجيني. قبل كان أما يسفهني أو يهزأ أو أنه يطلع معصب ولا أشوفه وبعدين نتقابل ولا كأن شي صار والحين لا! إذا رديت عليه أو جادلته يعطيني وجه وإذا غلط علي يعتذر و لا قبل شوي معطيني هدية بعد! والله لو أقول للبنات ما يصدقوني "
    "لا تقولين لهم خلينا نشوف إذا هم لاحظوا تغير فيه ولا لا؟ "
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-12-2016, 11:32 PM
  2. لا ترفع الأطفال الصغار من أيديهم إلى أعلى
    بواسطة هدى الرحمان في المنتدى منتدى الطفل - الرضاعة - التربية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 21-12-2011, 09:18 AM
  3. توتنهام يتفوق على تشيلسي ويضم بينار من ايفرتون
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الرياضة العربيه والعالميه
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-01-2011, 07:27 AM
  4. الجزيرة تزور فلسطينية أهينت بالأسر
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-10-2010, 05:26 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك